بجد والله انا تعبت لما لقيه القصه دى بس بجد هتعجبكم اوى اوى يالا بقى علشان اسيبكم تستمتعو
( 1 )
كاد القطار أن يفوتنى .. و لحسن الحظ لحقت به بعدما تلقيت كما هائلا من السباب ممن اصطدمت بهم أثناء محاولتى اللحاق بالقطار ... بعدها وجدت مكانا خاليا فأسرعت إليه .. و جلست أجفف عرقى و ألتقط أنفاسى ...
***
حتى أصاب السكون أنفاسى حين فوجئت بحسناء فى اوائل العشرينات من عمرها .. ذات شعر أسود داكن تجلس أمامى .. و دموع عينيها تسيل .. فدار فى خاطرى .. أى شئ يدمع عينى تلك الحسناء ؟ .. فجمالها لا يعرف طريقا للبكاء .. الفرح ينتظر منها نداء , و رقتها للمجروحين دواء ...
....
لا أعلم كيف نطقت شفتاى بتلك الكلمات الرومانسية حين رأيت تلك الفتاة ...
بعدها لم يمنعنى فضولى من سؤالها عن سبب بكائها .. فنظرت إليها و قلت فى دعابة :
- أكيد هو اللى غلطان .. كان لازم تسيبيه من الأول ..
نظرت إلىّ لكنها لم ترد .. فأصابنى الحرج و التزمت السكوت .. و فضلت أن اتأمل جمالها دون أن اتحدث ..
***
بعد لحظات فوجئت بها توقف بكاءها .. و تحدثنى :
- أنا أمنيتى أنى أموت ..
فوجدتها فرصة لحديث أضيع به ملل الطريق و قلت :
- تموتى .. حد يتمنى الموت .. و خاصة لو ربنا أداه الجمال ده كله ؟!
هزت رأسها فى إحباط و أكملت :
- أنا ببكى لأنى استعدت ذاكرتى مرة تانية ..
اندهشت ثم أشرت لها أن تكمل ..
أكملت :- أنا للأسف افتكرت كل حاجة حصلت لى فى حياتى .. بعدها ابتسمت ابتسامة خافتة :
- الناس كانوا دايما يقولوا .. أنى جميلة الجميلات .. و فى يوم وقعت فى غرام شاب , و أصبح كل حياتى .. و أصبحت كل حياته .. تخليت عن كل حاجة فى سبيله ...
ابتسمت و قلت :
- جميل ... كمّلى ( فأنا مستمع حتى الآن )
أكملت :- أنت عارف ضعف البنت مهما كانت جميلة .. و فى يوم طلب إنه يقابلنى .. و بعد ما وافقت أصبت بحادث فى طريقى إليه .. و هنا فقدت الذاكرة ..
أكملت :
- بقيت سنة فاقدة للذاكرة .. مش فاكرة أى حاجة .. و لا أى حد يعرفنى .. كانت أيام ربنا العالم بيها .. و مع ذلك كنت صابرة .. و كل ما تعدى الليالى أقول أنها عابرة ..
***
كانت تلك الفتاة على درجة عالية من لباقة الحديث .. حتى أكملت :
- لحد ما جه الوقت و رجعت لى ذاكرتى ..
هنا تنهدت و قلت :- الحمد لله .. عدّينا الجزء المحزن ..
أكملت : - استنى .. أنا استعدت الذاكرة .. و افتكرت كل حاجة .. و حبيت أعود لأهلى .. و هنا كانت الصدمة .. فوجئت أن الشاب اللى كنت بحبه اتجوز أختى ...
- وقتها أوحيت لأهلى أنى مش فاكرة أى شئ .. بس حسيت بصدمته لما شافنى .. و كانت نظراته لى نظرات غريبة .. فخفت أن أختى تحس .. و تفتكرنى بخونها ..
قلت :- آه و بعدين ؟.
أكملت :- أصبحت قدام اختيارين .. أنى أكون طول عمرى فاقدة للذاكرة و أحافظ على حياة أختى .. أو أنى أهرب و امتلك ذاكرتى .. و هنا فضلت الهروب .. ثم صمتت مجددا ..
***
وقتها كنت فى حيرة عندما سمعتها .. فكم هى مشكلة معقدة لم أقابلها من قبل .. و تحتاج إلى التفكير على مهل ... فأنا لا أرضى لها الهروب .. و لا أريد لها العذاب .. حتى جاءت محطتى التى كنت أقصدها .. لكننى لم أغادر مقعدى .. و بقيت مكانى .. و فضلت أن أبقى معها .. حتى تحرك القطار مرة أخرى ..
