اختر لونك:


المنتدى الاسلامى كل ما يتعلق بديننا الحنيف على مذهب أهل السنة والجماعة فقط

الصدقة.. وأثرها العجيب في الفرد والمجتمع..

الصدقة.. وأثرها العجيب في الفرد والمجتمع** 1-3 " داوو مرضــاكم بالصدقة " (1) الصَـدَقـة.. أمرها عجيب..وأثرها كبيـر في الحياة ومابعد الحيـاة.. الصدقة هي النفقة التي يطلب بها الأجر.. تخرجها من

أضف رد جديد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 2006-11-11, 12:16 AM   #1
الصورة الرمزية SpAnKy
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-11-10
الدولة: مصر _ المنصورة
المشاركات: 694
التقييم: 13
الصورة الرمزية SpAnKy
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-11-10
الدولة: مصر _ المنصورة
المشاركات: 694
التقييم: 13
افتراضي الصدقة.. وأثرها العجيب في الفرد والمجتمع..

الصدقة.. وأثرها العجيب في الفرد والمجتمع** 1-3
" داوو مرضــاكم بالصدقة " (1)
الصَـدَقـة.. أمرها عجيب..وأثرها كبيـر في الحياة ومابعد الحيـاة..
الصدقة هي النفقة التي يطلب بها الأجر.. تخرجها من حُر مالك.. طيبة بها نفسك
تَذَكر..!! أن المال مال الله..وأعطاك منه ليرى ماذا ستعمل به..!!
المؤمن والمؤمنة كل منهما كـــآئن حي..والحياة ليست أكل وشرب..بل هي أشمل من ذلك.. إن الحياة ..هي العطآء أيضاً..
إنَ النفقة في سبيل الله..من أعظم ماشرع الله..وهي من محبوبات الله..
ويأتي سؤال:
لِما شُرعت الصدقة..!!
ويأتي الجواب سريعاً..مهرولاً..أن:
شرعت لغرضين جليلين: أحدهما: سد خَلَّة المسلمين وحاجتهم،
والثاني: معونة الإسلام وتأييده..
لأهمية الصدقة..جآئت أحاديث ونصوص كثيرة تبين فضل الصدقة وتُعمق دورها في الحياة..
وعليك أن تبحث في الصدقة وحولها..فما كلامي إلا قليل من كثير..
أهم وابرز وجوه الصدقة ودورها الرآئد في الحياة..
أولاً: الصدقة منزلتها عالية..ومقام المُتصَدِق رفيع:
قال صلى الله عليه وسلم:
"وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كرباً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً"(2)
وصاحب الصدقة..المُخرِج للصدقة..هو من خير الناس..ويأتي يوم القيامةمع أهل المعروفيدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :
"أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة" (3)
إن المكانة العالية للمتصدق ليست في الآخرة فقط..بل هي شاملة للدنيا؛بالتيسير ودفع المصائب..وهي دوآء..وفوق هذا..قيل :من جـادَ سـاد،ومن بخل رذل
والعربي كريم بطبعه إلا ماندر,,وهي فرصة تعجب لمن يتركها..هاهو ابن السماك يهمس لك قائلاً:
"يا عجبي لمن يشتري المماليك بالثمن، ولا يشتري الأحرار بالمعروف"
ومن أهمية الصدقة ودورها..
ثانياً:وقايتها للمتصدق من البلايا والكروب
فهي تدفع المصائب والكروب والشدائد المخوِّفة، وترفع البلايا والآفات والأمراض الحالَّة، دلت على ذلك النصوص، وثبت ذلك بالحس والتجربة.
فمن الأحاديث الدالة على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :
"صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات" (4)
ومنها أيضاً: قوله صلى الله عليه وسلم حين هلع الناس لكسوف الشمس: "فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا" (5)
قال ابن دقيق العيد في شرحه له: "وفي الحديث دليل على استحباب الصدقة عند المخاوف لاستدفاع البلاء المحذور"
كما أن الصدقة تحفظ البدن وتدفع عن صاحبها البلايا والأمراض،
يدل لذلك حديث:
"داووا مرضـاكم بالصدقـة"
بل إن بعض السلف كانوا يرون أن الصدقة تدفع عن صاحبها الآفات والشدائد ولو كان ظالماً..
وفي المقابل فإن عدم الصدقة قد تـجر على العبد المصائب والمحن..
ثالثاً: عِظم أجرها ومضاعفة ثوابها.
يربي الله الصدقات، ويضاعف لأصحابها المثوبات، ويعلي الدرجات..
بهذا تواترت النصوص وعليه تضافرت؛ فمن الآيات الكريمات الدالة على أن الصـدقـة أضعاف مضاعفة وعنـد الله مـزيـد قـوله ـ تعالى ـ:
(إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم) "الحديد: 18"
"والمتصدقين والمتصدقات لا يتفضلون على آخـذي الصدقات، ولا يتعاملون في هذا مع الناس، إنما هم يقرضون الله ويتعاملون مباشرة معه،
فأي حافز للصدقة أوقع وأعمق من شعور المعطي بأنه يقرض الغني الحميد،
وأنه يتعامل مع مالك الوجود..وأن ما ينفقه مُخْلَف عليه مضاعف، وأن له بعد ذلك كله أجراً كريماً
ومن الأدلة قوله تعالى:
( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة )
البقرة: 245

