اختر لونك:


المنتدى الاسلامى كل ما يتعلق بديننا الحنيف على مذهب أهل السنة والجماعة فقط

إذن أموتُ على تلك الطريق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنّ حفظَ القرآنِ الكريم عن ظهرِ قلبٍ مهمٌ جداًّ، لكنه لا يمثّل بمفرده هدفا نسعى إليه! رغمَ أنّ تعميمَ الحفظِ والاستظهارِ لكتابِ

أضف رد جديد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 2012-12-29, 06:17 PM   #1
الصورة الرمزية نونــــــــــــــــه
تاريخ التسجيل: 2012-04-30
العمر: 43
المشاركات: 906
التقييم: 1816
الصورة الرمزية نونــــــــــــــــه
تاريخ التسجيل: 2012-04-30
العمر: 43
المشاركات: 906
التقييم: 1816
Post إذن أموتُ على تلك الطريق


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إنّ حفظَ القرآنِ الكريم عن ظهرِ قلبٍ مهمٌ جداًّ،

لكنه لا يمثّل بمفرده هدفا نسعى إليه! رغمَ أنّ تعميمَ الحفظِ والاستظهارِ لكتابِ الله، أو لبعضه، من أهمِّ خطوات السير فيه!
إنّ الحفظَ المطلوبَ
إنما هو الحفظُ الذي مارسه أصحابُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث كانوا يتلقّون خمسَ آياتٍ أو عشراً، فيدخلون في مكابدةِ حقائقِها الإيمانيةِ ما شاء الله، فلا ينتقلون إلى غيرها إلا بعد نجاحِهم في ابتلاءاتها!

ومن ثَمَّ يصيرُ حفظُ القرآنِ بهذا المسلكِ مشروعَ حياةٍ!

وليس مجردَ هدفٍ لِسَنَةٍ أو سنتين، أو لبضع سنوات!

إن الذي لا يكابدُ منزلةَ الإخلاص،

ولا يجاهدُ نفسه على حصنِها المنيعِ، ولا يتخلَّقُ بمقامِ توحيدِ الله في كلِّ شيء رَغَباً ورَهَباً؛ لا يمكنُ أن يُعْتَبَرَ حافظاً لسورة الإخلاص!


وإنّ الذي لا يذوقُ طعمَ الأمانِ عند الدخولِ في حِمَى "المعوّذتين"؛

لا يكونُ قد اكتسب سورتي الفلق والناس!

ثم إن الذي لا تلتهبُ مواجيدُه بأشواقِ التهجُّد؛

لا يكونُ من أهلِ سورةِ المزَّمل!

كما أنّ الذي لا تحترقُ نفسُه بجمْرِ الدعوةِ والنذارةِ

والأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكر؛ ليس من المتحقِّقين بسورة المدثر!

ثم إنّ المستظهرَ لسورةِ البقرة،

إذا لَمْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ لله في كلِّ شيء، ولم يسلكْ بها إلى ربِّه متحقِّقاً بأركانِ الإسلام وأصولِ الإيمان، متخلِّقاً بمقامِ الجهادِ في سبيل الله، صابراً في البأساءِ والضراءِ وحين البأس، متنـزِّهاً عن المحرَّماتِ في المطعوماتِ .. إلخ، واضعاً عنُقَه تحت رِبْقِ أحكامِ الشريعةِ في دينه ونفسِه ومالِه، متحقِّقاً بِخُلُقِ السمع والطاعةِ لله على كل حال، من غير تردُّدٍ ولا استدراك؛ لا يكونُ حافظاً لسورة البقرة!


وإنما الحافظُ للشيء هو الحافظُ لأمانته،

المتحقِّق بحكمته، العاملُ بمقتضاه، المكابِدُ لما تلقَّى عنه من حقوق الله!

لقد أجمعَ العلماءُ والدعاةُ على أنَّ هذا الدينَ -كتاباً وسنةً- مِنْهَاجُ حياة..

وإنّه لن يكونَ كذلك في واقعِ الناس، أفراداً وجماعاتٍ ومؤسّساتٍ؛ إلا باتخاذه مَشْرُوعَ حَيَاةٍ، تُفْنَى في سبيله الأعمارُ! وهذه قضيةٌ منهجيةٌ أساسٌ لتلقي موازينه الربّانية، والتخلُّقِ بحقائقه الإيمانية حتى يصبحَ هو الفضاءَ المهيمنَ على حياةِ المسلمِ كلِّها دِيناً ودُنْياً.

إن هذا الهدفَ العظيمَ لا يمكنُ أن يتحقّقَ للإنسانِ،

إلا بعقدِ العزمِ على الدخولِ في مجاهَداتٍ ومكابَداتٍ مستمرّة؛ للتحقُّق بمنازلِ القرآنِ ومقاصده التعبديَّة، من الاعتقادِ إلى التشريعِ، إلى مكارمِ الأخلاقِ وأشواق السلوك.. سيراً بمسلك التلقّي لحقائقِ القرآنِ الإيمانية والمكابدةِ الجَاهِدَةِ لتكاليفها الشرعية، والسيرِ إلى الله من خلالِ معراجها العالي الرفيع! ثم تتبُّع آياتِ القرآن، من أوله إلى آخره، آيةً آيةً؛ حتى يختمَ كتاب الله على ذلك المنهاج!
وإننا لَنَعْلَمُ أنَّ الكمالَ في هذه الغايةِ هو مما تفنى دونه الأعمارُ!
ولكن ذلك لا يلغي المقاربةَ والتسديدَ! وإن أحقَّ ما تُوهبُ له الأعمارُ كتابَ الله!
وفي مَثَلٍ بليغٍ حقّ بليغٍ:
أنّ نملةً انطلقت في طريقها، عاقدةً عزيمتَها على حجِّ بيتِ الله من أقصى الأرض!
فقيل لها:
"كيف تدركين الحجَّ وإنما أنت نملة؟ إنَّكِ ستموتين قَطْعاً قبل الوصول!"
قالت:
"إذن أموتُ على تلك الطريق!"..


م/ن

Y`k Hl,jE ugn jg; hg'vdr

نونــــــــــــــــه غير متصل   رد مع اقتباس
أضف رد جديد

الكلمات الدلالية (Tags)
أموتُ, الطريق, تلك, على, إذن


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قطع الطريق الدولي بالعريش وإصابة 15 في مشاجرة بسبب معاكسة فتاة The_boss22 الأخبار اليومية 6 2010-10-01 11:14 AM
الطريق الصح للداعية :معز مسعود.متجدد يومياً MaNsHo0o0 إسلامى 18 2009-11-20 07:28 PM
الطريق الى القلوب عاشق الايمان المنتدى العام 0 2009-11-06 06:52 AM
على الطريق ... انين الصمت المنتدى العام 0 2009-09-16 03:50 PM
حلم الطريق من دكرنس للمنصوره شعر عامي omar85 المنتدى الأدبى 9 2008-10-30 08:00 PM


Internal & External Links

الساعة الآن 03:55 AM.
Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
استضافة , دعم فنى