اختر لونك:


المنتدى الاسلامى كل ما يتعلق بديننا الحنيف على مذهب أهل السنة والجماعة فقط

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 2009-02-02, 04:17 AM   #61
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
البلاغة:
===============
1- [ألم تر] الرؤية قلبية والاستفهام للتعجيب أي ألم تعلم وتوقن.

2- [يحيي ويميت] التعبير بالمضارع يفيد التجدد والاستمرار، والصيغة تفيد القصر
[ربي الذي يحيي ويميت] لأن المبتدأ والخبر وردا معرفتين والمعنى أنه وحده
سبحانه هو الذي يحيي ويميت، وبين كلمتي "يحيي" و "يميت" طباق وهو من المحسنات
البديعية وكذلك بين لفظ "المشرق" و"المغرب".

3- [فبهت الذي كفر] التعبير بالنص السامي يشعر بالعلة، وأن سبب الحيرة هو كفره،
ولو قال: فبهت الكافر لما أفاد ذلك المعنى الدقيق.

4- [أني يحيي هذه الله بعد موتها] موت القرية هو (موت السكان) فهو من قبيل
إطلاق المحل وإرادة الحال، ويسمى "المجاز المرسل".

5- [ثم نكسوها لحما] نسترها به كما يستر الجسد باللباس، قال أبو حيان: الكسوة
حقيقة هي ما وراء الجسد من الثياب، واستعارها هنا لما أنشأ من اللحم الذي غطى
العظم وهي استعارة في غاية الحسن.

===============
الفوائد:
===============
الأولى: قال مجاهد: ملك الدنيا مشارقها ومغاربها أربعة: مؤمنان، وكافران،
فالمؤمنان: "سليمان بن داود" و "ذو القرنين" والكافران "النمرود" و"بختنصر"
الذي خرب بيت المقدس.

الثانية: لما رأى الخليل تجاهل الطاغية معنى (الحياة والموت) وسلوكه التلبيس
والتمويه على الرعاع، وكان بطلان جوابه من الجلاء بحيث لا يخفى على أحد، انتقل
إبراهيم إلى حجة أخرى، لا تجري فيها المغالطة، ولا يتيسر للطاغية أن يخرج عنها
بمكابرة أو مشاغبة فقال [إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب]
فلوى خليل الله عنق الكافر، حتى أراه عجزه وأخرس لسانه!!.

الثالثة: سؤال الخليل ربه بقوله [كيف تحي الموتى] ليس عن شك في قدرة الله،
ولكنه سؤال عن (كيفية الإحياء)، ويدل عليه وروده بصيغة [كيف] وموضوعها السؤال
عن الحال، ويؤيد المعنى قول النبى (ص) (نحن أحق بالشك من إبراهيم) ومعناه: ونحن
لم نشك، فلأن لا يشك إبراهيم أحرى وأولى!!.


###############
قال الله تعالى: [مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله.. إلى .. وما يذكر إلا
أولوا الألباب] من آية (261) إلى نهاية آية (269).
###############

===============
المناسبة:
===============
لما ذكر تعالى في الآيات السابقة أن الناس فريقان: أولياء الله، وأولياء
الطاغوت، ثم أعقبه بذكر نموذجا للإيمان ونموذج للطغيان، ذكر هنا ما يرغب المؤمن
في الإنفاق في سبيل الله، وبخاصة في أمر الجهاد لأعداء الله، لأن ميادين الجهاد
ثلاثة: أولها الإقناع بالحجة والبرهان، وثانيها الجهاد بالنفس، وثالثها الجهاد
بالمال، فلما ذكر فيما سبق جهاد الدعوة، وجهاد النفس، شرع الآن في ذكر الجهاد
بالمال.

