اختر لونك:


الادب فى العصر الجاهلى

العصر الجاهلى الأدب معناة_تقسيمها إلى شعر ونثر _الغرض من دراسة تاريخ الأدب . معنى الأدب: وردت هذه الكلمة فى الجاهلية فى شعر العرب ونثرهم . فمن الشعر قول

أضف رد جديد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 2009-10-12, 02:14 PM   #1
الصورة الرمزية AlSam3r
الدفاع الجوى
تاريخ التسجيل: 2009-04-29
الدولة: بين احرف كلماتى
العمر: 41
المشاركات: 1,956
التقييم: 172
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى AlSam3r إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى AlSam3r
الصورة الرمزية AlSam3r
الدفاع الجوى
تاريخ التسجيل: 2009-04-29
الدولة: بين احرف كلماتى
العمر: 41
المشاركات: 1,956
التقييم: 172
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى AlSam3r إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى AlSam3r
Transfered الادب فى العصر الجاهلى


العصر الجاهلى
الأدب

معناة_تقسيمها إلى شعر ونثر _الغرض من دراسة تاريخ الأدب .
معنى الأدب: وردت هذه الكلمة فى الجاهلية فى شعر العرب ونثرهم . فمن الشعر قول طرفة ببن العبد:
آآ نحن فى المشتاة ندعو الجفلى
آ ألا ترى الآدب فينا ينتقــــــــــر (1) المشتاة : الموضع الذى يقام فيه فى الشتاء , والجفلى : الدعوة العامة , والآداب الداعى إلى الطعام , وينتقر : يدعو دعوة خاصة , وطرفة يفتخر بكرم قومه وأنهم يدعون إلى طعامهم عامة الناس ولا ترى داعيا منهم يتخير من يأكل طعامه .
ومن النثر قول عتبة بن ربيعة لابنتة هند،وهو يعرض عليها وصف أبى سفيان حين خطبها:"يؤدب أهلة ولا يؤدبونه" وأجابته :"إنى لآخذه بأدب البعل".
ومن ذلك يظهر معناها فى الجاهلية : الدعوة إلى الطعام كما فى قول طرفة والتهذيب ،كما جاء بعد.
ودلت كلمة (أدب)فى الأسلام على التهذيب و التربية ،ويدل على ذلك حديث الرسول صلى اللة علية وسلم:"أدبنى ربى فأحسن تأديبى".
وفى القاموس المحيط : الأدب هو الظرف و حسن التناول ،و أدبة علمه فتأدب والأدبة بضم الهمزه و المأدبة بضم الدال و فتحها , طعام صنع لدعوة.
هكذا كان مفهوم هذه الكلمة يدل على الدعوة و التهذيب و التربية التعليم ثم وسع مفهومها تعليم الأخبار و رواية الشعر ثم اتجه إلى ما تنتجة العقول من
الشعر والنثر.ثم تحدد معنى الأدب ,فأصبح يدل على التعبير باللفظ الجميل , عن المعنى المثير للعواطف المتأثرة بالمشاعر المؤثر بالقارىء أو السامع .
أقسامة: ينقسم الأدب الى
1) شعر (2) نثر
أولا الشعر: فن من الفنون الجميلة أساسة الكلام الموزون المقفى المنبعث عن عاطفة,المعبر عن المشاعرو الأخيلة , المثير لعواطف القراء أو السامعين ومشاعرهم .
وهناك لون من النثر يحمل اسم (الشعر المنثور)وهو ليس بشعر ,لأنة وأن انبعث عن العاطفة وعبر عن المشاعر وأثار العواطف إلا أنه خال من الوزن و القافية . وهناك الشعر المرسل و هو الخالى من القافية .
ثانيا النثر : يعنى الأدب من النثر, ذلك الجميل من الكلام المنمق الذى يطلق عليه النثر الفنى أوالنثر الأدبى,و هو الكلام المنمق الخالى من الأوزان المعروفة ,الذى روعى فيه تنسيق الألفاظ و ترتيب الجمل و الأعتماد على العقل فى تخير المعانى وإبرازها ,بخلاف الشعر ,فإن الاعتماد فيه يكون على العاطفة و الخيال أكثر من الأعتماد على العقل,وأهم أنواع النثر الفنى (1) الخطابة . (2) الكتابة .
الغرض من دراسة تاريخ الأدب :
إن تاريخ الأدب يعنى بدراسة أحوال اللغة و أدبها و التطورات و الأحداث التىأحدثت أثرها فى ذلك الأدب ,
ومن ثم كان الغرض من دراسة تاريخ الأدب :
1- معرفة المؤثرات أو الأحداث و الأنقلابات الدينية أو السياسية أو الاجتماعية أو الطبيعية أو العلمية التى أثرت فى الأدب و الأدباء, فخلقت مكانة تقف عليها عقول الناهضين للوصول إليهاأو لتجاوزها إلى مكانة أسمى .
2- معرفة ما أخرجته القرائح فى الماضى من أساليب وأفكار وصور ليتسنى للباحث درسها لمحاكاتها أونقدها, وبذلك تتربى فيه القدرة التى يستطيع بها أن يتجنب ما تورط فيه السابقون مما عرض أدبهم للنقد .
3- تهذيب الطباع وتربية المشاعر وتغذية الأرواح والعقول بدراسة التراث الأدبى دراسة عميقة مؤثرة .

