اختر لونك:


المنتدى الاسلامى كل ما يتعلق بديننا الحنيف على مذهب أهل السنة والجماعة فقط

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 2008-12-06, 09:52 PM   #21
الصورة الرمزية شموخ أنثى
محترم
تاريخ التسجيل: 2008-11-21
الدولة: فى بيتنا
المشاركات: 135
التقييم: 10
الصورة الرمزية شموخ أنثى
محترم
افتراضي

شكرا وربنا يجزيك ويجزينا كل خير
وشوف ثوابك فى كل اللى هيستفيد من موضوعك
ويا ريت نهتم بتفسير القرآن لان فعلا فيه كل حاجة ممكن نعرفها تلاقى فى الاخر القرآن أشاد ليها فعلا فسبحان الله العلى العظيم
تقبل مرورى /شموخ أنثى
شموخ أنثى غير متصل  
قديم 2008-12-07, 03:29 AM   #22
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
الفوائد:
===============
الأولى: خاطب الله المؤمنين بقوله تعالى: [يا أيها الذين آمنوا] في ثمانية وثمانين موضعا من القرآن وهذا أول خطاب خوطب به المؤمنون في هذه السورة، ونداء المخاطبين باسم المؤمنين، يذكرهم بأن الإيمان يقتضي من صاحبه، أن يتلقى أوامر الله ونواهيه بحسن الطاعة والامتثال، قال ابن مسعود: "إذا سمعت الله تعالى يقول: [يا أيها الذين آمنوا] فارعها سمعك، فإنه خير تؤمر به، أو شر تنهى عنه.

الثانية: نهى المسلمون أن يقولوا فى خطاب النبى (ص) [راعنا] وأمروا بأن يقولوا مكانها [انظرنا] وفي ذلك تنبيه لأدب جميل، هو أن الإنسان يتجنب فى مخاطباته الألفاظ التي توهم الجفاء أو التنقيص، فى مقام يقتضى إظهار المودة والتعظيم.

الثالثة: كانت اليهود تستعمل كلمة [راعنا] يعنون بها المسبة والشتيمة، وروي أن "سعد بن معاذ" سمعها منهم فقال: يا أعداء الله، عليكم لعنة الله والذي نفسي بيده لئن سمعتها من رجل منكم يقولها لرسول الله (ص) لأضربن عنقه فقالوا: أولستم تقولونها؟ فنزلت هذه الآية [لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا].


###############
قال الله تعالى: [وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى.. إلى .. إن الله واسع عليم] من آية (111) إلى نهاية آية (115).
###############


===============
المناسبة:
===============
في هذه الآيات الكريمة بيان آخر لأباطيل أهل الكتاب، حيث ادعى كل من الفريقين (اليهود والنصارى)، أن الجنة خاصة بهم، وطعن في دين الآخر، فاليهود يعتقدون بكفر النصارى وضلالهم، ويكفرون بعيسى وبالإنجيل، والنصارى يعتقدون بكفر اليهود لعدم إيمانهم بالمسيح، حتى صار كل فريق يطعن في دين الآخر، ويزعم أن الجنة وقف عليه، فأكذب الله الفريقين، وبين أن الجنة إنما يفوز بها المؤمن التقي الذي عمل الصالحات.

===============
اللغة:
===============
[هودا] أي يهودا جمع هائد، والهائد: التائب الراجع مشتق من هاد إذا تاب [إنا هدنا إليك]،

[أمانيهم] جمع أمنية وهي ما يتمناه الإنسان ويشتهيه،

[برهانكم] البرهان: الدليل والحجة الموصلان إلى اليقين،

[أسلم] استسلم وخضع،

[خرابها] الخراب: الهدم والتدمير وهو حسي كتخريب بيوت الله، ومعنوي كتعطيل إقامة الشعائر فيها،

[خزي] هوان وذلة،

[ثم] بفتح الثاء أي "هناك" ظرف للمكان،

[وجه الله] الوجه: الجهة والمراد بوجه الله هنا: الجهة التي ارتضاها وأمر بالتوجه إليها.

===============
سبب النزول:
===============
عن ابن عباس قال: لما قدم أهل نجران من النصارى على رسول الله (ص) أتتهم أحبار اليهود، فتنازعوا عند رسول الله (ص) فقال رافع بن حرملة: ما أنتم على شيء وكفر بعيسى وبالإنجيل، وقال رجل من أهل نجران من النصارى لليهود: ما أنتم على شيء وجحد نبوة موسى وكفر بالتوراة فأنزل الله
[وقالت اليهود ليست النصارى على شيء] الآية.

===============
التفسير:
===============
[وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى] أي قال اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا، وقال النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا

[تلك أمانيهم] أي تلك خيالاتهم وأحلامهم

[قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين] أي قل لهم يا محمد: ائتوني بالحجة الساطعة على ما تزعمون إن كنتم صادقين في دعواكم

[بلى من أسلم وجهه لله] أي بلى يدخل الجنة، من استسلم وخضع وأخلص نفسه لله

[وهو محسن] أي وهو مؤمن مصدق متبع لرسول الله (ص)

[فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون] أي فله ثواب عمله ولا خوف عليهم في الآخرة ولا يعتريهم حزن أو كدر بل هم في نعيم مقيم

[وقالت اليهود ليست النصارى على شيء] أي كفر اليهود بعيسى وقالوا: ليس النصارى على دين صحيح معتد به فدينهم باطل

[وقالت النصارى ليست اليهود على شيء] أي وقال النصارى في اليهود مثل ذلك، ليس اليهود على دين صحيح، ودينهم باطل

[وهم يتلون الكتاب] أي والحال أن اليهود يقرأون التوراة، والنصارى يقرأون الإنجيل فقد كفروا عن علم

[كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم] أي كذلك قال مشركو العرب مثل قول أهل الكتاب قالوا: ليس محمد على شيء

[فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون] أي يحكم بين اليهود والنصارى وسائر الخلائق، ويفصل بينهم بقضائه العادل، فيما اختلفوا فيه من أمر الدين

[ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه] الكلام خرج مخرج المبالغة في التهديد والزجر، استنكاراً لأن يكون أحد أظلم ممن فعل ذلك أي لا أحد أظلم ممن منع الناس من عبادة الله في بيوت الله.

[وسعى فى خرابها] أى وعمل لخرابها بالهدم كما فعل الرومان ببيت المقدس، أو بتعطيلها من العبادة كما فعل كفار قريش

[أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين] أي ما كان ينبغي لأولئك أن يدخلوها إلا وهم في خشية وخضوع، فضلا عن التجرؤ على تخريبها أو تعطيلها

[لهم في الدنيا خزي] أي لأولئك المذكورين هوان وذلة في الدنيا

[ولهم في الآخرة عذاب عظيم] أي لهم عذاب شديد موجع، هو عذاب النار.

[ولله المشرق والمغرب] أي لله جل وعلا الكون كله، وله الجهات كلها، مكان شروق الشمس ومكان غروبها والمراد جميع الأرض

[فأينما تولوا فثم وجه الله] أي إلى أي جهة توجهتم بأمره، فهناك قبلته التي رضيها لكم، وقد نزلت الآية فيمن أضاع جهة القبلة

[إن الله واسع عليم] أي يسع الخلق بالجود والإفضال، وهو سبحانه عليم بتدبير شؤونهم، لا تخفى عليه خافية من أحوالهم.

===============
البلاغة:
===============
1- [تلك أمانيهم] الجملة اعتراضية وفائدتها بيان بطلان الدعوى وأنها دعوى كاذبة.

2- [قل هاتوا برهانكم] الأمر هنا للتبكيت والتقريع، فليس عندهم حجة أو برهان.

3- [من أسلم وجهه لله] خص الوجه بالذكر لأنه أشرف الأعضاء، فالوجه هنا استعارة عن القصد، والتوجه والإقبال على الله، ومعنى [أسلم وجهه] أي استسلم وخضع، وأخلص عمله لله.

4- [عند ربه] وضع اسم الرب موضع ضمير الجلالة، لإظهار مزيد اللطف به.

5- [قال الذين لا يعلمون] فيه توبيخ عظيم لأهل الكتاب لأنهم خرطوا أنفسهم – مع علمهم – في سلك من لا يعلم أصلا.

6- [ومن أظلم] الاستفهام بمعنى النفي أي لا أحد أظلم منه.

7- [لهم في الدنيا خزي] التنكير للتهويل أي خزي هائل فظيع، لا يكاد يوصف لهوله.

8- [عليم] صيغة فعيل للمبالغة، أي واسع العلم.

===============
فائدة:
===============
قال الإمام الفخر: إسلام الوجه لله يعني إسلام النفس لطاعة الله، وقد يكنى بالوجه عن النفس كما قال تعالى: [كل شيء هالك إلا وجهه] وقال زيد بن نفيل:
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرا ثقالا وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا.


###############
قال الله تعالى: [وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه.. إلى.. ولا هم ينصرون] من آية (116) إلى نهاية آية (123).
###############


===============
المناسبة:
===============
لما ذكر تعالى افتراء اليهود والنصارى، وزعمهم أن الجنة خاصة بهم لا يشاركهم فيها أحد، أعقبه بذكر بعض قبائحهم، وقبائح المشركين في ادعائهم أن لله ولدا، حيث زعم اليهود أن عزيرا ابن الله، وزعم النصارى أن المسيح ابن الله، وزعم المشركون أن الملائكة بنات الله، فأكذبهم الله جميعا، ورد دعواهم، بالحجة الدامغة والبرهان القاطع
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-07, 03:45 AM   #23
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
اللغة:
===============
[سبحانه] سبحان مصدر سبح بمعنى نزه ومعناه التبرئة والتنزيه عما لا يليق بجلاله تعالى

[قانتون] مطيعون خاضعون من القنوت والطاعة والخضوع

[بديع] البديع: المبدع، والإبداع: الاختراع والابتكار، وهو اختراع الشيء على غير مثال سبق

[قضى] أراد وقدر

[بشيرا] البشير: المبشر وهو المخبر بالأمر الصادق السار

[نذيرا] النذير: المنذر وهو المخبر بالأمر المخوف ليحذر منه

[الجحيم] المتأجج من النار

[ملتهم] أي دينهم وجمعها ملل، وأصل الملة: الطريقة المسلوكة، ثم جعلت اسما للشريعة التى أنزلها الله

[عدل] فداء.

===============
التفسير:
===============
[وقالوا اتخذ الله ولدا] هو قول اليهود والنصارى والمشركين فاليهود قالوا: عزير ابن الله، والنصارى قالوا: المسيح ابن الله والمشركون قالوا: الملائكة بنات الله، فأكذب الله الجميع في دعواهم فقال

[سبحانه] أي تقدس وتنزه عما زعموا تنزهاً بليغا

[بل له ما في السموات والأرض] بل للإضراب أي ليس الأمر كما زعموا، بل هو جل وعلا خالق جميع الموجودات، التي من جملتها عزير، والمسيح، والملائكة

[كل له قانتون] أي الكل منقادون له، لا يستعصي شيء منهم على تقديره ومشيئته

[بديع السموات والأرض] أي خالقهما ومبدعهما على غير مثال سبق

[وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون] أي إذا أراد إيجاد شيء، حصل من غير امتناع ولا مهلة، فمتى أراد شيئا وجد بلمح البصر، فمراده نافذ وأمره لا يتخلف [وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر]

[وقال الذين لا يعلمون] المراد بهم جهلة المشركين وهم كفار قريش

[لولا يكلمنا الله] أي هلا يكلمنا الله مشافهة أو بإنزال الوحي علينا بأنك رسوله

[أو تأتينا آية] أي تجيئنا يا محمد بحجة ساطعة، تكون برهانا على صدق نبوتك، قالوا ذلك استكبارا وعنادا

[كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم] أي مثل هذا الباطل الشنيع، قال المكذبون من أسلافهم لرسلهم

[تشابهت قلوبهم] أي قلوب هؤلاء ومن قبلهم، في العمى والعناد والتكذيب للأنبياء، وفي هذا تسلية له (ص)

[قد بينا الآيات لقوم يوقنون] أي قد وضحنا الأدلة وأقمنا البراهين لقوم يطلبون الحق واليقين، وكلها ناطقة بصدق ما جئت به

[إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا] أي أرسلناك يا محمد بالشريعة النيرة والدين القويم، بشيرا للمؤمنين بجنات النعيم، ونذيرا للكافرين من عذاب الجحيم

[ولا تسأل عن أصحاب الجحيم] أي أنت يا محمد لست مسؤولا عمن لم يؤمن منهم، بعد أن بذلت الجهد في دعوتهم [إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب]

[ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم] أي لن ترضى عنك الطائفتان (اليهود والنصارى) حتى تترك الإسلام المنير، وتتبع دينهم الأعوج

[قل إن الهدى هدى الله] أي قل لهم يا محمد: إن الإسلام هو الدين الحق وما عداه فهو ضلال

[ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم] أي ولئن سايرتهم على آرائهم الزائفة، وأهوائهم الفاسدة، بعدما ظهر لك الحق بالبراهين الساطعة، والحجج القاطعة

[ما لك من الله من ولي ولا نصير] أي ليس لك من يحفظك أو يدفع عنك عقابه الأليم

[الذين آتيناهم الكتاب] ثناء من الله تعالى على طائفة من اليهود والنصارى أسلموا

[يتلونه حق تلاوته] أي يقرؤونه قراءة حقة كما أنزل

[أولئك يؤمنون به] أي فأولئك هم المؤمنون حقا، دون المعاندين المحرفين لكلام الله

[ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون] أي ومن كفر بالقرآن فقد خسر دنياه وآخرته

[يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم] أي اذكروا نعمي الكثيرة عليكم وعلى آبائكم

[وأني فضلتكم على العالمين] أي واذكروا تفضيلي لكم على سائر الأمم في زمانكم

[واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا] أي خافوا ذلك اليوم الرهيب، الذي لا تغني فيه نفس عن نفس، ولا تدفع عنها من عذاب الله شيئا، لأن كل نفس بما كسبت رهينة

[ولا يقبل منها عدل] أي لا يقبل منها فداء

[ولا تنفعها شفاعة] أي لا تفيدها شفاعة أحد، لأنها كفرت بالله، كما قال سبحانه: [فما تنفعهم شفاعة الشافعين]

[ولا هم ينصرون] أي لا يدفع عنهم أحد عذاب الله، ولا يجيرهم وينقذهم من سطوة عقابه!.

===============
البلاغة:
===============
1- [سبحانه] جملة اعتراضية وفائدتها بيان بطلان دعوى الظالمين الذين زعموا لله الولد، قال أبو السعود: وفيه من التنزيه البليغ من حيث الاشتقاق من "السبح" ومن جهة النقل إلى التفعيل "التسبيح" ومن جهة العدول إلى المصدر ما لا يخفى، والمراد أنزهه تنزيها لائقا به.

2- [كل له قانتون] صيغة جمع العقلاء في [قانتون] للتغليب أي تغليب العقلاء على غير العقلاء، والتغليب من الفنون المعدودة في محاسن البيان.

3- التعبير عن الكافرين والمكذبين بكلمة [أصحاب الجحيم] إيذان بأن أولئك المعاندين من المطبوع على قلوبهم، فلا يرجى منهم الرجوع عن الكفر والضلال إلى الإيمان والإذعان.

4- إيراد الهدى معرفا بأل في قوله: [هو الهدى] يفيد قصر الهداية على (دين الإسلام)، فالإسلام هو الهدى كله، وما عداه فهو هوى وعمى.

5- [ولئن اتبعت أهواءهم] هذا من باب التهييج والإلهاب، وإلا فأنى يتصور اتباعه (ص) لملتهم الباطلة؟.

===============
تنبيه:
===============
قال القرطبي: [بديع السموات والأرض] أي منشئها وموجدها ومبدعها ومخترعها على غير حد ولا مثال، وكل من أنشأ ما لم يسبق إليه، قيل له مبدع، ومنه أصحاب البدع، وسميت البدعة (بدعة) لأن قائلها ابتدعها من غير فعل أو مقال إمام، وفي البخاري "نعمت البدعة هذه" يعني قيام رمضان.. ثم قال: وكل بدعة صدرت من مخلوق فلا يخلو أن يكون لها أصل فى الشرع أو لا؟ فإن كان لها أصل فهي في حيز المدح، ويعضده قول عمر "نعمت البدعة هذه" وإلا فهي في حيز الذم والإنكار، وقد بين هذا الحديث الشريف "من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها.. ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها..".