ومن الأحاديث الدالة على عظم أجر الصدقة: قوله صلى الله عليه وسلم :
"ما تصدق أحد بصدقة من طيب ـ ولا يقبل الله إلا الطيب ـ إلا أخذها الرحمن بيمينه ـ وإن كان تمرة ـ فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل؛ كما يربي أحدكم فُلُوَّه أو فصيله" (6)
ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم :
"من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبع مئة ضعف" (7)
قال المباركفوري: "وهذا أقل الموعود، والله يضاعف لمن يشاء"
رابعاً:إطفاؤها الخطايا وتكفيرها الذنوب
دل على ذلك نصوص الكتاب والسنة، ومنها: قوله ـ تعالى ـ :
( إن الحسنات يذهبن السيئات)
هود:114
وقوله ـ عــز وجــل ـ:
(وسارعوا إلى" مغفرة من ربكم وجنة عرضها السمـوات والأرض أعـدت للمتقـين 133 الذيـن ينفقـون في السـراء والضـراء والكاظمـين الغيـظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)
"آل عمران: 133، 134"
والتي أفادت أن من أول وأجلِّ ما تنال به مغفرة الله للخطايا وتجاوزه عن الذنوب..الإنفاق في مراضيه سبحانه
ومن النصوص الدالة على ذلك أيضاً: قوله صلى الله عليه وسلم :
وما أخرجه البخاري في صحيحه في باب: الصدقة تكفر الخطيئة من حـديث حذيفـة ـ رضي الله عنه ـ وفيه:
"فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره
تكفرها الصلاة والصدقة والمعروف" (8)
خامساً: مباركتها المال وزيادتها الرزق
تحفظ الصدقة المال من الآفات والهلكات والمفاسد، وتحل فيه البركة، وتكون سبباً في إخلاف الله على صاحبها بما هو أنفع له وأكثر وأطيب، دلت على ذلك النصوص الثابتة والتجربة المحسوسة؛ فمن النصوص الدالة على أن الصدقة جالبة للرزق قوله تعالى:

( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين )
"سبأ: 39"
ومن النصوص الدالة أيضاً على أن الصدقة بوابة للرزق ومن أسباب سعته واستمراره وتهيؤ أسبابه، وأنها لا تزيد العبد إلا كثرة قوله تعالى :
(لئــن شكــرتـم لأزيـدنكــم )
"إبراهيم: 7"
إذ الصدقة غاية في الشكر،

