السعادة بالإيمان
السعادة هي جنة الأحلام التي ننشدها أجمعين.. من الملك في قصره إلى الفقير في بيته الصغير.. فلا نعتقد أبداً أن أي إنسان منا يبحث عن الشقاء لنفس أو يرضى بتعاستها.
فأين السعادة أحبابي
هل يا ترى السعادة في الغنى ورخاء العيش.. ورفاهية الحياة.. ووفرة النعيم.. وكثرة المال؟؟
لا والله ليست السعادة في كثرة المال بل ربما كثرة المال كانت وبالاً على صاحبها في الدنيا قبل الآخرة "فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم، إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا".والعذاب المقصودة في تلك الآية الكريمة هو عذاب المشقة والألم والهم والغم وما هو إلا عذاب دنيوي حاضر كما ورد في الحديث الشريف (السفر قطعة من العذاب).
وهذا هو ما نشاهده جميعاً بأعيننا في كل من يجعل المال والدنيا هم أكبر همه ومبلغ علمه، ومنتهى أجله لأنه دائماً معذب نفسه، متعب قلبه، مثقل روحه لا يغنيه قليل ولا يشجعه كثير.
فمحب الدنيا لا ينفك عن ثلاث: هم لازم، وتعب دائم، وحسرة لا تنقضي.
فأين السعادة إذاً:
هل السعادة في الأولاد مثلاً كلنا أحبابي نعلم وعلم اليقين أن الأولاد هم زهرة الدنيا وزينتها.. لكن للأسف الشديد هم في وقتنا الحاضر يجرون لآبائهم الويل ويجازوهم بالعقوق والخسران بدل البر والإحسان.
حتى إن الملك "لير" صرخ على لسان شكسبير – قائلاً: ليس أشد إيلاماً من ناب حية رقطاء؟ غير ابن جحود؟؟
فالسعادة إذن هي تنبع من داخل الإنسان.. نعم فليست هي في وفرة المال بين أيدينا ولا سطوة الجاه ولا كثرة الأولاد ولا نيل المنافع هم السعادة.
إنما السعادة شيء معنوي لا يُرى بالعين، ولا يُقاس بالكم، ولا تحتويه الخزائن، ولا يُشترى بالدنيار، أو بالجنيه والدولار.
- السعادة شيء يشعر به الإنسان بين جوانحه .... صفاء نفسه ... وطمأنينة قلبه ... وانشراح صدره، وراحة ضميره.
- السعادة شيء ينبع من داخل الإنسان ولا يستورد من خارجه.
في يوم من الأيام غضب زوج من زوجته فقال لها متوعداً: لأشقينك. فقالت الزوجة في هدوء: لا تستطيع أن تشقيني، كما لا تملك أن تسعدني.
فقال الزوج في حنق: وكيف لا أستطيع؟
فقالت الزوجة في ثقة: لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني، أو زينة من الحلى والحلل لحرمتني منها، ولكنها في شيء لا تملكه أنت ولا الناس أجمعون؟؟
فقال الزوج في دهشة: وما هو؟
فقالت الزوجة في يين: إني أجد سعادتي في إيماني، وإيماني في قلبي، وقلبي لا سلطان لأحد عليه غير ربي؟
هذه هي السعادة التي لا يملكه بشر أن يعطيها، ولا يملك أن ينتزعها ممن أوتيها، السعادة التي شعر بنشوتها أحد المؤمنين الصالحين فقال: إننا نعيش في سعادة لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف؟
وإذا كانت السعادة شجرة منبتها النفس البشرية، والقلب الإنساني، فإن الإيمان بالله وبالدار الآخرة هو ماؤها وغذاؤها، وهواؤها وضيائها.
هذا هو الإيمان الذي فجر في قلوبنا أجمعين لينابيع السعادة، فلا يمكن أن تغيض، ولا أن تتحقق السعادة بغيرها. تلك هي ينابيع السكينة، والأمن والأمل، والرضا، والحب.
- فمن أدخل سروراً إلى قلب المؤمن خلق الله من ذلك السرور طائراً يعبد الله ويسبحه إلى يوم القيامة.
أدخل الله سبحانه السعادة والسرور إليكم جميعاً أحبابي إخواني وأخواتي قراء ومشاركين وقائمين على المنتدى السعادة والسرور وفرج الله عنا جميعاً وآمنا في أوطاننا
وفرج عن أهل غزة إنه على ما يشاء قدير
hgsuh]m fhgYdlhk