###############
قال الله تعالى: [وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن.. إلى .. إنك أنت العزيز الحكيم] من آية (124) إلى نهاية آية (129).
###############


===============
المناسبة:
===============
بعد أن ذكر الله تعالى نعمه على بني إسرائيل، وكيف كانوا يقابلون النعم بالكفر والعناد، وصل حديثهم بقصة (إبراهيم) أبي الأنبياء، الذي يزعم اليهود والنصارى انتماءهم إليه، ولو كانوا صادقين لوجب عليهم اتباع هذا النبي الكريم محمد (ص) ودخولهم في دينه القويم، لأنه من ولد إسماعيل عليه السلام، فكان أولى بالاتباع والتمسك بشريعته الحنيفية السمحة، التي هي شريعة الخليل عليه السلام.

===============
اللغة:
===============
[ابتلى] امتحن والابتلاء: الاختبار

[فأتمهن] أتى بهن على وجه التمام والكمال

[إماما] الإمام: القدوة الذي يؤتم به في الأقوال والأفعال

[مثابة] مرجعاً من ثاب يثوب إذا رجع، أي إنهم يأتون ويترددون إليه لا يقضون منه وطرهم، قال الشاعر:
جعل البيت مثابا لهم ليس منه الدهر يقضون الوطر.

[وأمنا] الأمن: السلامة من الخوف والطمأنينة في النفس والأهل

[وعهدنا] أمرنا وأوحينا

[للطائفين] جمع طائف من الطواف وهو الدوران حول الشيء

[والعاكفين] جمع عاكف من العكوف وهو الإقامة على الشيء والملازمة له، والمراد المقيمون في الحرم بقصد العبادة

[فأمتعه] من التمتيع وهو إعطاء الإنسان ما ينتفع به كقوله: [قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار]

[القواعد] جمع قاعدة وهي الأساس

[مناسكنا] جمع منسك وهي العبادة والطاعة

[الحكمة] العلم النافع المصحوب بالعمل، والمراد بها السنة النبوية المطهرة

[ويزكيهم] من التزكية وهي في الأصل التنمية يقال: زكى الزرع إذا نما ثم استعملت في معنى الطهارة النفسية قال تعالى: [قد أفلح من زكاها
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-08, 01:03 AM   #24
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
التفسير:
===============
[وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن] أي اذكر يا محمد حين اختبر الله عبده إبراهيم الخليل، وكلفه بجملة من التكاليف الشرعية "أوامر ونواه" فقام بهن خير قيام

[قال إني جاعلك للناس إماما] أي قال له ربه: إني جاعلك يا إبراهيم قدوة للناس، ومنارا يهتدي بك الخلق

[قال ومن ذريتي] أي قال إبراهيم: واجعل يا رب أيضا أئمة من ذريتي

[قال لا ينال عهدي الظالمين] أي لا ينال هذا الفضل العظيم أحد من الكافرين

[وإذ جعلنا البيت مثابة للناس] أي واذكر حين جعلنا الكعبة المعظمة مرجعا للناس، يقبلون عليه من كل بلد وقطر

[وأمنا] أي مكان أمن، يأمن من لجأ إليه، وذلك لما أودع الله في قلوب العرب من تعظيمه وإجلاله

[واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى] أي وقلنا للناس: اتخذوا من المقام – وهو الحجر الذي كان يقوم عليه إبراهيم لبناء الكعبة – مصلى أي صلوا عنده

[وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل] أي أوصينا وأمرنا إبراهيم وولده إسماعيل

[أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود] أي أمرنا بأن يصونا البيت من الأرجاس والأوثان، ليكون معقلا للطائفين حوله، والمعتكفين الملازمين له، والمصلين فيه، فالآية جمعت أصناف العابدين في البيت الحرام: (الطائفين، والمعتكفين، والمصلين).. ثم أخبر تعالى عن دعوة الخليل إبراهيم فقال:

[وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا] أي اجعل هذا المكان – والمراد مكة المكرمة – بلداً ذا أمن، يكون أهله في أمن واستقرار

[وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر] أي وارزق يا رب المؤمنين من أهله وسكانه، من أنواع الثمرات، ليقبلوا على طاعتك ويتفرغوا لعبادتك، وخص بدعوته المؤمنين فقط، قال تعالى جوابا له

[قال ومن كفر فأمتعه قليلا] أي قال الله: وأرزق من كفر أيضا كما أرزق المؤمن، أأخلق خلقا ثم لا أرزقهم؟ أما الكافر فأمتعه في الدنيا متاعا قليلا، وذلك مدة حياته فيها

[ثم اضطره إلى عذاب النار] أي ثم ألجئه فى الآخرة وأسوقه إلى عذاب النار، فلا يجد عنها محيصا

[وبئس المصير] أي وبئس المآل والمرجع للكافر، أن يكون مأواه نار جهنم.. قاس الخليل الرزق على الإمامة، فنبهه تعالى على أن الرزق رحمة دنيوية، شاملة للبر والفاجر، بخلاف الإمامة فإنها خاصة بالخواص من المؤمنين، ثم قال تعالى حكاية عن قصة بناء البيت العتيق

[وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل] أي واذكر يا أيها الرسول لقومك ذلك الأمر الغريب، وهو رفع الرسولين العظيمين (إبراهيم وإسماعيل) قواعد البيت وقيامهما بوضع أساسه ورفع بنائه، وهما يقولان بخضوع وإجلال

[ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم] أي يبنيان ويدعوان بهذه الدعوات الكريمة، قائلين: يا ربنا تقبل منا أي أقبل منا عملنا هذا، واجعله خالصاً لوجهك الكريم، فإنك أنت السميع لدعائنا العليم بنياتنا

[ربنا واجعلنا مسلمين لك] أي اجعلنا خاضعين لك منقادين لحكمك

[ومن ذريتنا أمة مسلمة لك] أي واجعل من ذريتنا من يسلم وجهه لك ويخضع لعظمتك

[وأرنا مناسكنا] أي وعلمنا شرائع عبادتنا ومناسك حجنا

[وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم] أي تب علينا وارحمنا، فإنك عظيم المغفرة واسع الرحمة

[ربنا وابعث فيهم رسولا منهم] أي ابعث في الأمة المسلمة رسولا من أنفسهم، وهذا من جملة دعواتهما المباركة، وقد استجاب الله الدعاء ببعثة السراج المنير محمد (ص)

[يتلو عليهم آياتك] أي يقرأ آيات القرآن

[ويعلمهم الكتاب والحكمة] أي يعلمهم القرآن والسنة المطهرة

[ويزكيهم] أي يطهرهم من رجس الشرك

[إنك أنت العزيز الحكيم] العزيز الذي لا يقهر ولا يغلب، الحكيم الذي لا يفعل إلا ما تقتضيه الحكمة والمصلحة.

===============
البلاغة:
===============
1- التعرض لعنوان الربوبية [ابتلى إبراهيم ربه] تشريف له عليه السلام، وإيذان بأن ذلك الابتلاء تربية له، وترشيح لأمر خطير، والمراد أنه سبحانه عامله معاملة المختبر، حيث كلفه بأوامر ونواهي، يظهر بها استحقاقه للإمامة العظمى.

2- إيقاع المصدر موقع اسم الفاعل في قوله: [وأمنا] للمبالغة، والإسناد مجازي، أي آمنا من دخله كقوله تعالى: [ومن دخله كان آمنا] وخير ما فسرته بالوارد.

3- إضافة البيت إلى ضمير الجلالة [وطهر بيتي] للتشريف والتعظيم.

4- قوله تعالى: [وإذ يرفع إبراهيم] ورد التعبير بصيغة المضارع حكاية عن الماضي، ولذلك وجه معروف في محاسن البيان، وهو استحضار الصورة الماضية، وكأنها مشاهدة بالعيان، فكأن السامع ينظر ويرى إلى البنيان وهو يرتفع أمامه، والبناء هو إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، قال أبو السعود: وصيغة الاستقبال لحكاية الحال الماضية لاستحضار صورتها العجيبة المنبئة عن المعجزة الباهرة.

5- [التواب الرحيم] صيغتان من صيغ المبالغة، لأن "فعال" و"فعيل" من صيغ المبالغة، أي عظيم المغفرة، واسع الرحمة، لا يخيب من دعاه.

===============
الفوائد:
===============
الفائدة الأولى: تقديم المفعول في قوله: [ابتلي إبراهيم ربه] واجب لاتصال الفاعل بضمير يعود على المفعول، فلو قدم الفاعل لزم عود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة، وهذا لا يصح، قال ابن مالك:
وشاع نحو خاف ربه عمر وشذ نحو زان نوره الشجر

الثانية: الاختبار في الأصل الامتحان بالشيء، ليعلم صدق ذلك الشخص أو كذبه، وهو مستحيل على الله، لأنه عالم بذلك قبل الاختبار، فالمراد أنه عامله معاملة المختبر، لكشف الطائع من العاصي لعباده، فإنه تعالى عالم بعواقب الأمور.

الثالثة: اختلف المفسرون في الكلمات التي اختبر الله بها إبراهيم عليه السلام، وأصح هذه الأقوال ما روي عن ابن عباس أنه قال: "الكلمات التي ابتلى الله بهن إبراهيم فأتمهن: فراق قومه في الله حين أمر بمفارقتهم، ومحاجة نمرود في الله، وصبره على قذفهم إياه في النار ليحرقوه، والهجرة من وطنه حين أمر بالخروج عنهم، وما ابتلى به من ذبح ابنه إسماعيل حين أمر بذبحه".

الرابعة: المراد من الإمامة في الآية الكريمة (الإمامة في الدين) وهي النبوة التي حرمها الظالمون، ولو كانت الإمامة الدنيوية لخالف ذلك الواقع، إذ نالها كثير من الظالمين، فظهر أن المراد: الإمامة في الدين خاصة.

الخامسة: ذكر العلامة ابن القيم أن السر في تفضيل البيت العتيق ظاهر، وذلك في انجذاب الأفئدة، وهوى القلوب ومحبتها له، فجذبه للقلوب أعظم من جذب المغناطيس للحديد، فهم يثوبون إليه من جميع الأقطار، ولا يقضون منه وطرا، بل كلما ازدادوا له زيارة، ازدادوا له اشتياقا.
لا يرجع الطرف عنها حين يبصرها حتى يعود إليها الطرف مشتاقا


###############
قال الله تعالى: [ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه .. إلى.. ولا تسألون عما كانوا يعملون] من آية (130) إلى نهاية آية (134).
###############


===============
المناسبة:
===============
لما ذكر تعالى مآثر الخليل إبراهيم عليه السلام، وقصة بنائه للبيت العتيق منار التوحيد، أعقبه بالتوبيخ الشديد للمخالفين لملة الخليل من اليهود والنصارى والمشركين، وأكد أنه لا يرغب عن ملته إلا كل شقي سفيه الرأي، خفيف العقل، متبع لخطوات الشيطان
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-08, 01:38 AM   #25
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
اللغة:
===============
[سفه نفسه] امتهنها واستخف بها، وأصل السفه: الخفة ومنه زمام سفيه أي خفيف

[اصطفيناه] أي جعلناه صافيا من الأدناس، مشتق من الصفوة ومعناه تخير الأصفى، والمراد اصطفاؤه بالرسالة والخلة والإمامة العظمى

[وصى] التوصية: إرشاد الغير إلى ما فيه صلاح وقربة

[شهداء] جمع شاهد أي حاضر

[خلت] مضت وانقرضت.

===============
التفسير:
===============
[ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه] أي لا يرغب عن دين إبراهيم وملته الواضحة الغراء، إلا من استخف نفسه وامتهنها

[ولقد اصطفيناه في الدنيا] أي اخترناه من بين سائر الخلق بالرسالة والنبوة والإمامة

[وإنه في الآخرة لمن الصالحين] أي هو من المقربين الذين لهم الدرجات العلى

[إذ قال له ربه أسلم] أي استسلم لأمر ربك، وأخلص نفسك له

[قال أسلمت لرب العالمين] أي استسلمت لأمر الله وخضعت لحكمه

[ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب] أي وصى الخليل أبناءه باتباع ملته، وكذلك يعقوب أوصى بملة إبراهيم

[يا بني إن الله اصطفى لكم الدين] أي اختار لكم دين الإسلام ديناً، وهذه حكاية لوصية إبراهيم ويعقوب لأبنائهما

[فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون] أي اثبتوا على الإسلام، حتى يدرككم الموت وأنتم متمسكون به، فتموتون مسلمين

[أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت] أي هل كنتم شهداء حين احتضر (يعقوب) وأشرف على الموت، وأوصى بنيه باتباع ملة إبراهيم؟

[إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي] أي أي شيء تعبدونه بعدي؟

[قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا] أي لا نعبد إلا إلها واحدا هو [الله] رب العالمين، إله آبائك وأجدادك السابقين

[ونحن له مسلمون] أي نحن له وحده مطيعون خاضعون، والغرض تحقيق البراءة من الشرك، قال تعالى مشيرا إلى تلك الذرية الطيبة

[تلك أمة قد خلت] الإشارة إلى إبراهيم عليه السلام وبنيه أي تلك جماعة وجيل قد سلف ومضى

[لها ما كسبت ولكم ما كسبتم] أي لها ثواب ما كسبت ولكم ثواب ما كسبتم

[ولا تسألون عما كانوا يعملون] أي لا تسألون يوم القيامة عما كانوا يعملون في الدنيا، بل كل نفس تتحمل وحدها تبعة ما اكتسبت من سوء.

===============
البلاغة:
===============
1- [ومن يرغب] استفهام يراد به الإنكار والتقريع، وقع فيه معنى النفي أي لا يرغب عن ملة إبراهيم إلا السفيه الأحمق، والجملة واردة مورد التوبيخ للكافرين.

2- التأكيد ب"إن" و"اللام" [وإنه في الآخرة لمن الصالحين] لأنه لما كان إخباراً عن حالة مغيبة في الآخرة، احتاجت إلى تأكيد، بخلاف حال الدنيا فإنه معلوم ومشاهد.

3- [إذ قال له ربه أسلم] هو من باب الالتفاف إذ السياق [إذ قلنا] والالتفات من محاسن البيان، والتعرض بعنوان الربوبية [ربه] لإظهار مزيد اللطف والاعتناء بتربيته، كما أن جواب إبراهيم جاء على هذا المنوال [أسلمت لرب العالمين] ولم يقل: أسلمت لك للإيذان بكمال قوة إسلامه، وللإشارة إلى أن من كان رباً للعالمين، لا يليق إلا أن يتلقى أمره بالخضوع وحسن الطاعة.

4- قوله: [آبائك] شمل العم، والأب، والجد، فالجد إبراهيم، والعم إسماعيل، والأب إسحاق، وهو من باب "التغليب" وهو من المجازات المعهودة في فصيح الكلام.

===============
فائدة:
===============
قال أبو حيان: "كنى بالموت عن مقدماته، لأنه إذا حضر الموت نفسه لا يقول المحتضر شيئا، وفي قوله: [حضر الموت] كناية غريبة وهو أنه غائب ولابد أن يقدم علينا مهما طال الغياب، ولذلك يقال في الدعاء: واجعل الموت خير غائب ننتظره.

===============
تنبيه:
===============
[ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون] المقصود الأمر بالثبات على الإسلام إلى حين الموت، أي فاثبتوا على الإسلام، ولا تفارقوه أبدا، واستقيموا على محجته البيضاء، حتى يدرككم الموت وأنتم على الإسلام الكامل، كقولك: لا تصل إلا وأنت خاشع.


###############
قال الله تعالى: [وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا.. إلى .. ولا تسألون عما
كانوا يعملون] من آية (135) إلى نهاية آية (141).
###############
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-09, 12:57 AM   #26
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
المناسبة:
===============
لما ذكر تعالى أن ملة إبراهيم هي ملة الحنيفية السمحة، وأن من لم يؤمن بها ورغب
عنها، فقد بلغ الذروة العليا في الجهالة والسفاهة، ذكر تعالى ما عليه أهل
الكتاب، من الدعاوى الباطلة، من زعمهم أن الهداية في اتباع (اليهودية
والنصرانية)، وبين أن تلك الدعوى لم تكن عن دليل أو شبهة، بل هي مجرد جحود
للإسلام وعناد، ثم عقب ذلك بأن الدين الحق هو في التمسك بالإسلام، دين جميع
الأنبياء والمرسلين.

