منعت المصلين من الوصول للأقصى وفرضت حالة التأهب
القدس - (العربية) ريما مصطفى، وكالات
بدت القدس الشرقية الجمعة 9-10-2009 كمدينة اشباح بعد ان عزلتها الشرطة الاسرائيلية بالحواجز تحسباً للصدامات إثر دعوات فلسطينية للتظاهر والاضراب دفاعاً عن الحرم القدسي، بينما اسفرت المواجهات الجديدة التي جرت بين الشرطة الاسرائيلية والمصلين عن إصابة سبعة أشخاص واعتقال ثلاثة آخرين على الاقل.
ووضعت الشرطة في حالة تأهب وفرضت تدابير صارمة عند مداخل البلدة القديمة من القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها عام 1967.
كما نشرت الشرطة حواجز في الطرق داخل اسوار البلدة القديمة وازقتها وقامت قوات الامن الاسرائيلية بالتدقيق في هويات الفلسطينيين، تاركة عدداً قليلاً من المنافذ مفتوحة ما منع عدداً كبيراً من المسلمين من التوجه الى المسجد الاقصى لاداء صلاة الجمعة.
كما حامَ في سماء القدس منطاد مراقبة للشرطة الاسرائيلية، وحلقت احدى مروحياتها فوق المدينة منذ ساعات الصباح حتى نهاية صلاة الجمعة.
وقالت نعمة موسى شقيرات (73 عاما) التي جاءت لاداء الصلاة من حي جبل المكبر "انزلونا من الباصات في حي راس العامود ومشيت اكثر من نصف ساعة لأصل الى الحرم".
ولم يكن نبيل سنقرط، الذي صلى مع عدد من الرجال خارج الاسوار بعدما لم يتمكن من الوصول للمسجد الاقصى، افضل حظا. وقال سنقرط "انا عمري 50 عاماً وثلاثة اشهر منعوني من الدخول للصلاة لان عنواني في بيت حنينا، وعندما قلت لهم ان لي متجراً لبيع الغاز في المدينة طلبوا مني احضار ورقة ضريبة البلدية لاثبات ذلك".
وأضاف "الله اكبر.. هم مدججون بالسلاح.. ولكن امام اي جيوش؟ امام مصلين عزل".
وأدى مئات من المسلمين الصلاة خارج اسوار البلدة القديمه بعد منعهم من الوصول للاقصى، لاسيما في منطقة الصوانة وباب العمود المدخل الرئيسي للبلدة القديمة.
وقال مسؤول كبير في الشرطة للاذاعة الاسرائيلية العامة ان "قوات الشرطة وضعت في حالة تأهب متقدمة جداً لحفظ النظام".
وأضاف "نشرنا آلاف العناصر في القدس وفي شمال اسرائيل بعد دعوات اطلقها المتطرفون"، مؤكداً أنه سمح للمصلين "الذين تجاوزوا الخمسين من العمر من عرب اسرائيل او من المقيمين في الشطر الشرقي من المدينة بالصلاة في المسجد".
مواجهات
ووقعت مواجهات عصراً في حيي راس العمود ووادي الجوز الفلسطينيين، خارج المدينة القديمة، اسفرت عن اصابة 11 عنصرا من قوى الامن بجروح طفيفة، بحسب الشرطة.
وحصلت المواجهات الاعنف في راس العمود حيث رشق مئات الشبان الفلسطينيين عناصر حرس الحدود الذين ردوا بقنابل صوتية.
وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد دعت الخميس الى مسيرات واضراب عام الجمعة في الاراضي الفلسطينية "لنصرة القدس العربية في وجه الهجمة الاسرائيلية الشرسة".
ودانت مركزية فتح بشدة في بيان "الاجراءات الاسرائيلية الخطيرة في القدس التي تستهدف المسجد الاقصى المبارك والحرم القدسي الشريف وتستهدف بشكل اساسي القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة".
وكان النزاع على باحة المسجد بدأ في اواخر ايلول (سبتمبر) حين احتج فلسطينيون على دخول مجموعة من اليهود المتطرفين للصلاة على قولهم، لكن الشرطة نفت ذلك.
ويشار الى ان "انتفاضة الاقصى" اندلعت في 28 ايلول (سبتمبر) عام 2000 عقب زيارة للزعيم اليميني الاسرائيلي ارييل شارون لباحة المسجد، اعتبرها الفلسطينيون استفزازية.
