تباينت الآراء حول لقاح فيروس
إنفلونزا الخنازير, فقد حذر بعض العلماء من أن الطريقة التي يتم بها تحضير اللقاح يمكنها أن تجعل من اللقاح سببا للإصابة بالسرطان, لكن غالبية العلماء يؤكدون أن هذا الكلام مناف تماما للحقائق العلمية, حيث إن جميع اللقاحات والأمصال تتم الموافقة عليها أولا من منظمة الصحة العالمية وتتم بإشرافها, وأن اللقاح يكون آمنا طالما تم استخدام سلالة اللقاح التي حددتها منظمة الصحة العالمية, مؤكدين أن سرعة إنتاج اللقاح يعد إنجازا عالميا, وأنه يمكن اختزال بعض الخطوات البحثية, ولكن بدون تأثير علي صحة النتائج من حيث الفاعلية والأمان للاستخدام البشري, لأن السرعة مطلوبة في حالات الأوبئة للسيطرة علي الموقف والحد من انتشار المرض, لكن الأمر لايخلو من بعض الآثار الجانبية التي تصيب فئة محدودة جدا من الناس, هذه النسبة من المضاعفات لا تتجاوز1 لكل100 ألف شخص, لكنها تظل ضمن الحدود الآمنة عالميا....
وحول ما أثير عن أعراض جانبية للقاح انفلونزا
الخنازير من أنه قد يعرض للإصابة بالسرطان, يؤكد الدكتور حمد الله زيدان رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بهيئة المصل واللقاح أن هذا كلام لا يستند إلي أي حقيقة علمية وأن أي لقاح قد يكون له آثار جانبية ضئيلة جدا ولا تتعدي مجرد حساسية بسيطة ولا يمكن أن تصل إلي حد الإصابة بالسرطان, وبالنسبة لتحضير اللقاح فهو يتم إما علي خلايا بيض مخصب أو أنواع أخري من الأنسجة قد يكون منها خلايا الأورام ولكنها تخضع لوسائل تنقية حديثة ثم تتم تجربة اللقاح المحضر بعد استكمال الدراسات للتأكد من أمانه التام للإستخدام البشري.
وحتي نتأكد من أمان اللقاح, يوضح الدكتور حمد الله زيدان أن اختيار سلالة اللقاح هي مهمة تتولاها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع معامل متخصصة ليتم اختيارها وفقا لمدي فاعليتها وآمانها التام علي صحة الإنسان, ثم تعطي بعد ذلك للشركات ليتم تحضيرها في صورة لقاحات علي أن تجري أولا تجربتها علي أجنة البيض المخصب أو أنواع معينة من الأنسجة الحية, وإذا ثبت فاعليتها بدون أي أعراض جانبية للإستخدام البشري يتم الإنتقال للخطوة الثانية, وهي الاختبارات الإكلينيكية علي مجموعة محددة من البشر في مراحل عمرية مختلفة.
ويضيف أنه لابد لأي لقاح سواء تم استيراده أو إنتاجه محليا أن يخضع لإختبارات من الجهات الرقابية المسئولة التابعة لوزارة الصحة لإصدار شهادة تفيد بأنه مطابق للمواصفات الصحية, ولكن هذه الإجراءات تتطلب عدة أشهر, لذا فأنه في حالات الأوبئة مثل انفلونزا
الخنازير نعتمد علي تقارير الجهات الرقابية للجهة التي تم الإستيراد منها, لأن عامل الوقت يكون مهما للسيطرة علي الموقف بسرعة.
ويؤكد الدكتور زيدان أن الأشخاص الذين تعاطوا لقاح الإنفلونزا الموسمية لمرات متعددة هم أقل عرضة للإصابة بانفلونزا الخنازير, وذلك لتكون أجسام مضادة بكميات كبيرة في أجسامهم مما يعطيهم مناعة تمكنهم من التعامل مع الفيروس والتغلب عليه, كما أنهم في حالة تعاطيهم لقاح انفلونزا
الخنازير سوف تزيد استجابتهم له وتصبح مناعتهم أقوي لمواجهة المرض.