===============
اللغة:

===============
[حنيفا] الحنيف: المائل عن الدين الباطل إلى الدين الحق، والحنف الميل، وبه سمي
الاحنف لميل في إحدى قدميه، قال الشاعر: ولكنا خلقنا إذ خلقنا حنيفا ديننا عن
كل دين.

[الأسباط] جمع سبط وهم حفدة يعقوب أي ذريات أبنائه وكانوا اثنى عشر سبطا وهم في
بني إسرائيل كالقبائل في العرب

[شقاق] الشقاق: المخالفة والعداوة، وأصله من الشق وهو الجانب، أي صار هذا في شق
وهذا في شق .

[فسيكفيكهم] من الكفاية بمعنى الوقاية

[صبغة الله] الصبغة مأخوذة من الصبغ وهو تغيير الشيء بلون من الألوان، والمراد
بها هنا: الدين

[أتحاجوننا] أتجادلوننا من المحاجة وهي المجادلة

[مخلصون] الإخلاص أن يقصد بالعمل وجه الله وحده، من غير مباهاة ولا رياء.

===============
التفسير:
===============
[وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا] أي قال اليهود: كونوا على ملتنا يهودا
تهتدوا، وقال النصارى: كونوا نصارى تهتدوا، فكل من الفريقين يدعونا إلى دينه
الباطل الأعوج

[قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين] أي قل لهم يا محمد بل نتبع ملة
(الحنيفية السمحة)، وهي ملة إبراهيم حال كونه مائلا عن الأديان كلها إلى الدين
القيم، وما كان إبراهيم من المشركين بل كان مؤمنا موحداً، وفيه تعريض بأهل
الكتاب، وإيذان بأن ما هم عليه إنما هو شرك وضلال

[قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا] أي قولوا أيها المؤمنون آمنا بالله، وما
أنزل إلينا من القرآن العظيم

[وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط] أي وآمنا بما أنزل إلى
إبراهيم من الصحف والأحكام التي كان الأنبياء متعبدين بها، وكذلك حفدة إبراهيم
وإسحاق وهم الأسباط حيث كانت النبوة فيهم

[وما أوتي موسى وعيسى] أي من التوراة والإنجيل

[وما أوتي النبيون من ربهم] أي ونؤمن بما أنزل على غيرهم من الأنبياء جميعا،
ونصدق بما جاءوا به من عند الله، من الآيات البينات والمعجزات الباهرات

[لا نفرق بين أحد منهم] أي لا نؤمن بالبعض ونكفر بالبعض، كما فعلت اليهود
والنصارى

[ونحن له مسلمون] أي منقادون لأمر الله خاضعون لحكمه

[فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا] أي إن آمن أهل الكتاب بنفس ما آمنتم
به يا معشر المؤمنين، فقد اهتدوا إلى الحق كما اهتديتم

[وإن تولوا فإنما هم في شقاق] أي وإن أعرضوا عن الإيمان بما دعوتهم إليه، فاعلم
أنهم إنما يريدون عداوتك وخلافك، وليسوا من طلب الحق في شيء

[فسيكيفيكم الله] أي سيكفيك يا محمد ربك شره وأذاهم ويعصمك منهم

[وهو السميع العليم] أي هو تعالى يسمع ما ينطقون به، ويعلم ما يضمرونه في
قلوبهم من المكر والشر

[صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة]؟ أي ما نحن عليه من الإيمان والتصديق، هو
دين الله الحق، الذي صبغنا به وفطرنا عليه، فظهر أثره علينا كما يظهر الصبغ في
الثوب، ولا أحد أحسن من الله صبغة أي دينا

[ونحن له عابدون] أي ونحن نعبده جل وعلا ولا نعبد أحداً سواه

[قل أتحاجوننا في الله] أي أتجادلوننا في شأن الله، زاعمين أنكم أبناء الله
وأحباؤه، وأن الأنبياء منكم دون غيركم؟

[وهو ربنا وربكم] أي رب الجميع على السواء، وكلنا عبيده

[ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم] أي لنا جزاء أعمالنا ولكم جزاء أعمالكم، لا يتحمل
أحد وزر غيره

[ونحن له مخلصون] أي قد أخلصنا الدين والعمل لله

[أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى]؟
أي أم تدعون يا معشر أهل الكتاب أن هؤلاء الرسل وأحفادهم كانوا يهودا أو نصارى

[قل أأنتم أعلم أم الله] أي هل أنتم أعلم بديانتهم أم الله عز وجل؟ وقد شهد
الله لهم بملة الإسلام، وبرأهم من اليهودية والنصرانية بقوله: [ما كان إبراهيم
يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما] فكيف تزعمون أنهم على دينكم؟

[ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله] أي لا أحد أظلم، ممن أخفى وكتم ما
اشتملت عليه آيات التوراة والإنجيل، من البشارة برسول الله؟ وأن الأنبياء
الكرام كانوا على الإسلام

[وما الله بغافل عما تعملون] أي هو تعالى مطلع على أعمالهم ومجازيهم عليها،
وفيه وعيد شديد مع التهديد

[تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون] كررها
لأنها تضمنت معنى التهديد والتخويف، أي إذا كان أولئك الأنبياء على فضلهم
وجلالة قدرهم، يجازون بكسبهم فأنتم أحرى، وقد تقدم تفسيرها.

===============
البلاغة:
===============
1- [وقالوا كونوا هودا أو نصارى] فيه إيجاز بالحذف أي قال اليهود كونوا يهوداً،
وقال النصارى كونوا نصارى، وليس المعنى أن الفريقين قالوا ذلك، لأن كل فريق يعد
دين الآخر باطلا.

2- [فسيكفيكهم الله] فيه إيجاز ظاهر أي يكفيك الله شرهم، وتصدير الفعل بالسين
دون سوف، مشعر بأن ظهوره عليهم واقع في زمن قريب.

3- [السميع العليم] من صيغ المبالغة ومعناه الذين أحاط سمعه وعلمه بجميع
الأشياء.

4- [صبغة الله] سمي الدين صبغة بطريق الاستعارة حيث تظهر سمته على المؤمن كما
يظهر أثر الصبغ في الثوب.

5- [أتجادلوننا في الله] الاستفهام وارد على جهة التوبيخ والتقريع.

===============
الفوائد:
===============
الفائدة الأولى: تكرر ورود هذه الآية [وما الله بغافل عما تعملون] قال أبو
حيان: ولا تأتي الجملة إلا عقب ارتكاب معصية، فتجيء متضمنة وعيدا، ومعلمة أن
الله لا يترك أمرهم سدى.

الثانية: قال ابن عباس: إن النصارى كان إذا ولد لأحدهم ولد فأتى عليه سبعة
أيام، صبغوه في ماء لهم يقال له: (المعمودي) ليطهروه بذلك، ويقولون هذا طهور
مكان الختان، فإذا فعلوا ذلك صار نصرانيا حقا، فأنزل الله هذه الآية.

الثالثة: كان أهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل
الإسلام فقال رسول الله (ص): "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا
بالله وما أنزل إلينا".


###############
قال الله تعالى: [سيقول السفهاء من الناس.. إلى .. وما الله بغافل عما يعملون]
من آية (142) إلى نهاية آية (144).
###############
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-09, 01:14 AM   #27
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
المناسبة:
===============
زعم اليهود والنصارى أن قبلة الأنبياء "بيت المقدس" وقد كان (ص) وهو بمكة
يستقبل بيت المقدس، فلما أمر (ص) بالتوجه إلى الكعبة المشرفة، طعن اليهود في
رسالته، واتخذوا ذلك ذريعة للنيل من الإسلام، وقالوا: لقد اشتاق محمد إلى
مولده، وعن قريب يرجع إلى دين قومه، فأخبر الله رسوله الكريم بما سيقوله
السفهاء، ولقنه الحجة الدامغة ليرد عليهم، وكان هذا الإخبار قبل (تحويل القبلة)
"معجزة" له عليه السلام، لأنه إخبار عن أمر غيبي.

===============
اللغة:
===============
[السفهاء] جمع سفيه وهو الجاهل الرأي، القليل المعرفة بالمنافع والمضار، وأصل
السفه: الخفة والرقة، من قولهم ثوب سفيه إذا كان خفيف النسج

[ولاهم] صرفهم يقال: ولى عن الشيء وتولى عنه أي انصرف

[وسطا] قال الطبري: الوسط في كلام العرب: الخيار وقيل: العدل، وأصل هذا أن خير
الأشياء أوساطها، وأن الغلو والتقصير مذمومان

[عقبيه] تثنية عقب وهو مؤخر القدم

[كبيرة] شاقة وثقيلة

[شطر] الشطر في اللغة يأتى بمعنى الجهة، كقول الشاعر: "تعدو بنا شطر نجد وهي
عائدة" ويأتي بمعنى النصف، ومنه الحديث "الطهور شطر الإيمان" أي نصف الإيمان.

===============
سبب النزول:
===============
عن البراء قال: لما قدم رسول الله (ص) المدينة صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا
أو سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله (ص) يحب أن يتوجه نحو الكعبة فأنزل الله
تعالى: [قد نرى تقلب وجهك في السماء] الآية فقال السفهاء من الناس – وهم اليهود
– ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها تعالى: [قل لله المشرق والمغرب] إلى آخر
الآية.

===============
التفسير:
===============
[سيقول السفهاء من الناس] أي سيقول ضعفاء العقول من الناس

[ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها] أي ما صرفهم وحولهم عن القبلة التي
كانوا يصلون إليها وهي (بيت المقدس) قبلة المرسلين من قبلهم؟

[قل لله المشرق والمغرب] أي قل لهم يا محمد: الجهات كلها لله، له جل وعلا
المشرق والمغرب، فأينما ولينا وجوهنا فهناك وجه الله أي قبلته

[يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم] أي يهدي عباده المؤمنين إلى الطريق القويم،
الموصل لسعادة الدارين

[وكذلك جعلناكم أمة وسطاً] أي كما هديناكم إلى الإسلام، كذلك جعلناكم يا معشر
المؤمنين أمة عدولا خيارا

[لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا] أي لتشهدوا على الأمم يوم
القيامة أن رسلهم بلغتهم، ويشهد عليكم الرسول أنه بلغكم

[وما جعلنا القبلة التى كنت عليها] أي وما أمرناك بالتوجه إلى بيت المقدس، ثم
صرفناك عنها إلى الكعبة المشرفة

[إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه] أي إلا لنختبر إيمان الناس،
فنعلم من يصدق الرسول، ممن يشكك في الدين، ويرجع إلى الكفر لضعف يقينه

[وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله] أي وإن كان هذا التحويل لشاقاً
وصعباً إلا على الذين هداهم الله

[وما كان الله ليضيع إيمانكم] أي ما صح ولا استقام في شرع الله، أن يضيع الله
صلاتكم إلى بيت المقدس، بل يثيبكم عليها، وذلك حين سألوه (ص) عمن مات وهو يصلي
إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة فنزلت، وقوله تعالى:

[إن الله بالناس لرءوف رحيم] تعليل للحكم أي إنه تعالى عظيم الرحمة بعباده، لا
يضيع أعمالهم الصالحة التي فعلوها

[قد نرى تقلب وجهك في السماء] أي كثيرا ما رأينا تردد بصرك يا محمد جهة السماء،
تشوقاً لتحويل القبلة

[فول وجهك شطر المسجد الحرام] أي توجه في صلاتك نحو الكعبة المعظمة

[وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره] أي وحيثما كنتم أيها المؤمنون، فتوجهوا في
صلاتكم نحو الكعبة أيضا

[وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم] أي إن اليهود والنصارى،
ليعلمون أن هذا التحويل للقبلة حق من عند الله، ولكنهم يفتنون الناس بإلقاء
الشبهات

[وما الله بغافل عما يعملون] أي لا يخفى عليه شيء من أعمالهم وسيجازيهم عليها،
وفيه وعيد وتهديد لهم بليغ.

===============
البلاغة:
===============
1- في قوله: [ينقلب على عقبيه] استعارة تمثيلية حيث مثل لمن يرتد عن دينه، بمن
ينقلب على عقبيه، كأنه يرجع إلى الخلف، وينتكس فى دينه كما انتكس في مشيه.

2- [لرءوف رحيم ] الرأفة: شدة الرحمة، وقدم الأبلغ مراعاة للفاصلة وهي الميمم
في قوله: [صراط مستقيم] وقوله: [رءوف رحيم] وكلاهما من صيغ المبالغة.

3- [فول وجهك] أطلق الوجه وأراد به الذات كقوله: [ويبقى وجه ربك] وهذا النوع
يسمى "المجاز المرسل" من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل، ومثله قولهم: هذا ما
جنته يدك، أي ما فعلته بنفسك.

===============
الفوائد:
===============
الأولى: أخرج البخارى في صحيحه أن رسول الله (ص) قال: "يدعى نوح عليه السلام
يوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يا رب فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم فيقال لأمته:
هل بلغكم؟ فيقولون: ما جاءنا من نذير فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته
فيشهدون أنه قد بلغ، فذلك قوله عز وجل [لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول
عليكم شهيدا].

الثانية: سمى الله تعالى الصلاة "إيمانا" في قوله: [وما كان الله ليضيع
إيمانكم] أي صلاتكم لأن الإيمان لا يتم إلا بها، ولأنها تشتمل على نية وقول
وعمل ((روي عن البراء بن عازب أنه قال: مات قوم كانوا يصلون نحو بيت المقدس،
فقال الناس: كيف بإخواننا الذين صلوا إلى غير الكعبة؟ فأنزل الله الآية، أخرجه
الترمذي )).

الثالثة: في التعبير عن الكعبة (بالمسجد الحرام) إشارة إلى أن الواجب مراعاة
الجهة دون العين، لأن في إصابة (عين الكعبة) من البعيد حرجاً عظيما على الناس.


###############
قال الله تعالى: [ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك.. إلى..
ولعلكم تهتدون] من آية (145) إلى نهاية آية (150).
###############


===============
المناسبة:
===============
لما ذكر تعالى ما قاله السفهاء من اليهود، عند تحويل القبلة من بيت المقدس إلى
الكعبة المعظمة، وأمر رسوله بأن يتوجه في صلاته نحو البيت العتيق، ذكر فى هذه
الآيات أن أهل الكتاب، قد انتهوا في العناد والمكابرة، إلى درجة اليأس من
إسلامهم، فإنهم ما تركوا قبلتك لشبهة عارضة تزيلها الحجة، وإنما خالفوك عناداً
واستكباراً، وفي ذلك تسلية له (ص) لئلا يحزن ويتأثر بجحود وتكذيب أهل الكتاب!!.

===============
اللغة:
===============
[آية] الآية: الحجة والعلامة

[أهواءهم] جمع هوى مقصور، وهوى النفس: ما تحبه وتميل إليه

[الممترين] الامتراء: الشك، امترى في الشيء: شك فيه، ومنه المراء والمرية،
كقوله سبحانه: [ولا يزال الذين كفروا في مرية منه] أي شك

[وجهة] قال الفراء: وجهه وجهة ووجه بمعنى واحد، والمراد بها القبلة

[هو موليها] أي هو موليها وجهه، فاستغنى عن ذكر الوجه قال الفراء: أي مستقبلها

[فاستبقوا] أي بادروا وسارعوا

[الخيرات] الأعمال الصالحة جمع خير

[تخشوهم] تخافوهم والخشية: الخوف
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-09, 01:46 AM   #28
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
التفسير:
===============
[ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك] أي والله لئن جئت يا
أيها الرسول اليهود والنصارى، بكل معجزة تدل على صدقك، في أمر القبلة ما اتبعوك
ولا صلوا إلى قبلتك

[وما أنت بتابع قبلتهم] أي ولست أنت بمتبع قبلتهم، بعد أن حولك الله عنها،
وهذا لقطع أطماعهم الفارغة، حيث قالت اليهود: لو ثبت على قبلتنا لكنا نرجو أن
تكون صاحبنا الذى ننتظره، تغريرا له عليه السلام

[وما بعضهم بتابع قبلة بعض] أي أن النصارى لا يتبعون قبلة اليهود، كما أن
اليهود لا يتبعون قبلة النصارى، لما بينهم من العداوة والخلاف الشديد، مع أن
الكل من بني إسرائيل

[ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم] أي ولئن فرض وقدر أنك سايرتهم
على أهوائهم، واتبعت ما يهوونه ويحبونه، بعد وضوح البرهان الذي جاءك بطريق
الوحي

[إنك إذا لم الظالمين] أي تكون ممن ارتكب أفحش الظلم والعدوان، والكلام وأراد
على سبيل الفرض والتقدير، وإلا فحاشاه (ص) من اتباع أهواء الكفرة المجرمين، وهو
من باب التهييج للثبات على الحق.

