عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-02-18, 09:28 AM   #1
الصورة الرمزية عيون الحب
مشرف مجلة الصور
تاريخ التسجيل: 2009-11-29
الدولة: الشرقية
المشاركات: 3,112
التقييم: 430
الصورة الرمزية عيون الحب
مشرف مجلة الصور
تاريخ التسجيل: 2009-11-29
الدولة: الشرقية
المشاركات: 3,112
التقييم: 430
افتراضي قصه : لا توجد فتاة لا تبكى ليلة زفافها




كان كل شىء رائع .. ما أجمله من احساس وأنا أسير بشموخ كملكة وسط حاشيتها والعيون كلها تتعلق بى والتاج يعلو رأسى يتلألأ فى زهو حتى جلست فوق العرش وأنا ابتسم فى وجوه الجميع


هكذا يبدو المنظر من هنا إذن .. كم تمنيت أن أراه من فوق العرش الذى اعتلته آلاف الملكات من قبلى .. حين كنت أنا ضمن الحاشية التى تنظر فى انبهار للملكة التى لا تبدو أنها تنتمى لنا .. إنها كائن آخر شديد التألق كنجوم السماء .. تخشى أن تقترب منه حتى لا يؤذى توهجه عيناك .. إنها السحر والجمال والجاذبية .. إنها ملكة ليوم واحد .. لكنه يعنى الكثير .. إنه اليوم الذى تتوج فيه على الملأ والذى يتغير فيه مسار حياتها إلى الأبد .. إنها اللحظة الحلم التى تتمنى كل ملكة لو أوقفت عقارب الزمن لتبقى هنالك للأبد مستمتعة بذلك الشعور الرائع الذى لا يتكرر أبدا

انتبهت من أفكارى على يد تلامس كفى وعينان تبتسمان لى وكيان ماثل بجانبى يذكرنى بكونى لست وحدى فمليكى يجاورنى ويشاركنى ذات السعادة وذات العرش
ابتسمت له وشكرته بقلبى أن منحنى تلك السعادة باعتلائى عرش قلبه وبتتويجى ملكة على مملكتنا الجديدة
مظاهر الفرح تتوالى وذكريات تتدفق فى عقلى حين كنت انبهر كطفلة صغيرة تفتح فاها دهشة وإعجاب بذلك الكائن الأسطورى الذى يدعى (عروس) ابتسمت لنفسى وأنا أقول لها أننى اليوم كائن اسطورى جديد وهناك بضعة أفواه فاغرة أمامى .. علها تعتلى العرش من بعدى ذات يوم وتبتسم لسذاجتها تلك

آه يا عقارب الزمن لم لا تتوقفين قليلا أريد أن أبقى ملكة لفترة أطول .. انتظرى قليلا أرجوكِ

حسنا لا فائدة .. يجب أن أخلى العرش الآن .. نظرت له نظرة أخيرة قبل أن أحتضن باقة الزهور فى يد وذراع مليكى فى اليد الأخرى وأسير بين الحاشية وأعبر أمام الأفواه الفاغرة .. جاهدت حتى لا أطلق ضحكة لا مجال لها .. وأخيرا أنا فى السيارة والموكب ينطلق بنا نحو مملكتى الجديدة

************
كان وداع أسرتى دامعا .. بقيت طويلا فى أحضان أمى وهى تحاول أن تكتم دموعها عنى وأنا أحاول أن ابتسم فى وجهها واطمئنها علىّ

يا إلهى أين ذهبت السعادة فجأة .. لقد تسربت من روحى كحبات رمال ناعمة وحل محلها خوف مبهم وقلق شديد ورغبة كبيرة فى البكاء وأمنية أكبر بالهرب إلى غرفتى القديمة

نظرت لهم وهم يرحلون عنى كم تمنيت الذهاب معهم .. كيف سأنام فى مكان لا يحتويكم؟ .. كيف سأصحو دون أن ترتوى عيناى برؤيتكم؟ .. كيف سأتناول طعامى دونكم؟ .. إلى أين تذهبون؟ .. خذونى معكم أرجوكم

كدت أعدو خلفهم قبل أن تمنعنى ذراع امتدت نحوى وأحاطتنى لتجذبنى معها لأعلى الدرج ولنستقر معا خلف باب موصد تركت خلفه حياتى الماضية وأسرتى الحبيبة وفتاة كانت تحلم بيوم تكون ملكة