موطن العرب و طبيعته

جزيرة العرب أو شبه جزيرة العرب اسم يطلق على الجزء الواقع فى أقصى الجنوب الغربى فى آسيا يحدها من الشمال الشام و من الجنوب المحيط الهندى و من الشرق الخليج الفارسى
(العربى) و من الغرب البحر الأحمر .
وكانوا قدبما يقسمونها الىخمسة أقسام :أساسها جبال السراة الممتدة من الجنوب الى الشمال فتقسم شبة الجزيرة إلى قسمين ؛فمن انحدرإلى شاطىء البحر الأحمر يسمى الغور أو تهامة, وما ارتفع حهة الشرق يسمى"نجدا" وما فصل بين نجد وتهامة يسمى الحجاز, لأنه يحجز بينهما,ثم أطلق الحجاز على الحجاز وتهامة .
والجزء الذى ينتهى به نجد إلى الشرق حتى يصل الى الخليج, كان يسمى العروض لإعتراضة بين نجد واليمن ويشمل اليمامة والبحرين وعمان .
والقسم الجنوبى (اليمن) وينقسم الى : حضرموت ومهرة ونجران والشجر. فالأقسام على هذا خمسة: الحجاز- تهامة- نجد- اليمامة- اليمن .
و منطقة الحجاز مجدبة قليلة الأمطار,وعلى المطر القليل هنالك تنبت الأعشاب التى تراعاها الماشية , وتكثر بالحجاز الجبال الصخرية وبخاصة حول مكة : حيث تكتنفها الجبال وتمتد حولها الى مسافة(40 ك)في بعض المناطق ,وتكثر بالحجاز الأودية الجرداء .
1-اشهر مدن الحجاز:
(أ) مكة : وبها البيت الحرام , وبها من الأماكن المقدسة جبل الصفا والمروة وعرفة , ومنى والمزدلفة , وزمزم, وأعظم القبائل التى كانت تقيم بمكة :" قبيلة قريش".
(ب)المدينة :وبها قبر الرسول علية الصلاة والسلام,والبقيع الذي دفن بة أكثر الصحابة وآل الرسول—وشمالى المدينه يقع جبل أحد,الذى كانت به الغزوة المعروفة وبالمدينة كانت تقيم قبيلتا : الأوس والخزرج, وأصلهما من عرب اليمن وتكثر بالمدينة الآبار والنخيل .
(ج)الطائف: وهي أخصب بلاد الحجاز حيث تكثر فيها اشجار العنب والتين والزيتون والرمان.
(د)جدة : وهى ميناء هام على ساحل البحر الأحمر .
2- نجد :
تكثر بها الوديان وأشهرها : وادى حنيفة الذى كان فية مسيلمة الكذاب وفى نجد تكثر الأمطار شتاء ومن ثم تكثر الأعشاب كما تكثر النخيل في بعض المناطق .
وهواؤها جيد وقد تغنى بنجد الكثير من شعراء الجاهلية, لأن أكثرهم كان يعيش هناك , والغالبية العظمي من سكان نجد يعيشون في الخيام وينتقلون طلبا للمراعى .
ومن أشهر مدن نجد (الرياض), وهي عاصمة المملكة العربية السعودية , وعلي مقربة منها تقع منفوحة قرية الأعشى الشاعر , وفى المنطقة الشرقية من نجد نوجد الآن بعض الزراعات , وعلى شاطىء الخليج , تفجرت ينابيع النفط أخيرا.
3- اليمن :
إشتهرت قديما بالثروة الزراعية واهم مدن هذا الإقليم : نجران ومأرب وصنعاء , وكان العربالقحطانيون يسكنون اليمن أشهر القبائل التى كانت تسكن اليمن : همذان ومذحج ومراد.
و أكثر جو الجزيرة حار إلا في المرتفاعات , فيعتدل الجو فى الصيف ليلا ويبرد شتاءا , وليس في الجزيرة كلها أنهار, وإنما فيها وديان تسيل فيها الأمطار وتتجمع فى بعض الشهور ثم تجف, وفي الجزيرة آبار وعيون تقوم عليها بعض الزراعات .
وبعد ظهور النفط فى الجزيرة وإثراءها وإنتشار العام بين مدنها وقراها اخذت تعمل يد الحضارة على خلق مدن زاخرة بالحدائق والقصور وبخاصة علي شاطىء الخليج العربى, حيث آبار النفط .

اللغة العربية و اختلاف لهجاتها
العرب من الجنس السامى الذى كان يسكن الفرات أو بين النهرين و حينما ضاقت به البلاد تفرقت فروعه فى أنحاء الأرض , فنزل الفرع العربى فى الجزيرة التى نسبت إليهم .
فلغتهم سامية ، وهى أقرب فروع السامية إلى أصلها للأن العرب ام يختلطوا بغيرهم كاختلاط سواهم ببعض الأمم التى طغت لغاتها على لغتهم فأبعدتها عن أصلها .
و اللغة العربية لغة إسماعيل عليه السلام التى تكلم بها , وليست لغة أبيه إبراهيم لأن لغته كانت الكلدانيه , ولا لغة أمه لأنها كانت مصرية تتكلم بالعبرية .
و للباحثين فى لغة إسماعيل رأيان :
الأول: يقول إنه تعلمها من جرهم الثانية التى عاشت معه إلى جانب زمزم فنشأ بينهم وتزوج منهم وتعلم لغتهم – وجرهم هذه يمنية من العمالقة الذين كانوا يعيشون فى اليمن .
الثانى: يقول إنها لغة يعرب بن قحطان من العرب المتعربة التى كانت تسكن اليمن أيضا وعلى كل من الرأيين نرى أن لغة إسماعيل وافدة من اليمن ولا نمنع أن تكون فيها بعض ألفاظ كلدانية أخذها عن أبيه وأخرى عربية أخذها من أمه .
وقد عاشت فروع معد و فروع القحطانيين فى الجزيرة العربية ثم نمت تلك الفروع فانتشرت وتفرقت فى آفاق الجزيرة ثم أثرت البيئات المختلفة علىألسنتها وطرأت عليها لهجات تختلف فى كيفية النطق حينا كالذى نراه الآن بين السورى والمصرى , بل بين أبناء الوجه البحرى والقبلى ,بل بين أبناء القرية الواحدة من أختلاف فى كيفية النطق كاختلاف الألفاظ الدالة على مدلول واحد كالترادف فى مثل الأسد و الضيغم و الليث والضرغام والسبع) .
وهذه بعض صور لاختلاف اللهجات :
1- حذف نون (من) الجارة عند خثعم و زبيد وعلى هذه اللهجة ورد قول المتنى :
آآ ولديه ملعقبان والأدب المفا
آ دو ملحياة و ملمماة مناهـــل
يقصد من العقبان ومن الحياة ومن الممات .
2- كسر أحرف المضارعة وتعرف هذه اللهجة بتلتلة بهراء .
3- إبدال الام ميما فى أل المعرفة و تعرف بطمطمانية حمير وبها جاء الحديث :"ليس من امبر امصيام فى امسفر": أى ليس من البر الصيام فى السفر .
4- جعل الحاء عينا وتعرف بفعفعة هذيل فيقولون العسن والعسين فى الحسن والحسين .
5- جعل الياء بعد العين جيما وتعرف بعجعجة قضاعة فيقولون الراعج فى الراعى .