ويشير إلي أن الشركة المصرية للأمصال واللقاحات بصدد إقامة خط لإنتاج لقاح انفلونزا الخنازيروالإنفلونزا الموسمية, وقد جهزنا أرض المشروع وتم الإتفاق مع معهد اللقاحات الهولندي لنقل تكنولوجيا الإنتاج وبصدد أخذ الموافقة من الجهات الهندسية المعنية لإعداد المبني, إلا أنه مازالت تقف أمامنا عقبة الدعم المادي الذي بتوافره يمكن إنجاز المشروع خلال18 شهرا, مع العلم أن ميزانية المشروع لا تتعدي أكثر من مائة مليون جنيه مصري.
ويوضح الدكتور محمد أحمد علي أستاذ
الفيروسات بالمركز القومي للبحوث أن اللقاح آمن طالما تم تحضيره من الخلايا التي اختارتها منظمة الصحة العالمية, والتي من المؤكد أنها خضعت لتجارب كافية تثبت فاعليتها وخلوها من أي آثار ضارة للإنسان, ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعطي دولة لقاحا لأي مرض يعرض البشر لمخاطر صحية تصل إلي حد الإصابة بالسرطان إلا إذا تم ذلك بشكل متعمد وبه مؤامرة وهذا شئ غير منطقي وغير مطروح للمناقشة.
وخطوات تحضير اللقاح ـ كما يقول الدكتور محمد أحمد ـ تتمثل في اختيار نوعين من الجينات من الفيروس المنتشر والمسبب للوباء وهما هيماجلوتنين ونيورامينيز ويتم وضعهما بتقنية معينة داخل فيروسH1N1 من النوع قليل الضراوة وسريع النمو في البيض المخصب, مما يعطي إنتاجا وفيرا من الفيروس الجديد الذي يحمل صفات الفيروس المنتشر حاليا ولكنه موضوع في قالب من
الفيروسات الأقل ضراوة ولا يسبب أمراضا ويتم إكثاره في البيض المخصب, وبعدها يتم تفتيت الفيروس في صورة بروتينات هي التي يتم استخدامها كلقاح ليقوم بدوره في تحفيز الجهاز المناعي علي إنتاج أجسام مضادة ضد الفيروس المسبب للمرض مما يوفر الحماية لدي الشخص المحصن بجرعة واحدة من اللقاح وخلال أسبوع من تناوله.
ويشير الأستاذ الدكتور احمد السنوسي أستاذ
الفيروسات بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة ووكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث انه لصنع لقاح أو تطعيم ضد فيروس أنفلونزا
الخنازير تم عزل هذه السلالات في مايو2009 بولاية فلوريدا عن طريق تحور جيني مختبري باستخدام طريقة تسمي الوراثة العكسية عن طريق إنمائها وإكثارها في أجنة البيض المخصب, حتي يتم إنتاج اللقاح بكمية كبيرة, لان جميع اللقاحات التي تنتج بهذه الطريقة تكون آمنة ومصرح باستخدامها من قبل منظمة الصحة العالمية وهيئة الدواء الأمريكية, ويتم إنتاج اللقاحات من
الفيروسات المثبطة حيث يتم إضعافها بمواد كيماوية, أما بالنسبة لإنتاج اللقاحات التي يتم تنمية
الفيروسات علي خلايا زرع نسيجي فلا يوجد بها أي مواد مسرطنة لان اللقاحات نفسها تتم معالجتها بطريقة كيماوية تثبط الفيروس والخلية النسيجية, وأكد أن أي لقاح يتم استخدامه علي مسئولية الأشخاص المستخدمين له حيث لا يتم إجبارهم علي استخدامه.
ويحذر الدكتور السنوسي من أن الخطورة في اللقاحات تكمن في أن بعض الشركات التي يتم عن طريقها تحضير اللقاح تضيف إليه مادة مطهرة تسمي' سوميروتال' وهي تحتوي علي الزئبق بنسبة بسيطة ولكنها يمكن أن تؤثر علي الجهاز العصبي المركزي للإنسان, لذلك نناشد المسئولين بالكشف عن هذه المادة قبل استيراد هذه الأمصال لحماية المواطنين.
