سقوط عمارة بالاسكندرية والسبب الاهمال

تغطية: هويدا فتحي عادل حلمي علاء البدري
أول سيدة تم انقاذها من تحت الانقاض في كارثة جديدة تضاف إلي كوارث أعياد الأحزان خلال الأيام الماضية.. انهارت عمارة مكونة من 13 طابقا فوق رءوس سكانها بحي لوران في الاسكندرية صباح أمس، تمكنت قوات الانقاذ من اخراج 3 سيدات وأسرة مكونة من 4 أفراد احياء، وانتشال جثة لسيدة تدعي عزة محمود المصري '43سنة'، بينما لايزال باقي السكان تحت الانقاض ويقدر عددهم وفقا لتصريحات المحافظ اللواء عادل لبيب مابين 25 و30 ساكنا .
الاهمال والتسيب وغياب الرقابة، هم المتهم الأول في انهيار العمارة رقم '1' شارع الزهور بمنطقة لوران التي تضم 24 شقة، وضياع حياة وممتلكات عديد من سكانها.
*****في حوالي الساعة التاسعة صباحا.. كانت اصوات المطارق تدوي في جنبات العمارة وتتردد اصداؤها في العمارات المجاورة، فقد كان بعض العمال يقومون بأعمال اصلاح وتكسير في الطابق الأول والطابقين الرابع والسابع بتكليف من اصحاب العمارة التي تملكها سيدة تدعي هانم العريان تقيم بالكويت وتمتلك شقة بالطابق الأول قررت اجراء تغييرات فيها.
بعض السكان.. وفقا لروايات الناجين * لم يعودوا بعد من اجازات العيد لدي اقاربهم في محافظات اخري.. والبعض كان قد استيقظ من نومه بسبب الضجيج الذي تسببت فيه معاول العمال.. والبعض كان اما قد نزل إلي عمله أو إلي مدارسه.
لم يلق السكان الذين دفعوا شقاء عمرهم في شقق العمارة بالا لحوادث سقوط بعض اجزاء من العمارة فوق السيارات المارة خلال الاعوام الماضية واللافتة وضعت بالطابق الأول حذر فيها اصحاب العمارة من انهيار المبني ولا لتحذيرات البواب من ان العقار معرض لان ينهار بين يوم وآخر.. فالعمارة مخالفة منذ انشئت في عام 1982 اي قبل ربع قرن، وحررت ضد اصحابها محاضر مخالفة في عام 1982 برقم 707 وفي عام 1992 برقم 495 وفي عام 1993 برقم 22 ومحضر ازالة برقم 124 في سنة 1988 وقرار ايقاف بناء برقم 392 في سنة 1992 ثم قرار ازالة برقم 1081 لسنة 1995!
*****عقارب الساعة اقتربت من العاشرة صباحا وفجأة انهارت شرفة الطابق الاول، ثم مالت العمارة بأكملها وانهارت إلي ركام وأنقاض في ثوان محدودة!
علي الفور انتقلت قوات الدفاع المدني والانقاذ إلي موقع الكارثة كما توجه عادل لبيب محافظ الاسكندرية ومدير الأمن اللواء عبدالمجيد سليم والمسئولون بالحي والمجلس المحلي ووزارة الصحة لمتابعة جهود انتشال الضحايا.
وفور علمه بالحادث.. اتصل الدكتور احمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بالمحافظ، كما اتصل بالمهندس احمد المغربي وزير الاسكان وطلب توفير اجهزة متطورة للبحث عن احياء تحت الانقاض والاستعانة بالأجهزة المتخصصة في القوات المسلحة والشرطة.. وبالفعل ارسلت القوات المسلحة عربات اسعاف ومعدات وسيارات ولوادر وعناصر من الشرطة العسكرية للمعاونة في تلك الجهود.
*****في حوالي الواحدة والنصف.. عمت الفرحة موقع الحادث.. عندما نجح رجال الإنقاذ من اخراج أول سيدة حية من تحت الأنقاض وتم نقلها إلي المستشفي لإسعافها.
قالت لنا السيدة وتدعي ليلي محمود صفوت '47 سنة' انها قامت في الصباح لتتوضأ وتصلي فشعرت بارتجاج في العمارة واعتقدت ان هناك زلزالا وفجأة سقط العقار.. وكانت إلي جوارها والدتها سميرة أحمد وابنتها أميرة.
وأضافت انها كانت تذكر الله تحت الأنقاض وتسبح وتحمد ربها ولكن المؤلم لها أنها كانت تسمع صوت استغاثة والدتها ولم تسطع أن تفعل شيئا إلي ان قامت قوات الدفاع المدني بإنقاذها ونقلها إلي مستشفي شرق المدينة.
كما نجحت قوات الإنقاذ في اخراج صلاح الدين أيوب وزوجته فاطمة حسين فهمي ووالدتها هيام سليمان وابنتهما ربا مصابين وتم اسعافهم في موقع الحادث.
وفي تمام الساعة الثانية من بعد الظهر.. نجح رجال الإنقاذ في اخراج فوزية محمود عبدالمعطي '67 عاما' والتي تسكن في الدور الحادي عشر وتبين اصابتها بكسر في الذراع اليسري واشتباه ما بعد الارتجاج.
وبعد نصف ساعة.. خيم الحزن علي المكان.. عندما انتشلت قوات الانقاذ أول جثة وتبين انها لربة منزل تدعي عزة محمود المصري.
*****وعن لحظات وقوع الكارثة يقول مصطفي مجدي أحد المقيمين بالعقار المجاور للعمارة المنكوبة إنه فوجئ في الساعة العاشرة صباحا بهزة عنيفة أشبه ما تكون بزلزال يدق المنطقة بالكامل.. ادت إلي تصاعد أتربة كثيفة كونت سحابة سوداء غطت المنطقة مما ادي لفزع جميع السكان.
وأوضح حسام حسن احد سكان العمارة المنكوبة والذي يقطن في احدي شققها منذ عام 94 أنه تم تعليق يافطة تحذيرية للسكان والمارة في الشارع توضح بأن العقار مخالف ومهدد بالانهيار وبالفعل بدأ منذ عامين تساقط بعض أجزاء من العمارة وتسبب ذلك في تلفيات جسيمة للسيارات الموجودة أسفل وبجوار عمارة الموت.