عوامل التقريب بين اللهجات المختلفة

اختلفت لهجات الناطقين بالعربية بعد تفقرهم فى الجزيرة وتأثرتألسنتهم بالبيئات المختلفة وانتشروا فى أنحاء الجزيرة فاشتد اختلافهم مع تقدم الزمن بهم .
ولكن وجدت عوامل ساعدت على التقريب بين هذه اللهجات,وبعد أعوام وآماد طويلة كان لهذه العوامل أثرهافى التقريب بين هذه اللهجات وأثرها كذلك فى تهذيب اللغة ,وهذه العوامل هى :
1-اجتماع القبائل فى :
(أ) أعقاب الوقائع الحبية التى كانت تنشب بين القبائل وما كان يترتب على ذلك الاختماع من أحلاف أو صلح وفى مجالس الأحلاف والصلح يتبادل زعماء القبائل العبارات والألفاظ وذلك يدعو إلى أخذ بعض الألفاظ التى تروق السامعين من لهجة ما ثم يأخذها عنهم من وراءهم .
(ب) مجالس المنافرات والمفاخرات بالأحساب فيسمع المتفاخرون ,ويسمعون ويأخذون ويعطون فى تلك المجالس بعض ألفاظ و لهجات .
2-هجرة القبائل المستمرة بين أرجاء طلبا للمراعى واختلاط بعضهم ببعض سهل تبادل الألفاظ المختارة.
3-تردد الشعراء على عظماء العرب لمدحهم ونيل عطاياهم ثم ذيوع شعرهم وانتشاره بما يحمل من الألفاظ المختارة .
4-تنقل شعر الشعراء بين القبائل على ألسنة الرواة والحفاظ وما أكثر من عنى من شباب القبائل بحفظ كل ما وصل إلى أسماعهم من الشعر ,وكان شعر الشعراء وروايته من أهم عوامل التقريب .
5-التقاء كثير من رجال القبائل فى مكة عند حجهم البيت الحرام الذى يعظمه العرب جميعا .
6-تلاقى الكثير من العرب فى الأسواق المنتشرة فى أنحاء الجزيرة وبخاصة فى الأسواق العامة مثل عكاظ وذى المجاز ومجنة ,وفى هذه الأسواقيجتمع العرب شهورا فى كل عام للتجارة ويتخاطبون فى الأسواق بلهجتهم فيأخذون ما راق من الألفاظ ويعطون ما قد يروق , وفى هذه الأسواق أيضا تكون المنافرات والماخرات ويلقى الشعر من معلقات وغير معلقات كما تلقى الخطب , ويرجع هؤلاء بعد ذلك إلى القبائل ثروات مما سمعوه ووعوه من ونثر يحمل فى طيه الكثير من الألفاظ وتحمله لغة تكاد تجمع فيها لهجات العرب أو أكثر لهجاتهم وهى لهجة قريش .

تغلب لهجة قريش وأسبابه
كانت قريش فى مكة الجدباء التى دعا إبراهيم ربه بعد أن ترك أهله وولده بها فقال :"ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيمواالصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم ". واستجاب الله دعاءه فاتجهت إليهاالأفئدة لحج الببيت الحرام الذى دان له العرب بالتقديس وأقاموا فيه أصنامهم ,فكان لكل قبيلة صنم .
وقامت قريش بخدمة البيت والأشراف علي حجيجه فسمعت لهجات القبائل الوافدة للحج واختارت أحسن ألفاظها وأعذب كلماتها فضمتها إلى لهجتها فكانت بذلك أغنى اللهجات بالكلمات .
وكان موضع مكة فى وسط الطريق بين اليمن والشام , وبها ماء زمزم فكانت بذلك مكانا مناسبا لراحة القوافل الآتية من اليمن إلىالشام و بالعكس فأخذت قريش من تجار اليمن والشام الكثير من الألفاظ وضمتها إلى لغتها .
وكان لقريش رحلة فى الشتاءإلى اليمن ورحلة فى الصيف إلى الشام ,واختلطت قوافل هاتين الرحلتين باليمنيين والشاميين ,فنقلت إلىلهجة قريش بعض الكلمات واللهجات التى راقتها من عرب الشام وعرب اليمن .
وإلى جانب هذا كانت أهم أسواق العرب وهى عكاظ ومجنة وذو المجاز غير بعيدة من مكة ,وفى هذه الأسواق اختلظت قريش بالقبائل ,وسمعت منافراتهم ومفاخراتهم وأشعارهم فأخذت عن القبائل أرق الألفاظ و اللهجات .
وقد عمل كل ذلك على تهذيب لهجة قربش وغناها بالكلمات الرقيقة السهلة وتجمع كل ذلك فجعل اللهجة القرشية على درجة عالية من القوة والتهذيب , ثم جعل لها الغلبة على غيرها بما اتخذت من الفاظ ولهجات اضافتها إلى لهجتها , ثم جرت على السنة العرب جميعا وفهمها العرب جميعا حتى اصبحت اللهجة القرشية معروفة للجميع او يتحدث بها الجميع حينما تضمهم الأسواق أو يجمعهم الحج .
وقد هيئها ذللك لنزول القرآن بها "بلسان عربي مبين ".

حياة العرب الاجتماعية والدينية والعقلية وأثرها فى الأدب
الحياة الاجتماعية وأثرها فى الأدب .