===============
اللغة:
===============
[المن] أن يعتد بإحسانه على من أحسن إليه، وأن يذكره النعمة على سبيل التطاول
والتفضل، قال الشاعر:
أفسدت بالمن ما أسديت من حسن ليس الكريم إذا أسدى بمنان

[رئاء الناس] أي لا يريد بإنفاقه رضى الله وإنما يريد ثناء الناس، وأصله من
(الرؤية) وهو أن يرى الناس ما يفعله حتى يثنوا عليه ويعظموه

[صفوان] الصفوان: الحجر الأملس الكبير، قال الأخفش: وهو جمع، واحده صفوانة
وقيل: هو اسم جنس كالحجر

[وابل] الوابل: المطر الشديد

[صلدا] الصلد: الأملس من الحجارة وهو كل ما لا ينبت شيئا، ومنه جبين أصلد

[بربوة] الربوة: المكان المرتفع من الأرض، يقال: ربوة ورابية وأصله من ربا
الشيء إذا زاد وارتفع

[طل] الطل المطر الخفيف الذي تكون قطراته صغيرة، وقال قوم منهم مجاهد: الطل
الندى

[وإعصار] الإعصار: الريح الشديدة التى تهب من الأرض، وترتفع إلى السماء
كالعمود، ويقال لها: الزوبعة

[تيمموا] تقصدوا

[تغمضوا] من أغمض الرجل في أمر كذا إذا تساهل فيه وهذا كالإغضاء عند المكروه.

===============
سبب النزول:
===============
نزلت في "عثمان بن عفان" و "عبد الرحمن بن عوف" في غزوة تبوك، حيث جهز (عثمان)
ألف بعير بأحلاسها وأقتابها ووضع بين يدي رسول الله (ص) ألف دينار، فصار رسول
الله (ص) يقلبها ويقول: ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم، وأتى (عبد الرحمن بن
عوف) النبى (ص) بأربعة آلاف درهم فقال يا رسول الله : كان عندى ثمانية آلاف
درهم فأمسكت منها لنفسى ولعيالى أربعة آلاف ، وأربعة آلاف أقرضتها ربي، فقال له
رسول الله (ص): بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت، فنزلت فيهما الآية [مثل
الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله..] الآية. (( أخرجه البخاري، ومعناه كما قال
الخطابي: نفي الشك عنهما يقول: إذا لم أشك أنا في قدرة الله تعالى على إحياء
الموتى، فإبراهيم أولى بأن لا يشك!! قال (ص) ذلك على سبيل التواضع والهضم للنفس
MERAMADA غير متصل  
قديم 2009-02-02, 04:21 AM   #62
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
التفسير:
===============
[مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل] قال ابن
كثير: هذا مثل ضربه الله تعالى لتضعيف الثواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء
مرضاته، وأن الحسنة تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف أي مثل نفقتهم كمثل حبة
زرعت فأنبتت سبع سنابل

[في كل سنبلة مائة حبة] أي كل سنبلة منها تحتوي على مائة حبة فتكون الحبة قد
أغلت سبعمائة حبة، وهذا تمثيل لمضاعفة الأجر لمن أخلص في صدقته، ولهذا قال
تعالى

[والله يضاعف لمن يشاء] أي يضاعف الأجر لمن أراد على حسب حال المنفق، من إخلاصه
وابتغائه بنفقته وجه الله

[والله واسع عليم] أي واسع الفضل، عليم بنية المنفق

[الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى] أي لا
يقصدون بإنفاقهم إلا وجه الله، ولا يعقبون ما أنفقوا من الخيرات والصدقات،
بالمن على من أحسنوا إليه، كقوله: قد أحسنت إليك وجبرت حالك، ولا بالأذى كذكره
لغيره فيؤذيه بذلك

[لهم أجرهم عند ربهم] أي لهم ثواب ما قدموا من الطاعة عند الله

[ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون] أي لا يعتريهم فزع يوم القيامة، ولا هم يحزنون
على فائت من زهرة الدنيا

[قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى] أي رد السائل بالتي هي أحسن والصفح
عن إلحاحه، خير عند الله وأفضل من إعطائه ثم إيذائه، أو تعييره بذل السؤال

[والله غني حليم] أي مستغن عن الخلق حليم لا يعاجل العقوبة لمن خالف أمره.. ثم
أخبر تعالى عما يبطل الصدقة ويضيع ثوابها فقال

[يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى] أي لا تحبطوا أجرها
بالمن والأذى

[كالذي ينفق ماله رئاء الناس] أي كالمرائي الذي يبطل إنفاقه بالرياء

[ولا يؤمن بالله واليوم الآخر] أي لا يصدق بلقاء الله حتى يرجو ثوابا أو يخشى
عقابا

[فمثله كمثل صفوان عليه تراب] أي مثل ذلك المرائى بإنفاقه، كمثل الحجر الأملس
الذي عليه شيء من التراب، يظنه الظان أرضا طيبة منبتة