[الذين آتيناهم الكتاب] أي اليهود والنصارى

[يعرفونه كما يعرفون أبناءهم] أي يعرفون محمداً معرفة لا امتراء فيها، كما يعرف
الواحد منهم ولده، معرفة يقين

[وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون] أي وإن جماعة منهم – وهم رؤساؤهم
وأحبارهم – ليخفون الحق ولا يعلنونه، ويخفون صفة النبي مع أنه منعوت لديهم
بأظهر النعوت كما قال تعالى: [الذي يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل]
فهم يكتمون أوصافه عن علم وعرفان

[الحق من ربك فلا تكونن من الممترين] أي ما أوحاه الله إليك يا محمد من أمر
القبلة والدين هو الحق، فلا تكونن من الشاكين، والخطاب للرسول والمراد أمته

[ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات] أي لكل أمة من الأمم قبلة هو موليها
وجهه أي مائل إليها بوجهه، فبادروا وسارعوا أيها المؤمنون إلى فعل الخيرات

[أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا] أي في أي موضع تكونون من أعماق الأرض، أو
قلل الجبال، يجمعكم الله للحساب والجزاء، فيفصل بين المحق والمبطل

[إن الله على كل شيء قدير] أي هو قادر على جمعكم من الأرض وإن تفرقت أجسامكم
وأبدانكم

[ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام] أي من أي مكان خرجت إليه للسفر،
فتوجه بوجهك في صلاتك جهة الكعبة

[وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون] تقدم تفسيره، وكرره لبيان تساوي
حكم السفر والحضر

[ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره] هذا
أمر ثالث باستقبال الكعبة المشرفة، وفائدة هذا التكرار أن القبلة كان أول ما
نسخ من الأحكام الشرعية، فدعت الحاجة إلى التكرار، لأجل التأكيد والتقرير
وإزالة الشبهة، قال تعالى:

[لئلا يكون للناس عليكم حجة] أي عرفكم أمر القبلة لئلا يحتج عليكم اليهود
فيقولوا: يجحد محمد ديننا ويتبع قبلتنا!! فتكون لهم حجة عليكم، أو كقول
المشركين: يدعي محمد ملة إبراهيم ويخالف قبلته

[إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني] أي إلا الظلمة المعاندين الذين لا
يقبلون أي تعليل فلا تخافوهم وخافوني

[ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون] أي أتم فضلي عليكم بالهداية إلى الإسلام،
قبلة أبيكم إبراهيم عليه السلام والتوفيق لسعادة الدارين.

===============
البلاغة:
===============
1- وضع اسم الموصول موضوع الضمير في قوله: [أوتوا الكتاب] للإيذان بكمال سوء
حالهم من العناد.

2- [ولئن اتبعت أهواءهم] هذا من باب التهييج والإلهاب للثبات على الحق.

3- [وما أنت بتابع قبلتهم] هذه الجملة أبلغ في النفي من قوله: [ما تبعوا قبلتك]
لأنها جملة اسمية أولا، ولتأكيد نفيها بالباء ثانيا، والتأكيد دال على أهمية
الأمر، وعظم الخطب.

4- [كما يعرفون أبناءهم] فيه تشبيه "مرسل مفصل" أي يعرفون محمدا معرفة واضحة
كمعرفة أبناءهم الذين من أصلابهم.

===============
الفوائد:
===============
الأولى: روى أن عمر بن الخطاب قال لعبد الله بن سلام: أتعرف محمدا كما تعرف
ولدك؟ قال وأكثر، نزل الأمين من السماء على الأمين في الأرض بنعته فعرفته، ولست
أشك فيه أنه نبي، وأما ولدي فلا أدري ما كان من أمه؟ فلعلها خانت، فقبل عمر
رأسه.

الثانية: توجه الوعيد على العلماء، أشد من توجهه على غيرهم، ولهذا زاد الله في
ذم أهل الكتاب بقوله: [وهم يعلمون] فإنه ليس المرتكب ذنبا عن جهل كمن يرتكبه عن
علم.

الثالثة: تكرر الأمر باستقبال الكعبة ثلاث مرات، قال القرطبي: والحكمة في هذا
التكرار أن الأول لمن هو بمكة، والثاني لمن هو ببقية الأمصار، والثالث لمن خرج
في الأسفار.


###############
قال الله تعالى: [كما أرسلنا فيكم رسولا منكم.. إلى .. وأولئك هم المهتدون] من
آية (151) إلى نهاية آية (157).
###############


===============
المناسبة:
===============
بدأت الآيات الكريمة بمخاطبة المؤمنين، وتذكيرهم بنعمة الله العظمى عليهم،
ببعثة خاتم المرسلين (ص)، بعد أن تحدثت الآيات السابقة عن بني إسرائيل، وذكرت
بالتفصيل نعم الله عليهم التي قابلوها بالجحود والكفران فيما يزيد على ثلث
السورة الكريمة، وقد عدد القرآن الكريم جرائمهم، ليعتبر ويتعظ بها المؤمنون،
ولما انتهى الحديث عن اليهود بعد ذلك البيان الواضح، جاء دور التذكير للمؤمنين
بالنعم الجليلة، والتشريعات الحكيمة التي بها سعادتهم في الدارين.

===============
اللغة:
===============
[الكتاب] القرآن العظيم

[الحكمة] السنة النبوية

[فاذكروني] أصل الذكر التنبيه بالقلب للمذكور، وسمي الذكر باللسان ذكرا لأنه
علامة على الذكر القلبي

[ولنبلونكم] أصل البلاء المحنة، ثم قد يكون بالخير أو بالشر [ونبلوكم بالشر
والخير فتنة]

[مصيبة] المصيبة: كل ما يؤذي المؤمن ويصيبه في نفسه أو ماله أو ولده

[صلوات] الأصل في الصلاة الدعاء، وهي من الله بمعنى الرحمة، ومن الملائكة بمعنى
الاستغفار.

===============
التفسير:
===============
[كما أرسلنا فيكم رسولا منكم] الكلام يتعلق بما سبق في قوله: [ولأتم نعمتي]
والمعنى كما أتممت عليكم نعمتي، كذلك أرسلت فيكم رسولاً منكم

[يتلوا عليكم آياتنا] أي يقرأ عليكم القرآن

[ويزكيكم] أي يطهركم من الشرك وقبيح الفعال

[ويعلمكم الكتاب والحكمة] أي يعلمكم أحكام الكتاب المجيد، والسنة النبوية
المطهرة

[ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون] أي يعلمكم من أمور الدنيا والدين الشيء الكثير،
الذي لم تكونوا تعلمونه

[فاذكروني أذكركم] أي اذكروني بالعبادة والطاعة، أذكركم بالثواب والمغفرة

[واشكروا لي ولا تكفرون] أي اشكروا نعمتي عليكم ولا تكفروها بالجحود والعصيان،
روي أن موسى عليه السلام قال: يا رب كيف أشكرك؟ قال له ربه: "تذكرني ولا
تنساني، فإذا ذكرتني فقد شكرتني، وإذا نسيتنى فقد كفرتني" ثم نادى تبارك وتعالى
عباده المؤمنين بلفظ الإيمان، ليستنهض هممهم إلى امتثال الأوامر الإلهية، وهو
النداء الثاني الذي جاء في هذه السورة الكريمة فقال:

[يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة] أي استعينوا على أمور دنياكم
وآخرتكم، بالصبر والصلاة، فبالصبر تنالون كل فضيلة، وبالصلاة تنتهون عن كل
رذيلة

[إن الله مع الصابرين] أي معهم بالنصر والمعونة والحفظ والتأييد

[ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات] أي لا تقولوا للشهداء إنهم أموات

[بل أحياء ولكن لا تشعرون] أي بل هم أحياء عند ربهم يرزقون، ولكن لا تشعرون
بذلك، لأنهم في حياة برزخية أسمى من هذه الحياة

[ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات] أي
ولنختبرنكم بشيء يسير من ألوان البلاء، مثل: الخوف، والجوع، وذهاب بعض الأموال،
وموت بعض الأحباب، وضياع بعض الزروع والثمار

[وبشر الصابرين] أي بشر الصابرين على المصائب والبلايا بجنات النعيم.. ثم بين
تعالى تعريف الصابرين بقوله:

[الذين إذا أصابتهم مصيبة] أي نزل بهم كرب أو بلاء أو مكروه

[قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون] أي استرجعوا وأقروا بأنهم عبيد لله، يفعل بهم
ما يشاء

[أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون] أي أولئك الموصوفون بما
ذكر لهم ثناء وتمجيد ورحمة من الله، وهم المهتدون إلى طريق السعادة والفلاح
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-09, 01:52 AM   #29
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
البلاغة:
===============
1- بين كلمتي [أرسلنا] و [رسولا] جناس الاشتقاق وهو من المحسنات البديعية.

2- قوله: [ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون] بعد قوله: [ويعلمكم الكتاب والحكمة] هو
من باب ذكر العام بعد الخاص لإفادة الشمول، ويسمى هذا في البلاغة بـ "الإطناب".

3- [أموات بل أحياء] فيه إيجاز بالحذف أي لا تقولوا هم أموات بل هم أحياء
(وبينهما طباق).

4- التنكير في قوله: [بشيء من الخوف] للتقليل أي بشيء قليل للاختبار.

5- [صلوات من ربهم ورحمة] التنوين فيهما للتفخيم، والتعرض بعنوان الربوبية مع
الإضافة إلى ضميرهم [ربهم] لإظهار مزيد العناية بهم.

6- [هم المهتدون] صيغة قصر وهو من نوع قصر الصفة على الموصوف.

===============
الفوائد:
===============
الأولى: روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "ما أصابتني مصيبة إلا
وجدت فيها ثلاث نعم:
- الأولى: أنها لم تكن في ديني،
- الثانية: أنها لم تكن أعظم مما كانت،
- الثالثة: أن الله يجازي عليها الجزاء الكبير ثم تلا قوله تعالى: [أولئك عليهم
صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون].

الثانية: قال (ص): "إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد
عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: فماذا قال
عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة
وسموه بيت الحمد".


###############
قال الله تعالى: [إن الصفا والمروة من شعائر الله.. إلى .. ولا هم ينظرون] من
آية (158) إلى نهاية آية (162).
###############


===============
المناسبة:
===============
لما أمر تعالى بذكره وشكره ودعا المؤمنين إلى الاستعانة بالصبر، والصلاة، أعقب
ذلك ببيان أهمية (الحج) وأنه من شعائر دين الله، ثم نبه تعالى على وجوب نشر
العلم وعدم كتمانه، وذكر خطر كتمان ما أنزل الله من البيانات والهدى، كما فعل
اليهود والنصارى في كتبهم، فاستحقوا اللعنة والغضب والدمار.

===============
اللغة:
===============
[شعائر الله] جمع شعيرة وهي فى اللغة: العلامة، ومنه الشعار، وأشعر الهدي جعل
له علامة ليعرف بها، والشعائر: كل ما تعبدنا الله به من أمور الدين، كالطواف،
والسعي، والأذان، ونحوه.

[حج] الحج في اللغة: القصد، وفي الشرع: قصد البيت العتيق لأداء المناسك من
الطواف والسعي

[اعتمر] العمرة في اللغة: الزيارة ثم صار علما لزيارة البيت للنسك

[جناح] الجناح: الميل إلى الإثم، وقيل: هو الإثم نفسه، سمى به لأنه ميل إلى
الباطل يقال: جنح إلى كذا إذا مال، قال ابن الأثير: وأينما ورد فمعناه الإثم
والميل

[يكتمون] الكتمان: الإخفاء والستر

[ينظرون] يمهلون.

===============
التفسير:
===============
[إن الصفا والمروة] اسم لجبلين بمقربة من البيت الحرام

[من شعائر الله] أي من أعلام دينه، ومناسكه التي تعبدنا الله بها

[فمن حج البيت أو اعتمر] أي من قصد بيت الله للحج، أو قصده للزيارة بأحد
النسكين "الحج" أو "العمرة"

[فلا جناح عليه أن يطوف بهما] أي لا حرج ولا إثم عليه أن يسعى بينهما، فإذا كان
المشركون يسعون بينهما، ويتمسحون بالأصنام، فاسعوا أنتم لله رب العالمين، ولا
تتركوا الطواف بينهما، خشية التشبه بالمشركين

[ومن تطوع خيرا] أي من تطوع بالحج والعمرة بعد قضاء حجته المفروضة عليه، أو فعل
خيرا فرضا كان أو نفلا

[فإن الله شاكر عليم] أي أنه سبحانه شاكر له طاعته، ومجازيه عليها خير الجزاء،
لأنه عليم بكل ما يصدر من عباده من الأعمال، فلا يضيع عنده أجر المحسنين

[إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البيانات والهدى] أي يخفون ما أنزلناه من الآيات
البينات، والدلائل الواضحات، التي تدل على صدق محمد (ص)

[من بعد ما بيناه للناس في الكتاب] أي من بعد توضيحه لهم في التوراة، أو في
الكتب السماوية كقوله تعالى: [الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل]

[أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون] أي أولئك الموصوفون بقبيح الأعمال،
الكاتمون لأوصاف الرسول، المحرفون لأحكام التوراة، يلعنهم الله فيبعدهم من
رحمته، وتلعنهم الملائكة والمؤمنون

[إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم] أي إلا الذين ندموا على ما
صنعوا، وأصلحوا ما أفسدوه، بالكتمان، وبينوا للناس حقيقة ما أنزل الله، فأولئك
يقبل الله توبتهم ويشملهم برحمته

[وأنا التواب الرحيم] أي كثير التوبة على عبادي، واسع الرحمة بهم، أصفح عما فرط
منهم من السيئات

[إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار] أي كفروا بالله واستمروا على الكفر، حتى
داهمهم الموت وهم على تلك الحالة

[أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين] أي يلعنهم الله وملائكته وأهل
الأرض جميعا، حتى الكفار فإنهم يوم القيامة يلعن بعضهم بعضا

[خالدين فيها] أي ماكثين في النار أبدا – وفي إضمارها تفخيم لشأنها -

[لا يخفف عنهم العذاب] أي إن عذابهم في جهنم دائم لا ينقطع، لا يخف عنهم طرفة
عين، كما قال تعالى: [لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون]

[ولا هم ينظرون] أي ولا يمهلون أو يؤجلون، بل يلاقيهم العذاب حال مفارقة الحياة
الدنيا.

===============
سبب النزول:
===============
عن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن (الصفا والمروة) فقال: كنا نرى أنهما من أمر
الجاهلية، فلما جاء الإسلام أمسكنا عنهما فأنزل الله [إن الصفا والمروة من
شعائر الله
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-09, 01:52 AM   #30
الصورة الرمزية شموخ أنثى
محترم
تاريخ التسجيل: 2008-11-21
الدولة: فى بيتنا
المشاركات: 135
التقييم: 10
الصورة الرمزية شموخ أنثى
محترم
افتراضي

ربنا يبارك فيك ويباركلك وجزاك الله كل خير
شموخ أنثى غير متصل  
قديم 2008-12-09, 01:57 AM   #31
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
البلاغة:
===============
1- [من شعائر الله] أي من شعائر دين الله، ففيه إيجاز بالحذف.

2- [شاكر عليم] أي يثيب على الطاعة قال أبو السعود: عبر عن ذلك بالشكر مبالغة
في الإحسان على العباد، فأطلق الشكر وأراد به الجزاء بطريق المجاز.

3- [يلعنهم الله] فيه التفات من ضمير المتكلم إلى الغيبة، إذ الأصل "نلعنهم"
ولكن في إظهار الاسم الجليل [يلعنهم الله] إلقاء الروعة والمهابة في القلب.

4- [يلعنهم اللاعنون] فيه جناس الاشتقاق، وهو من المحسنات البديعية.

5- [خالدين فيها] أي في اللعنة أو في النار وأضمرت النار تفخيماً لشأنها
وتهويلا لأمرها.

6- [ولا هم ينظرون] إيثار الجملة الأسمية لإفادة دوام النفي واستمراره.

===============
الفوائد:
===============
الأولى: كان على الصفا صنم يقال له "إساف" وعلى المروة صنم يقال له "نائلة"
فكان المشركون إذا طافوا تمسحوا بهما، فخشي المسلمون أن يتشبهوا بأهل الجاهلية،
ولذلك تحرجوا من الطواف لهذا السبب، فنزلت الآية تبين أنهما من شعائر الله،
وأنه لا حرج عليهم في السعي بينهما فالمسلمون يسعون لله لا للأصنام الأوثان.!