وقوله صلى الله عليه وسلم :
"ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما:
اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً"(9)
سادساً:الصدقة وقاية من العذاب وسبيل لدخول الجنة
الصدقة والإنفاق في سبل الخير فدية للعبد من العــذاب، وتخليـص له وفكــاك مـن العقاب..
وقد كثرت النصوص المبينة بأن الصدقة ستر للعبد وحجاب بينه وبين العذاب، ومن هذه النصوص: حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ في إثبات نعيم القبر وعذابه والذي تضمن إخباره صلى الله عليه وسلم بأن الصدقة وأعمال البر تدفع عن صاحبها عذاب القبر؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم :
"إن الميت إذا وضع في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولُّون عنه؛ فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتى من قِبَلِ رأسه، فتقول الصلاة: ما قِبَلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه، فيقول الصيام: ما قِبَلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره فيقول الزكاة: ما قِبَلي مدخل، ثم يؤتى من قِبَل رجليه فتقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس: ما قِبَلي مدخل..." (10)
سابعاً:أنها دليل صدق الإيمان وقوة اليقين وحسن الظن برب العالمين:
المال ميال بالقلوب عن الله؛ لأن النفوس جبلت على حبه والشح به، فإذا سمحت النفس بالتصدق به وإنفاقه في مرضاة الله ـ عز وجل ـ كان ذلك برهاناً على صحة إيمان العبد وتصديقه بموعود الله ووعيده، وعظيم محبته له؛ إذ قدم رضاه سبحانه على المال الذي فطر على حبه ويدل على هذا الأمر قوله صلى الله عليه وسلم :
"والصدقة برهان" (11)
ومعناه: أنها دليل على إيمان فاعلها؛ فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها، فمن تصدق استدل بصدقته على صدق إيمانه، قال المناوي:
"(والصدقة برهان) حجة جلية على إيمان صاحبها أو أنه على الهدى أو الفلاح، أو لكون الصدقة تنجيه عند الحساب كما تنجي الحجة عند المحاكمة..
ثامناً:تخليتها النفس من الرذائل وتحليتها لها بالفضائل:
تطهر الصدقة النفس من الرذائل وتنقيها من الآفات، وتقيها من كثير من دواعي الشيطان ورجسه، ومن ذلك: أنها تبعد العبد عن صفة البخل وتخلصه من داء الشُح.. والوقاية منه سبب للفلاح..قال تعالى:
( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)
"الحشر: 9"
ويُذهِب الله بها- الصدقة - داء العجب بالنفس والكبر والخيلاء على الآخرين والفخر عليهم بغير حق، كما أنها من مسببات عدم حب الذات حباً مذموماً، ومن دواعي نبذ الأثرة والأنانية، وعدم الوقوع في شيء من عبودية المال وتقديسه وهو ما دعا على فاعله النبي صلى الله عليه وسلم بالتعاسة والانتكاسة فقال:
"تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة...
تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش" (12)