[فأصابه وابل فتركه صلدا] أي فإذا أصابه مطر شديد أذهب عنه التراب، فيبقى صلدا
أملس ليس عليه شيء من الغبار أصلا، كذلك هذا المنافق يظن أن له أعمالا صالحة،
فإذا كان يوم القيامة، اضمحلت وذهبت ولهذا قال تعالى

[لا يقدرون على شيء مما كسبوا] أي لا يجدون له ثوابا في الآخرة، فلا ينتفع بشيء
منها أصلا

[والله لا يهدي القوم الكافرين] أي لا يهديهم إلى طريق الخير والرشاد.. ثم ضرب
تعالى مثلا آخر للمؤمن المنفق ماله ابتغاء مرضات الله فقال

[ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم] أي ينفقونها
طلبا لمرضاته، وتصديقا بلقائه، وتحقيقا للثواب عليه

[كمثل جنة بربوة] أي كمثل بستان كثير الشجر بمكان مرتفع من الأرض، وخصت بالربوة
لحسن شجرها وزكاء ثمرها

[أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين] أي أصابها مطر غزير، فأخرجت ثمارها جنية
مضاعفة، ضعفي ثمر غيرها من الأرض

[فإن لم يصبها وابل فطل] أي فإن لم ينزل عليها المطر الغزير، فيكفيها المطر
الخفيف، أو يكفيها الندى، لجودتها وكرم منبتها، ولطافة هوائها فهي تنتج على كل
حال

[والله بما تعملون بصير] أي لا يخفى عليه شيء من أعمال العباد

[أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب] أي أيحب أحدكم أن تكون له حديقة
غناء، فيها من أنواع النخيل والأعناب والثمار الشيء الكثير؟

[تجري من تحتها الأنهار] أي تمر الأنهار من تحت أشجارها

[له فيها من كل الثمرات] أي ينبت له فيها جميع الثمار ومن كل زوج بهيج

[وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء] أي أصابته الشيخوخة فضعف عن الكسب، وله أولاد
صغار لا يقدرون على الكسب

[فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت] أي أصاب تلك الحقيقة ريح عاصفة شديدة معها
نار، فأحرقت الثمار والأشجار، أحوج ما يكون الإنسان إليها؟

[كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون] أي مثل هذا البيان الواضح في هذا
المثل الرائع المحكم، يبين الله لكم آياته في كتابه الحكيم، لكي تتفكروا
وتتدبروا بما فيها من العبر والعظات

[يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم] أي أنفقوا من الحلال الطيب من
المال الذي كسبتموه

[ومما أخرجنا لكم من الأرض] أي ومن طيبات ما أخرجنا لكم من الحبوب والثمار

[ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون] أي ولا تقصدوا الرديء الخسيس فتتصدقوا منه

[ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه] أي لستم تقبلونه أنتم لو أعطيتموه، إلا إذا
تساهلتم وأغمضتم البصر، فكيف تؤدون منه حق الله!!

[واعلموا أن الله غني حميد] أي أنه سبحانه غني عن نفقاتكم، حميد يجازي المحسن
أفضل الجزاء.. ثم حذر تعالى من وسوسة الشيطان فقال

[الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء] أي الشيطان يخوفكم من الفقر إن تصدقتم،
ويغريكم بالبخل ومنع الزكاة

[والله يعدكم مغفرة منه وفضلا] أي وهو سبحانه يعدكم على إنفاقكم في سبيله مغرفة
للذنوب، وخلفا لما أنفقتموه زائدا عن الأصل

[والله واسع عليم] أي واسع الفضل والعطاء، عليم بمن يستحق الثناء

[يؤتي الحكمة من يشاء] أي يعطي العلم النافع المؤدي إلى العمل الصالح من شاء من
عباده

[ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا] أي من أعطي الحكمة فقد أعطي الخير
الكثير، لمصير صاحبها إلى السعادة الأبدية

[وما يذكر إلا أولوا الألباب] أي ما يتعظ بأمثال القرآن وحكمه، إلا أصحاب
العقول النيرة الخالصة من الهوى
MERAMADA غير متصل  
قديم 2009-02-02, 04:24 AM   #63
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
البلاغة:
===============
1- [كمثل حبة] شبه سبحانه الصدقة التى تنفق في سبيله بحبة زرعت وباركها المولى،
فأصبحت سبعمائة حبة، ففيه تشبيه "مرسل مجمل" لذكر أداة التشبيه وحذف وجه الشبه،
قال أبو حيان: وهذا التمثيل تصوير للأضعاف كأنها ماثلة بين عيني الناظر.