تختلف حياة البدو الاجتماعية وأثرها عن حياة الحضر ,فالبو كانوا ينتقلون فى آفاقالجزيرة وراء المراعى ويتطلعون ألى مساقط الأمطار حيث تنبت الأعشاب وتزدهر أزهار النبات فتبدو وكأنها رياض ,وقد تفنن الشعراء فى تصوير البرق والسحاب والبرق والرياض ,وعلى المراعى كانت تعيش الابل التى كانت العماد الأول لحياة البدو يتخذون من أوبارها أثاثا ومن ألبانها ولحومها طعاما ,وينتقلون عليها فى أسفارهم ويدفعون منها المهور وديات القتلى , وقد رأى الشعراء فيها كل هذا فتحدثوا عنها ووصفوها واحتلت فى أشعارهم مكانة وسيأتى شعرهم حول ذلك فى النماذج والنصوص.
وكانت الخيل العماد الثانى لحياة العرب يحاربون عليها أعدائهم ,وعلى ظهورها يخرج مترفوهم للصيد فأمرؤ القيس يتحدث عن جواده الذىخرج على ظهرهللصيد فيقول :
آآ وقد أغتذى والطير فى وكناتها
آ بمنجرد قيد الأوابد هيكـــــــــــل (الوكنات:الأعشاش . والمنجرد:القصير الشعر . الأوابد:الشوارد)
آآ مكــر مفـــر مقبــل مدبـــر معـــــا
آ كجلمود صخر حطه السيل من عل (الجلمود :الصلب من الصخر)
وعنترة يتحدث عن جواده فى الحرب فيقول :
آآ مازلت ارميهم بثغرة نحره
آ ولبانه حتى تسربــل بالــدم (اللبان بفتح اللام المشددة:الصدر , وتسربل:تغطى) .
آآ فازور من وقع الفنا بلبانه
آ وشكا إلى بعبـرة وتحمحــم (ازور:مال , والحمحمة:صوت صدر الفرس).
فامرؤ القيس صور خروجه على جواده الضخم السريع الذى قيد بسرعته كل شاردة من الغزلان والظباء حتى تراءت على الرغم من جريها وكأنها واقفة على صور كره وفره وإقباله وإدباره ,
ورأى الصيد كأنه قطعة من الصخر انحدرت من أعلى الجبل بعد أنقذفت بها السيول فلا يكاد يقع بصرك على جانب من الصخرة حتى ترى الثانى وكذلك جواده تكاد ترى وجهه وظهره فى لحظة واحدة نتيجة للسرعة.
وأما جواد عنترة فقد رمى به أعدائه فراحوا يقذفون صدره بحرابهم ويطعنونه برماحهم حتى تغطى جسده بالدم ومال برأسه إلى عنترة بعد أن اشتد وقع السهام أو الرماح عليه فراح يشكو له ما يعانى به ولكن شكواه كانت بلغة الدمع والحمحمة.
ولقد كانت هذه المعارك شغل العرب الشاغل فلم تخمد نارها فى الجزيرة ساعة من الزمان فالغدر بين القبائل من أجل النزاع على المراعى والسلب وانهب والعدوان على الجار , كل ذلك وغيره سعر الحرب بين القبائل أعواما كحرب بكر وتغلب وغبس وذبيان حيث استمرت هذه وتلك قرابة أربعين عاما .
وقد ألهمت تلك الحروب الشعراء اشعر وقد قالوا : الشعر يوحيه الحب والحرب والموت , وكان أكثر شعراء العربية تصويرا للمعارك عنترة لأنه الفارس الشاعر ، ومن شعره قوله :
آآ هلا سألت الخيل ياابنة مالـــــك
آ إن كنت جاهلة بما لم تعلـمـــــى
آآ يخبرك من شهد الوقيعة أننـــى
آ أغشى الوغى وأعفو عند المغنم
وتبع الحديث عن الحرب وصف آلاتها وذلكما صوره عمروبن كلثوم بقوله :
آآنطاعن ما تراخى الناس عنا
آ ونضرب بالسيف إذا غشينـا
آآبسمر من قنا الخطى لـــــدن
آ ذوابل أو بيض يختلينــــا
فذكر من آلات الحرب :السيوف والقنا الخطية نسبة إلى قرية معروفة بصناعة القناة واللدن والذوابل اللينة لأنها تطيع الطاعن حين يهزها ويرسلها وفي هذه المعارك يقتل الأبطال وتبرز عادة الأخذ بالثأر فينادون به , ويحضون عليه , وذلك هو المهلهل بن ربيعة يتير بنى تغلب حين قتل كليب بشعر كله ثورة وإثارة فيقول :
آآكيف صبرى وقد قتلتم كليبــــا
آ وشقيتم بقتله فى الخوالـــــــى (الخوالى : الأيام الماضية)
آآ ولعمرى قد وطئت بنى بكـــــر
آ بما قد جنوه وطء النعــــــــال
آآفاشربوا ما وردتم الآن منــــــا
آواصدروا خاسرين عن شر حال
آآقربا مربط المشهر منــــــــــــى
آلاعتناق الكمــــاة والأبطـــــــــال (المشهر:اسم جواده والكماة جمع كمى وهو المستقر فى سلاحه)
وأراد الحارث بن عباد أن يحفظدماء الحيين فأرسل ابنه بجيرا ليقتله المهلهل فى كليب إذا شاء ولكن المهلهل قتله وقال : بؤ بشسع نعل كليب (أى اذهب فداء لربط نعل كليب ) حيث يرى أن ابن الحارث ليس كفؤا لدم كليب وإنما هو كفء لرباط نعله , فلما بلغت الحارث مقالة المهلهل هاج وثار واستنفر قومه وهتف فيهم :
آآلم أكن من جناتها علم الله
آ وإنى بحرها اليوم صالــــى
آآقد تجنبت وائلا كى يفيقـــوا
آ فأبت تغلب على اعتزالــــى
آآوأشابــوا ذؤابتـــى ببجيـــر
آ قتلوه ظلمــــا بغير قتــــــال
آآقتلوه بشسع نعـــل كلــــيـب
آ إن قتل الكريم بالشسع غال
وبين هذه المعارك القاسية ظهرت صفات الشجاعة والعزة وحماية الجار وكان من الطبيعى والعرب يعيشون بين هذه الصحارى المجدبة أن ينزل بهم القحط فيهلك الزرع والضرع وينطلق الجائعون بين آفاق الصحارى يتلمسون القوت فتهتز العاطفة الانسانية للرحمة بهؤلاء الجياع ,وفى هذه الضائقة القاتلة يبرز و يظهر الكرماء ويتناقل الركبان أحاديثهم ويندفع الشعراء لمدحهم ويتغنى الناس بما هتف به الشعراء من الشعر وفى بعد عن المعارك يخرج المترفون من الشباب للصيد فتقوم مجالس الشراب والطعام والغناء وكثيرا ما تضم تلك المجالس شعراء يصورون مع ذلك وصفغ المرأة الساقية أو المغنية .
نصيب المرأة فى هذه الحياة :
لقد حملت المرأة العربية عن الرجل الكثير من الأعباء فغزلت الصوف ونسجت البيوت والثياب وخرجت وراء الرجل فى الحرب تثير حميته للدفاع عنها حتى لا تسقط أسيرة والرجل يعبرها عرضه الذى يفديه ويموت دونه ،وهى إلى جانب ذلك ملهمة الشعراء فلم يخل سعر شاعر من الحديث عنها وعن جمالها وبيوتها وأطلالها فهى وأثار بيوتها مطالع قصائد الشاعر يستلهم جمالها ورقتها وقوامها وعيونها القول : وقد لا يقنع شاعر بتصدير قصيدته بالحديث عن المرأة فيعود فى خلالها إلى الحديث عنها مرة ومرة .
كل ذلك يكشف عن مكانة المرأة فى هذا المجتمع العربى .
وهكذا كانت الحياة الاجتماعية عند البدو الضاربين فى الصحرى وما أكثرهم .
وأما أهل الحضر فقد عاشوا فى الحجاز بين مكة والطائف ويثرب ونجران وصنعاء وغير ذلك من المدن حياة ترف بين الدور أوالقصور , وقدتوفرت لديهم سبل العيش وكثرت أموالهم عن طريق التجارة أو الزراعة التى فى اليمن وحول بعض مدن الحجاز وكان هؤلاء أقل بأسا وشجاعة وأكثر دعة واطمئنانا من البدو .
وبين هؤلاء كثرت مجالس الخمر والغناء وما أكثر ما صور الأعشى تلك المجالس .
2- الحياة الدينية وأثرها فى الأدب :
لم تدن الجزيرة العربية قبل الاسلام بدين واحد وإنما كانت مسرحا لألوان من الديانات .
1-فقد عبدت الشمس فى اليمن فى مملكة بلقيس , وهذا ما تحدث به القرآن :"وجدتها وقومها يسجدون للشمس".
2- وعبد نجم الشعرى فى لخم وخزاعة وقريش , وعاب القرآن عليهم فى قوله:"وأنه هو رب الشعرى ".
3- وعبد القمر فى كنانة .
4- وعبدت الملائكة والجن ويشير إلى ذلك القرآن فى قوله:"ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون .قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن".
5-اليهودية , قد انتشرت فى يثرب بين الأوس والخزرج وبنى قينقاع وبنى النضير وبعض كندة وكنانة فى اليمن .
6- النصرانية , وقدانتشرت فى اليمن , وكان مركزها نجران , وكانت منتشرة كذلك بين مناذرة الحيرة وغساسنة الشام وبعض قضاعة وتغلب .
7- الزندقة ,هى الدعوة إلى إلهين : إلة الخير وإلة الشر, وكانت فى الحيرة .
8- الأصنام , وكانت العبادة الغلبة بين اهل الجزيرة وبعضهم عبدها للتقرب بها إلى اللة , وحكى القرآن قولهم فى قولة" ما نعبدهم إلا ليقربنا الى اللة زلفى".
وكانت هناك أصنام يعظمها العرب جميعا منها :
(أ)مناة : وكان على ساحل البحر الأحمر بين مكة والمدينة وأشهر من عبده الأوس والخزرج وبني قينقاع.
(ب) اللات : وكان فى الطائف ,وأشهر من عبدته قبيلة قريش .
(ج)العزى , وأشهر من عبدته قبيلة قريش .
أما الأصنام الخاصة فكانت فى الكعبة ,وكان لكل قبيلة صنم تعظمه وتقدم له القرابين ، كما اتخذ العرب فىدورهم أصناما خاصة لهم يتمسحون بها فى غدوهم ورواحهم عند سفرهم أو رجوعهم .
9- التحنف: والحنفاء هم نفر ممن نفروا من ديانات العرب جميعها ولم يجاورهم فى شعائرهم ولا أكلو من ذبائحهم ومنهم زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل وعثمان بن الحارث وقس بن ساعدة الايادى ومعد الحميرى وهو من أقدم الحنفاء الذين عرفهم العرب .
وليس للحياة الدينية فى الجاهلية أثر يذكر فى أدبهم الذى وصلنا وقد يرجع ذلك إلى حفظ الشعر ورواته لذلك اللون من أدبهم بعد ظهور الاسلام مباشرة فقطعت عن الأجيال روايته , إذ ليس من المعقول ألا يقول شعراء الجاهلية شعرا يتصل بدياناتهم ومعبوداتهم , وليس من المعقول أن نجرد شعراء الجاهلية جميعا من العاطفة الدينية فى حين أنه وصل من شعر بعضهم ما يتصل بما جاء به الاسلام من الايمان بالله والموت والبعث والملائكة .
فقد قال قس بن ساعدة فى الموت :
آآفى الذاهبين الأوليــن
آ من القرون لنا بصائر
آآلما رأيــت مــــــواردا
آ للموتليس لها مصـادر
آآأيقنت أنى لا محالــــة
آحيث صار القوم صائـر
وقال أمية بن أبى الصلت :
آآلك الحمد والنعماء لله ربنـــــــــــا
آ فلا شىء أعلى منك مجدا وأمجدا
ومنها :
آآملائكة أقدامهم تحت عرشــــــه
آ بكفيه لولا الله كلوا وأبلـــــــدوا
آآقيام على الأقدام عانين تحتــــه
آفرائصهم من شدة الخوف ترعد
ولعل السبب فى خلو الشعر الذى وصلنا مما يتصل بمعبوداتهم يرجع إلى رواة الشعر وجامعيه فى عصر التدوين حيث جردوا شعر الجاهليين من كل ما ينافى العقيدة الاسلامية .
وورد شعر جاهلى يتصل بالأخلاق فيه الدليل على وجود العاطفة الدينية عند شعراء العرب وذلك كقول طرفة :
آآلعمرك ما الأيـــام إلا معــــــــارة
آ وما اسطعت من معروفها فتزود
وقول عدى بن زيد :
آآفنفسك فاحفظها عن الغى والردى
آ متى يغوها يغو الذى بك يقتـــــدى
ولا يمكن أن تجرد شعراء العرب من وجود عاطفة دينية عندهم مع وجود العاطفة الخلقية .

