عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-18, 05:16 PM   #3
الصورة الرمزية عيون الحب
مشرف مجلة الصور
تاريخ التسجيل: 2009-11-29
الدولة: الشرقية
المشاركات: 3,112
التقييم: 430
الصورة الرمزية عيون الحب
مشرف مجلة الصور
افتراضي

مر اليوم بسلام وجاء حشد من المهنئين من العائلتين كنت سعيدة بحق لرؤية عائلتى الحبيبة وبدا لى كما لو كنت قد فارقتهم دهورا بينما رسم زوجى ابتسامة مزيفة على وجهه يدارى بها إحباط عميق ورغبة أعمق فى البكاء حسرة وندما مع كل (مبروك يا عريس).. يا إلهى كم حزنت من أجله .. لابد من بعض الترضية لزوجى العزيز قبل أن يفر هاربا من عش الزوجية

ها قد انصرف آخر المهنئين وعاد السلام للبيت أخيرا .. أرحت عضلات وجهى التى تيبست من كثرة الابتسام والمجاملة وقمت بنشاط أعيد ترتيب البيت ليعود له نظامه وأسرعت للمطبخ لتحضير العشاء بينما استلقى زوجى على الأريكة ليشاهد التلفاز .. تسللت بخفة إلى حجرتى وتفحصت خزانتى من جديد وأخذت شهيقا عميقا وتوكلت على الله وارتديت أحد الأطقم الأنيقة جدا وقمت بتزيين وجهى وتمشيط شعرى مع بعض رشات من عطر مميز وها قد اكتملت زينتى على أروع ما يكون .. فكرت بعدها فى النوم لشعورى بالتعب لكنى نهرت نفسى وقدتها للخارج حيث يجلس المسكين .. كان قد غفا على الأريكة بفم مفتوح من التعب .. حدثتنى نفسى بالهرب مجددا ونسيان تلك المغامرة التى لا داع لها الآن لكنى نهرتها مجددا وأنا أجلس جواره .. تأملته جيدا كان وجهه وسيما بحق كيف بدا لى مرعبا فى تلك الليلة يالسخافتى .. مددت يدى بجرأة وربت برقة على وجنته وأنا أناديه بخفوت

- حسام
حسام هو اسم زوجى .. ألم أخبركم من قبل؟

فتح عينيه للحظات ناظرا إلىّ ثم أغلقهما من جديد .. تراجعت للوراء وقد شعرت بالحرج وقبل أن أقوم من مكانى وجدته ينتفض واقفا وهو يحملق بى بذهول قبل أن يقول

- شهد .. أهذه أنتِ؟ .. ظننتنى أحلم
نعم شهد هو اسمى .. ألم أخبركم بهذا أيضا !!
ابتسمت برقة وأنا أسبل عينى فى حياء أمام عينيه الذاهلتين وكأنه يرانى للمرة الأولى
- تبدين رائعة جدا
اتسعت ابتسامتى وقلت له وأنا أنهض
- شكرا لك .. تفضل العشاء جاهز
انتفض كما لو لدغه عقرب وهو يهتف
- لا .. لا عشاء أرجوكِ

نظرت نحوه بإشفاق .. مسكين لقد أصابته عقدة نفسية من العشاء وربما من الطعام كله .. ولكن هل سأبقى دون طعام من أجلك يا زوجى المعقد
أظهرت ابتسامة رقيقة وأنا أربت على ذراعه برفق وأقول
- لا تخش شيئا .. تفضل معى

وجذبته نحو المائدة وجلست جواره وبدأت تناول العشاء .. كانت عيناه كدورية مراقبة تمر ما بينى وبين طبقى ذهابا وإيابا ليتأكد من كونى لن ألتهم الطبق بما فيه .. أى فكرة تلك التى أخذتها عنى يا رجل .. سأحتاج وقتا طويلا لإقناعه بكونى لم أكن على طبيعتى ليلة الحادث تلك ولكنى لن أخبره أبدا عن السبب

كان وقتا لطيفا حقا ومن ثم تحدثنا أحاديث رقيقة تليق بعروسين جديدين وقد بدأت أشعر بالانجذاب لهذا الكيان المدعو زوجى خاصة وقد بدا أكثر رقة ورفقا فى التعامل معى

وتلاشى الخجل بيننا كغلالة رقيقة تنساب ببطء لتكشف ما خلفها
مرحبا بك زوجى .. و ... (مبروك يا عريس)

