لا يقتصر بحث الأهلى اليوم على نتيجة مباراة أو نقاط كاملة أو حتى الصعود فى ترتيب جدول بطولة الدورى المصرى المحلى بعد العودة إليها ، لكنه يبحث عن نفسه .. يبحث عن لاعبيه وقوته وجبروته الكروى ، يفتش عن الحماس المفقود والرغبة الكبيرة فى الفوز والتألق .. بل ربما ستكون مباراة بتروجيت بمثابة الخطوة الأولى نحو قراءة مستقبل فريق النادى الأهلى بأكمله ، فبعد الخروج الإفريقى المحزن – حتى ولو كان حكما تسبب فيه عن عمد وبشكل سئ – ، يسعى الأهلى وبكل قوته إلى التغلب على العديد من الأخطاء التى تجلت وبوضوح طوال مشواره الإفريقى غير الناجح .. وعليه ، فإن مباراة اليوم هى فقط بداية ، إما لتوهج وتألق جديد أو استمرار الخفوت والانكسار .. أو لعل الأهلى جمهورا وإدارة وجهازا ولاعبين ينتظرون فى لقاء اليوم ، شئ ما !
خروج إفريقي توقعه كثيرون وبات ماضيا قريبا لا يجب التوقف عنده كثيرا فى هذه المرحلة ، ولكن هذا لا يمنع دراسته بعناية وهدوء ومعرفة خبايا ما حدث فى البطولة ، وتحليل كل ثانية فيها من أجل تفادى مثل هذه الأخطاء مستقبليا بالإضافة إلى دراسة نقاط القوة فى الفريق لمحاولة دعمها بشكل أكبر .. وليتنا نتخلص من عادة أن نلقى كل شئ خلف ظهرونا بدون حتى قراءة سطوره بعناية ولو حتى على السبيل الدراسة العلمية للاستفادة منه فى المستقبل القريب والبعيد ... وعندما يواجه لاعبو الأهلى منافسهم القوى ومدربه المخضرم ، سيكون عليهم تقديم أفضل ما عندهم رغبة فى مصالحة جماهيرهم التى تعى أن الكرة فوز وهزيمة ولا يمكن أن يظل فريقك فوق القمة دائما حاصدا كل البطولات ، وإلا لما كانت متعة الكرة ..
الكابتن حلمى طولان المدرب الكبير ربما سانده التوفيق والحظ فى أن تتوقف المسابقة لمعالجة بعض أخطاء فريقه ومحاولة إعادة مسيرته نحو القضبان لاستعادة سمعة وصيت كبيرين حصدهما الفريق منذ صعوده إلى الدورى الممتاز وحتى فترة قريبة ، خسر الفريق بعض لاعبيه المميزين بالإضافة إلى تراجع نتائجه ومستواه أحيانا وبشكل متذبذب ، ولم يحقق أبدا ما توقعه له الجميع بعد أول موسمين له .. وهذه المرة يتواجد طولان على رأس جهازه الفنى لقيادة الفريق نحو منطقة هادئة فى جدول البطولة وربما سعيا لما هو أكبر ، وإن كانت نتائجه حتى الآن توضح أن أفضل ما يمكن تقديمه هذا الموسم هو البقاء فى البطولة واستعادة لاعبيه لجزء من مستواهم ولتكن فى بطولة كأس مصر الفرصة الأكبر ..
بينما لن يكون أمام الكابتن / حسام البدرى سوى منح الفرصة لأكبر قدر من الوجوه الجديدة التى يحتاجها الفريق وبشدة لتجديد دماءه بشكل حقيقى وإنعاش الفريق كله وتقديم مستوى أفضل من الفترة السابقة ، وبالتأكيد سيكون هذا بحساب وبشكل تصاعدى حسب أداء هؤلاء الجدد ونتائج الفريق ، بينما أتفق كثيرا مع الآراء التى تحدثت وأسهبت فى التعليق على مستوى بعض كبار نجوم الفريق ، وهو أن أغلبهم يحتاج بالفعل إلى فترة من الراحة السلبية ، حيث تلاحمت فترات ربما تقترب من السنوات الأربعة بشكل يحمل عبء كبير للغاية عليهم ، وهم فى النهابة بشر وليسوا ماكينات آلية تعمل بلا توقف .. وليت الأمر يسير بشكل متزن ومدروس بحيث يستعيد الكبار عافيتهم البدنية والذهنية والفنية وفى الوقت نفسه تصقل إمكانيات شباب الفريق لتعود عجلة الانتصارات للدوران مرة أخرى !
وضع الفريقين فى جدول الدورى
الأهلى الذى يحتل المركز الثامن ( مؤقتا ) بعد أن حقق الفوز فى 3 مباريات وتعادل فى اثنتين ، يتبقى له 3 مباريات مؤجلة فيها الكفاية لو تحققت نتائج إيجابية ليتقدم الفرق وبقوة نحو الصدارة ، ولن تكون المهمة سهلة أبدا وسط بطولة قوية وفرق لا تخشى أى أسماء ولا تاريخ ، فالملعب هو الفيصل الوحيد بين كل متبارزين كرويا وهو بالفعل لا يعترف إلا بالجهد والتركيز .. والفروق الفنية أولا قبل المهارية ، وفى ظل ظهور حتى الصاعدين حديثا بهذا الشكل المميز فما بالنا بالفرق المخضرمة فى البطولة والتى تمرست على اللعب مع الكبار ...
وبتروجيت يسعى للتقدم أكثر على حساب الأهلى ومحاولة استغلال ما ستوقعه البعض من انخفاض مردود لاعبيه عقب الخروج والهزيمة الإفريقية أو لعل الإرهاق الكبير ذهنيا وبدنيا قد يؤثر عليهم ، محاولا هو الآخر الخروج من عباءة النتائج غير المرضية ، حيث حقق الفوز هو الآخر فى 3 مباريات بينما تعادل فى مثلهم وخسر مبارتين محتلا المركز السادس ( مؤقتا أيضا ) ولا يضمن الاستمرار فى المقدمة لو استمر منحنى النتائج بهذه الهيئة !
تاريخ مواجهات الفريقين فى الدورى
التاريخ السلبى يطارد فريق بتروجيت دائما حيث فشل فى الفوز على الأهلى طوال كل مواجهاته فى الدورى الممتاز مهما كان مستوى الفريقين ومهما كان مركزيهما ، وهو امر يشكل عبء نفسى عليهم يجب استغلاله أيضا كرويا فى الملعب .. وبعد 6 هزائم وتعادلين و 20 هدف فى مرمى بتروجيت مقابل 6 أهداف فقط لصالحهم ، لا يدرى جهاز بتروجيت أو لاعبيه ، هل تكون تلك المباراة فى هذه الأجواء فرصتهم الكبرى لتحقيق أول فوز تاريخى لهم على كبير الكرة المصرية .. أم يستيقظ المارد الأحمر ويخرج من كبوته على حساب من اعتاد الفوز عليه دائما !
كل أمنياتنا لفريق الأهلى بالتخلص السريع من الآثار الإفريقية وتحقيق فوزا هاما جدا فى هذه المرحلة ، وبالتوفيق أيضا لفريق بتروجيت المميز
ghign dfpe uk az lh hlhl fjv,[dj pfdf