بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الكر يم
أحبابي في الله كأني كنت أمشي فوجدت بستانا جميل يسمى بستان الرحمن به ورود له روائح طيبة فجئت إليكم حتى
أخذ كم معي إلى هذا البستان حتى نستنشق ورودة سويا فما أطيب روائحها..
هناك في هذا البستان الجميل بستان الرحمن خمسة ورود نريد ان نقطفها من بين ورودها لنستنشقها حتى تمتلئ قلوبنا بالراحة والطمأنينه فتعال معني لنقطف الورود..
الوردة الاولى:التقرب من الله والثقة به
فما أجمل التقرب من رب الأنام عز وجل وصدق حين قال "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" فمن اعرض عن ذكر الرحمن كالبيت الخرب الخالي إلا من الشياطين..لذلك فالتقرب من الله يجعل الحياة تدب في قلبك لأنك أنت من روحه فكيف تستطيع ان ترحل عنه.. قال سبحانه وتعالى"ألا بذكر الله تطمئن القلوب" فاملأ روحك بذكره سواء بالاذكار او قرأته القرآن او صلاة الليل وإلى ان تتقرب بروحك من من أنت مخلوقة من روحه إلا تجد السكينة والامن والامان تدب في قلبك..
لكن كيف تتقرب منه دون ان تثق به فثق بالله الرحمن الرحيم ..هو الودود ..هو الطيب.. إن لم تثق به بمن ستثق..؟! ثق به واجعل شعارك حسن الضن به وتوكل على الله الواحد الاحد فقد قال سبحانه انا عند ظن عبدي بي.. فأحسن الظن بالله..
وقد قال تعالى"وعلى الله فليتوكل المؤمنون" ففوض أمرك كله إليه وأعلم ان النجاة بيده وحده قال تعال"ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين" فلا تلجأ إلا لله ولا تسأل غير الله ولا تستعن إلا بالله ولا تستعصم إلا بالله...
قال تعالى في الحديث القدسي " وعزتي وجلالي ما اعتصم بي عبد فكادت له السموات والارض إلا جعلت له من بينها فرجا ومخرجا وعزتي وجلالي ما اعتصم عبدي بغيري إلا أسخت الأرض من تحت قدميــــه
ثق به ..كيف لا تثق بمن هو ارحم على عبده من الأم الشفيقة بولدها..الأم الشفيقة..!!
أظنك بعد ان انتهيت من استنشاق هذه الوردة ان يكون الأمن والسكينة دبتا في قلبك.. اتمنى من الله تعالى ذلك..
تعال معي لنقطف الوردة الثانية
الوردة الثانية: الإيمان والرضا بالقضاء والقدر
اجعل شعارك الذي تحيا به في هذه الدار ان"لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" فأعلم تمام العلم كما قال رسولك الحبيب صلى الله عليه وسلم"أعلم ان ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطئك لم يكن ليصيبك"
ولكن ليس معنى الايمان بالقضاء والقدر ان تسكن في مكانك وتقول كل شيئ قضاء وقدر أو ان تهمل فيما ينفعك وتقول قضاء وقدر فيجب ان تفعل بالاسباب لان هذا من العبوديه لله ان تاخذ بالاسباب وتحرص على ما ينفعك بقدر المستطاع فقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم"احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل"
وكن راضي بقضائه وقدره ولا تسخط فسخطك لن يفيدك بشيئ بل سيخسرك دنياك وأخراك وارضى بقضاء الحبيب الواحد الاحد فقد قال رسولك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم" إن عظم الجزاء من عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما أبتلاهم , فمن رضى فله الرضا ومن سخط فله السخط"و
اعلم أنه لا يقضى الله للعبد إلا كان خيرا له فربما يكون في ظاهره شر ولكن في باطنه الخير وكل الخير ولكنك لا تعلم والله أعلم بغيب السموات والارض
قال تعالى" وعسى ان تكرهو شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهوشر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون"
واعلم ان امر المؤمن كله خير في سرائه وضرائه كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم " عجبا لامر المؤمن !! إن امره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خير له وإن اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك إلا للمؤمن"
قال النبي صلى الله عليه وسلم"إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامه لو اجتموا على ان ينفعوك بشيئ لم ينفعوك إلا بشيئ قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيئ لم يضروك إلا بشيئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف"
فلم القلق إذا... فالله قد كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة ..فلا تقلق ولا تهن وقل قدر الله وما شاء فعل..