الثانية: الشكر معناه مقابلة النعمة والإحسان بالثناء والعرفان، وهذا المعنى
محال على الله، إذ ليس لأحد عنده يد ونعمة حتى يشكره عليها، ولهذا حمله العلماء
على الثواب والجزاء، أي أنه تعالى يثيبه ولا يضيع أجر العاملين. أقول: والصحيح
ما عليه السلف من إثبات الصفات كما وردت، فهو شكر يليق بجلاله وكماله، أي يثني
على عبده المؤمن بما يحبه تعالى.!


###############
قال الله تعالى: [وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم .. إلى .. وما
هم بخارجين من النار] من آية (163) إلى نهاية (167).
###############


===============
المناسبة:
===============
لما ذكر تعالى حال الكافرين الجاحدين لآيات الله وما لهم من العذاب والنكال في
الآخرة، ذكر هنا أدلة القدرة والوحدانية، وأتى بالبراهين على وجود الخالق
الحكيم، فبدأ بذكر العالم العلوي، ثم بالعالم السفلي، ثم بتعاقب الليل والنهار،
ثم بالسفن التي تمخر عباب البحار، ثم بالأمطار التي فيها حياة الزروع والأشجار،
ثم بما بث في الأرض من أنواع الحيوانات العجيبة، ثم بالرياح والسحب التي سخرها
الله لفائدة الإنسان، وختم ذلك بالأمر بالتفكر في بدائع صنع الله، ليستدل
العاقل بالأثر على وجود المؤثر، وبالصنعة على عظمة الخالق المدبر جل وعلا.

===============
اللغة:
===============
[وإلهكم] الإله: المعبود بحق أو باطل، والمراد به هنا المعبود بحق وهو الله رب
العالمين

[الفلك] ما عظم من السفن وهو اسم يطلق على المفرد والجمع

[وبث] فرق ونشر ومنه [كالفراش المبثوث]

[دابة] الدابة في اللغة: كل ما يدب على الأرض، من إنسان وحيوان مأخوذ من الدبيب
وهو المشي رويداً وقد خصه العرف بالحيوان، ويدل على المعنى اللغوي قوله تعالى:
[والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين
ومنهم من يمشي على أربع] فجمع بين الزواحف والإنسان والحيوان

[تصريف الرياح] الرياح: جمع ريح وهي نسيم الهواء، وتصريفها تقليبها في الجهات،
ونقلها من حال إلى حال، فتهب حارة وباردة، وعاصفة ولينة، وملقحة للنبات وعقيما

[المسخر] من التسخير وهو التذليل والتيسير

[أنداداً] جمع ند وهو المماثل والمراد بها الأوثان والأصنام

[الأسباب] جمع سبب وأصله الحبل، والمراد به هنا: ما يكون بين الناس من روابط
كالنسب والصداقة

[كرة] الكرة: الرجعة والعودة إلى الحالة التي كان فيها

[حسرات] جمع حسرة وهي أشد الندم على شيء فائت، وفي التنزيل [أن تقول نفس يا
حسرتا على ما فرطت في جنب الله].

===============
سبب النزول:
===============
عن عطاء قال: أنزلت بالمدينة على النبي (ص) [وإلهكم إله واحد] فقالت كفار قريش
بمكة كيف يسع الناس إله واحد؟ فأنزل الله تعالى: [إن في خلق السموات والأرض..
إلى قوله.. لآيات لقوم يعقلون].

===============
التفسير:
===============
[وإلهكم إله واحد] أي إلهكم المستحق للعبادة إله واحد، لا نظير له في ذاته، ولا
في صفاته، ولا في أفعاله

[لا إله إلا هو الرحمن الرحيم] أي لا معبود بحق إلا هو جل وعلا، مولي النعم
ومصدر الإحسان

[إن في خلق السموات والأرض] أي إن في إبداع السموات والأرض بما فيهما من عجائب
الصنعة ودلائل القدرة

[واختلاف الليل والنهار] أي تعاقبهما بنظام محكم، يأتي الليل فيعقبه النهار،
وينسلخ النهار فيعقبه الليل،ويطول النهار ويقصر الليل، والعكس

[والفلك التي تجري في البحر] أي السفن الضخمة الكبيرة، التى تسير في البحر على
وجه الماء، وهي موقرة بالأثقال

[بما ينفع الناس] أي بما فيه مصالح الناس من أنواع المتاجر والبضائع

[وما أنزل الله من السماء من ماء] أي وما أنزل الله من السحاب من المطر الذي به
حياة البلاد والعباد

[فأحيا به الأرض بعد موتها] أي أحيا بهذا الماء الزروع والأشجار، بعد أن كانت
يابسة مجدبة ليس فيها حبوب ولا ثمار

[وبث فيها من كل دابة] أي نشر وفرق في الأرض، من كل ما يدب عليها من أنواع
الدواب، المختلفة في أحجامها وأشكالها وألوانها وأصواتها

[وتصريف الرياح] أي تقليب الرياح في هبوبها جنوبا وشمالا، حارة وباردة، ولينة
وعاصفة

[والسحاب المسخر بين السماء والأرض] أي السحاب المذلل بقدرة الله، يسير حيث شاء
الله، وهو يحمل الماء الغزير، ثم يصبه على الأرض قطرات قطرات، قال كعب الأحبار:
السحاب غربال المطر، ولولا السحاب لأفسد المطر ما يقع عليه من الأرض

[لآيات لقوم يعقلون] أي لدلائل وبراهين عظيمة دالة على القدرة القاهرة، والحكمة
الباهرة، والرحمة الواسعة، لقوم لهم عقول تعي، وأبصار تدرك، وتتدبر، بأن هذه
الأمور من صنع إله قادر حكيم.. ثم أخبر تعالى عن سوء عاقبة المشركين الذين
عبدوا غير الله فقال

[ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا] أي ومن الناس من تبلغ بهم الجهالة، أن
يتخذ من غير الله رؤساء وأصناماً، يجعلها أشباها ونظراء مع الله، كأنها تخلف
وترزق، وهي حجارة صماء بكماء

[يحبونهم كحب الله] أي يعظمونهم ويخضعون لهم كحب المؤمنين لله

[والذين آمنوا أشد حبا لله] أي حب المؤمنين لله أشد من حب المشركين للأنداد

[ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا] أي لو رأى الظالمون
حين يشاهدون العذاب، المعد لهم يوم القيامة، أن القدرة كلها لله وحده

[وأن الله شديد العذاب] أي وأن عذاب الله شديد أليم، وجواب "لو" محذوف للتهويل
أي لرأوا ما لا يوصف من الهول والفظاعة

[إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا] أي تبرأ الرؤساء من الأتباع

[ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب] أي حين عاينوا العذاب وتقطعت بينهم الروابط
وزالت المودات

[وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم] أي تمنى الأتباع لو أن لهم رجعة
إلى الدنيا، ليتبرءوا من هؤلاء الذين أضلوهم السبيل

[كما تبرءوا منا] أي كما تبرأ الرؤساء من الأتباع في ذلك اليوم العصيب.. قال
تعالى:

[كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم] أي أنه تعالى كما أراهم شدة عذابه كذلك
يريهم أعمالهم القبيحة ندامات شديدة، وحسرات تتردد في صدورهم كأنها شرر الجحيم

[وما هم بخارجين من النار] أي ليس لهم سبيل إلى الخروج من النار، بل هم في عذاب
سرمدي، وشقاء أبدي
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-09, 02:08 AM   #32
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي تابع تفسير سوره البقره

===============
البلاغة:
===============
1- [وإلهكم إله واحد] ورد الخبر خاليا من التأكيد، مع أن من الناس من ينكر
وحدانية الله، تنزيلا للمنكر منزلة غير المنكر، وذلك لأن بين أيديهم من
البراهين الساطعة، والحجج القاطعة، ما لو تأملوه لوجدوا فيه غاية الإقناع.

2- [لآيات] التنكير في آيات للتفخيم أي آيات عظيمة دالة على قدرة قاهرة وحكمة
باهرة.

3- [كحب الله] فيه تشبيه (مرسل مجمل حيث ذكرت الأداة وحذف وجه الشبه.

4- [أشد حبا لله] التصريح بالأشدية أبلغ من أن يقال "أحب الله" كقوله [فهي
كالحجارة أو أشد قسوة] مع صحة أن يقال: أو أقسى.

5- [ولو يرى الذين ظلموا] وضع الظاهر موضع الضمير [ولو يرون] لإحضار الصورة في
ذهن السامع، وتسجيل السبب فى العذاب الشديد، وهو الظلم الفادح.

6- في قوله: [رأوا العذاب] و [تقطعت بهم الأسباب] من علم البديع ما يسمى بـ
(الترصيع) وهو أن يكون الكلام مسجوعا، من غير تكلف ولا تعسف.

7- [وما هم بخارجين من النار] الجملة اسمية وإيرادها بهذه الصيغة لإفادة دوام
الخلود.

===============
الفوائد:
===============
الأولى: ذكر تعالى فى الآية من عجائب مخلوقاته ثمانية أنواع تنبيها على ما فيها
من العبر، واستدلالا على الوحدانية من الأثر،
- الأول: خلق السموات وما فيها من الكواكب والشمس والقمر.
- الثاني: الأرض وما فيها من جبال وبحار وأشجار وأنهار ومعادن وجواهر،
- الثالث: اختلاف الليل والنهار بالطول والقصر، والنور والظلمة، والزيادة
والنقصان،
- الرابع: السفن العظيمة كأنها الراسيات من الجبال، وهي موقرة بالأثقال
والرجال، تجري بها الرياح مقبلة ومدبرة،
- الخامس: المطر الذي جعله الله سببا لحياة الموجودات من حيوان ونبات وإنزاله
بمقدار،
- السادس: ما بث في الأرض من إنسان وحيوان مع اختلاف الصور والأشكال والألوان،
- السابع: تصريف الرياح، والهواء جسم لطيف وهو مع ذلك في غاية القوة، بحيث يقلع
الصخر والشجر ويخرب البنيان العظيم، وهو سبب حياة الموجودات، فلو أمسك طرفة عين
لمات كل ذي روح وأنتن ما على وجه الأرض،
- الثامن: السحاب مع ما فيه من المياه العظيمة التي تسيل منها الأودية الكبيرة،
يبقى معلقا بين السماء والأرض، بلا علاقة تمسكه، ولا دعامة تسنده، فسبحان الله
الواحد القهار!!.

الثانية: ورد لفظ الرياح في القرآن مفردة ومجموعة، فجاءت مجموعة مع الرحمة،
مفردة مع العذاب كقوله: [ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات] وقوله: [وهو الذي
أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته] وجاءت مفردة في العذاب كقوله: [بريح صرصر
عاتية] وقوله: [الريح العقيم] وروي أن رسول الله (ص) كان يقول إذا هبت الريح:
"اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحاً".


###############
قال الله تعالى: [يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيبا.. إلى .. لفي
شقاق بعيد] من آية (168) إلى نهاية آية (176).
###############


===============
المناسبة:
===============
لما بين تعالى التوحيد ودلائله، وما للمؤمنين المتقين والكفرة العاصين، اتبع
ذلك بذكر إنعامه على الكافر والمؤمن، ليدل على أن الكفر لا يؤثر في قطع
الإنعام، لأنه تعالى رب العالمين، فإحسانه عام لجميع الأنام، دون تمييز بين
مؤمن و كافر، وبر وفاجر ، ثم دعا المؤمنين الى شكر المنعم جل وعلا، و الأكل من
الطيبات التي أباحها الله، واجتناب ما حرمه الله من أنواع الخبائث.

===============
اللغة:
===============
[خطوات الشيطان] جمع خطوة وهي في الأصل ما بين القدمين عند المشي، وتستعمل
مجازاً في تتبع الآثار

[السوء] ما يسوء الإنسان أي يحزنه ويطلق على المعصية قولا أو فعلاً أو اعتقادا
لأنها تسوء صاحبها أي تحزنه في الحال أو المآل

[الفحشاء] ما يستعظم ويستفحش من المعاصي فهي أقبح أنواع المعاصي

[ألفينا] وجدنا ومنه قوله سبحانه: [وألفينا سيدها لدى الباب] [إنهم ألفوا
آباءهم ضالين] أي وجدوا

[ينعق] يصيح يقال: نعق الراعي بغنمه ينعق نعيقا إذا صاح بها وزجرها، قال
الأخطل: فانعق بضأنك يا جرير فإنما منتك نفسك في الخلاء ضلالا

[أهل] الإهلال: رفع الصوت يقال: أهل المحرم إذا رفع صوته بالتلبية، ومنه إهلال
الصبي وهو صياحه عند الولادة، وكان المشركون إذا ذبحوا ذكروا اللات والعزى،
ورفعوا بذلك أصواتهم

[أضطر] ألجئ أي ألجأته الضرورة إلى الأكل من المحرمات

[باغ ولا عاد] الباغي من البغي، والعادي من العدوان، وهما بمعنى الظلم وتجاوز
الحد

[يزكيهم] يطهرهم من التزكية وهي التطهير

[شقاق] الشقاق: الخلاف والعداوة، بحيث يكون كل واحد في شق أي طرف
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-09, 02:31 AM   #33
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
التفسير:
===============
[يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا] الخطاب عام لجميع البشر، أي كلوا
مما أحله الله لكم من الطيبات، حال كونه مستطابا في نفسه، غير ضار بالأبدان
والعقول

[ولا تتبعوا خطوات الشيطان] أي لا تقتدوا بآثار الشيطان، فيما يزينه لكم من
المعاصي والفواحش

[إنه لكم عدو مبين] أي إنه عظيم العداوة لكم، وعداوته ظاهرة لا تخفى على عاقل

[إنما يأمركم بالسوء والفحشاء] أي لا يأمركم الشيطان بما فيه خير، إنما يأمركم
بالمعاصي والمنكرات، وما تناهى في القبح من الرذائل

[وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون] أي وأن تفتروا على الله بتحريم ما أحل لكم،
وتحليل ما حرم عليكم، فتحلوا وتحرموا من تلقاء أنفسكم

[وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله] أي وإذا قيل للمشركين اتبعوا ما أنزل الله
على رسوله من الوحي والقرآن، واتركوا ما أنتم عليه من الضلال والجهل

[قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا] أي بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا، قال
تعالى فى الرد عليهم:

[أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون] أي أيتبعون آباءهم ولو كانوا
سفهاء أغبياء، ليس لهم عقل يردعهم عن الشر، ولا بصيرة تنير لهم الطريق؟
والاستفهام للإنكار والتوبيخ، والتعجيب من حالهم، في تقليدهم الأعمى للآباء..
ثم ضرب تعالى مثلا للكافرين في غاية الوضوح والجلاء فقال تعالى:

[ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء] أي ومثل الكفار
في عدم انتفاعهم بالقرآن وحججه الساطعة، ومثل من يدعوهم إلى الهدى، كمثل الراعي
الذي يصيح بغنمه ويزجرها، فهي تسمع الصوت والنداء، دون أن تفهم الكلام والمراد،
أو تدرك المعنى الذي يقال لها، فهؤلاء الكفار كالدواب السارحة، لا يفهمون ما
تدعوهم إليه ولا يفقهون، يسمعون القرآن ويصمون عنه الآذان [إن هم إلا كالأنعام
بل هم أضل سبيلا] ولهذا قال تعالى:

[صم بكم عمي فهم لا يعقلون] أي صم عن سماع الحق، بكم أي خرس عن النطق به، عمي
عن رؤيته، فهم لا يفقهون ما يقال لهم، لأنهم أصبحوا كالدواب فهم في ضلالهم
يتخبطون .. وخلاصة المثل – والله أعلم – مثل الذين كفروا كالبهائم التي لا تفقه
ما يقول الراعي أكثر من سماع الصوت دون أن تفهم المعنى، وهو خلاصة قول ابن عباس

[يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم] خاطب المؤمنين لأنهم الذين
ينتفعون بالتوجيهات الربانية، والمعنى: كلوا يا أيها المؤمنون من المستلذات وما
طاب من الرزق الحلال الذي رزقكم الله إياه

[واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون] أي واشكروا الله على نعمه التي لا تحصى، إن
كنتم تخصونه بالعبادة ولا تعبدون أحدا سواه

[إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير] أي ما حرم عليكم إلا الخبائث،
كالميتة، والدم، ولحم الخنزير

[وما أهل به لغير الله] أي وما ذبح للأصنام فذكر عليه اسم غير الله، كقولهم:
باسم اللات باسم العزى

[فمن اضطر غير باغ ولا عاد] أي فمن ألجأته ضرورة إلى أكل شيء من المحرمات، بشرط
ألا يكون ساعيا فى فساد، ولا متجاوزاً مقدار الحاجة

[فلا إثم عليه] أي فلا عقوبة عليه في الأكل

[إن الله غفور رحيم] أي يغفر الذنوب ويرحم العباد، ومن رحمته أن أباح المحرمات
وقت الضرورة

[إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب] أي يخفون صفة النبى (ص) المذكورة في
التوراة وهم اليهود، قال ابن عباس: نزلت فى رؤساء اليهود حين كتموا نعت النبي
(ص)

[ويشترون به ثمنا قليلا] أي يأخذون بدله عوضا حقيرا من حطام الدنيا

[أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار] أي إنما يأكلون نارا تتأجج في بطونهم
يوم القيامة، لأن أكل ذلك المال الحرام يفضي بهم إلى النار

[ولا يكلمهم الله يوم القيامة] أي لا يكلمهم كلام رضى كما يكلم المؤمنين، بل
يكلمهم كلام غضب وسخط كقوله: [اخسئوا فيها ولا تكلمون]

[ولا يزكيهم] أي يطهرهم من دنس الذنوب

[ولهم عذاب أليم] أي عذاب مؤلم وهو عذاب جهنم

[أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى] أي أخذوا الضلالة بدل الهدى والكفر بدل
الإيمان

[والعذاب بالمغفرة] أي واستبدلوا الجحيم بالجنة

[فما أصبرهم على النار] أي ما أشد صبرهم على نار جهنم؟ وهو تعجيب للمؤمنين من
جراءة أولئك الكفار، على اقتراف أنواع المعاصي، ثم قال تعالى مبينا سبب النكال
والعذاب

[ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق] أي ذلك العذاب الأليم بسبب أن الله أنزل كتابه
التوراة ببيان الحق فكتموا وحرفوا ما فيه

[وإن الذين اختلفوا في الكتاب] أي اختلفوا في تأويله وتحريفه

[لفي شقاق بعيد] أي في خلاف بعيد عن الحق والصواب، مستوجب لأشد العذاب.