وتوضح الدكتورة نعمت قاسم أستاذ أمراض الدم والمناعة بطب قصر العيني أن اللقاحات سلاح ذو حدين يمكن أن تحدث مشاكل وأضرارا إذا لم يتم تحضيرها وتجربتها بصورة متكاملة وصادقة وفقا للمعايير العلمية المتعارف عليها بداية من المعمل مرورا بحيوانات التجارب ثم علي الإنسان ليمر بثلاث مراحل أساسية علي متطوعين ثم مرضي ثم الأفراد العاديين وأن يخضع لجميع الاختبارات اللازمة لتعميمه ويصبح بهذا اللقاح أو المصل ضروري لتحفيز الجهاز المناعي والحماية من المرض.
وتوضح الدكتورة مها حجاج أستاذ
الفيروسات والميكروبيولجي والمناعة بمعهد بحوث أمراض العيون أن معظم الأمصال أو اللقاحات تحضر بواسطة تكنولوجيا الجينات و
الفيروسات لابد أن تعيش داخل خلايا في المعمل, ويمكن أن تكون هذه الخلايا سرطانية لأنها تتكاثر بشكل عشوائي للمحافظة علي بقاء الفيروس داخل المعمل لفترة طويلة, وهذه الخلايا لا تؤثر علي الفيروس ولا تدخل في تركيب اللقاح نهائيا لأنها تحضر من فيروسات مثبطة أو ضعيفة جدا, وأكدت أنه عند إعطاء اي شخص لقاح فيروسي يمكن أن يصاب بمرض' جيلان باري' وهو عبارة عن مرض التهاب للأعصاب ويحدث بنسبة1-100 ألف نسمة مستخدم للقاح طبقا للإحصائيات العالمية.
ويقول الدكتور الدسوقي فودة أستاذ الحساسية والمناعة بطب الأزهر انه من المعروف أن لقاح الفيروسAH1N1 ينتج لأول مرة ولم يسبق التعامل معه او التعرف علي آثاره الجانبية او المخاطر المحتملة عن استخدامه, خاصة الإصابة بمرض متلازمة جيلان باري التي تحدث شللا بالجهاز العصبي يبدأ بالأعصاب الطرفية الحركية, كما حدث عام1976 في الولايات المتحدة جراء التطعيم بمصل أنفلونزا
الخنازير آنذاك ونتج عن ذلك إصابات متعددة بين من تم تحصينهم, ودفعت شركات الأدوية المنتجة لهذه اللقاحات تعويضات مالية كبيرة للمضارين ويخشي ان يتكرر نفس السيناريو مع استخدام اللقاح الجديد, ولهذا طلبت شركات الأدوية إبراء ذمتها من الأضرار وتم إنتاجه بسرعة لم يتح معها التقدير الكمي الدقيق لبعض البروتينات الموجودة به المتجددة في عملية التصنيع مثل بروتينات البيض والتي قد تسبب حساسية فورية شديدة عند بعض مرضي الحساسية بالبيض.
وفي ضوء هذه الملابسات ظهرت حركات من أطباء وممرضات في فرنسا وغيرها تنادي بالتأني وعدم التعجل في استخدام هذا اللقاح تأسيسا علي أن هناك مخاطر صحية كبيرة محتملة أهمها متلازمة جيلان باري, وقد تظهر بعض الآثار الجانبية الخطيرة في المستقبل البعيد يكون ضررها اكبر بكثير من الإصابة بالفيروس نفسه.
كما انه حتي الآن لم يحدث تحور للفيروس ورغم ارتفاع معدل الإصابة فإن الوفيات اقل بكثير حتي عن الوفيات الناتجة عن الأنفلونزا الموسمية, كما ان الفيروس الحالي ليس بالضراوة الشديدة ومعظم الوفيات لأشخاص لديهم ظروف صحية خاصة.
وبناء عليه تري هذه الحركات عدم وجود مبرر للهلع والتعجيل باستخدام اللقاح علي نطاق واسع بل يجب الانتظار والترقب مع الحذر واستخدام اللقاحات اختياريا وتقدير الأطباء المختصين مع مواءمة المنفعة والأضرار.
مقتبس من جريده الاهرام
أساتذة الفيروسات يؤكدون: لقاح إنفلونزا الخنازير آمن
العرض العادي