الحياة العقلية
لقد وجد فى أطراف الجزيرة العربية فى الجاهلية شىء من العلم :
1- ففى اليمن كان هنالك شىء من العلم والفن عرف فى إرواء الأرض وهندسة بناء القصور ,وعرف الطب والزراعة وبيطرة الدواب وإن لم يكن ذلك على درجة كبيرة .
وقد جاءهم ذلك من الفرس والومان والحبشة حيث كان اليمن على اتصال بتلك الأمم .
2-وفى الحيرة وجدت العلوم والفنون وقد بنيت بها القصور كقصرى الخورنق والسدير وجائهم ذلك من الفرس وملوك الحيرة , وعملت هذه الصلة على نقل بعض علوم الفرس ومعارفهم إلى الحيرة .
3- وفى الشام وجدت بعض العلوم والفنون وقد وصلتهم من الرومان واليونان ولقد فتحت صلة الغساسنة ملوك الشام بالرومان طريق العلم إلى جزء من بلاد العرب .
أما فى أواسط الجزيرة حيث تقيم البدو فقد انعدم العلم اللهم إلا ما استفاده البدو من التجارب ,أو ما هدتهم إليه العقول , أو ما جاءهم فى صورة فردية من الأمم المجاورة ومن ذلك :
1- علوم النجوم ومطالعها والرياح والأنواء ,وتوصلوا من ذلك إلى معرفة مواسم المطر والخصب ودلهم على ذلك تقليبهم النظر فى السماء ومطالع النجوم والانتفاع بالتجارب ,ثم الاتصال بالكلدانيين سكان بابل وكان لهم علم النجوم .
2- الطب : كان العرب على شىء من الطب العملى وعالجوا بعض الأمراض بالكى ومن امثالهم فى ذلك :"آخر الدواء الكى" كما داووا بالعقاقير والنباتات الصحراوية , وعالجوا الحول بتوجيه النظر إلى حجر الرحى الدائرة . ومن أشهر أطبائهم الحارث بن كلدة الثقفى , وتعلم الطب فى فارس .
3- الفراسة : وهى معرفة خلق الانسان من كلامه وهيئته .وللعرب فى ذلك أخبار تدل على فراستهم.
4- علم الأنساب : عنى العرب بمعرفة أنساب القبائل ودعاهم إلى ذلك إحتياجهم للعصبيات حين المنافرات . وقد ألفت فى هذا كتب فيما بعد عرفت بكتب الأنساب .
5- الكهانة والعرافة : الأولى لمعرفة المستقبل ,والثانية لمعرفة الماضى وأخبارهما منشورة فى كتب الأدب .
6- بيطرة الخيل والجمال : ولهم فى ذلك باع ، كما كانت لهم خبرة بمعرفة الجيد منهما والردىء عن طريق ما وقفواعليه من التجارب الطويلة .
7- التاريخ : وقد عرفوا تاريهم عن طريق الرواية وإن كانوا أقحموا فيه شيئا من الزيادة للاستدلال على قواهم ومفاخرهم وبخاصة أيامهم ومعاركهم ومن بين ما رووه قصة أصحاب الفيل .
وأعظم مظهر للحياة العقلية عند العرب تلك اللغة التى وصلتنا وما جاء بها من أمثالهم التى تدل على عقلية واسعة ومن حكمهم التى تكشف عن تجارب اجتماعية وعقلية عميقة , ومن شعرهم الذى يعتبر سجلا لحياتهم الاجتماعية وعاداتهم وأيامهم وأخبارهم .
ومثل ذلك الشعر الذى وصل عنهم يعتبر ثمرة للعقلية الناضجة , وحفظ الأدب شعره ونثرة وروايته ونقله للأجيال عبر التاريخ إلى عصور التدوين فيه أكبر الدليل على تلك العقلية الحافظة الواعية .
وقد حدث ابن قتيبة عن الأصمعى أن فتيانا جاؤا إلى أبى ضمضم يتحدثون إليه فأنشدهم لمائة شاعر كلهم اسمه عمرو . . . وقد علق الأصمعى على هذا وهو الرواية العظيم بقوله : "لقد عددت أنا وخلف الأحمر الراوية فلم نقدر على أكثر من ثلاثين منهم ".
وقال بن قتيبة : هذا ما حفظه ابو ضمضم ولم يكن بأروى الناس وهذا دليل على عنايتهم برواية الشعر وغيره من الأخباروتاريخ الأيام ,ودليل كذلك على قوة العقلية العربية .