===============
سبب النزول:
===============
قال ابن عباس: نزلت هذه الآية فى رؤساء اليهود: كعب بن الأشرف، ومالك بن الصيف،
وحيي بن أخطب كانوا يأخذون من أتباعهم الهدايا، فلما بعث محمد عليه السلام
خافوا انقطاع تلك المنافع فكتموا أمر محمد (ص) والبشارة به، في سبيل حطام
الدنيا، فنزلت [إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب..] الآية.

===============
البلاغة:
===============
1- [خطوات الشيطان] استعارة عن الاقتداء به واتباع آثاره قال في تلخيص البيان:
وهي أبلغ عبارة عن التحذير من طاعته فيما يأمر به وقبول قوله فيما يدعو إلي
فعله.

2- [السوء والفحشاء] هو من باب "عطف الخاص على العام" لأن السوء يتناول جميع
المعاصي، والفحشاء أقبح وأفحش المعاصي، خصت بالذكر لخطرها.

3- [ومثل الذين كفروا] فيه تشبيه (مرسل ومجمل) مرسل لذكر الأداة ومجمل لحذف وجه
الشبه، فقد شبه الكفار بالبهائم التى تسمع صوت المنادي دون أن تفقه كلامه وتعرف
مراده.

4- [صم بكم عمي] حذفت أداة التشبيه ووجه الشبه فهو "تشبيه بليغ" أي هم كالصم في
عدم سماع الحق، وكالعمي في عدم رؤية الهدى، وكالبكم في عدم الانتفاع بنور
القرآن.

5- [ما يأكلون في بطونهم إلا النار] مجاز مرسل باعتبار ما يؤول إليه إنما
يأكلون المال الحرام الذي يفضي بهم إلى النار وقوله: [في بطونهم] زيادة تشنيع
وتقبيح لحالهم، وتصويرهم بمن يتناول رضف جهنم، وذلك أفظع سماعا وأشد إيجاعاً.

6- [اشتروا الضلالة بالهدى] استعارة والمراد استبدلوا الكفر بالإيمان، شبه
تعالى تركهم الإيمان وأخذهم الكفر، بإنسان اشترى بضاعة، فدفع فيها ثمنا كبيرا،
ثم ذهبت التجارة وعظمت الخسارة، فأصبح من النادمين
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-09, 02:42 AM   #34
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
الفوائد:
===============
الأولى: عن ابن عباس قال: تليت هذه الآية عند النبى (ص) [يا أيها الناس كلوا
مما في الأرض حلالا طيبا] فقام سعد بن أبي وقاص فقال يا رسول الله: (ادع الله
أن يجعلني مستجاب الدعوة! فقال يا سعد: أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس
محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه، ما يتقبل الله منه أربعين
يوما، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به).

الثانية: قال بعض السلف: "يدخل في اتباع خطوات الشيطان كل معصية لله، وكل نذر
في المعاصي، قال الشعبي: نذر رجل أن ينحر ابنه فأفتاه مسروق بذبح كبش، وقال:
هذا من خطوات الشيطان.

الثالثة: قال ابن القيم في أعلام الموقعين عن قوله تعالى: [ومثل الذين كفروا
كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء] قال: لك أن تجعل هذا من التشبيه
المركب، وأن تجعله من التشبيه المفرق، فإن جعلته من المركب كان تشبيها للكفار –
في عدم فقههم وانتفاعهم – بالغنم التي ينعق بها الراعي فلا تفقه من قوله شيئا
غير الصوت المجرد الذي هو الدعاء والنداء، وإن جعلته من التشبيه المفرق: فالذين
كفروا بمنزلة البهائم، ودعاء داعيهم إلى الطريق والهدى بمنزلة الذي ينعق بها،
ودعاؤهم إلى الهدى بمنزلة النعق، وإدراكهم مجرد الدعاء والنداء كإدراك البهائم
مجرد صوت الناعق والله أعلم.


###############
قال الله تعالى: [ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب.. إلى .. فأصلح
بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم] من آية (177) إلى نهاية آية (182).
###############

من هنا بداية النصف الثاني من السورة الكريمة على وجه التقريب، ونصف السورة
السابق كان متعلقا بأصول الدين وبقبائح بني إسرائيل، وهذا النصف غالبه متعلق
بالأحكام التشريعية الفرعية، ووجه المناسبة أنه تعالى ذكر في الآية السابقة أن
أهل الكتاب اختلفوا في دينهم اختلافا كبيرا صاروا بسببه في شقاق بعيد، ومن
أسباب شقاقهم "أمر القبلة" إذ أكثروا الخوض فيه، وأنكروا على المسلمين التحول
إلى استقبال الكعبة، وادعى كل من الفريقين – اليهود والنصارى – أن الهدى مقصور
على قبلته، فرد الله عليهم وبين أن العبادة الحقة وعمل البر ليس بتوجه الإنسان
جهة المشرق والمغرب، ولكن بطاعة الله وامتثال أوامره وبالإيمان الصادق الراسخ.

===============
اللغة:
===============
[البر] اسم جامع للطاعات وأعمال الخير

[الرقاب] جمع رقبة وهي في الأصل العنق، وتطلق على البدن كله، كما تطلق العين
على الجاسوس والمراد في الآية الأسرى والأرقاء

[البأساء] الفقر

[الضراء] السقم والوجع

[البأس] القتال، وأصل البأس في اللغة: الشدة

[كتب] فرض

[القصاص] العقوبة بالمثل، من قتل أو جرح، مأخوذ من القص وهو تتبع الأثر

[وقالت لأخته قصيه] أي اتبعى أثره

[القتلى] جمع قتيل يستوي المذكر والمؤنث يقال: رجل قتيل وامرأة قتيل

[الألباب] العقول جمع لب مأخوذ من لب النخلة

[وإثما] الإثم: الذنب

[جنفا] الجنف: العدول عن الحق على وجه الخطأ والجهل.

===============
سبب النزول:
===============
عن قتادة أن أهل الجاهلية كان فيهم بغي وطاعة للشيطان، وكان الحي منهم إذا كان
فيهم منعة، فقتل عبدهم عبد آخرين، قالوا: لن نقتل به إلا حرا، وإذا قتلت امرأة
منهم امرأة من آخرين قالوا: لن نقتل بها إلا رجلا فأنزل الله [الحر بالحر
والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى].

===============
التفسير:
===============
[ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب] أي ليس فعل الخير وعمل الصالحات
محصوراً في أن يتوجه الإنسان في صلاته جهة المشرق أو المغرب

[ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر] أي ولكن الطاعة، والبر الصحيح هو
الإيمان بالله واليوم الآخر

[والملائكة والكتاب والنبيين] أي وأن يؤمن بالملائكة والكتب والرسل

[وآتى المال على حبه ذوي القربى] أي أعطى المال على محبته له ذوي قرابته، فهم
أولى بالمعروف

[واليتامى والمساكين وابن السبيل] أي وأعطى المال أيضا لليتامى الذين فقدوا
آباءهم والمساكين الذين لا مال لهم، وابن السبيل المسافر المنقطع عن ماله

[والسائلين وفي الرقاب] أي الذين يسألون المعونة بدافع الحاجة، وفي تخليص
الأسرى والأرقاء بالفداء

[وأقام الصلاة وآتى الزكاة] أي وأتى بأهم أركان الإسلام وهما: الصلاة، والزكاة

[والموفون بعهدهم إذا عاهدوا] أي ومن يوفون بالعهود، ولا يخلفون الوعود

[والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس] أي الصابرين على الشدائد، وحين
القتال في سبيل الله، وهو منصوب على المدح

[أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون] أي أهل هذه الأوصاف الحميدة، هم الذين
صدقوا في إيمانهم، وأولئك هم الكاملون في التقوى، وفي الآية ثناء على الأبرار،
وإيحاء إلى ما سيلاقونه من اطمئنان وخيرات حسان.

[يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى] أي فرض عليكم أن تقتصوا من
قاتل الإنسان، بالمساواة دون بغي أو عدوان

[الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى] أي اقتصوا من الجاني فقط، فإذا قتل
الحر الحر فاقتلوه به، وإذا قتل العبد العبد فاقتلوه به، وكذلك الأنثى إذا قتلت
الأنثى، اقتلوها بها، مثلا بمثل، ولا تعتدوا فتقتلوا غير الجاني، فإن أخذ غير
الجاني ليس بقصاص، بل هو ظلم واعتداء

[فمن عفى له من أخيه شيء] أي فمن ترك له من دم أخيه المقتول شيء، بأن ترك وليه
القود، وأسقط القصاص، راضياً بقبول الدية

[فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان] أي فعلى العافي اتباع للقاتل بالمعروف،
بأن يطالبه بالدية بلا عنف ولا إرهاق، وعلى القاتل أداء للدية إلى العافى – ولي
المقتول – بلا مطل ولا بخس

[ذلك تخفيف من ربكم ورحمة] أي ما شرعته لكم من العفو إلى الدية، تخفيف من ربكم
عليكم، ورحمة منه بكم، ففي الدية تخفيف على القاتل ونفع لأولياء القتيل، وقد
جمع الإسلام في عقوبة القتل بين (العدل) و (الرحمة) فجعل القصاص حقاً لأولياء
المقتول، إذا طالبوا به وذلك عدل، وشرع الدية إذا أسقطوا القصاص عن القاتل،
وذلك رحمة

[فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم] أي فمن اعتدى على القاتل بعد قبول الدية،
فله عذاب أليم في الآخرة

[ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب] أي ولكم – يا أولي العقول – فيما شرعت
من القصاص حياة وأي حياة!؟ لأن القاتل إذا علم أنه إذا قتل نفساً قتل بها يرتدع
وينزجر عن القتل، فيحفظ حياته وحياة من أراد قتله، وبذلك تصان الدماء وتحفظ
حياة الناس

[لعلكم تتقون] أي لعلكم تنزجرون وتتقون محارم الله ومآثمه

[كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت] أي فرض عليكم إذا أشرف أحدكم على الموت، وقد
ترك مالا كثيرا

[الوصية للوالدين والأقربين] أي وجب عليه الإيصاء للوالدين والأقربين

[بالمعروف حقا على المتقين] أي بالعدل بأن لا يزيد على الثلث، وألا يوصي
للأغنياء ويترك الفقراء، حقا لازما على المتقين لله، وقد كان هذا واجبا قبل
نزول آية المواريث، ثم نسخ بآية المواريث

[فمن بدله بعدما سمعه] أي من غير هذه الوصية بعدما علمها، من وصي أو شاهد

[فإنما إثمه على الذين يبدلونه] أي إثم هذا التبديل على الذين بدلوه، لأنهم
خانوا وخالفوا حكم الشرع

[إن الله سميع عليم] فيه وعيد شديد للمبدلين

[فمن خاف من موص جنفا] أي فمن علم أو ظن من الموصي ميلا عن الحق بالخطأ

[أو إثما] أي ميلا عن الحق عمدا

[فأصلح بينهم فلا إثم عليه] أي أصلح بين الموصي والموصى له فلا ذنب عليه بهذا
التبديل

[إن الله غفور رحيم] أي واسع المغفرة والرحمة لمن قصد بعمله الإصلاح.

===============
البلاغة:
===============
1- [ولكن البر من آمن] جعل البر نفس من آمن على طريق المبالغة وهذا معهود في
كلام البلغاء إذ تجدهم يقولون: السخاء حاتم، والشعر زهير أي أن السخاء سخاء
حاتم، والشعر شعر زهير، وعلى هذا خرجه سيبويه حيث قال فى كتابه: قال عز وجل
[ولكن البر من آمن] وإنما هو: ولكن البر بر من آمن بالله، انتهى. ونظير ذلك أن
تقول: ليس الكرم أن تبذل درهماً ولكن الكرم بذل الآلاف.

2- [وفي الرقاب] إيجاز بالحذف أي وفي (فك الرقاب) يعنى فداء الأسرى، وفي لفظ
الرقاب (مجاز مرسل) حيث أطلق الرقبة وأراد به النفس وهو من إطلاق الجزء وإرادة
الكل.

3- [والصابرين في البأساء] الأصل أن يأتي مرفوعا لعطفها على المرفوع :
[والموفون بعهدهم] وإنما نصب هنا على الاختصاص، أي وأخص بالذكر الصابرين، وهذا
الأسلوب معروف بين البلغاء، فإذا ذكرت صفات للمدح أو الذم وخولف الإعراب في
بعضها، فذلك تفنن، ويسمى قطعا لأن تغيير المألوف يدل على مزيد اهتمام بشأنه
وتشويق لسماعه.

4- [أولئك الذين صدقوا] الجملة جاء الخبر فيها فعلا ماضيا (صدقوا) لإفادة
التحقيق، وأن ذلك وقع منهم واستقر، وأتى بخبر الثانية في جملة اسمية [وأولئك هم
المتقون] ليدل على الثبوت، وأنه ليس متجدداً بل صار كالسجية لهم، ومراعاة
للفاضلة أيضا.

5- [حقا على المتقين] ذكر "المتقين" من باب الإلهاب والتهييج للتمسك بالتقوى.

6- الطباع بين [اتباع] و [أداء] وبين [الحر] و [العبد
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-09, 03:41 PM   #35
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
الفوائد:
===============
الأولى: في ذكر الأخوة "من أخيه" تعطف داع إلى العفو، فقد سمى الله القاتل أخاً
لولي المقتول [فمن عفي له من أخيه شيء] تذكيراً بالأخوة الدينية والبشرية، حتى
يهز عطف كل واحد منهما إلى الآخر، فيقع بينهم العفو، والاتباع بالمعروف،
والأداء بالإحسان.

الثانية: كان في بني إسرائيل القصاص، ولم يكن فيهم الدية، وكان في النصارى
الدية، ولم يكن فيهم القصاص، فأكرم الله هذه الأمة المحمدية وخيرها بين
(القصاص، والدية، والعفو)، وهذا من يسر الشريعة الغراء التي جاء بها سيد
الأنبياء.