***
( 2 )
فوجئت بأنه لم يعد فى القطار غيرنا ... أما أنا فنسيت إلى أين كانت وجهتى.. فابتسمت و سألتها :
- أنتى ناوية تروحى فين ؟
سكتت الفتاة ثم ردت :
- أنا ...... مش عارفة .. أى مكان .. المهم أنى أهرب و بس
:- يعنى أنتى مش راحة مكان معين ؟
سقطت عيناها إلى الأرض و هزت رأسها و قالت بصوت خافت :
- لا
***
أحسست بالجحيم الذى تتجه إليه تلك الفتاة و مدى التضحية التى تقوم بها من أجل حياة أختها ...
فكرت للحظات دار فيها صراع مع نفسى هل أدخل ذلك المعترك أم أتركها للقدر يفعل بها ما يشاء ؟ ...
حتى نطق لسانى دون تفكير :
- تيجى معايا لحد ما نلاقى حل لمشكلتك ؟
أحسست بنظرات الشك فى عينيها و التمست لها العذر فهى لا تعرفنى إلا من وقت قليل لا يتعدى ساعات ..
" - أنا أعرفك منين ؟.. مش معنى أننا اتكلمنا و أنى فضفضت لك .. أنى أسلمك نفسى ": قالتها الفتاة بابتسامة ساخرة ..
أحسست بالحرج وقتها .. فلم يكن قصدى سوى خير لها .. ومع ذلك مازلت التمس لها العذر..
:- لا ... تسلمينى نفسك أيه ... أنا اسف أنى طلبت منك الطلب ده .. بس أنا قصدى خير و أنا آسف ..
***
بعدما رفضت أدركت أنه لم يعد بأيدى وسيلة أساعدها بها ... و نويت أن أتركها ثم أخرجت كارت خاص بى و أعطته لها :
- ده الكارت بتاعى فيه رقمى .. اطلبينى لو احتجتينى ..... و هممت للذهاب ..
نظرت الفتاة إلى الكارت و قرأت ما به ثم نظرت إلىّ و قالت :
- أنت دكتور ؟!
أجبت :- أيوة طبيب .. بس لسة فى بداية حياتى .. و أنا تحت أمرك لو احتجتى منى أى حاجة ...
بعدها حملت حقيبة يدى و ودعتها .. و بعد خطوات قليلة سمعت صوتها :
- دكتور حازم ... أنت ساكن لوحدك ؟
وقفت مكانى و التفتّ إليها و فى ابتسامة :
- لا .. أنا ساكن مع أمى .. و أمى دمها شربات .. و أحلى ست فى الدنيا
ثم حملت حقيبتها و ابتسمت :
- هو بيتكم بعيد ؟
هنا أدركت أنها وافقت أن تأتى معى .. و للحقيقة كانت مفاجأة لى .. فكان طلبى لها بالمجئ معى تسرع منى .. و لكن هل وثقت بى أم أنها قالت أننى كغيرى ؟ .. و ربما أكون أفضل العواقب السيئة التى تنتظرها .. و مع ذلك كان تفكيرى الوحيد أننى أساعدها و أحميها من قدرها المجهول ..
***
خرجنا من محطة القطار .. و بعد صعوبة وجدنا سيارة لتذهب بنا إلى بيتى .. وفى الطريق لم تكف عن الكلام
: - أنت لسة معرفتش اسمى ..
: - انا اسمى سارة .. خريجة معهد سياحة و فنادق .. و عندى تلاتة وعشرين سنة
ثم تكمل :
- أنت خاطب و لاّ متجوز ؟
و أنا ابتسم و استمع لها
و تكمل :- هو أنت كان نفسك تكون دكتور ؟
و ظلت تتحدث و تتحدث و أنا استمع .. و كان أكثر ما يفرحنى أنها تحولت من الحزن و الألم إلى تلك الابتسامة الجميلة .. فكم هى جميلة عندما تضحك حتى أننى كنت اسأل نفسى و هى تتحدث :
- ازاى بنت جميلة كدة يكون عندها الهموم دى كلها ؟
***
دخل علينا الليل و مازلنا فى طريق العودة لبيتى .. و يبدو أن سارة كانت فى قمة الارهاق و التعب حتى أنها لم تستطع مقاومة تعبها .. و أدركت ذلك حين وجدت رأسها قد مالت على كتفى و غلبها النوم و شعرها الناعم يتدلى على وجهها .. فكم كانت بريئة كملاك .. حتى أننى خفت أن اهتز فتصحو من نومها .. فتركتها نائمة , و بقيت أفكر فى مستقبل تلك الفتاة و كيف تستقبلها أمى ..