2- [أنبتت سبع سنابل] إسناد الإنبات إلى الحبة إسناد مجازي، ويسمى "المجاز
العقلي" لأن المنبت في الحقيقة هو الله تعالى لا الحبة، ولا الأرض.

3- [منا ولا أذى] من باب ذكر العام بعد الخاص، لإفادة الشمول لأن الأذى يشمل
المن.

4- [كمثل صفوات عليه تراب] فيه تشبيه يسمى "تشبيها تمثيليا" لأن وجه الشبه
منتزع من متعدد، وكذلك يوجد تشبيه تمثيلي في قوله [كمثل جنة بربوة]

5- [أيود أحدكم أن تكون له جنة..] الآية، لم يذكر المشبه ولا أداة التشبيه وهذا
النوع يسميه علماء البلاغة "استعارة تمثيلية" وهي تشبيه حال بحال لم يذكر فيه
سوى المشبه به فقط، وقامت قرائن تدل على إرادة التشبيه، والهمزة للاستفهام
والمعنى على التبعيد والنفي أي ما يود أحد ذلك.

6- [تغمضوا فيه] المراد به هنا التجاوز والمساهلة، لأن الإنسان إذا رأى ما يكره
أغمض عينيه لئلا يرى ذلك، ففي الكلام استعارة لطيفة.

===============
الفوائد:
===============
الأولى: قال الزمخشري: المن أن يعتد على من أحسن إليه بإحسانه، وفي نوابغ الكلم
"صنوان من منح سائله ومن، ومن منع نائله وضن"، وقال الشاعر:
وإن امرءا أسدى إلى صنيعة وذكر فيها مرة للئيم

الثانية: المطر أوله رش، ثم طش، ثم طل، ثم نضح، ثم هطل، ثم وابل، والمطر
الوابل: الشديد الغزير.

الثالثة: قال عمر بن الخطاب يوما لأصحاب النبى (ص): "فيمن ترون هذه الآية نزلت
[أيود أحدكم أن تكون له جنة]؟ قالوا: الله أعلم !! فغضب عمر فقال: قولوا نعلم
أو لا نعلم، فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين، فقال عمر: يا
ابن أخي قل، ولا تحقر نفسك، فقال ابن عباس: ضربت مثلا بعمل لرجل غني يعمل بطاعة
الله، ثم بعث له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله" أخرجه البخاري.

الرابعة: قال الحسن البصرى: ( هذا مثل قل والله من يعقله: شيخ كبير، ضعف جسمه،
وكثر صبيانه، أفقر ما كان إلى جنته، فجاءها الإعصار فأحرقها، وإن أحدكم والله
أفقر ما يكون إلى عمله إذا انقطعت عنه الدنيا ) .


###############
قال الله تعالى: [وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر.. إلى .. ولا خوف عليهم
ولا هم يحزنون] من آية (270) إلى نهاية آية (274).
###############

===============
المناسبة:
===============
لا تزال الآيات تتحدث عن الإنفاق في وجوه البر والخير، وأعلاها الجهاد في سبيل
الله، والإنفاق لإعلاء كلمته، وترغب في إخفاء الصدقات، لأنها أبعد عن الرياء،
فوجه المناسبة ظاهر.

===============
اللغة:
===============
[فنعما] أصلها "نعم ما" أدغمت الميمان فصارت نعما، قال الزجاج: أي نعم الشيء
هو،

[أحصروا] الحصر: الحبس أي حبسوا أنفسهم على الجهاد، وقد تقدم معنى الحصر

[التعفف] من العفة يقال: عف عن الشيء أمسك عنه وتنزه عن طلبه والمراد التعفف عن
السؤال

[بسيماهم] السيما العلامة التي يعرف بها الشيء، ويقال: سيمياء كالكيمياء،
وأصلها من السمة بمعنى العلامة، قال تعالى

[سيماهم في وجوههم من أثر السجود]

[إلحافا] الإلحاف: الإلحاح في السؤال يقال: ألحف: إذا ألح ولج في السؤال
والطلب.