الثالثة: اتفق علماء البيان على أن هذه الآية [ولكم في القصاص حياة] بالغة أعلى
درجات البلاغة، ونقل عن بلغاء العرب في هذا المعنى قولهم: "القتل أنفى للقتل"
ولكن لورود الآية فضل من ناحية حسن البيان، وإذا شئت أن تزداد خبرة بفضل بلاغة
القرآن، وسمو مرتبته على مرتبة ما نطق به بلغاء البشر، فانظر إلى العبارتين،
فإنك تجد من نفحات الإعجاز ما ينبهك لأن تشهد الفرق بين كلام الخالق وكلام
المخلوق، أما (الحكمة القرآنية) فقد جعلت سبب الحياة القصاص، وهو القتل عقوبة
على وجه التماثل، والمثل العربي جعل سبب الحياة القتل، ومن القتل ما يكون ظلما،
فيكون سبباً للفناء، وتصحيح العبارة أن يقال: القتل قصاصا أنفى للقتل ظلما،
والآية جاءت خالية من التكرار اللفظي، والمثل كرر فيه لفظ القتل، فمسه بهذا
التكرار من الثقل ما سلمت منه الآية، ومن الفروق الدقيقة بينهما أن الآية جعلت
القصاص سببا للحياة, والمثل جعل القتل سببا لنفى القتل، وهو لا يستلزم الحياة
.... الخ. وقد عد العلماء عشرين وجها من وجوه التفريق بين الآية القرآنية
واللفظة
العربية، وقد ذكرها السيوطي في كتابه (الإتقان) فارجع إليه تجد فيه شفاء
العليل.


###############
قال الله تعالى [يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام.. إلى .. كذلك يبين الله
آياته للناس لعلهم يتقون] من آية (183) إلى نهاية آية (187).
###############


===============
المناسبة:
===============
ذكر تعالى في الآيات السابقة حكم القصاص، ثم عقبه بحكم الوصية
للوالدين والأقربين، ثم بأحكام الصيام على وجه التفصيل، لأن هذا الجزء من
السورة الكريمة يتناول جانب الأحكام التشريعية، ولما كان الصوم من أهم الأركان،
ذكره الله تعالى هنا ليهيء عباده إلى منازل القدس، ومعارج المتقين الأبرار.

===============
اللغة:
===============
[الصيام] في اللغة: الإمساك عن الشيء، قال أبو عبيدة: كل ممسك عن طعام، أو
كلام، أو سير فهو صائم، قال الشاعر: خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج وأخرى
تعلك اللجما
وفي الشرع: الإمساك عن الطعام والشراب والجماع في النهار مع النية

[يطيقونه] أي يصومونه بعسر ومشقة قال الراغب: الطاقة اسم لمقدار ما يمكن
للإنسان أن يفعله مع المشقة، وشبه بالطوق المحيط بالشيء

[فدية] ما يفدي به الإنسان نفسه من مال وغيره

[شهر] من الاشتهار وهو الظهور

[رمضان] من الرمض وهو شدة الحر والرمضاء شدة حر الشمس، وسمي رمضان لأنه يرمض
الذنوب أي يحرقها

[الرفث] الجماع ودواعيه، وأصله قول الفحش ثم كني به عن الجماع، قال الشاعر:
ويرين من أنس الحديث زوانياً وبهن عن رفث الرجال نفار

[تختانون] قال في اللسان: خانه واختانه، والمخاتنة مصدر من الخيانة وهي ضد
الأمانة، وسئل بعضهم عن السيف فقال: أخوك وإن خانك

[عاكفون] الاعتكاف في اللغة: اللبث واللزوم، وفي الشرع: المكث في المسجد
للعبادة

[حدود الله] الحد في اللغة: المنع وأصله الحاجز بين الشيئين المتقابلين، وسميت
الأحكام (حدودا) لأنها تحجز بين الحق والباطل.

===============
سبب النزول:
===============
روي أن بعض الأعراب سألوا النبي (ص) فقالوا: يا محمد أقريب ربنا فنناجيه أم
بعيد فنناديه؟ فسكت النبى (ص) فأنزل الله: [وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب
دعوة الداع إذا دعان] الآية
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-12, 02:22 PM   #36
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
التفسير:
===============
[يا أيها الذين آمنوا] ناداهم بلفظ الإيمان ليحرك فيهم مشاعر الطاعة، ويذكي
فيهم جذوة الإيمان

[كتب عليكم الصيام] أي فرض عليكم صيام شهر رمضان

[كما كتب على الذين من قبلكم] أي كما فرض على الأمم قبلكم

[لعلكم تتقون] أي لتكونوا من المتقين لله، المجتنبين لمحارمه

[أياما معدودات] أي الصيام أيامه معدودات، وهي أيام قلائل، فلم يفرض عليكم
الدهر كله، تخفيفا ورحمة بكم

[فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر] أي من كان به مرض أو كان
مسافرا فأفطر فعليه قضاء عدة ما أفطر من أيام غيرها

[وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين] أي وعلى الذين يستطيعون صيامه مع المشقة،
لشيخوخة أو ضعف، إذا أفطروا عليهم فدية بقدر طعام مسكين لكل يوم

[فمن تطوع خيرا] أي فمن زاد على القدر المذكور في الفدية

[فهو خير له] ثم قال تعالى:

[وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون] أي والصوم خير لكم من الفطر والفدية، إن
كنتم تعلمون ما في الصوم من أجر وفضيلة، ثم بين تعالى وقت الصيام فقال:

[شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان] أي
الأيام المعدودات التي فرضتها عليكم أيها المؤمنون، هي (شهر رمضان) الذي ابتدأ
فيه نزول القرآن حال كونه هداية للناس، لما فيه من إرشاد وإعجاز، وآيات واضحات
تفرق بين الحق والباطل

[فمن شهد منكم الشهر فليصمه] أي من حضر منكم الشهر فليصمه

[ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام آخر] أي ومن كان مريضا أو مسافرا،
فأفطر فعليه صيام أيام أخر، وكرر ذكر المرض والسفر، لئلا يتوهم نسخه بعموم لفظ
شهود الشهر

[يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر] أي يريد الله بهذا الترخيص، التيسير
عليكم لا التعسير

[ولتكملوا العدة] أي ولتكملوا عدة شهر رمضان بقضاء ما أفطرتم

[ولتكبروا الله على ما هداكم] أي ولتحمدوا الله على ما أرشدكم إليه من معالم
الدين

[ولعلكم تشكرون] أي ولكي تشكروا الله على فضله وإحسانه.. ثم بين تعالى أنه قريب
يجيب دعوة الداعين، ويقضي حوائج السائلين فقال:

[وإذا سألك عبادي عني فإني قريب] أي أنا معهم أسمع دعاءهم، وأرى تضرعهم، وأعلم
حالهم كقوله سبحانه: [ونحن اقرب إليه من حبل الوريد]!!

[أجيب دعوة الداع إذا دعان] أي أجيب دعوة من دعاني إذا كان عن إيمان وخشوع قلب

[فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون] أي إذا كنت أنا ربكم الغني عنكم،
أجيب دعاءكم، فاستجيبوا أنتم لدعوتي، بالإيمان بي وطاعتي، ودوموا على الإيمان
لتكونوا من السعداء الراشدين.. ثم شرع تعالى في بيان تتمة أحكام الصيام بعد أن
ذكر آية القرب والدعاء فقال:

[أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم] أي أبيح لكم أيها الصائمون غشيان
النساء في ليالي الصوم

[هن لباس لكم وأنتم لباس لهن] قال ابن عباس: أراد به الجماع، ولكن الله عز وجل
كريم، حليم، يكني، أي هن سكن لكم وأنتم سكن لهن

[علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم] أي تخونونها ولا تصبرون عن الانقطاع عن
معاشرتهن في ليالي رمضان، وكان محرما ذلك عليهم ثم نسخ، روى البخاري عن البراء
رضي الله عنه قال:
(لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله، وكان رجال يخونون
أنفسهم، فأنزل الله [علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم] الآية

[فتاب عليكم وعفا عنكم] أي فقبل توبتكم وعفا عنكم، لما فعلتموه قبل النسخ

[فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم] أي جامعوهن في ليالي الصوم، واطلبوا
بنكاحهن الولد، ولا تباشروهن لقضاء الشهوة فقط

[وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر] أي كلوا
واشربوا إلى طلوع الفجر

[ثم أتموا الصيام إلى الليل] أي أمسكوا عن الطعام والشراب والنكاح إلى غروب
الشمس

[ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد] أي لا تقربوهن ليلا أو نهارا، ما دمتم
معتكفين في المساجد

[تلك حدود الله فلا تقربوها] أي تلك أوامر الله وزواجره، وأحكامه التي شرعها
لكم، فلا تخالفوها

[كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون] أي يوضح لكم الأحكام، لتجتنبوا
المحارم التي نهاكم عنها ربكم!

===============
البلاغة:
===============
1- [كما كتب] التشبيه في الفرضية لا في الكيفية أي فرض الصيام عليكم كما فرض
على الأمم قبلكم، وهذا التشبيه يسمى (مرسلا مجملا).

2- [فمن كان منكم مريضا أو على سفر] فيه إيجاز بالحذف أي من كان مريضا فأفطر،
أو على سفر فأفطر، فعليه قضاء أيام بعدد ما أفطر.

3- [وعلى الذين يطيقونه] في تفسير الجلالين قدره بحذف "لا" أي لا يطيقونه، ولا
ضرورة لهذا الحذف لأن معنى الآية يطيقونه بجهد شديد، وذلك كالشيخ الهرم،
والحامل، والمرضع، فهم يستطيعونه لكن مع المشقة الزائدة، والطاقة اسم لمن كان
قادرا على الشيء مع الشدة والمشقة.

4- [يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر] فيه من المحسنات البديعية ما يسمى
بـ "طباق السلب" كما أن بين لفظ "اليسر" و"العسر" طباقا.

5- [الرفث إلى نسائكم] الرفث كناية عن الجماع، وعدي بـ" إلى" لتضمنه معنى
الإفضاء وهو من الكنايات الحسنة كقوله: [فلما تغشاها] وقوله: [فأتوا حرثكم]
وقوله: [فالآن باشروهن] قال ابن عباس: إن الله عز وجل كريم حليم يكني.

6- [هن لباس لكم وأنتم لباس لهن] استعارة بديعة شبه كل واحد من الزوجين
لاشتماله على صاحبه في العناق والضم، باللباس المشتمل على لابسه قال في تلخيص
البيان: "المراد قرب بعضهم من بعض واشتمال بعضهم على بعض كما تشتمل الملابس على
الأجسام فاللباس استعارة".

7- [الخيط الأبيض من الخيط الأسود] هذه استعارة عجيبة، والمراد بها بياض الصبح
وسواد الليل، والخيطان هنا مجاز عن إشراق النهار، وظلمة الليل. وذهب الزمخشري
على أنه من التشبيه البليغ
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-12, 02:28 PM   #37
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
الفوائد:
===============
الأولى: روي عن الحسن أنه قال: إن الله تعالى فرض صيام رمضان على اليهود
والنصارى، أما اليهود فإنها تركت هذا الشهر، وصامت يوما من السنة زعموا أنه يوم
غرق الله فيه فرعون، وأما النصارى فإنهم صاموا رمضان فصادفوا فيه الحر الشديد،
فحولوه إلى وقت لا يتغير، ثم قالوا عند ذلك نزيد فيه فزادوا عشرا، ثم بعد زمان
اشتكى ملكهم فنذر سبعا فزادوه، ثم جاء بعد ذلك ملك آخر فقال: ما بال هذه
الثلاثة فأتمه خمسين يوما وهذا معنى قوله تعالى: [اتخذوا أحبارهم ورهبانهم
أرباباً]

الثانية: قال الحافظ ابن كثير: وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء
متخللة بين أحكام الصيام [وإذا سألك عبادي عني] إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء
عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر، لحديث "إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد" وكان
عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر: "اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن
تغفر لي ذنوبي".

الثالثة: ظاهر نظم الجملة [وإذا سألك عبادي عني] أنهم سألوا عن الله، والسؤال
لا يكون عن الذات، وإنما يكون عن شأن من شؤونها فقوله في الجواب [فإني قريب]
يدل على أنهم سألوا عن جهة القرب أو البعد، ولم يصدر الجواب بـ"قل" أو فقل كما
وقع في أجوبة مسائلهم الواردة في آيات أخرى نحو [ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها
ربي نسفا] بل تولى جوابهم بنفسه، إشعارا بفرط قربه تعالى منهم، وحضوره مع كل
سائل، بحيث لا تتوقف إجابته على وجود واسطة بينه وبين السائلين من ذوي الحاجات.

الرابعة: قال الإمام ابن تيمية: "وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن
عليهم، مطلع إليهم، فدخل في ذلك الإيمان بأنه قريب من خلقه"، وفي الصحيح: "إن
الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته" وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه
ومعيته، لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته، فإنه سبحانه ليس كمثله شيء.

الخامسة: عبر المولى جل وعلا عن المباشرة الجنسية التي تكون بين الزوجين بتعبير
سام لطيف، لتعليمنا الأدب في الأمور التي تتعلق بالجنس والنساء ولهذا قال ابن
عباس رضي الله عنه: إن الله عز وجل كريم حليم يكني.

###############
قال الله تعالى: [ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل.. إلى.. وأحسنوا إن الله
يحب المحسنين] من آية (188) إلى نهاية آية (195).
###############

===============
المناسبة:
===============
لما بين تعالى في الآيات السابقة أحكام الصيام وأباح للمؤمنين الاستمتاع
بالطعام والشراب والنكاح في ليالي رمضان، عقبه بالنهي عن أكل الأموال بغير حق،
ينبه تعالى إلى أن الغرض من الصيام، ليس الامتناع عن الطعام، إنما هو اجتناب
الحرام، ولما كان حديث الصيام يتصل برؤية الهلال وهذا ما يحرك في النفوس خاطر
السؤال عن الأهلة، جاءت الآيات الكريمة تبين أن الأهلة مواقيت لعبادات الناس في
الصيام وسائر أنواع القربات.

===============
اللغة:
===============
[الباطل] في اللغة: الزائل الذاهب يقال: بطل الشيء بطولا فهو باطل، وفي الشرع
هو المال الحرام، كالغصب، والسرقة، والقمار، والربا

[وتدلوا] الإدلاء في الأصل: إرسال الدلو في البئر، ثم جعل لكل إلقاء، والمراد
بالإدلاء هنا الدفع إلى الحاكم بطريق الرشوة

[الأهلة] جمع هلال، وهو أول ظهور القمر حين يراه الناس، ثم يصبح قمرا، ثم بدرا
حين يتكامل نوره

[مواقيت] جمع ميقات وهو الوقت كالميعاد بمعنى الوعد، وقيل: الميقات منتهى الوقت

[ثقفتموهم] ثقف الشيء إذا ظفر به ووجده على جهة الأخذ والغلبة، ورجل ثقف سريع
الأخذ لأقرانه، قال الشاعر: فإما تثقفوني فاقتلوني فمن أثقف فليس إلى خلود

[التهلكة] الهلاك يقال: هلك يهلك هلاكا وتهلكة.

===============
[سبب النزول]:
===============
روي أن بعض الصحابة قالوا يا رسول الله: ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ثم
يزيد حتى يمتلىء ويستوي ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ، لا يكون على حالة
واحدة كالشمس فنزلت
[يسألونك عن الأهلة] الآية.