اتمنى ان تكون بعد ان استنشقت هذه الورده ان تكون الراحه والطمأنينه قد سكنتا قلبك.. فارضى بالقضاء والقدر كما قال الله عز وجل وكما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
تعالى معي لنقطف الوردة الثالثة..
الوردة الثالثة: الدعاء وكثرة الأستغفار..
يقول الله تعالى" ادعوني استجب لكم" فادعوا الله يسرا وعسرا وإن تكابلت عليك الهموم فهرول إلى الحي القيوم وأخشع في الدعاء واصدق وألح عليه ولا تيأس وانتظر الفرج واحسن الظن بالله..
قال تعالى"آمن يجيب المضطر إذا دعاة" فإن أغلقت في وجهك الأبواب فلجأ إليه وألزم بابه فإنه الكريم الحيي سبحانه وتعالى يستحي ان يردك خائبا أفلا تستحي أنت من أن تسأل وتستعين بسواه...
ومع الدعاء أكثر الاستغفار.. فقد قال الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام" من أكثر من الأستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا"
وقد جمعت بعض الأدعية الخاصة بكشف الهم والكرب سندعوا بها ونحن على يقين من استجابه الرحمن الرحيم..اللهم تقبل منا..
سيد الأستغفار"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك مأستطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"
اللم أني عبدك , ابن عبدك ,ابن أمتك , ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل أسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلتة في كتابك أو علمتة أحد من خلقك أو أستأثرت به في علم الغيب عندك, أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وذهاب همي وجلاء حزني"
اللهم أني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وغلبة الدين وقهر الرجال
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين أو أقل من ذلك وأصلح لي شأني كله , لا إله إلا أنت..
استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
لا إله إلا أنت العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث..
حسبي الله ونعم الوكيل..
رضيت بالله ربا وبالأسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا(من قالها ثلاثا صباحا ومسائا كان حقا على الله أن يرضيه)
اللهم أنت ربي لا إله إلا إنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أعلم أن الله على كل شيئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شيئ علما, اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت أخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم
( من قالها أول النهار لم تصبه مصيبة حتى يمسي ومن قالها أخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح)
اللهم إني أسألك وأتوجه إليك وأنت في عليائك وأنا العبد الواقف بين يديك أن تفج كروبنا
يا رب.. يا من يجيب المضطر إذ ادعاه ,أجب دعائنا يا من يكشف السوء والبلواء, اكشف السوء عنا يارب..قد عجز الطبيب فداونا
يارب..قد ظهر الفساد فنجنا
يارب..قلت حيلتي فتولنا
يا كاشف الضر والبلوى
يارب.. نسألك الصبر عند البلاء ونسألك الرضا بالقضاء ونسألك الشكر في الرخاء
اللهم.. ارزقنا من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا
اللهم..قنا السوء بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير ..
اللهم..الطف بنا في قدرك حتى لا نحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت
يارب..اجعل لنا من كل ضيق مخرجا..واجعل لنا مع العسر يسرا ..واجعل لنا الصبر نصرا..
اللهم الطف بنا فيما جرت به المقادير..إنك يا مولانا على ما تشاء قدير فرج كروبنا واستر عيوبنا واغفر الذنوب يا علام الغيوب ..يارب..لا تدع فينا خائفا إلا أمنته ولا مدينا إلا قضيته ولا غائبا إلا إلى أهله سالما راشدا رددته
ربنا..افرغ علينا صبرا
اللهم...اجعلني صبورا,واجعاني شكورا واجعلني في عيني صغيرا وفي أعين الناس كبيرا
يا من كفاني كل شيئ أكفني ما أهمني من أمر الدنيا والاخرة وصدق قولي وعملي بالتحقيق يا شفيق يا رفيق فرج عني كل ضيق ولا تحملني مالا أطيق أنت إلهي الحق الحقيق..