********************

رفقا بالقوارير

********************
شهر العسل المعروف منذ الأزل بهذا الاسم قد تم اختصاره إلى أسبوع عسل فقط نظرا لظروف عمل زوجى العزيز

وها قد تطايرت الأيام السبعة بسرعة البرق لتعلن انتهاء العسل .. حقا ما الذى ينتظرنا فى الأيام القادمة إذن؟ .. دعكم من هذا الهراء فكل أيامنا ستكون عسلا إن شاء الله .. سأصيب أسنان زوجى بالتسوس من كثرة العسل .. من قال أنه العسل قد نضب .. المشكلة فقط هى اننى لا أحب طعم العسل .. ما علينا

سهرنا كثيرا بالأمس واليوم هو موعد عودة زوجى للعمل من جديد .. استيقظت فزعا على صوت المنبه يدوى فى الغرفة ويكاد يُسقط دهانات الجدران من قوته .. ما هذا الإزعاج؟ .. قام زوجى بتثاقل وأغلق المنبه وأخذ يتثاءب ويفرك عينيه .. نظرت للعقارب التى تشير للسابعة صباحا .. ياااه لم أستيقظ فى مثل هذا الوقت منذ انهيت دراستى الثانوية .. كدت أعود للنوم قبل أن يقول زوجى بصوت ناعس

- شهد .. حضرى لى الافطار
نظرت نحوه قليلا غير مستوعبة ولكنه أعاد طلبه وهو فى طريقه للحمام .. جلست فى الفراش أحاول أن أتخيل كيف يمكننى جر جسدى إلى المطبخ لتحضير الافطار وأنا لا أكاد أرى أمامى من النعاس
قمت بتثاقل وأنا أشعر أن الأرض تدور بى وذهبت للمطبخ وأنا أتخبط بكل ما فى طريقى .. وأخيرا وصلت هناك .. ولكن يبدو أننى أصبت بعطب ما جعلنى لا أتذكر ما الذى يتناوله البشر على الإفطار .. فقد أخرجت دجاجة من (الفريزر) ثم أعدتها لأخرج كيس اللحم ثم أعدته وفتحت الثلاجة عدة مرات دون أن أعثر على طعام إفطار .. ذهبت للحوض وغسلت وجهى مرارا حتى عادت لى الذاكرة من جديد
وأخيرا تمكنت من إعداد الإفطار ووضعته على الطاولة وانتظرت زوجى العزيز الذى قد انتهى من ارتداء ملابسه وجلس يلتهم الإفطار فى صمت وسرعة ثم قام من مكانه فجأة وهو ينظر لساعة يده وتوجه مباشرة نحو الباب
- حسام
التفت نحوى فى تساؤل
ابتسمت بدلال وأنا أقول
- ألم تنس شيئا؟

تقدم نحوى بضع خطوات .. حقا إن تلك الجملة مفيدة للأزواج ضعيفى الذاكرة

أملت خدى بدلال نحوه لكنه توقف فجأة وهو يتحسس جيب بذلته ويقول
- لقد نسيت هاتفى المحمول .. سأذهب لإحضاره
ظللت للحظات متجمدة مكانى كتمثال شمع وقد آلمنى عنقى من اتخاذه تلك الزاوية المائلة ولم أفق إلا على صوت الباب وهو يصفق خلفه
يبدو أن تلك الجملة غير مفيدة للأزواج عديمى اللياقة والتهذيب
توجهت لغرفتى بخطوات غاضبة واندسست فى فراشى بعدما رميت بمنامته من فوقه فلم أرغب بشىء يحمل رائحته بأن يقترب منى الآن
آه منك يا حسام

**********************

لا تتجاهل مشاعر زوجتك الوليدة نحوك فهى كالوردة عليك رعايتها يوما بعد يوم حتى لا تذبل ويجف حبك فى عروقها

**********************
سنة أولى مطبخ .. مرحبا بكِ فى مطبخكِ سيدتى .. نعم المطبخ ذلك المكان السرى حيث كانت أمى تختفى فيه بالساعات لتطهو لنا ما لذ وطاب وكانت علاقتى به لا تتعدى حمل الأطباق إليه من المائدة وتنظيفها اضطرارا أو الهرب من ذلك إن لاحت الفرصة