وأضاف أن مالكة العمارة بدأت منذ أيام في اجراء بعض الاصلاحات بالدور الارضي والتي كانت عبارة عن تكسير في الاعمدة الخرسانية مما ادي لوقوع الحادث.
وتحدث حسام حسن عن حمدي حارس العمارة المنكوبة والذي جاء من الصعيد منذ عدة سنوات وكان يقطن ببدروم العمارة، بان السكان كانوا يجمعون له بعض المساعدات المالية لعقد قرانه، ولكن لم يمهله الأجل لاتمام فرحه، فلقي حتفه تحت الانقاض رغم انه كان دائما يقوم بتحذير السكان بأن العقار مهدد بالانهيار.
*****ويقول العميد محمد علي محمود احد سكان العمارة المجاورة للعقار المنهار ان العمار كان يسقط منها اجزاء من الاسقف فتؤدي الي تحطيم السيارات الواقفة اسفلها خلال السنوات الماضية وقد قام بواب العمارة بتحذير السكان أكثر من مرة ان العقار سينهار ولكن لم يستجب له احد.. وقال ان السكان كانوا يتوقعون انهيار المبني منذ فترة مشيرا الي انه كانت هناك يافطة بالدور الاول تحذر من انهيار المبني وعدم مسئولية اصحاب العقار عن أي تلفيات.
وقال الجندي اسلام شعبان احد شهود العيان بموقع الحادث انه شاهد العمال صباح امس يقومون باعمال التكسير في العمارة مما ادي الي سقوط بلكونة احدي الشقق في الدور الاول ثم حدث ميل بالدور الاول ادي لسقوط العمارة بالكامل وقال علي فهيم محمد احد سكان المنطقة ان كل دور شقتين وبه عدد كبير من السكان يزيد عددهم عن 40 شخصا وان عددا منهم قد سافر الي المحافظات المجاورة لقضاء اجازات الاعياد.
اما العميد يحيي زيدان احد سكان العقار المنهار ويسكن في الطابق السابع فيقول انه خرج في الصباح بصحبة ابنه وترك زوجته في المنزل ثم ارسله لاحضار والدته لصرف المعاش من مكتب البريد فوجد العقار منهارا بالكامل ولا يعرف اذا كانت زوجته حية ام ماتت حتي الآن فهي تحت الانقاض.
والتقت 'الاخبار' مع السيدة ايزيس خير صاحبة شقتين بالعمارة المنهارة التي قالت ان العقار مخالف منذ فترة طويلة وقامت بابلاغ رئيس حي شرق منذ 12 عاما بهذه المخالفات الجسيمة التي ادت الي انهياره.. ولكن لم يتحرك احد طوال هذه المدة.
وتدخلت سهير البحر 'شقيق احد الضحايا' ان زوجة شقيقها الذي يسكن في الدور العاشر ابلغتها منذ اسبوع ان اصحاب العقار يقومون بهدم المبني عن طريق عدد من العمال لتكسير الاعمدة الاساسية بالطوابق السفلي وقال د. طارق القيعي رئيس المجلس الشعبي المحلي لمحافظة الاسكندرية سوف يعقد جلسة عاجلة وطارئة لبحث تداعيات واسباب انهيار العمارة المنكوبة. ووضع الضوابط التي تمنع تكرار مثل هذه الكارثة ومواجهة الفساد في مجال المقاولات ومخالفات البناء حرصا علي ارواح المواطنين.
نظرا لخطورة الموقف وضخامة الحادث تقرر استدعاء قوات خاصة من القوات المسلحة لمساعدة قوات الدفاع المدني في عمليات الانقاذ ورفع الانقاض لسرعة انقاذ الاحياء من ساكني العقار. واستخراج الجثث لدفنها..ومن ناحية اخري تطالب نائلة عباس رمزي المقيمة في العمارة رقم 4 المجاورة للعقار المنهار، بسرعة اخلاء عمارتهم والتي اصبحت علي وشك الانهيار بسبب الحادث. النائب العام يأمر بضبط ملاك عمارة الإسكندرية
المنهارة والمقاول ومهندس الترميم
بدء تحقيقات النيابة مع المسئولين في الحي وسماع أقوال المصابين رجال الإنقاذ يرفعون الأنقاض بحثا عن الضحايا كتبت خديجة عفيفي:
أمر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام بسرعة ضبط واحضار ملاك عمارة الموت بالاسكندرية والمقاول المنفذ لأعمال الترميم والمهندس المشرف علي التنفيذ والتحفظ علي ملف العقار وضمه للتحقيقات.
كما امر بتشكيل لجنة فنية من اساتذة كلية الهندسة لاجراء الفحص الفني ومعرفة اسباب الانهيار وتحديد مدي مسئولية موظفي الحي مع التصريح بدفن جثث المتوفين وسرعة رفع الانقاض وانقاذ الضحايا.
وكان فريق من النيابة العامة برئاسة المستشار ياسر الرفاعي المحامي العام الاول لنيابات استئناف الاسكندرية وضم المستشار محمد قاسم المحامي العام لينابات شرق وياسر بطة رئيس النيابة واحمد ابو شوشة وبطرس عزت ومحمد وفيق وأحمد حمودة قد انتقلوا الي عمارة الموت بموقعها في (1) شارع الزمور المتفرع من شارع شعراوي بمنطقة لوران بالرمل والمكونة من 13 طابقا وانهارت بالكامل وكانت تجري فيها بعض اعمال الترميم بالدور الاول.. وكان قد سبق صدور عدة قرارات بالتنكيس والترميم آخرها عام 2002 ولم تنفذ بسبب وجود خلافات بين ملاك العقار والسكان.
وقرر فريق النيابة باخلاء العقارات المجاورة وبدء التحقيق مع كل من ليلي ابراهيم الخولي رئيس قسم المنشآت الايلة للسقوط بحي شرق وسيفين فكري مدير ادارة التنظيم بالحي في سراي النيابة كما امر بضبط واحضار مالكة العقار هانم مصطفي العريان كما انتقل وكيلا النيابة محمد وفيق واحمد حمودة الي مستشفي شرق لسماع اقوال المصابين.