===============
سبب النزول:
===============
عن سعيد بن جبير أن المسلمين كانوا يتصدقون على فقراء أهل الذمة، فلما كثر
فقراء المسلمين قال رسول الله (ص) "لا تتصدقوا إلا على أهل دينكم" فنزلت هذه
الآية [ليس عليك هداهم] مبيحة للصدقة على من ليس من دين الإسلام. ((والرواية
أخرجها ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 1/331 والمراد بالصدقة هنا (الصدقة
النافلة)، وأما الزكاة فلا تجوز إلا للمسلمين
MERAMADA غير متصل  
قديم 2009-02-04, 04:27 AM   #64
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
التفسير:
===============
[وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه] أي ما بذلتم أيها
المؤمنون من مال، أو نذرتم من شيء في سبيل الله، فإن الله يعلمه ويجازيكم عليه

[وما للظالمين من أنصار] أي وليس لمن منع الزكاة أو صرف المال في معاصي الله،
من معين أو نصير ينصرهم من عذاب الله

[إن تبدوا الصدقات فنعما هي] أي إن تظهروا صدقاتكم فنعم هذا الشيء الذي تفعلونه

[وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم] أي وإن تخفوها وتدفعوها للفقراء فهو
أفضل لكم لأن ذلك أبعد عن الرياء

[ويكفر عنكم من سيئاتكم] أي يزيل بجميل أعمالكم سيء آثامكم

[والله بما تعملون خبير] أي هو سبحانه مطلع على أعمالكم يعلم خفاياكم، والآية
ترغيب في الإسرار بالصدقة

[ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء] أي ليس عليك يا محمد أن تهدي الناس،
فإنك لست بمؤاخذ بجريرة من لم يهتد، إنما أنت ملزم بتبليغهم فحسب، والله يهدي
من شاء من عباده إلى الإسلام

[وما تنفقوا من خير فلأنفسكم] أي أي شيء تنفقونه من المال، فهو لأنفسكم لا
ينتفع به غيركم لأن ثوابه لكم

[وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله] خبر بمعنى النهي أي لا تجعلوا إنفاقكم إلا
لوجه الله، لا لغرض دنيوي

[وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون] أي فإن أجره وثوابه أضعافا
مضاعفة تنالونه أنتم، ولا تنقصون شيئا من حسناتكم

[للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله] أي اجعلوا ما تنفقونه للفقراء، الذين
حبسوا أنفسهم للجهاد والغزو في سبيل الله

[لا يستطيعون ضربا في الأرض] أي لا يستطيعون بسبب الجهاد السفر في الأرض
للتجارة والكسب

[يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف] أي يظنهم الذي لا يعرف حالهم، أغنياء موسرين
من شدة تعففهم

[تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا] أي تعرف حالهم أيها المخاطب بعلامتهم،
من التواضع وأثر الجهد، وهم مع ذلك لا يسألون الناس شيئا أصلا، فلا يقع منهم
إلحاح

[وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم] أي ما أنفقتموه في وجوه الخير، فإن الله
يجازيكم عليه أحسن الجزاء

[الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية] أي الذين ينفقون في سبيل
الله ابتغاء مرضاته، في جميع الأوقات، من ليل أو نهار، وفي جميع الأحوال من سر
وجهر

[فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون] أي لهم ثواب ما أنفقوا، ولا
خوف عليهم يوم القيامة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم في الدنيا.

===============
البلاغة:
===============
1- [وما أنفقتم من نفقة] بين أنفقتم و"نفقة" جناس يسمى جناس الاشتقاق، وكذلك
بين نذرتم و"نذر" جناس، وهو من المحسنات البديعية.

2- [إن تبدوا الصدقات] في الإبداء والإخفاء طباق لفظي، وكذلك بين لفظ "الليل
والنهار" و"السر والعلانية" وهو من المحسنات البديعية.