وروي أن الأنصار كانوا إذا أحرم الرجل منهم في الجاهلية لم يدخل بيتا من بابه
بل كان يدخل من نقب في ظهره، أو يتخذ سلما يصعد فيه، فجاء رجل من الأنصار، فدخل
من جهة بابه، فكأنه عير بذلك، فنزل قوله تعالى: [وليس البر بأن تأتوا البيوت من
ظهورها
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-14, 09:09 AM   #38
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
التفسير:
===============
[ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل] أي لا يأكل بعضكم أموال بعض، بالوجه الذي
لم يبحه الله

[وتدلوا بها إلى الحكام] أي تدفعوها إلى الحكام رشوة

[لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم] أي ليعينوكم على اخذ طائفة من أموال
الناس بالباطل

[وأنت تعلمون] أنكم مبطلون تأكلون الحرام

[يسألونك عن الأهلة] أي يسألونك يا محمد عن الهلال، لم يبدو دقيقا مثل الخيط ثم
يعظم ويستدير، ثم ينقص ويدق حتى يعود كما كان؟

[قل هي مواقيت للناس والحج] أي فقل لهم إنها أوقات لعباداتكم، ومعالم تعرفون
بها مواعيد الصوم والحج والزكاة

[وليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها] أي ليس البر بدخولكم المنازل من ظهورها
كما كنتم تفعلون في الجاهلية

[ولكن البر من اتقى] أي ولكن العمل الصالح الذي يقربكم من الله في اجتناب محارم
الله

[وأتوا البيوت من أبوابها] ادخلوها كعادة الناس من الأبواب

[واتقوا الله لعلكم تفلحون] أي اتقوا الله لتسعدوا وتظفروا برضاه

[وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم] أي قاتلوا لإعلاء دين الله، من قاتلكم
من الكفار

[ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين] أي لا تبدأوا بقتالهم فإنه تعالى لا يحب
من ظلم أو اعتدى، وكان هذا في بدء أمر الدعوة ثم نسخ بآية براءة [وقاتلوا
المشركين كافة] وقيل نسخ بالآية التي بعدها وهي قوله: [واقتلوهم حيث ثقفتموهم]
أي اقتلوهم حيث وجدتموهم في حل أو حرم

[وأخرجوهم من حيث أخرجوكم] أي شردوهم من أوطانهم، وأخرجوهم منها كما أخرجوكم من
مكة

[والفتنة أشد من القتل] أي فتنة المؤمن عن دينه أشد من قتله، وقيل: كفر الكفار
أشد وأبلغ من قتلكم لهم في الحرم، فإذا استعظموا القتال فيه، فكفرهم أعظم

[ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه] أي لا تبدأوهم بالقتال في
الحرم حتى يبدأوا هم بقتالكم فيه

[فإن قاتلوكم فاقتلوهم] أي إن بدأوكم بالقتال فلكم حينئذ قتالهم، لأنهم انتهكوا
حرمته والبادي بالشر أظلم

[كذلك جزاء الكافرين] أي هذا الحكم جزاء كل من كفر بالله

[فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم] أي فإن انتهوا عن الشرك وأسلموا فكفوا عنهم،
فإن الله يغفر لمن تاب وأناب

[وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله] أي قاتلوا المحاربين حتى تكسروا
شوكهم، ولا يبقى شرك على وجه الأرض، ويصبح دين الله هو الظاهر العالي على سائر
الأديان

[فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين] أي فإن انتهوا عن قتالكم فكفوا عن
قتلهم، فمن قاتلهم بعد ذلك فهو ظالم، ولا عدوان إلا على الظالمين، أو فإن
انتهوا عن الشرك فلا تعتدوا عليهم.. ثم بين تعالى أن قتال المشركين لهم في
الشهر الحرام، يبيح للمؤمنين دفع العدوان فيه فقال:

[الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص] أي إذا قاتلوكم في الشهر الحرام
فقاتلوهم في الشهر الحرام، فكما هتكوا حرمة الشهر، واستحلوا دماءكم فيه،
فافعلوا بهم مثله ((وقيل معناه الشهر الحرام الذي دخلتم فيه مكة بالشهر الحرام
الذي صددتم فيه عن دخولها، وكان ذلك لما صد الكفار النبي (ص) عن دخول مكة عام
الحديبية في شهر ذى القعدة)).

[فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم] أي ردوا عن أنفسكم العدوان
فمن قاتلكم في الحرم أو في الشهر الحرام، فقابلوه وجازوه بالمثل

[واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين] أي راقبوا الله في جميع أعمالكم
وأفعالكم، واعلموا أن الله مع المتقين بالنصر والتأييد في الدنيا والآخرة

[وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة] أي أنفقوا في الجهاد وفي
سائر وجوه القربات، ولا تبخلوا في الإنفاق فيصيبكم الهلاك، ويتقوى عليكم
الأعداء، وقيل معناه: لا تتركوا الجهاد في سبيل الله وتشتغلوا بالأموال
والأولاد فتهلكوا

[وأحسنوا إن الله يحب المحسنين] أي أحسنوا في جميع أعمالكم حتى يحبكم الله،
وتكونوا من أوليائه المقربين.

===============
البلاغة:
===============
1- [يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج] هذا النوع من البديع يسمى
"الأسلوب الحكيم" فقد سألوا الرسول (ص) عن الهلال لم يبدو صغيرا ثم يزداد حتى
يتكامل نوره؟ فصرفهم إلى بيان الحكمة من الأهلة وكأنه يقول: كان الأولى بكم أن
تسألوا عن حكمة خلق الأهلة لا عن سبب تزايدهم في أول الشهر وتناقصها في آخره،
وهذا ما يسميه علماء البلاغة "الأسلوب الحكيم".

2- [الشهر الحرام بالشهر الحرام] فيه إيجاز بالحذف تقديره: هتك حرمة الشهر
الحرام، تقابل بهتك حرمة الشهر الحرام، ويسمى حذف الإيجاز.

3- [فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه] سمي جزاء العدوان عدواناً من قبيل
"المشاكلة" وهي الاتفاق في اللفظ مع الاختلاف في المعنى كقوله: [وجزاء سيئة
سيئة مثلها] قال الزجاج: العرب تقول: ظلمني فلان فظلمته أي جازيته بظلمه.

===============
فائدة:
===============
لا يذكر في القرآن الكريم لفظ القتال أو الجهاد إلا ويقرن بكلمة (سبيل الله)
وفي ذلك دلالة واضحة على أن الغاية من القتال، غاية شريفة نبيلة هي (إعلاء كلمة
الله)، لا السيطرة أو المغنم، أو الاستعلاء في الأرض أو غيرها من الغايات
الدنيئة.

===============
تنبيه:
===============
كل ما ورد في القرآن بصيغة السؤال أجيب عنه ب"قل" بلا فاء إلا في طه [فقل
ينسفها ربي نسفا] فقد وردت بالفاء، والحكمة أن الجواب في الجميع كان بعد وقوع
السؤال، وفي طه كان قبله، إذ تقديره إن سئلت عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-14, 10:25 AM   #39
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
فائدة:
===============
روي أن رجلا من المسلمين حمل على جيش الروم حتى دخل فيهم، فصاح الناس: سبحان
الله ألقى بيديه إلى التهلكة، فقال (أبو أيوب الأنصاري): إنما نزلت هذه الآية
فينا معشر الأنصار، حين أعز الله الإسلام وكثر ناصروه فقلنا: لو أقمنا في
أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها فنزلت [وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم
إلى التهلكة] فكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها، وترك الجهاد في سبيل
الله، فما زال أبو أيوب شاخصا – أي مجاهدا – في سبيل الله، حتى استشهد ودفن
بأرض الروم.


###############
قال الله تعالى: [وأتموا الحج والعمرة لله.. إلى.. واعلموا أنكم إليه تحشرون]
من آية (196) إلى نهاية آية (203).
###############


===============
المناسبة:
===============
لما ذكر الله تعالى في الآيات السابقة أحكام الصيام، أعقب ذلك بذكر أحكام الحج،
لأن شهوره تأتي مباشرة بعد شهر الصيام، وأما آيات القتال فقد ذكرت عرضا لبيان
حكم هام، وهو بيان الأشهر الحرم والقتال فيها، ثم عاد الكلام إلى أحكام الحج،
وحكم الإحصار فيه، فهذا هو وجه الارتباط بين الآيات السابقة واللاحقة.

===============
اللغة:
===============
[أحصرتم] الإحصار: معناه المنع والحبس، يقال: حصره عن السفر، وأحصره إذا حبسه
ومنعه، قال الأزهري: حصر الرجل في الحبس، وأحصر في السفر من مرض أو انقطاع به

[الهدي] هو ما يهدى إلى بيت الله من أنواع النعم كالإبل والبقر والغنم وأقله
شاة

[محله] المحل: الموضع الذي يحل به نحر الهدي، وهو الحرم أو مكان الإحصار للمحصر

[النسك] جمع نسيكة وهي الذبيحة ينسكها العبد لله تعالى

[جناح] إثم وأصله من الجنوح وهو الميل عن القصد

[أفضتم] أي دفعتهم، وأصله من فاض الماء، إذا سال منصبا ومعنى [أفضتم من عرفات]
أي دفعتم منها بقوة، تشبيهاً بفيض الماء.

[خلاق] نصيب من رحمة الله تعالى

[تحشرون] تجمعون للحساب.

===============
سبب النزول:
===============
أولا: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون،
ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل الله عز وجل
[وتزودوا فإن خير الزاد التقوى].

ثانيا: وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت قريش ومن دان دينها يقفون
بالمزدلفة، وكانوا يسمون (الحمس) وسائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام
أمر الله تعالى نبيه أن يأتي عرفات، ثم يقف بها ثم يفيض منها، وكانت قريش تفيض
من جمع من المشعر الحرام، فأنزل الله تعالى [ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس] أي
أنزلوا من عرفة، وساووا الناس في حجهم وعبادتهم
MERAMADA غير متصل  
قديم 2008-12-14, 10:32 AM   #40
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: meen ely 2alak eny 3ayesh asla
العمر: 33
المشاركات: 714
التقييم: 155
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى MERAMADA إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى MERAMADA
الصورة الرمزية MERAMADA
مشرف سابق
افتراضي

===============
التفسير:
===============
[وأتموا الحج والعمرة لله] أي أدوهما تامين بأركانهما وشروطهما لوجه الله تعالى

[فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي] أي إذا منعتم عن إتمام الحج أو العمرة، بمرض
أو عدو، وأردتم التحلل فعليكم أن تذبحوا ما تيسر من بدنة، أو بقرة، أو شاة

[ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله] أي لا تتحللوا من إحرامكم بالحلق أو
التقصير، حتى يصل الهدي المكان الذي يحل ذبحه فيه وهو الحرم، أو مكان الإحصار

[فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك] أي فمن
كان منكم معشر المحرمين مريضا مرضا يتضرر معه بالشعر فحلق، أو كان به أذى من
رأسه كقمل وصداع فحلق في الإحرام، فعليه فدية وهي: إما صيام ثلاثة أيام، أو
يتصدق بثلاثة آصع على ستة مساكين، أو يذبح ذبيحة وأقلها شاة

[فإذا أمنتم] أي كنتم آمنين من أول الأمر، أو صرتم بعد الإحصار آمنين

[فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي] أي من اعتمر في أشهر الحج،
واستمتع بما يستمتع به غير المحرم، من الطيب والنساء وغيرها، فعليه ما تيسر من
الهدي، وهو شاة يذبحها شكرا لله تعالى

[فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم] أي من لم يجد ثمن
الهدي، فعليه صيام عشرة أيام ، ثلاثة حين يحرم بالحج، وسبعة إذا رجع إلى وطنه

[تلك عشرة كاملة] أى عشرة كاملة تجزئ عن الذبح، وثوابها كثوابه من غير نقصان

[ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام] أي ذلك التمتع أو الهدي، خاص بغير
أهل الحرم، أما سكان الحرم فليس لهم تمتع وليس عليهم هدى

[واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب] أي خافوا الله تعالى بامتثال أوامره
واجتناب نواهيه، واعلموا أن عقابه شديد لمن خالف أمره.. ثم بين تعالى وقت الحج
فقال:

[الحج أشهر معلومات] أي وقت الحج هو تلك الأشهر المعروفة بين الناس وهي (شوال،
وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة)

[فمن فرض فيهم الحج] أي من ألزم نفسه الحج بالإحرام والتلبية

[فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج] أي لا يقرب النساء، ولا يستمتع بهن فإنه
مقبل على الله قاصد لرضاه، فعليه أن يترك الشهوات، وأن يترك المعاصي، والجدال،
والخصام، مع الرفقاء

[وما تفعلوا من خير يعلمه الله] أي وما تقدموا لأنفسكم من خير يجازيكم عليه
الله خير الجزاء

[وتزودوا فإن خير الزاد التقوى] أي تزودوا لآخرتكم بالتقوى فإنها خير زاد

[واتقون يا أولي الألباب] أي خافون واتقوا عقابي يا ذوي العقول والأفهام

[ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم] أي لا حرج ولا إثم عليكم، في التجارة
في أثناء الحج، فإن التجارة الدنيوية لا تنافي العبادة الدينية... وقد كانوا
يتأثمون من ذلك فنزلت الآية تبيح لهم الاتجار في أشهر الحج

[فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام] أي إذا دفعتم من عرفات
بعد الوقوف بها، فاذكروا الله بالدعاء والتضرع، والتكبير والتهليل، عند المشعر
الحرام بالمزدلفة

[واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين] أي اذكروه ذكرا حسنا كما
هداكم هداية حسنة، واشكروه على نعمة الهداية والإيمان، فقد كنتم قبل هدايته لكم
في عداد الضالين، الجاهلين بالإيمان وشرائع الدين

[ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس] أي ثم انزلوا من عرفة حيث ينزل الناس، لا من
المزدلفة، والخطاب لقريش حيث كانوا يترفعون على الناس أن يقفوا معهم، وكانوا
يقولون: نحن أهل الله وسكان حرمه، فلا نخرج منه، فيقفون في المزدلفة لأنها من
الحرم، ثم يفيضون منها وكانوا يسمون "الحمس" فأمر الله تعالى رسوله (ص) أن يأتي
عرفة، ثم يقف بها ثم يفيض منها

[واستغفروا الله إن الله غفور رحيم] أي استغفروا الله عما سلف منكم من المعاصي،
فإن الله عظيم المغفرة، واسع الرحمة

[فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا] أي إذا فرغتم من
أعمال الحج وانتهيتم منها فأكثروا ذكره، وبالغوا في ذلك كما كنت تذكرون آباءكم،
وتعدون مفاخرهم بل أشد، قال المفسرون: كانوا يقفون بمنى بين المسجد والجبل بعد
قضاء المناسك، فيذكرون مفاخر آبائهم ومحاسن أيامهم، فأمروا أن يذكروا الله وحده

[فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق] أي من الناس
من تكون الدنيا همه فيقول: اللهم اجعل عطائي ومنحتي في الدنيا خاصة، وما له في
الآخرة من حظ ولا نصيب

[ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة] أي ومنهم من يطلب
خيري الدنيا والآخرة وهو المؤمن العاقل، وقد جمعت هذه الدعوة كل خير، وصرفت كل
شر، فالحسنة في الدنيا تشمل الصحة والعافية، والدار الرحبة، والزوجة الحسنة،
والرزق الواسع إلى غير ما هنالك، والحسنة في الآخرة تشمل الأمن من الفزع
الأكبر، وتيسير الحساب، ودخول الجنة، والنظر إلى وجه الله الكريم إلخ

[وقنا عذاب النار] أي نجنا من عذاب جهنم

[أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سرع الحساب] أي هؤلاء الذين طلبوا سعادة
الدارين، لهم حظ وافر مما عملوا من الخيرات، والله سريع الحساب يحاسب الخلائق
بقدر لمحة بصر

[واذكروا الله في أيام معدودات] أي كبروا الله في أعقاب الصلوات وعند رمي
الجمرات، في أيام التشريق الثلاثة بعد يوم النحر

[فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه] أي من استعجل بالنفر من منى بعد تمام يومين
من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث من أيام عيد الأضحى المبارك فنفر فلا حرج
عليه

[ومن تأخر فلا إثم عليه] أي ومن تأخر حتى رمى في اليوم الثالث – وهو النفر
الثاني – فلا حرج عليه أيضا وهو اليوم الرابع من عيد الأضحى

[لمن اتقى] لمن أراد أن يتقي الله، فيأتي بالحج على الوجه الأكمل

[واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون] أي خافوا الله تعالى واعلموا أنكم
مجموعون إليه للحساب، فيجازيكم بأعمالكم
MERAMADA غير متصل  
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
:: النقاب في أربعين تفسيرًا للقرآن العظيم:: Eng.Shapon المنتدى الاسلامى 3 2009-10-11 09:54 PM
كتاب تفسير القران الكريم لابن كثير MafiawwY كتب إسلامية 0 2009-07-14 07:32 AM
تحميل مباشر واستماع صوتيات لتفسير السعدي في تفسير القرأن الكريم Ahmedmee الاناشيد والصوتيات الاسلامية 0 2009-04-12 10:20 AM
حمل القرآن الكريم كاملا لـ11 شيخ برابط واحد ومباشر ويوجد مثال علي صوت كل شيخ Eng muhamed الاناشيد والصوتيات الاسلامية 2 2009-03-03 11:19 PM
كم مرة ؟ سبيل الحياة المنتدى الاسلامى 15 2009-02-03 06:39 PM


Internal & External Links

الساعة الآن 01:04 AM.
Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
استضافة , دعم فنى