الأسواق العربية وأثرها فى الأدب
كان للعرب أسواق فى الجاهلية يجتمعون فيها فيتبادلون التجارة وتدار فيها المفاخرات والمنافرات , وكانت بمثابة مجتمعات للعرب تهدف إلى شيئين:
1-الربح من تبادل التجارة بين القبائل والأفراد النازحين إلى تلك الأسواق لعرض بضاعتهم :
2-اجتماع الكثير من رؤساء القبائل لما يأتى :
(أ)مفاداة الأسرى الذيت يؤسرون فى المعارك الحربية .
(ب) التحكيم فى الخصومات والمفاخرات بالأحساب والشجاعة وعرض الشعر والخطب .
وكان العرب ينتقلون فى تلك الأسواق فى أشهر السنة ,ولكنها قد تكون خاصة للقبائل القريبة من مكان الاجتماع مثل سوق هجر بالبحرين ,ودومة الجندل بالشام وهناك أسواق فى صنعاء وعمان وحضر موت وعدن والشجر والأبلة والأنبار .
وقد تكون عامة :وأعظم هذه الأسواق عكاظ ,وكانت تحرص القبائل العربية كلها على شهودها , وتقع شرقى الطائف بنحو 25ك, وبدأ الاجتماع فيها بعد عام الفيل بخمس عشرة سنة وظل بعد ظهور الاسلام حينا .
وكان يبدأ الاجتماع فيها أول ذى القعدة من كل سنة وينتهى فى العشرين منه حيث ينفرط عقده وتعود القبائل إلى مواطنها التى وفدت منها إلا من كان يرغب فى الحج فإنه ينتقل لإلى سوق مجنة بالقرب من مكة حيث كانوا يجتمعون فيها حينا ثم يرحلون إلى ذى المجاز بالقرب من جبل عرفات فيقيمون فيها حتى يبدأ موسم الحج ثم يدخلون مكة لحج البيت الذى يعظمه الجميع .
وكانت هذه الأسواق وبخاصة عكاظ مجالا خصبا للخطابة والشعر حيث تقدم القبائل من اشتهر بينها بالفصاحة والبلاغة من الشعراء وأرباب البيان للتفاخر بينهم .
وكان الفصحاء يحكمون لأفضل من فى السوق من الخطباء والشعراء فى كل عام .
وقد انتهت رياسة التحكيم إلى النابغة الذبيانى , وكانت تضرب له قبة فى السوق , يجلس فيها ويقدم إليه الشعراء والخطباء فيحكم للمجيدين منهم .
ومثل هذا الموقف يدعو إلى التنافس والعمل على الاجادة حتى يفوز المتسابق فتفخر به قبيلته دهرا من حياتها .
وكان أعظم ما تعتز به القبيلة وتفتخر ظهور شاعر بينها فإذا حكم بالسبق على من فى السوق من الشعراء أقامت القبيلة الأفراح والولائم أياما وهنأتها القبائل لأنه لسانها المدافع عنها والمذيع لمفاخرها وهو مثيرها فى الحرب وهاديها فى السلم فمكانته كمكانة العلماء والمخترعين فى أممهم الآن .
وقد شهد النبى _صلى الله عليه وسلم _وهو فى صباه أحد إجتماعات سوق عكاظ وسمع قس بن ساعدة الايادى يلقى خطبتة المشهورة التى جاء فيها :"أيها الناس إن من عاش مات ومن مات فات ... الخ" .
وكتب الأدب زاخرة بالمنافرات التى قامت فى الأسواق كمنافرة هند أم معاوية للخنساء , وما أكثر ما زخرت الأسواق بالشعراء يرسلون المعلقات , وما أكثر ما دوت فيها أصوات الفصحاء بالقول البليغ والحكمة البارعة مما حفظه الزمن من ذلك التراث الأدبى العظيم .

