محمدًا ,
لقد ,
الله ,
الاحتفال ,
التحذير ,
بالمولد ,
بالتوحيد ,
بدعة ,
بعث ,
صلي ,
عليه ,
عزَّ ,
نبيَّنا ,
نجم ,
وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان، وسلّم تسليمًا .
أما بعد:
أيها المؤمنون، اتَّقوا الله تعالى واشْكروه على ما مَنَّ به عليكم أن بعث فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياته ويزكِّيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة، رسولاً أخرجكم الله به من الظلمات إلى النور: من ظلمات الجهل إلى نور العلم، ومن ظُلماتِ الشرك والكفر إلى نور التوحيد والإيمان، ومن ظُلماتِ الجور والإساءة إلى نور العدل والإحسان، ومِنْ ظُلماتِ الفوضى الفكريَّة والاجتماعية إلى نور الاستقامة في الهدفِ والسلوك، ومن ظُلماتِ القلق النفسي وضيقِ الصدر إلى نور الطمأنينة وانشراح الصدر، +أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ"[الزمر: 22]،+كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ"[إبراهيم: 1-2] .
لقد بعث الله نبيَّه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - والناس يتخبّطون في الجهالاتِ والضلالات، ففتح لهم به أبوابَ العلم في معرفة الله وما يستحقه من الأسماء والصفات وما له من الأفعال والحقوق وأبواب العلم في معرفة المخلوقات في المبدإ والمنتهى والحساب والجزاء، قال الله عزَّ وجل: +وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ"[المؤمنون: 12-16]، مَن الذي علّمنا هذا التطور منذ خُلق الإنسان إلى يوم البعث إلا الله - عزَّ وجل - في الوحي الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم .
وفتح الله لعباده بما بعثَ به نبيَّه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أبواب العلم في عبادة الله والسير إليه، وأبواب العلم في السعي في مناكب الأرض وابتغاء الرزق بوجهٍ حلال، فما مِنْ شيء يحَتاج الناس إلى معرفته من أُمور الدين والدنيا إلا بَيَّن لهم ما يحتاجون إليه فيه حتى صاروا «على طريقة بيضاء نقيّة؛ ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك»(1) ولا يتيهُ فيها إلا أعمى القلب .
أيها المؤمنون، إنها لَنِعمةٌ كبرى، علينا أن نحمدَ الله عليها وأن نتمسَّك بما جاء به نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن نَعضّ عليه بالنواجذ؛ حتى لا يذهب إلى غيرنا فإن الله يقول: +وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ" [محمد: 38]، ويقول: +فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ" [الأنعام: 89] .
لقد بعث الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - والناس منغمسون في الشرك في شتى أنواعه: فمنهم مَن يعبدُ المسيح ابن مريم، ومنهم مَن يعبد الأصنام، ومنهم مَن يعبد الأشجار، ومنهم مَن يعبد الأحجار حتى كان الواحد منهم إذا سافرَ ونزلَ أرضًا أخذ منها أربعة أحجار، فيضع ثلاثة منها تحت القِّدر وينصبُ الرابع إلهًا يعبده .
هكذا عقول الخلق قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، حجر يؤخذ من الأرض بل أربعة أجحار تؤخذ من الأرض: ثلاثة منها تحت القدر مناصب له وواحد يُنصب إلهًا يُعبد.
فأنقذَهم الله برحمته، أنقذَهم الله بهذا الرسول من هذه الهوَّة الساحقة والسَّفه البالغ من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن، فحقَّقَ التوحيد لرب العالمين تحقيقًا بالغًا وذلك: بأن تكون العبادة لله وحده يتحقَّق فيها الإخلاص لله بالقصد والمحبَّة والتعظيم، فيكون العبد مُخلصًا لله في قصده، مُخلصًا لله في محبَّتهِ، مُخلصًا لله في تعظيمهِ، مُخلصًا لله في ظاهرهِ وباطنهِ، لا يبتغي بعبادته إلا وجه الله والوصول إلى دار كرامتهِ، +قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ"[الأنعام: 162-163]، +وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ"[الزمر: 54]، +وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ"[البقرة: 163]، +فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا"[الحج: 34]، هكذا جاء كتاب الله وتلَتْهُ سنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتحقيق التوحيد وإخلاصه وتخليصِهِ من كل شائبة وسدِّ كل طريق يمكن أن يُوصل إلى ثلمِ هذا التوحيد أو إِضعافه؛ حتى إن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «ما شاء الله وشئت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أَجَعَلْتَني لله ندًّا، بل ما شاء الله وحده»(2)، فأنْكَرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - على هذا الرجل أن يَقرِنَ مشيئته بمشيئة الله بحرفٍ يقتضي التسوية بينهما، وجعل ذلك من اتخاذ النِّد لله عزَّ وجل، واتخاذ النِّد لله تعالى إشراكٌ به .