وفي المقابل فالصدقة تهذب الأخلاق وتزكي النفس وتربي الروح على معالي الأخلاق وفضائلها؛ إذ فيها تدريب على الجود والكرم، وتعويد على البذل والتضحية وإيثار الآخرين، وفيها سمو بالعبد وانتصار له على نفسه الأمارة بالسوء، وإلجام لشيطانه، وإعلاء لهمته؛ إذ تُعلق العبد بربه وتربطه بالدار الآخرة، وتزهده بالدنيا؛ وتضعف تَعلُّق قلبه بها
تاسعاً: أن الصدقة..بوابة لسائر أعمال البر
جعل الله الصدقة والإنفاق في مرضاته مفتاحاً للبر وداعية للعبد إلى سائر أنواعه
يدل لذلك قوله ـ تعالى ـ:
( فأما من أعطــى" واتقـــى"وصــدق بالحسنى"فسنيسره لليسرى) "الليل: 5 - 7"
قال السعدي في تفسيره: " فسنيسره لليسرى: أي:
"نيسر له أمره، ونجعله مسهلاً عليه كل خير، ميسراً له ترك كل شر؛ لأنه أتى بأسباب التيسير، فيسر الله له لذلك"
وقد فقه الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ هذا التوجيه الرباني فحرصوا على نيل البر وكمال الخير بالنزول عما يحبون وببذل الطيب من المال نصرة للدين وسداً لحاجة المساكين، سخية به نفوسهم طمعاً في ثواب الله وإحسانه، فكان الواحد منهم إذا ازداد حبه لشيء بذله لله رجاء نيل البر؛ فهذا أبو طلحة ـ رضي الله عنه ـ كان أكثر الأنصار بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه حديقة يقال لها: بيرحاء، فلما نزلت هذه الآية:
( لن تنالوا البر حتى" تنفقــوا مما تحبـــون )
{آل عمران: 92}
قام إلى رســـول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الله يقول في كتابه: لن تنالوا البر حتى" تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إليَّ بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت... " (14) وقال زيد بن حارثة لما نزلت هذه الآية: "اللهم إنك تعلم أنه ليس لي مال أحب إلي من فرسي هذه"، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذه في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد قبلها الله منك"(15)
عاشراً:إدراك المتصدق أجر العامل
دلت النصوص الثابتة على أن صاحب المال يدرك بتصدقه وإنفاقه من ثواب عمل العامل بمقدار ما أعانه عليه حتى يكون له مثل أجره ومن هذه النصوص الدالة على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :
"من فطَّر صائماً كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء" (16)
وقوله صلى الله عليه وسلم :
"من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلف غازياً في سبيل الله بخير فقد غزا"(17)
ومعناه: أنه مثله في الأجر ما دام قد أتم تجهيزه أو قام بكفاية من يخلفه بعده
مــاأسعد المُتصدِقيـن..فيا من يستطيع أن يجاهد وهو قاعد، ويصوم وهو آكل شارب، ويعلِّم القرآن، وينشر الخير، ويدعو إلى الله في كل مكان وهو في بيته لم يباشر من ذلك شيئاً لا تَحْرم نفسك الأجر ولا تمنعها الثواب..
واعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لك حين قال:
"اغتنم خمساً قبل خمس ـ وذكر منها ـ: وغناك قبل فقرك" (18)
واعلم بأن المال زائل والعمل باق؛ إذ لم يخلد أحد مع ماله، ولم يدخل مالٌ القبر مع صاحبه، بل هو وديعة لديك، ولا بد من أخذها منك، فما بالك تغفل عن ذلك؟!
____________________________
* الهوامش ستكون في نهاية الجزء الثالث إن شآء الله..
** إستفدت من مراجع عدة ..
ومن أهمها مقال للأخ الفاضل فيصل بن علي البعداني بعنوان سنابل الخير شكر الله له ولوالديه..

hgw]rm>> ,Hevih hgu[df td hgtv] ,hgl[jlu>>

SpAnKy غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 2006-11-11, 12:23 AM   #2
الصورة الرمزية SpAnKy
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-11-10
الدولة: مصر _ المنصورة
المشاركات: 694
التقييم: 13
الصورة الرمزية SpAnKy
مشرف سابق
افتراضي ثمــــــــــــــار..فأين القاطِـف..

2-3*
أثر الصدقة على الفرد والمجتمع..وفضلها..