3- [وأنتم لا تظلمون] إطناب لورودها بعد قوله [يوف إليكم] الذي معناه يصلكم
وافيا غير منقوص.

===============
فائدة:
===============
قال بعض الحكماء: إذا اصطنعت المعروف فاستره، وإذا اصطنع إليك فانشره، وأنشدوا:
يخفي صنائعه والله يظهرها إن الجميل إذا أخفيته ظهرا


###############
قال الله تعالى: [الذين يأكلون الربا لا يقومون.. إلى .. ثم توفى كل نفس ما
كسبت وهم لا يظلمون] من آية (275) إلى نهاية آية (281).
###############
MERAMADA غير متصل  
قديم 2009-02-04, 04:31 AM   #65
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
المناسبة:
===============
لما أمر تعالى بالإنفاق من طيبات ما كسبوا، وحض على الصدقة ورغب في الإنفاق في
سبيل الله، ذكر هنا ما يقابل ذلك وهو الربا: الكسب الخبيث ذو الوجه الكالح
الطالح، الذي هو شح وقذارة ودنس، بينما الصدقة عطاء وسماحة وطهارة، وقد جاء
عرضه مباشرة بعد عرض ذلك الوجه الطيب، في الإنفاق في سبيل الله، ليظهر الفارق
بجلاء بين الكسب الطيب والكسب الخبيث، كما قيل: "وبضدها تتميز الأشياء".

===============
اللغة:
===============
[الربا] لغة: الزيادة يقال: ربا الشيء إذا زاد ومنه الربوة والرابية، وشرعاً:
زيادة على أصل المال، يأخذها الدائن من المدين مقابل الأجل

[يتخبطه] التخبط: الضرب على غير استواء، كخبط البعير الأرض بأخفافه، ويقال للذي
يتصرف ولا يهتدي: خبط في عشواء وتورط في عمياء، وتخبطه الشيطان إذا مسه بخبل أو
جنون

[المس] الجنون وأصله من المس باليد، كأن الشيطان يمس الإنسان فيحصل به الجنون

[سلف] مضى وانقضى ومنه سالف الدهر أي ماضيه

[يمحق] المحق: نقصان الشيء حالا بعد حال ومنه المحاق في الهلال، يقال محقه الله
فانمحق وامتحق

[أثيم] كثير الإثم، وهو المتمادي في الذنوب والآثام.

===============
سبب النزول:
===============
كان لبني (عمرو من ثقيف) ديون ربا على بني المغيرة فلما حل الأجل أرادوا أن
يتقاضوا الربا منهم، فنزلت الآية [يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي
من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله..] الآية
فقالت ثقيف: لا يد لنا "أي لا طاقة لنا" بحرب الله ورسوله، وتابوا وأخذوا رءوس
أموالهم فقط.

===============
التفسير:
===============
[الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس] أي
الذين يتعاملون بالربا ويمتصون دماء الناس، لا يقومون من قبورهم يوم القيامة،
إلا كما يقوم المصروع من جنونه، يتعثر ويقع، ولا يستطيع أن يمشي سويا، يقومون
مخبولين كالمصروعين، تلك سيماهم يعرفون بها عند الموقف، هتكا لهم وفضيحة

[ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا] أي ذلك التخبط والتعثر بسبب استحلالهم
ما حرمه الله، وقوله: الربا كالبيع، فلماذا يكون حراما؟ قال تعالى ردا عليهم

[وأحل الله البيع وحرم الربا] أي أحل الله البيع لما فيه من تبادل المنافع،
وحرم الربا لما فيه من الضرر الفادح، بالفرد والمجتمع، لأن فيه زيادة مقتطعة من
جهد المدين ولحمه، وهو ظلم صارخ، فيه تهديم لاقتصاد المجتمع

[فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف] أي من بلغه نهي الله عن الربا
فانتهى عن التعامل به، فلما ما مضى قبل التحريم

[وأمره إلى الله] أي أمره موكول إلى الله، إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه

[ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون] أي ومن عاد إلى التعامل بالربا
واستحله بعد تحريم الله له، فهو من المخلدين في نار جهنم، وإنما يخلد في النار،
لأنه استحل ما حرم الله، واستحلال الحرام خروج عن الملة وكفر بالله