الشعر الجاهلى
الشعر : فن من الفنون الجميلة يترجم عن المشاعر , ويعتمد على العواطف ويخاطب أحاسيس النفوس ومشاعرها , ومن هنا كان أرقى أنواع الكلام .
ولا يستطيع أحد أن ينكر على العرب فى ماضيهم أنهم بذلوا محاولات فى ذلك التعبير حتى وصلوا بشعرهم إلى الصورة التى وصلتنا عنهم قبل الأسلام بنحو قرن ونصف تقريبا , وما من شك فى أن ما وصل ليس أول شعر , بل مر الشعر قبل ذلك بأطوار من بيتين أو أبيات مخلخلة النغم والمعنى , ثم انتقل إلى مرحلة التهذيب وإجادة النغم , ثم إلى مرحلة الاطالة ولم يزل يحبو فى هذه الأطوار حتى كمل , ولم يصلنا إلا بعد كماله , ويدل على هذا قول امرئ القيس :
آآعوجا على الطلل المحيل لعلنا
آ نبكى الديار كما بكى ابن خـزم
وابن خزم هذا لشك أنه أقدم من امرئ القيس ولم نعرف عن شعره شيئا إلا أن امرأ القيس حاكاه فى بكاء الديار . وعنترة يقول :
آآ هل غادر الشعراء من متردم
آ أم هل عرفت الدار بغد توهـم
"والثوب المردم . المرقع " ومعنى ذلك أن الشعراء لم يتركوا لعنترة شيئا يتولى إصلاحه وفى هذا اعتراف من عنترة بأجيال سبقته من الشعراء ولم يتركوا له مايصلح من الشعر . وزهير يقول :
آآ ما أرانا نقول إلا معــــــارا
آ أو معادا من قولنا مكرورا
فهو يعترف كذلك بأنه يستعير أقوال غيره ويرددها .
وكل ذلك يشير إلى حقبة من الزمن قيل فيها الشعر قبل تلك الفترة التى وصلتنا أنباؤها من شعر المهلهل وغيره .
أما متى بدأت هذه الحقبة فهذا ما لم يحدده أحد ,وكل ما عرف وأجمع عليه أن كثيرا من الشعر الجاهلى ضاع حتى شعر تلك الفترة التى كانت قبل ظهور الاسلام بنحو قرن ونصف ضاع الكثير منه ,فكم زخرت بادية نجد والحجاز واليمن والعراق والشام ومدنها جميعها بالمئات من الشعراء والشواعر وطوى الزمن عنا أكثر شعرهم ,ولم يصل إلا بغض أشعار المجيدين ومن لهم الصدارة .
أهم خصائص الشعر الجاهلى
يقول الحارث بن عباد فى رثاء ابنه بجير وإثارة البكريين للقتال :
آآلهف نفسى على بجير إذا ما
آ جالت الخيل يوم حرب عضال (1)الحرب العضال :المستعصية.
آآقد تجنبت وائلا كى يفيقوا
آ فأبت تغلب علىاعتزالى (2)أبت :كرهت .
آآوأشابو ذؤابتى ببجير
آ قتلوه ظلما بغير قتال (3)الذؤابة:الناصية أو منبتها من الرأس .
آآقتلوه بشسع نعل كليب
آ إن قتل الكريم بالشسع غال (4)الشسع : رباط من جلد تربط به .
آآيا بنى تغلب قتلتم قتيلا
آ مما سمعنا مثله فى الخوالى (5)الخوالى : السنون الماضية .
آآقربا مربط النعامة منى
آ ليس قلبى عن القتال بسال (6)النعامة : فرس الحارث .
آآقربا مربط النعامة منى
آ لا نبيع الرجال بيع النعال
آآقربا مربط النعامة منى
آ لبجير فداه عمى وخال
يحتوى هذا الشعر على خصائص :
1- الوزن والقافية :وقد أحدثا وقعا موسيقيا له أثره فى إثارة المشاعر .
2- اللغة الشعرية هى تلك اللغة التى عبر بها الشاعر وتخير من ألفاظها ما يهيج النفوس فى قوله:"قتلوه ظلما بغير قتال, قتل الكريم بالشسع غال".
3- نداؤها للعواطف وإلهابهاوتحريض النفوس على الثأر فى قوله :"لا نبيع الرجال بيع النعال".
4- تسجيل المشاعر والأفكار فيما يعرض ويصور من العدوان الظالم .
5- الخيال الذى حلق به الشاعر فى تصوير الحرب .
فنون الشعر :
يرى مؤرخو الأدب القدامى أن فنون الشعر هى تلك التى قال فيها الشعراء من فخر ومدح ورثاء وغزل وهجاء ووصف وعتاب واعتذار واستعطاف وغير ذلك .
وجرى بعض المحدثين من مؤرخى الأدب وراء الافرنج فيما قسموا إليه شعرهم فقالوا : إن فنون الشعر هى :
شعر الملاحم :
وهوالذى يذكر الوقائع ويتحدث عن الشعوب وأحوالها الاجتماعية وغيرها ويصف سير الأبطال .
والملحمة : هى قصيدة واحدة تبلغ أحيانا آلافالأبيات وتعنى بتصوير البطولة , وقد تحكى تاريخ أمة بأسرها . ومثل هذه القصائد لا يمكن أن تقيد بوزن ولا قافية , وتكثر فيها الأساطير .
والشعر العربى القديم لم يعرف هذا اللون لأنه تاريخ فى صورة شعرية , وشعراء العرب لم يعنوا قديما بتدوين تاريخهم .
والشاعر فى هذا اللون يحكى عواطف الأخرين ويحرص على تصوير البطولة لا على تسجيل الواقع وأحداث الملحمة تروى عن طريق الحكاية .
2- الشعر التمثيلى :
وهو الذى يعتمد على المحاورة بين قائلين أو أكثر , والشاعر فيه يتخلى عن أسلوبه الخاص ليتحدث عن كل شخصية بأسلوبها الذى يناسب مستواها , وهذا اللون أيضا لم يعرف عند العرب قديما .
الشعر الغنائى أو الذاتى :
وهو الذى يصور عواطف الفرد المستمدة من إحساساته ويصف أهواءه ويعبر عن تجاربه فى الحياة ونفسيته ,وإذا تحدث عن جماعة فهو يصور فى حديثه شخصية الشاعر باعتبار أن شعره يعكس حياة مجتمعه .
وكل الشر العربى القديم من هذا اللون وموضوعاته كثيرة تتناول كل مظاهر الحياة والطبيعة ، ففخر الشاعر بنفسه يصور ذاته فى نظره ,وفخره بقبيلته وأمجادها يعتبر مرآة لحياة الجماعة التى ينتمى إليها ، واغزل والتشبيب بالنساء ووصفهن تصوير لعواطف الشاعر .
وكل فنون شعرنا القديم من الهجاء والعتاب والاستعطاف والمدح والغزل والرثاء واحكم والفخر تعتبر من الشعر الغنائى .

