لماذا نتزوج ؟!
(من سلسلة الشباب و الزواج للشيخ هاني حلمي)
نبتدي بالحلم الجميل اللي بيفكر فيه كل شاب وفتاة ، حلم الفرحة والسعادة ، حلم الأسرة والاستقرار ، حلم السكن والراحة النفسية ، حلم المودة والرحمة والألفة .
والله فعلاً الزواج آية من آيات ربنا سبحانه وتعالى ، ونعمة ما بعدها نعمة .
الله سبحانه وتعالى يقول :
((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون)) [الروم: 21].
فلو تفكرت لعلمت أن الزواج من أعظم النعم والقربات عند رب العالمين .
الزواج في الإسلام عبادة من أعظم العبادات بل الزواج أفضل من الانقطاع لنوافل العبادات.
يعنى : [ اتزوج ولا أفضل سنتين ثلاثة أظبط دينى وأظبط أحوالى]
المسألة مينفعش يتجاب عليها علطول كده ويتقال جواز أو لاء ظبط احوالك
لكن..
بالشكل العام هناك فرق نريد فى البداية نظبط الامور كلها
هناك فرق بين الحكم والفتوى أنت ممكن تيجى تسألنى ياشيخ انا ظروفى .....كذا اتزوج ام لا ؟
ممكن افتيك وأقولك تزوج ، يجى واحد تانى يقولى ابجديات ومفرادات أخرى ظروف تانية أقولك لاء أصبر شوية اقعد سنة كده ظبط فيها أحوالك
فالزواج من حيث الحكم مش الفتوى
من حيث الحكم الزواج أفضل من الانقطاع لنوافل العبادة لأسباب كثيرة .
قال ابن القيم في " بدائع الفوائد " ذكر إن الزواج أفضل من الانقطاع لنوافل العبادة .
(1) أن الزواج سنن الأنبياء والمرسلين :
وربنا سبحانه وتعالى لا يختار لأنبيائه إلا الأفضل أليس هم صفوة خلق الله طب دول كانوا يتزوجوا ام لا يتزوجوا ؟! الغالبية العظمى منهم كان متزوجاً إلا سيدنا يحيى لأمور خص الله سبحانه وتعالى إمتن على الانبياء بذلك .
فقال تعالى : " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً " [ الرعد : 38 ].
وقال في حق سيدنا آدم :" هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا "
اذن كانت سنه الانبياء والمرسلين .
وهناك معنى : - واقتطع من زمن كليمه (سيدنا موسى) عشر سنين في رعاية الغنم مهر لابنة العبد الصالح ومعلوم مقدار هذه السنين العشر في نوافل العبادات .
ده يبقى الزواج حاجة عظيمة اوى .
قال تعالى على لسان الرجل الصالح :" قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيل " .
أهل التفسير قالوا : أن سيدنا موسى أخذ بأعظم الأجلين ،لأن هكذا شأن الانبياء.
النبى محمد صلى الله عليه وسلم يحبب له هذا الامر ويجعله صلى الله عليه وسلم يموت عن تسعة نسوة ويقول هو صلى الله عليه وسلم كما فى الصحيحين
(أما والله إنى لأخشاكم لله وأتقاكم له لكنى أصوم وأفطر وأصلى وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى ) .
يبقى ده اول معنى ليه الزواج مقدم لأنه سنة الانبياء والمرسلين.
الأمر الثاني أن أن الزواج هو السنة والعزوبة ليست من الإسلام
يعنى الواحد يختار إن هو يبقى أعزب هذا ليس من الاسلام فى شىء
لما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم كما عند ابن ماجه وصححه الألباني قال صلى الله عليه وسلم : " النكاح سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني " .
فى حين تكلم عن العزوبة ، فقال سبحانه وتعالى : " وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ".
فحكاية إنى أوثر العزوبة دى لاء دى من صفات الرهبانية التى نقمها الاسلام والتى ذمها الاسلام .