11- أن الجزاء عليها من جنس العمل
ذلك أن من أنفق شيء عوضه الله من جنس ماأنفق..وخيرمنه..
والأدلة على ذلك كثيرة..منها
قوله صلى الله عليه وسلم :
"إن رجلاً لم يعمل خيراً قط ، وكان يداين الناس فيقول لرسوله: خذ ما تيسر، واترك ما تعسر، وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا، قال: فلما هلك، قال الله: هل عملتَ خيراً قط؟ قال: لا؛ إلا أنه كان لي غلام، وكنت أداين الناس، فإذا بعثته ليتقاضى قلت له: خذ ما تيسر واترك ما تعسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا،قال الله تعالى : قد تجاوزت عنك"(19).
12- إظلالها لصاحبها في المحشر
قال صلى الله عليه وسلم :
"سبعة يظلهم الله ـ تعالى ـ في ظله يوم لا ظل إلا ظله ـ وذكر منهم ـ: ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"(20).
13-توفيتها نقص الزكاة الواجبة
ونظراً لكون الزكاة بهذه المنزلة والأهمية، والعبد عرضة للتقصير في أدائها أو السهو في إخراجها أو الخطأ في حسابها فقد شرع الله ـ رحمةً بخلقه وإحساناً إليهم ـ صدقة التطوع لتكون توفية لنقصها، وجبراناً لخللها، وإكمالاً للعجز الحاصل فيها؛ ويشير إلى ذلك حديث تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً قال:
"أول ما يحاسـب بـه العبد يـوم القيامـة الصلاة؛ فإن كان أكملها كتبت له كاملة، وإن كان لم يكملها قال الله ـ تبـارك وتعـالى ـ لملائكته: هل تجدون لعبدي تطوعاً تكملوا به ما ضيع من فريضته؟ ثم الزكاة مثل ذلك، ثم سائر الأعمال على حسب ذلك" (21)
والذي يدل على أنه يُنظر في زكاة العبد فإن كملت كتبت له تامة، وإن ضيع شيئاً منها نظر هل له من الصدقة ما يتم به نقص الفرض، فإن لم يكن له منها ما يتم به نقص الفرض كان معرضاً للعقاب الشديد الذي أوضحته النصوص، وذلك إن لم يتغمده الله بعفو منه وتجاوز


14-أنها كنز لصاحبها يوم القيامة.
يشهد لذلك قوله ـ تعالى ـ:
(وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله
هو خيرا وأعظم أجرا )
"المزمل: 20"
وقوله تعالى: (ما عندكم ينفد وما عند الله باق)
"النحل: 96"

والنصوص النبوية الدالة على أن الصدقة ذخر لصاحبها وكنز له كثيرة منها: قوله صلى الله عليه وسلم :

"يقول ابن آدم: مالي مالي!! وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت؟!" (22)



15- جريان أجر الباقي منها بعد الموت:
قال صلى الله عليه وسلم :
"إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة:-وذكر- صدقة جارية"(23)
والصدقة الجارية كالوقف ونحوه من آثار العبد وبقايا عمله..
16-مشروعية إهداء ثوابها للميت
من أعظم البر بعد البر، والصلة بعد الصلة، وأرفع الإحسان بعد الإحسان نفع من كان يُبَر في حياته ويوصل ويحسن إليه، إذا أُدخل في قبره، وتوقف كسبه، وبدأت آخرته، والسعي في إيصال الثواب إليه وهو أحوج ما يكون إلى ذلك بفعل بعض الطاعات والقُرَب التي أفاد الشارع بوصول ثوابها إلى الميت ، ويأتي في طليعة تلك الأعمال: الصدقة عليه، والتي أجمع العلماء على نفعها له ولحوق ثوابها به للنصوص الصحيحة الواردة في ذلك، ومنها: حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ:
"أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن أمي افتُلِتَتْ نفسُهاولم توص، وأظنها لو تكلَّمتْ تصدَّقَتْ. أفلها أجر إن تصدقتُ عنها؟ قال: نعم" (24).