وفي غزة، شارك آلاف الفلسطينيين الجمعة في مسيرات دعت اليها حركتا حماس والجهاد الاسلامي في القطاع "لنصرة" المسجد الأقصى الذي يشهد صدامات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الاسرائيلية منذ مطلع الأسبوع.
وحمل المتظاهرون خلال المسيرتين، التي دعت اليهما حماس في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ومدينة خان يونس (جنوب)، أعلاماً فلسطينية ورايات حماس الخضراء ومجسماً للأقصى مرددين "لبيك يا أقصى لبيك".
كما رفع المشاركون لافتات كتب على إحداها "الاقصى في خطر".
من جهة اخرى صرح اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال ان "معركة الاقصى الحقيقية" بدأت، داعياً الامتين العربية والاسلامية الى تحمل مسؤوليتها تجاه المسجد الاقصى.
وازداد التوتر في الايام الاخيرة في القدس الشرقية حول باحة المسجد الاقصى بعد وقوع صدامات بين الفلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية.
وأدت المواجهات التي وقعت الاحد الى جرح سبعة متظاهرين فلسطينيين وفق مصادر طبية فلسطينية، فيما افادت الشرطة الاسرائيلية عن اعتقال ثلاثة اشخاص.
الأردن
وفي الأردن تظاهر مئات من الاردنيين بعد صلاة الجمعة منددين بالاجراءات الاسرائيلية في المسجد الاقصى والقدس.
وطالب المتظاهرون الحكومة الاردنية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل وطرد السفير الاسرائيلي من عمّان أثناء تجمعهم أمام مقر رئاسة الوزراء، رافعين الرايات الخضراء لجماعة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي في المسيرة التي لم تحصل على تصريح ودعت اليها أحزاب المعارضة الاسلامية واليسارية.
مصر
وفي مصر نظم آلاف المصلين المصريين مظاهرات غاضبة عقب صلاة الجمعة فى عدد من مساجد القاهرة والمحافظات المصرية للتنديد بالإجراءات الاسرائيلية فى الاراضي الفلسطينية والتهديدات اليهودية المستمرة للمسجد الاقصى رغم الوجود الأمني المكثفة حول المساجد.
وفى مسجد عمرو بن العاص تمكّن المئات من ناشطي حزب العمل المجمد من تنظيم مظاهرة داخل المسجد نددوا خلالها بما يتعرض له المسجد الاقصى.
وردد المتظاهرين هتافات "يا أقصانا لا تهتم.. راح نفديك بالروح والدم"، و"لا إله إلا الله الصهيوني عدو الله" وحملوا لافتات كتب عليها "إنه قدسنا وأقصانا لا مبكانا ولا هيكلهم"، و"الأقصى في خطر".
لبنان
وفي لبنان، تظاهر آلاف الفلسطينيين الجمعة داخل مخيمات لجوئهم في جنوب لبنان وشماله لنصرة القدس والمسجد الأقصى في مواجهة الممارسات الاسرائيلية.
وتلبية لدعوة الفصائل الفلسطينية جابت المسيرات أزقة مخيمات البص وبرج الشمالي والرشيدية التي تقع في ضواحي مدينة صور في جنوب لبنان وهي ترفع الاعلام اللبنانية والفلسطينية.
وحمل المتظاهرون لافتات تدعو الى "حماية المسجد الاقصى أرض الاسراء والمعراج وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين"، وتؤكد ان "القدس عاصمة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى".
وفي مخيم عين الحلوة في ضواحي مدينة صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، أقيم اعتصام في مسجد النور الذي تشرف عليه القوى الاسلامية، حيث ارتفعت صور للمسجد الاقصى ورايات سوداء وخضراء حملت عبارة "لا اله الا الله".
وفي مخيمي نهر البارد والبداوي في شمال البلاد، نظمت الفصائل الفلسطينية مسيرات تضامنية مع القدس والمسجد شارك فيها لفيف من العلماء وقادة الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، وأهالي المخيم.
وندّد المشاركون في المسيرات التي جابت طرقات المخيمين "بالعدوان المتواصل على المسجد الاقصى المبارك، ومحاولات اقتحامه من قبل قطعان المستوطنين وشرطة الاحتلال".
gav'm hgYsvhzdgdm jp,g hgr]s gJ"l]dkm Hafhp">> ,hgl,h[ihj jj[]] j],l
لشرطة الإسرائيلية تحول القدس لـ"مدينة أشباح".. والمواجهات تتجدد
العرض العادي