(2) وفي الزواج تحصين للنفس من خطر الشهوة
وهناك قاعدة شرعية تقول :
درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة .
النبى صلى الله عليه وسلم قال: " ما أمرتكم بشىء فأتوا منه ما استطاعتم وما نهيتكم عن شىء فإجتنبوه ".
يبقى انا لو هجتهد فى الطاعة بس بعمل ذنوب كتير دى قدام دى لاء .
واحد تانى يدوبك بيصلى الخمس صلوات ويعنى باقى الحال تلاقيه على قد حاله مش بيعمل يعنى أعمال كبيرة بس فى الذنوب ميعرفش طريقها لكن فى نفس الوقت متلقيهوش مجتهد فى الطاعة أيهما أفضل ؟
الثانى الذى لا يصنع الذنب فدرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة فيبقى لو أنا حصنت نفسى أولى من أن أنا أتفرغ لطلب العلم او للعبادة أو للدعوة أو لأى طاعة من الطاعات .
لأن ربنا سبحانه وتعالى قال :
((والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون)). [المؤمنون: 5-7].
فإمتن الله سبحانه وتعالى وذكر أن هذا من صفات عباده الصالحين إن هما يحفظوا نفسهم من خطر الشهوة والنبى صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين :
" من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر و أحصن للفرج"
قلنا القاعدة الشرعية بتقول : درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة .
سئل عمررضى الله عنه عن قوم يشتهون المعصية ولا يعملون بها فقال : " أولئك قوم امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم "
يبقى الواحد لما يكف نفسه عن هذا الباب يبقى فى مجاهدة عظيمة ومن أعظم القربات عند رب العالمين .
وذكر ابن رجب في " جامع العلوم والحكم " وقال يزيد بن ميسرة يقول الله في بعض الكتب:
أيها الشاب التارك لشهوته ، المتبذل في شبابه من أجلي أنت عندي كبعض ملائكتي .
يبقى الواحد لما يقوى نفسه ويدرء عن نفسه هذه المعصية يبقى منزلته عظيمة أوى .
وفي المسند وصححه الألباني :
" إن ربك ليعجب للشاب لا صبوة له "
أى لا ينحرف فى اتجاه الشهوات يعجب ربنا سبحانه وتعالى .
*ما شاء الله يبقى شاب بعيد كل البعد عن مزالق الشهوة يكون منزلته عالية أوى .
- الزواج صيانة عن تملك الشهوة :
يقول ابن القيم : " ولو لم يكن فيه إلا تعديل قوته الشهوانية الصارفة له عن تعلق قلبه بما هو أنفع ((كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :حبك الشىء يُعمى ويصم ، وقال صلى الله عليه وسلم " لم يرى للمتحابين مثل النكاح"
والنكاح هنا ليس معناه عقد الزواج وانما معناه قضاء الوطر
فبيقول الامام ابن القيم:
لو لم يكن في الزواج إلا تعديل قوته الشهوانية الصارفة له عن تعلق قلبه بما هو أنفع له في دينه ودنياه فإن تعلق القلب بالشهوة أو مجاهدته عليها تصده عن تعلقه بما هو أنفع له فإن الهمة متي انصرفت إلى شيء انصرفت عن غيره "
(3) والزواج أعظم في الأجر .
- والزواج طريق سهل، وسبيل ميسرة لاكتساب الأجر والمثوبة من الله بغير تعب ولا نصب، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم والحديث فى صحيح مسلم يقول : " دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلهم الدينار الذي أنفقته على أهلك"
أن خير الإنفاق هو الإنفاق على الزوجة والعيال .
في الصحيحين أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد بن أبي وقاص: ((وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فيْ امرأتك)) وحتى فى بعض الالفاظ (حتى اللقمة تضعها فى فيْ امرأتك ).
الامام ابن القيم يقول: ولو لم يكن فيه إلا ما يثاب عليه من نفقته على امرأته وكسوتها ومسكنها ورفع اللقمة إلى فيها لكفى .