17ــ سترها عيوب العبد واستجلابها محبة الناس وحمدهم ودعاءهم له
وهي من أسباب القُرْب من العباد ونيل مودتهم ودعائهم وتعظيمهم، والحصول على شكرهم وثنائهم؛ فصاحبها محمود الأثر في الدنيا يحبه البعيد والداني، ويألفه المتسخط والراضي؛ لأن صاحبها بعمله ذلك يرتهن الشكر، ويسلف المعروف ليربح المحبة والدعاء والحمد.
ولا يقتصر نيل المتصدق للمحبة والشكر والدعاء من المتصدَّق عليهم فقط، بل إنه ليود المتصدق ويحمده ويدعو له من لا ينال الصدقة ولا تقدم إليه،
قال أبو الفتح البستي:
أَحْسِن إلى الناسِ تَستعبدْ قلوبَهمُ *** فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسـانُ
مَن جادَ بالمال مالَ الناسُ قاطبةً *** إليه، والمـالُ للإنسان فتَّـانُ
أَحْسِن إذا كان إمكانٌ ومقـدرةٌ *** فلن يدومَ على الإنسانِ إمكانُ


فيا من تريد المرتبة العالية في الآخرة، والمنزلة الجليلة في الدنيا الزم الصدقة والجود، وأكثر من الإحسان وأعمال البر، وتجنب الشح؛ فإنك قادم على ربك وحالك كما وصف الشاعر:
وما تزودَ مما كان يَجمَعه *** إلا حنوطاً ـ غداةَ البين ـ معْ خِرَقِ
وغيرَ نفحةِ أعوادٍ تُشدُّ به *** وقلَّ ذلك مِن زادٍ لمنطلــقِ

18ــ أنها طريق للظفر بمحبة الله ورحمته ورضاه:
في الصدقة إحسان ورحمة، وتفضل وشفقة، ولذا كانت من وسائل نيل محبة رب العالمين، والحصول على رحمته، والظفر برضوانه؛ لأنه ـ سبحانه ـ يحب المحسنين ويرحم الراحمين، وقد دلت نصوص القرآن والسنة على ذلك، فمما دل منها على أن التصدق والإنفاق في مرضاة الله من دواعي حبه ـ عز وجل ـ للعبد قوله ـ تعالى ـ:

(وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) "البقرة: 195"
قال السعدي: "وهذا يشمل جميع أنواع الإحسان بالمال"
وفي الحديث"ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله، أما الذين يحبهم الله: فرجل أتى قوماً فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينهم وبينه، فتخلف رجل أعقابهم، فأعطاه سراً لا يعلم بعطيته إلا الله والذي أعطاه ..."(25).
19ـ أن فيها انتصاراً للعبد على شيطانه
وفي باب الصدقة فإن الشياطين تتكالب على العبد، داعية له إلى البخل، حاثة له على الشح، ناهية له عن الجود والبذل، كما قال ـ سبحانه ـ:
( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم) {البقرة: 268}
فإن هو تصدق فقد غلبهم وانتصر
20- سعة صدر صاحبها وانشراحه
الصدقة ونفع الخلق والإحسان إليهم من أسباب انشراح الصدر وسعة البال وتحصيل السعادة؛ ومردُّ ذلك إلى شعور المتصدق بطاعة الله ـ تعالى ـ وامتثال أمره، والتحرر من عبودية المال وتقديسه، والقيام بمساعدة الآخرين، وإدخال السرور عليهم، والسير في طريق أهل الجود والإحسان، والتعرض لنفحات الرب ورحمته وإحسانه.والكلام في هذا كثير..ومن عرف الصدقة..ذاق طعمها ..
21- نفعها المتعدي
وهذا باب عزيز..ومقصد هــام..إذلا يقتصر نفع الصدقة على صاحبها بل يتجاوزه إلى غيره من الأفراد، ويتخطى الأفراد إلى المجتمعات، في كثير من جوانب الحياة، ولعل من أبرز منافعها المتعدية :
إسهامها في علاج مشكلة الفقر؛ إذ تدفع حاجة المعوزين فتسد جوعهم، وتستر عوراتهم، وتقضي ديونهم وحاجاتهم، وتفرج كربهم، وتنفس مضايقهم، وتحسن معايشهم، وتدخل السرور على قلوبهم..
ومن منافعها المتعدية:
إشاعة التكافل الاجتماعي، وعميق الأخوة، ونشر المودة، وبث الرحمة بين أفراد المجتمع المسلم؛ بحيث تجعله كأسرة واحدة متراصة يرحم فيه القوي الضعيف،
ومن منافعها المتعدية:
والصدقة وأعمال البر تقلل من أثر الجريمة..إذ أن الفقر سبب ودافع للجريمة..
ومن منافعها المتعدية:
ما فيها من نصر الحق وتقويته ؛ إذ لها تأثير ظاهر في نشر الدين وقيام الكثير من المناشط الدعوية والعلمية، والأعمال التي يقارع بها الشر..