[يمحق الله الربا ويربى الصدقات] أي يذهب ريعه ويمحو خيره وإن كان زيادة في
الظاهر، ويكثر الصدقات وينميها وإن كانت نقصانا في الظاهر

[والله لا يحب كل كفار أثيم] أي لا يحب كل كفور القلب، أثيم القول والفعل، وفي
الآية تغليظ في أمر الربا، وإيذان بأنه منه فعل الكفار.. ثم قال تعالى مادحا
المؤمنين المطيعين أمره في إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة

[إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة] أي صدقوا بالله
وعملوا الصالحات التي من جملتها إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة

[لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون] أي لهم ثوابهم الكامل في
الجنة، ولا يخافون يوم الفزع الأكبر، ولا يحزنون على ما فاتهم في الدنيا

[يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين] أي
اخشوا ربكم وراقبوه فيما تفعلون، واتركوا ما لكم من الربا عند الناس، إن كنتم
مؤمنين بالله حقا

[فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله] أي وإن لم تتركوا التعامل بالربا،
فأيقنوا بحرب الله ورسوله لكم، قال ابن عباس: يقال لآكل الربا يوم القيامة: خذ
سلاحك للحرب ((تجرأ بعض المفتونين بالجاه والمنصب، ممن ينتسب إلى أهل العلم،
بتحليل (فوائد البنوك) الربوية، وزعم أنه نوع من الاستثمار، وهو تضليل للأمة
خطير، تحت ستار (الفتوى) وقد باء بالخزي والعار، وغضب الجبار، وقد رددت عليه في
رسالة خاصة بعنوان (جريمة الربا أخطر الجرائم الدينية والاجتماعية) ونسأل الله
أن يعصم الأمة، من فتنة علماء السوء، الذين حذر منهم رسول الله (ص) بقوله:
(إنما أخشى على أمتي الأئمة المضلين))!!

[وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون] أي إن رجعتم عن الربا
وتركتموه، فلكم أصل المال الذي دفعتموه من غير زيادة ولا نقصان

[وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة] أي إذا كان المستدين معسرا، فعليكم أن
تمهلوه إلى وقت اليسر، لا كما كان أهل الجاهلية يقول أحدهم لمدينه: إما أن تقضي
وإما أن تربي

[وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون] أي إن تجاوزتم عما لكم عنده فهو أكرم
وأفضل، إن كنتم تعلمون ما فيه من الذكر الجميل والأجر العظيم.. ثم حذر تعالى
عباده من ذلك اليوم الرهيب، الذي لا ينفع فيه إلا العمل الصالح فقال سبحانه:

[واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون] أي
احذروا يوما سترجعون فيه إلى ربكم، ثم توفى كل نفس حسابها وأنتم لا تظلمون، وقد
ختمت هذه الآيات الكريمة بهذه الآية الجامعة المانعة التي كانت آخر ما نزل من
القرآن، وبنزولها انقطع الوحي، وفيها تذكير العباد بذلك اليوم العصيب الشديد،
قال ابن كثير: هذه الآية آخر ما نزل من القرآن العظيم، وقد عاش النبى (ص) بعد
نزولها تسع ليال، ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى (ص
MERAMADA غير متصل  
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
:: النقاب في أربعين تفسيرًا للقرآن العظيم:: Eng.Shapon المنتدى الاسلامى 3 2009-10-11 09:54 PM
كتاب تفسير القران الكريم لابن كثير MafiawwY كتب إسلامية 0 2009-07-14 07:32 AM
تحميل مباشر واستماع صوتيات لتفسير السعدي في تفسير القرأن الكريم Ahmedmee الاناشيد والصوتيات الاسلامية 0 2009-04-12 10:20 AM
حمل القرآن الكريم كاملا لـ11 شيخ برابط واحد ومباشر ويوجد مثال علي صوت كل شيخ Eng muhamed الاناشيد والصوتيات الاسلامية 2 2009-03-03 11:19 PM
كم مرة ؟ سبيل الحياة المنتدى الاسلامى 15 2009-02-03 06:39 PM


Internal & External Links

الساعة الآن 10:57 PM.
Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
استضافة , دعم فنى