أساس القصيدة
للقصيدة ثلاثة أسس تعتمد عليها وهى : الوزن _ القافية _ الموضوع.
الوزن :
يحمل ما ورد إلينا من الشعر الجاهلى عددا من الأوزان بعضها قصير وبعضها طويل, واتطاع الخليل بن أحمد فى العصر العباسى أن يحصرها فى خمسة عشر وزنا سماها البحور , وهذه الكثرة تشير إلى الزمن الطويل الذى قضاه الشعر الجاهلى فى إيجاد هذه الأنغام التى صاغوا قصائدهم ثم حملها الركبان إلى آفاق الجزيرة , أوهتف بها الشعراء فى الأسواق , فجاراهم فيها الشعراء ونسجوا على نهجها وتلك القصائد هى التى جمع منها الخليل تفاعيله ثم ألف من تلك التفاعيل البحور ، وكان الجاهليون يلتزمون نغما واحدا فى القصيدة أو بتعبير الخليل _الذى استحدث بعد_ بحرا واحدا لا يتجاوزونه فى القصيدة نفسها إلى بحر آخر كما يصنع بعض المحدثين من شعراء عصرنا الحاضر .
القافية :
وهى عبارة عن الحرف الذى يلتزمه الشاعر فى آخر القصيدة أو المقطوعة فيقول قافية ميمية فى نحو قول عنتر :
آآهل غادر الشعراء من متردم
آ أم هل عرفت الدار بعد توهم
والجاهليون التزموا وحدة القافية فى القصيدة ,وهذا ما خرج عليه الشعراء فى عصرنا حين اتجهوا إلى ما سموه بالتجديد .
الموضوع:
ويعنى بذلك موضوع القصيدة أو الغرض الذى أنشئت من أجله وإن تضمنت إلى جانبه أغراضا أخرى.والأغراض التى تناولها الجاهليون كلها تخضع فى التقسيم المستحدث للفنون الشعرية للون واحد هو الشعر الغنائى أو الذاتى أو العاطفى كما يسمى وهو الذى يصور وجدان الشاعر وعواطفه وما يتغنى فيه بحبه وبغضه ، وألمه وأمله وغير ذلك من الاحساسات الشخصية أو إحساسات قبيلته أو أمته التى يحسها ويترجمها ، وهذا ما أطلقوا عليه اسم الشعر الغنائى وإن تعددت جوانبه وكانت له أغراضه وفنونه .

hgh]f tn hguwv hg[hign

AlSam3r غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 2009-10-12, 02:20 PM   #2
عضو قدير
تاريخ التسجيل: 2009-10-12
المشاركات: 2
التقييم: 10
عضو قدير
افتراضي

موضوع جميل ومفيد ويشرفنى ان اكون اول القارئين
الملاك الغامض غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 2009-10-12, 06:48 PM   #3
الصورة الرمزية عليااااااا
تاريخ التسجيل: 2008-12-28
الدولة: قنا......أرض الطيبة والكرم
العمر: 36
المشاركات: 416
التقييم: 106
الصورة الرمزية عليااااااا
افتراضي



موضوع مفيد جدا جدا يا استاذ سمير
ويا ريت لو فيها تعب يعنى تضيف بقية العصور الادبية زى صدر الاسلام والعباسى والاموى والفاطمى الى آخره
معلش بنتعبك معانا
جزاك الله خيرا وبارك فيك ولك وعليك
تقبل مرورى
عليااااااا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 2009-10-12, 07:25 PM   #4
الصورة الرمزية AlSam3r
الدفاع الجوى
تاريخ التسجيل: 2009-04-29
الدولة: بين احرف كلماتى
العمر: 41
المشاركات: 1,956
التقييم: 172
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى AlSam3r إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى AlSam3r
الصورة الرمزية AlSam3r
الدفاع الجوى
افتراضي

اهلا بيكى عليا انتظروا المزيد ان كان فى العمر بقية

AlSam3r غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 2009-10-12, 11:09 PM   #5
الصورة الرمزية محمد عاشور
شخصية هامة
تاريخ التسجيل: 2008-01-24
العمر: 39
المشاركات: 828
التقييم: 720
الصورة الرمزية محمد عاشور
شخصية هامة
افتراضي

معلومات مفيدة
وعلى أولى ثانوى
محمد عاشور غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 2009-10-13, 12:46 AM   #6
الصورة الرمزية سمو الأحساس
مسؤول بشبكة تيفا
تاريخ التسجيل: 2009-08-09
المشاركات: 2,772
التقييم: 631
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى سمو الأحساس
الصورة الرمزية سمو الأحساس
مسؤول بشبكة تيفا
افتراضي

معلومات جديده وقيمه
سمو الأحساس غير متصل   رد مع اقتباس
أضف رد جديد

الكلمات الدلالية (Tags)
الادب, الجاهلى, العصر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ساطيــل العصر الجاهلي ساحر الحب فرفشة 0 2010-04-14 05:50 PM
كتاب مواقيت الصلاة Eng.Shapon الـجـزء الأول 2 2009-12-05 07:38 PM
كتاب فقه السنة vip المنتدى الاسلامى 21 2009-11-17 11:49 PM
تاريخ الادب hema4040 المنتدى الأدبى 6 2009-06-17 04:27 PM
لا تنسوا صيام العشر الاوائل من ذى الحجة mrmr المنتدى الاسلامى 3 2007-12-03 10:23 AM


Internal & External Links

الساعة الآن 12:09 AM.
Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
استضافة , دعم فنى