وبعد..هذه فوائد وثمار من ثمرات الصدقة..وهناك أكثر من هذا..
فيالله العجب..في من يعلم فضل الصدقة..وهو قادر ثم يبخل أو يتوانى..
ألا يعلم هذا..أن الايام دول..ألا يعلم ..أن اليد العليا خير من اليد السُفلى..
ألا يرى الواحد منا..كيف يعمل القوم..في نشر مذهب الباطل وينفقون عليه..وأهل الحق واليسار..يتوانون..ويترددون..
___________________________
* يتبع الجزء الثالث والأخيــر..وأسأل الله التيسير..
محبكم..نزفـ الجرحـ
SpAnKy غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 2006-11-11, 12:31 AM   #3
الصورة الرمزية الـبرنـس
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-11-10
الدولة: مدينه المنصوره
العمر: 36
المشاركات: 608
التقييم: 20
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى الـبرنـس إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى الـبرنـس
الصورة الرمزية الـبرنـس
مشرف سابق
Idea



السلام عليكم


الاخ الغالى نزف الجرح


موضوع رائع بدون اى تعليق



يستحق التثبيت


شكرا لك اخى نزف الجرح


كفيت وعفيت

دمت فى امان الله وحفظه


بانتظار الجزء الاخير


وبانتظار كل جديد منك


تقبل تحياتى

خالد الجنتل
الـبرنـس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 2006-11-11, 01:47 AM   #4
الصورة الرمزية FREEDOM
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-10-08
الدولة: مصر_ المنصورة
المشاركات: 863
التقييم: 35
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى FREEDOM إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى FREEDOM
الصورة الرمزية FREEDOM
مشرف سابق
افتراضي

موضوع جامد اوى فعلا ممتاز
FREEDOM غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 2006-11-11, 07:24 AM   #5
الصورة الرمزية Muhamed
شخصية هامة
تاريخ التسجيل: 2006-09-20
الدولة: مصر ام الدنيا
المشاركات: 4,886
التقييم: 1049
الصورة الرمزية Muhamed
شخصية هامة
افتراضي

معلش يا نزف يا ريت تغير الالوان بتاعت الموضوع لان نظرى ضايع والالوان فاتحه فمش عارف اقراه كويس


وجزاك الله خيرا
Muhamed غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 2006-11-11, 12:46 PM   #6
الصورة الرمزية 3aShe2
مشرف عام
تاريخ التسجيل: 2006-11-06
الدولة: Egypt - Mansoura
العمر: 34
المشاركات: 2,197
التقييم: 611
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى 3aShe2
الصورة الرمزية 3aShe2
مشرف عام
افتراضي

تسلم ايدك يا نزف على الموشوع الجميل وروعة الطرح

ويا ريت كل واحد يتمسك وينفذ الحاجات ديت

وجعله الله فى ميزان حيناتك
3aShe2 غير متصل   رد مع اقتباس
أضف رد جديد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماذا قال الحزن الى الفرح ... فابكاه !! عيون الحب المنتدى العام 3 2010-04-10 05:25 PM
ماذا قال الحزن الى الفرح فأبكاه zezo_love323 المنتدى الأدبى 4 2009-12-14 09:24 PM
كتاب الزكاة Eng.Shapon الـجـزء الأول 2 2009-08-31 01:44 PM


Internal & External Links

الساعة الآن 11:05 PM.
Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
استضافة , دعم فنى