نحن نحصد زرع أيدينا حقا .. ها أنا الآن فى هذا المكان الجديد علىّ ولا مجال للهرب من تنظيف الأطباق .. فالحقيقة أن الأطباق لابد أن يملأها شىء ما يصلح للأكل أولا ومن ثم يمكننا بحث إمكانية تنظيفها من عدمه
مررت بجولة استكشافية بين الأوانى الجديدة وأدوات المطبخ اللامعة والأطقم الأنيقة .. يا إلهى كيف سأملأ كل تلك الأطباق بما يمكن أكله
فتحت (الفريزر) العزيز المكدس بالخيرات لكنى شعرت بالاشمئزاز من شكل الدجاج واللحم النيئ .. كيف يمكن تحويل تلك الأشياء إلى مكونات صالحة للاستهلاك الآدمى .. يا لها من ورطة

بعد تفكير قصير توجهت نحو الهاتف وطلبت أمى الغالية لاستشارتها بصدد تلك المشكلة واحتملت فى صبر توبيخها لى على عدم استماعى لها بشأن تعلم الطهو قبل زواجى .. المهم أنها قد أنقذتنى من ورطتى تلك بوصفات دقيقة لما يجب عمله .. وانتويت فيما بعد أن أكتب فى مفكرة صغيرة كل وصفات الطعام حتى لا تواجهنى تلك المشكلة مرة أخرى
فقط ذكرونى أن أخفيها جيدا عن عينى حسام .. لا أرغب بالمزيد من الفضائح أمامه .. لك الله يا زوجى المسكين

انقضى نصف النهار وأنا أصول وأجول فى ساحة المطبخ وأخيرا انتهيت .. خرجت من المطبخ وارتميت على احد المقاعد .. يا إلهى لم أتخيل أن الطهو مرهق إلى هذا الحد .. كيف يمكننى تكرار ذلك كل يوم

نظرت نحو ساعة الحائط .. لقد اقترب موعد وصول حسام .. كدت أغفو من التعب قبل أن انتفض واقفة وأنا أتأمل ثيابى الملطخة بالطماطم والتى تفوح منها رائحة البصل .. عدوت نحو الحمام واغتسلت جيدا ثم توجهت لغرفتى وانتقيت ثوب جميل ارتديته وزينت نفسى جيدا وتعطرت أيضا .. والآن أنا مستعدة لاستقبالك يا حسام

لم يمض الكثير حتى سمعت صوت المفتاح يدور فى الباب .. دخل حسام إلى البيت وجلس على الأريكة ممددا ساقيه على المائدة وقد بدا عليه الإرهاق .. أقبلت نحوه وجلست جواره وأنا ابتسم لكنه لم يحرك ساكنا .. هل نمت يا حسام بهذه السرعة؟ .. حرك رأسه قليلا نحوى ونظر لى .. اتسعت ابتسامتى فى وجهه

- هل الغذاء جاهز؟

ابتلعت ابتسامتى فورا وأنا أحدق به .. ألم تجد كلمات أفضل من تلك لتقولها لى فور دخولك البيت .. ياللرجال
نهض بتثاقل واتجه نحو غرفة النوم وهو يقول
- حضرى لى الغذاء يا شهد أنا مرهق وجائع جدا
لا فائدة من التحديق فى الأريكة الشاغرة بفم مفتوح .. فلأغلقه الآن ولأذهب للمطبخ لتحضير الغذاء
جلست أمامه على المائدة أنظر له بقلق وأحاول أن أستشف من معالم وجهه مدى تقبله لما أعددته من طعام .. لكنى لم أتمكن من ذلك .. كان يأكل بسرعة ودون أى تعبير على ملامحه ودون كلمة واحدة .. ومن ثم أنهى طعامه وقام ليغسل يديه وأخبرنى برغبته فى النوم وتجاوزنى نحو الغرفة
أيضا لا فائدة فى التحديق بأطباقه الفارغة كأنى أحاول سؤالها إذا ما كان محتواها قد أعجب زوجى العزيز .. أغلقت فمى مرة أخرى وشعرت بضيق شديد وندم أشد على ما أرهقت نفسى ساعات لإعداده والتهمه هو فى بضع دقائق دون كلمة ثناء أو حتى نظرة شكر
لملمت الأطباق الفارغة وتوجهت نحو المطبخ وألقيت بها فى حوض الغسيل ولم أقم بتنظيفها
تلك مهمة السيد حسام عندما يستيقظ من نومه
أظنها عقاب مناسب
والبادى أظلم

******************

لا تتناول الطعام كسيارة تتزود بالبنزين ولتقدم الشكر لزوجتك فأن ذلك ينسيها عناء الطهو ويمدها بالطاقة للمزيد من العطاء

******************
عيون الحب غير متصل   رد مع اقتباس