بل أعظم من ذلك أن للزوج والزوجة أجراً بالجماع والمتعة :
في صحيح مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله! يأتي أحدنا شهوته ويكون له أجر؟! قال: أرأيتم لو وضعها في حرامٍ أ كان عليه فيها وِزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرُ)) .
يقول ابن القيم : " ولو لم يكن فيه إلا تحصين امرأة يعفها الله به ويثيبه على قضاء وطره ووطرها فهو في لذاته وصحائف حسناته تتزايد" .
انظر الى عظم الأجر فى الزواج !
يقول ابن القيم : " ولو لم يكن فيه إلا تكثير الإسلام وأهله وغيظ أعداء الإسلام لكفى ."
النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى روى ابن ماجه وصححه الألباني :
" و تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ".
وسيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لما رأى أن أمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من أمة بنى اسرائيل بكى ، وقالوا بكى غيرة للقرب .
فالنبى صلى الله عليه وسلم يوصيك بأن تكثر الامة .
ألا تحبه صلى الله عليه وسلم ؟!!
يبقى من باب حبه يبقى اتباعه فى ذلك .
وهناك معنى آخر : إن الزواج فيه ادخال للسرور على قلب النبى محمد صلى الله عليه وسلم ..
- فإذا كان النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني قال صلى الله عليه وسلم :
" وأحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم ". فما بالك إذا ادخلت السرور على قلبه صلى الله عليه وسلم !!
(4) تكثير عملك بالولد الصالح :
نريد أن نحسبها ..
واحد إنقطع للطاعة قيام ، صيام ، وكذا بيفيد نفسه لو إشتغل فى الدعوةه ويبقى برده " الدال على الخير كفاعله " بدأ يفكر صح ، بيفكر انه مش هينفع انه يشتغل لوحده .. عمله تعبان لا يكفى لازم يجيب من غيره ، طيب لما أنت ترزق بولد الولد ده بتاعك منك فأنت اللى علمته وأنت اللى ربيته فكل أعماله لو أنت نويت صح فى ميزانك وبالتالى تمشى المسأله بقى كده وأحفادك وأحفاد أحفادك لأنك انت اللى وضعت البذره الطيبه .
عشان كده النبى صلى الله عليه وسلم كما تعرفون الحديث في صحيح مسلم لما قال صلى الله عليه وسلم : "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة : صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له".
احنا بقى عايزين الثلاثة تعمالك صدقة جارية تعمل اى حاجة تسبها من بعديك والناس تنتفع بيها وكمان تدعوا ربك بما تستطيع تعمل خير فى العلم لو إنت حطيت شوية كتب فى المسجد أو شرائط أو مكتبة لطلبة علم ........ أى حاجة المهم علم ينتفع به من بعدك والثالثة تربى ولد صالح يعز الله سبحانه وتعالى به أمة الإسلام . إمتى يطلع ده؟
لما انت تتربى صح لما أنت تفهمها صح ،،،،،،،
وأنا جى عشان أقولك ازاى تعملها صح .
قلنا ان الزواج فيه تكثير عملك بالولد الصالح : بل اذا رزق بالبنات عندنا نحن مفهوم مختلف
هم >>> " إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً و هو كظيم"
أما نحن >>> فنستبشر .
في الصحيحين : " من ابتلي ( أى أُختبر) من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار" .
بالتالى لو رزق بالبنات فأحسن تربيتهن كنَّ وقاية له من النار وسبب لدخوله الجنة ، يبقى الزواج أفضل لا شك من الانقطاع للعبادة .
ولو لم يكن فيه إلا استجلابه عون الله له فإن في الحديث المرفوع :
ثلاثة حق على الله عونهم الناكح يريد العفاف والمكاتب يريد الأداء والمجاهد .
طيب ليه النهارده إحنا بعاد اوى عن المعانى دى دلوقتى الإيمان بيزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
قبل ما تتزوج فكرت تاخد نوايا؟؟
العرض المتطور