التفتيش الفني بوزارة الإسكان:
العقار بدون ترخيص منذ 25 عاما
3 قرارات إزالة وترميم للعقار لم تنفذ كتب محمود غنيم:
محافظ الإسكندرية يتابع مع قيادات المحافظة أعمال الإنقاذ أكدت الدكتورة أميمة صلاح الدين رئيس الجهاز الفني علي أعمال البناء بوزارة الاسكان أن العقار المنهار بالاسكندرية أمس 'رقم 11 بن خلقان، لوران حي شرق' والمكون من أرضي بالاضافة الي 12 دورا مقام بدون ترخيص منذ اكثر من 25 عاما وصدر له قرار إزالة عام 1982 وقراران للترميم رقم 253 لعام 1999 رقم 171 لعام 2002 لكن القرارات الثلاثة لم تنفذ.
أضافت الدكتورة أميمة أن العقار المذكور تحررت ضده مخالفة لعدم تنفيذ قرارات الترميم وأن ارتفاعات العقارات المجاورة بالمنطقة في حدود أربعة أدوار وان العقار المجاور والذي حدثت به أضرار عبارة عن دور أرضي وميزانين وثلاثة أدوار وجاري إخلاؤه وأشارت الي ان قرارات الهدم للمنشآت الآيلة للسقوط بالوحدات المحلية بالمحافظات بلغت 111 ألفا و875 قرارا نصيب الاسكندرية منها 2609 قرارات لم ينفذ منها سوي 504 قرارات بنسبة 19 % و325 قرارهدم مازالت منظورة أمام القضاء و108 قرارات حصلت علي أحكام نهائية بالهدم وتوجد دائما مشاكل مع السكان الذين يرفضون اخلاء مساكنهم بالرغم من خطورة ذلك علي أرواحهم مما يؤدي إلي مزيد من الخسائر فيها.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

منقوووووووووووووول من جريدة الاخبار

---

sr,' ulhvm fhghs;k]vdm ,hgsff hghilhg

لا حول ولا قوه الا بالله