وأخيرا وليس أخرا سر قلبك وعينك بهذا الدعاء..
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
"كان رجل على عهد النبي عليه الصلاة والسلام يتجر من بلاد الشام إلى المدينه ومن المدينه إلى بلاد الشام ولا يصحب القوافل توكلا منه على الله سبحانه فبينما هو جاء من الشام يريد المدينه إذا عرض له لص على فرس فصاح بالتاجر: قف فوقف له التاجر, قال له : شأنك وخل سبيلي
فقال له اللص مثل المقالة الأولى فقال له التاجر انظرني حتى اتوضأ وأصلي وأدعوا ربي سبحانه , قال : أفعل ما بدا لك , فقام التاجر فتوضأ وصلى أربع ركعات ثم رفع يديه إلى السماء يدعو , فكان من دعائه..""يا ودود ياذا العرش المجيد يا مبدئ يا معيد يا فعال لما يريد أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على خلقك وبرحمتك التي وسعت كل شيئ لا إله إلا أنت يا مغيث أغثني-ثلاث مرات-"" فلما فرغ من دعائه إذا بفارس على فرس أشهب عليه ثياب حضر بيده حربة من نور فلما نظر اللص إلى الفارس ترك التاجر ومر نحو الفارس فلما دنا منه شد الفارس على اللص وطعنه طعنة أراده عن فرسه ثم جاء إلى التاجر فقال له : قم فاقتله!!
فقال له التاجر: من أنت ؟ فما قتلت أحد قط وما تطيب نفسي بقتله!
قال : فرفع الفارس إلى اللص فقتله ,ثم جاء إلى التاجر فقال : أعلم أني مللك من السماء الثالثة حين دعوت الأولى سمعنا لأبواب السماء قعقعة فقلنا: أمر حدث , ثم دعوت الثانية : ففتحت أبواب السماء ولها شرر كشرر النار ثم دعوت الثالثة: فهبط جبريل عليه السلام من قبل السماء وهوينادي : من لهذا المكروب فدعوت ربي ان يوليني قتله إوأعلم يا عبد الله أنه من دعا بدعائك هذا في كربة وشدة وكل نازلة فرج الله عنه وأعانه..
قال : وجاء التاجر سالما غانما حتى دخل المدينة فأخبر النبي عليه الصلاة والسلام بالقصة , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لقد لقنك الله أسمائه الحسنة التي إذا دعى بها أجاب وإذا سئل بها أعطى..
اظنك بعد أن استنشقت هذه الورده وجدت فيها رائحة الأمل...
الوردة الرابعة: الصبر وانتظار الفرج
اعلم ان النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا وأعلم أن أفضل العبادة كما قال رسولك الحبيب صلى الله عليه وسلم انتظار الفرج
قال تعالى"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغيرحساب"
"واصبر وما صبرك إلا بالله"
"فأصبر إن وعد الله حق"
واعلم أنه من ساعة لساعة فرج...
فاتق الله وأصبر وما صبرك إلا به وتوكل عليه فقد قال تعالى"ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه"
الوردة الخامسة: عش يومك
في الأثر "إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح"فعش يومك واستمتع بحلالها ولا تطيل الأمل في الحياة ولكن ليس معنى ان لا تطيل الامل في الحياة ان تهملها لا فأعمل لدنياك كانك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا
اتمنى أن أكون قد أفدت وسامحوني ان كن قد أطلت وأسأل الله أن يستجيب لي ولك ...فأني أحبكم في الله..
Ygn ;g `d il ,;vf>>>>>>>>>
إلى كل ذي هم وكرب.........
العرض الشجري