نحنا أمة أقرأ - قيمة القراءة
إن الوسيلة العظمى لنصل لهذا العلم ولتلك المعرفة هي القراءة. فهي حاجة الإنسان ملازمة له لا تنفك عنه وذلك كحاجته للطعام والشراب.
إنسان + علم...قراءة....= خليفة.
وإنسان – علم... قراءة...= حيوان ناطق.
والكتابة هي تثبيت للقراءة، والله سبحانه وتعالى لأهمية القراءة كررها في قرآنه الكريم/87/ مرة.
لأنها تأخذ مرتبة الصدارة، ليس نفلاً أو فرضاً أو مجرد تسلية، إنما ألزمنا بها سبحانه.فكانت أول صلة السماء بالأرض "أقرأ.."
ورسولنا وحبيبنا الكريم يقول:
"اقرأ وارق وارتق ورتل كما كنت ترتل...."
رواه أبو داود والترمذي بسند صحيح.
سئل الشيخ محمد الغزالي عن أسئلة كثيرة، فكان من جملة الأسئلة التي وجهت إليه عبر الأثير: ما الذي صنع منك كاتباً عظيماً ومفكراً إسلامياً كبيراً...؟ فأجاب قائلاً: "إنها القراءة بتدبر إلى درجة الولع بها... كنت وما زلت أقرأ كل ما وقع بين يدي من كتب وصحف ومجلات، فلا أفوت منها شيئاً.. فأعرضها على الكتاب والسنة والعقل والمنطق... فاعلم من ذلك ما طاب وما خبث إلى أن أصبحت كما ترون".
إذاً نحنا يا أمة أقرأ
أقرأ لأعيش وأنا سعيد... أقرأ لأحيا العمر المديد... أقرأ لأدنو من كل بعيد... أقرأ لأكتشف كل جديد... أقرأ ولو أكلت القديد... أو بت عارياً على الحديد.. أو كان بيتي من جريد ...ما دام فكري سامياً... راقياً.... متنامياً... أقرأ لينمو فكري.. ويزهو قلبي... ويشرق فجري... ويثمر يومي... ويزهر شجري.. ويرقى بلدي.. فوق القمم، فوق الأمم... أقرأ ببصري المنظور والمسطور... وأصغي بسمعي لكل منشور... خالصاً لله طالباً رضاه... وفق شرعه تبعاً لمصطفاه صلى الله عليه وسلم... أقرأ بقلبي وفكري لحن الأمل.. أجني منها السداد في القول والعمل....
وقد أثبت العلم الحديث: أن الإنسان حينما يبلغ سن الرابعة من عمره تقريباً يستطيع أن يستقبل كل يوم ما يقرب من سبعين كلمة جديدة.
إلا أننا وللأسف الشديد طرأ على أمتنا العربية والإسلامية التأخر الذي يعيشونه وذلك من جراء جهلهم طبيعة التربية... وغفلتهم عن هذه المهمة، وانصرافهم إلى الدنيا.. وتوجههم بما عندهم من طاقات نحو خدمة الجسد وإشباع غرائزه.. ظناً منه أن الحياة...في ما عكفوا عليه... ونسوا حظ الروح والنفس... فعاشوا في شقاء..
ولله در من قال
يا خادم الجسم كم تشقى لخدمته
أتطلب الربح بما فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها
فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان.
ردنا الله والمسلمين أجمعين، لمنهاجنا القويم، وألهمنا السداد،وأعاننا على بناء النفوس ووحدة الأمة وعمارة الوجود..
kpkh Hlm HrvH - rdlm hgrvhxm