حتى نظر إلى السائق يريد أن يتحدث .. فأشرت له بأصبعى أن يصمت فأنى أخاف أن يوقظ هذا الملاك النائم .........
( 3 )
لم تستطع سارة مقاومة إرهاقها , و غلبها النعاس و نامت على كتفى .. حتى اقتربنا من البيت فطلبت منها أن تصحو .. فأفتحت عينيها :
- أنا نمت ... أنا آسفة .. أنا كنت مرهقة جدا ..
فنظرت إليها و قلت:
- دلوقتى تنامى براحتك .. انشالله تنامى أسبوع
نزلنا من السيارة .. و كم كنت أرى نظرات جيرانى و هم يحدقون فى سارة ... و معهم كل الحق , فربما تلك هى المرة الأولى التى يرون فيها فتاة بذلك الجمال ..
***
صعدنا سلم البيت و طرقت الباب .. و هنا فتحت أمى .. و كما توقعت اندهاشها حين رأت سارة , حتى أنها التزمت الصمت و كأنها تقول من تلك الجميلة التى أتى بها ابنى الوحيد ؟ ..
حينها قطعت هذا الصمت حين أخبرتها أن سارة ستحل ضيفة عندنا لبعض الوقت .. و كعادتها أمى رحبت بها ترحيبا كثيرا .. فكم تثق في أمى .. أو ربما استطاعت سارة برقتها و جمالها أن تجعل أمى تقابلها بكل هذا الحنان .. و تحتضنها احتضان الأم لإبنتها ...
***
قلت لأمى فى دعابة :
- احنا ميتين من الجوع .. شوفى بقى هتأكلينا أيه ..
أمى :- بس كدة من عينيا ..
تناولنا العشاء .. بعدها تركت سارة لتخلد للنوم من عناء ذلك اليوم .. بينما جلست أسرد لأمى قصة تلك المسكينة :
- ........................... و هى دى حكايتها ..
امتصت أمى شفتيها و قالت :
- ياه دى مسكينة فعلا .. بس أنت هتعمل ليها أيه ؟
نظرت إليها و أنا اتثاءب :
- اللى فيه الخير يقدمه ربنا ... أنا حبيت أعمل خير و بس..
اكملت :- أنا هقوم أنام لأنى مش قادر
***
مرّ الليل لا أعلم هل نامت حقا أم جاءها ذلك الأرق الذى لم يتركنى إلا للحظات كل حين ... حتى استيقظت فوجدتها تجلس مع أمى .. و يتحدثان كأنهما يعرفان بعضهما منذ سنوات ... شاهدتهما من بعيد .. فكانت أكثر جمالا بعدما تخلصت من الإرهاق و التعب .. و حين رأتنى خرجت منى ابتسامة لا إرادية فردت بابتسامة جميلة .. بعدها تناولنا الإفطار و تعمدت ألا اتحدث معها فى ماضيها المؤلم
***
مرت بضعة أيام ... و أنا افكر كيف أساعدها فى محنتها .. و لا أعلم لماذا يزداد خوفى كلما مرت تلك الأيام ... حتى جاء اليوم حين عدت من عملى فوجدت أمى و سارة منهمكتان حتى أنهما لم يردا سلامى ..
فقلت مندهشا :- أنتو بتعملو أيه ؟
امى :- تعالى اتفرج معانا .. ده ألبوم صور سارة
نظرت إلى سارة :- بجد ؟!
سارة :- دى الحاجة الوحيدة اللى أخدتها من ذكرياتى..
قلت :- طيب اتفرجو براحتكم .. و أنا اشوفه بعدين ..
بعدها واصلتا مشاهدة الصور .. و أنا أجلس بجوارهما اتصفح إحدى المجلات و تختطف عينى بعض صور سارة أحيانا .. حتى لمحت صورة بطرف عينى و سمعت سارة تقول لأمى :
- دى صورتى أنا و أختى ..
دققت النظر وقتها بالصورة .. بعدها زادت دقات قلبى .. و أحمرّ وجهى .. أننى قابلت من تقول أنها أختها من قبل .........
لسه فى باااااااااااقى استنونى وعايز اسمع الردود بقى
v,hdm pskhx hgr'hv >> ;hjfih ];j,v ulv, uf] hgpld]