وإنني بهذه المناسبة أُحذِّر بعض الناس الذين يضعون على جدرانهم لافتاتٍ مكتوب عليها من الجانب الأيمن «الله» ومن الجانب الأيسر «محمد» حذاءً بحذاء؛ أي: وزنًا بوزن فيساوون النبي - صلى الله عليه وسلم - بالله عزَّ وجل، وهذا نوعٌ من الشرك، وتعليق هذه اللافتات من أصلِه بدعة لا أصل لها من الشرع ما اتَّخذها الصحابة ولا التابعون .
وحرَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يَحلف بغير الله وجعل ذلك من الشرك بالله فقال صلى الله عليه وسلم:«مَن حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك»(3)؛ وذلك لأن الحلف بغير الله تعظيمٌ للمحلوف به بما لا يستحقه إلا الله عزَّ وجل، فلا يجوز للمسلم أن يقول عند الحلف: «والنبي»، أو «وحياة النبي»، أو «وحياتي»، أو «وحياة فلان» أو «والوطن» أو «والقوميَّة» أو ما أشبه ذلك، بل لا يَحلف إلا بالله وحده أو يَصمت عن الحلف .
ولما سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يلقى أخاه فيسلِّم عليه أَيَنْحَني له ؟ قال: لا، فمنَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - من الانحناء عند التسليم؛ لأن ذلك خضوعٌ لا ينبغي إلا لله رب العالمين، فهو سبحانه وحده الذي يُركع له ويُسجد، وكان السجود عند التحيّة جائزًا في بعض الشرائع السابقة ولكن هذه الشريعة الكاملة شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - منعت منه وحرَّمته إلا لله وحده .
وفي الحديث أن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قدِم الشام فوجدهم يسجدون لأساقفتهم - يعني: زعماءهم - وذلك قبل أن يُسْلم أهل الشام، فلمَّا رجع معاذ سجدَ للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما هذا يا معاذ ؟ فقال: رأيتهم يسجدون لأساقفتهم وأنت أحقُّ أن يُسجد لك يا رسول الله - يعني: أحق من أساقفتهم بالسجود -فقال النبي الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا»(5)من عظم حقِّه عليها .
وروى النسائي بسندٍ جيِّد عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن ناسًا جاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله، يا خيرنا وابن خيرنا وسيِّدنا وابن سيِّدنا، فقال النبي الله صلى الله عليه وسلم: قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أُحبّ أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عزَّ وجل»(6)، هكذا قال صلى الله عليه وسلم:«أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أُحبّ أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عزَّ وجل» مع أنه صلى الله عليه وسلم خير الخلق وسيِّد الخلق بلا ريب لكنَّه خاف أن يستهويهم الشيطان فيوقع في قلوبهم الغلو حتى يرفعوا نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - ورسوله فوق منزلته وهي العبودية والرسالة حمايةٌ لجانب التوحيد وسدٌّا لِطُرقه الموصلة إليه قوليةً كانت أم فعليَّة .
ولقد سمعتم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكرَ على مَن قال: ما شاء الله وشئت، وقال: أجعلتني لله ندًّا، فإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكر على مَن قرن مشيئته بمشيئة الله بحرفٍ يقتضي المساواة، فكيف بِمَن جعل المشيئة للمخلوق وحده دون الله غلوًّا ومدحًا حين قال بعض الشعراء يمدح مَن يخاطبه، يقول:
ما شئتَ لا ما شاءت الأقدارُ
يتبع
gr] fue hggi - u.~Q ,[g kfd~Qkh lpl]Wh wgn ugdi ,sgl – fhgj,pd] hgjp`dv lk f]um hghpjthg fhgl,g] wgd k[l