خطوت بساقين مرتعشتين تتأرجح فوق الحذاء ذو الكعب العالى نحو حجرتى الجديدة .. لا شك أنها أكثر جمالا وتألقا من غرفتى القديمة .. لكنى لم أشعر بعد بالارتياح لها .. كانت أدوات الزينة الجديدة تصطف فى جرأة أمام المرآة اللامعة وتذكرت كيف كنت أدفنها دفنا فى أعماق الأدراج حتى لا تصل لها أيادى إخوتى الصغار المشاغبين الذين كانوا يتحينون الفرص لاستخدامها كأدوات تلوين فى كراساتهم

آه يا أحبتى سأمنحكم كل أصابع طلاء الشفاة لتفعلوا بها ما يحلو لكم فقط تعالوا للمبيت معى الليلة .. كم أشعر بالخوف .. كم تؤلمنى وحدتى دونكم

وهنا انتفضت على صوت زوجى العزيز وانتبهت لكونى لست وحدى فى الغرفة .. نظرت له ببلاهة للحظات وأنا أحاول استيعاب فكرة وجوده معى.. ماذا يفعل هذا المخلوق فى حجرتى؟ .. ألم ينته الحفل ؟ .. هيا اذهب إلى بيتك الآن واتركنى أنام .. كم أنا مرهقة
مرت لحظات علمت فيها أنه لا ينوى التحرك من مكانه ولا يخطط للمبيت خارج جدران الغرفة .. يا إلهى كم يبدو مرعبا وقد شقت ابتسامة مريعة وجهه من الأذن للأذن .. لم أعرف أن فمه بهذا الاتساع .. عله لا ينتوى التهامى أنا عوضا عن العشاء الذى أعدته أمى .. وجهت نظرة مذعورة نحوه وأنا أنكمش فى مكانى وأتمنى لو يتفتت كيانى لذرات تنتثر فوق ثوبى الأبيض الواسع لكن ليس كل ما نتمناه ندركه .. ها أنا سجينة وحدى مع هذا الرجل ولا مجال للهرب ولا للاختباء ولا حتى للتبخر

ها هو يتقدم نحوى وابتسامته المرعبة الكبيرة لا تفارق وجهه .. يا إلهى ماذا أفعل الآن؟ .. فكرت فى القفز من النافذة لكنها بعيدة عنى يحجبها ما يقرب من المترين ارتفاعا .. لم أعرف أنك بهذا الطول الفارع يا رجل أو لعل قامتى أنا قد دكت بفعل الرعب المسيطر على الآن .. أود أن أهرب .. أود أن أصرخ .. أين أنتِ يا أمى؟

- أنا جائعة

وكمشهد سينمائى قد تم إيقافه فجأة على شاشة العرض كان هو .. للحظات قد تجمد فى مكانه ويده معلقة فى الهواء وقد ابتلع ابتسامته تلك ولعله غص بها فقد سعل عدة مرات قبل أن ينظر لى بدهشة قائلا


- ماذا قلتِ؟

ازدردت ريقى وأنا أكرر

- أنا جائعة
ابتسم بحرج وهو يقول

- نعم .. كيف نسيت ذلك لقد كانت ليلة مرهقة ولابد أنكِ جائعة الآن
وصمت قليلا قبل أن يضيف
- حسنا سأترككِ لتبدلى ملابسكِ وسأنتظر بالخارج

أجابه الصمت المطبق من جانبى ومن ثم انسحب كليا من الغرفة بعدما أخذ منامته .. بقيت مكانى للحظات قبل أن أتمكن من جر قدمى نحو الباب لأغلقه خلفه جيدا وأستند عليه وقد أطلقت تنهيدة عميقة أرخت أعصابى المشدودة وأسقطتنى من فوق حذائى المرتفع نحو الأرض نظرت للفستان الأبيض الجميل وهو منثور حولى وشعور بالألم ينتابنى لانقضاء لحظاته الجميلة وقد آن الأوان ليغادر جسدى إلى غير رجعه

**********************

(فستان الزفاف .. يا حلم أبيض .. ننتظرك سنوات .. وتأتينا لساعات .. وتغادرنا للأبد)


غيرت ملابسى وارتديت (بيجاما) محتشمة ستصيب زوجى بنوبة قلبية بالتأكيد .. ماذا يظن هذا المسكين .. لقد أصابنى الدوار حين تفقدت ثياب النوم المحتشمة جدا التى تملأ خزانتى .. لا يمكننى ارتداء تلك الملابس أبدا .. سامحكِ الله يا أمى على تلك الورطة
فكرت فى النوم وحدى على الفراش الوثير وليذهب هو للنوم حيث يشاء لكنى استبعدت تلك الفكرة من رأسى وخطوت للخارج ملبية نداء معدتى الجائعة .. وتوجهت نحو المائدة التى يصطف عليها الطعام بشكل رائع .. كان جالس هناك بانتظارى .. جلست أمامه ووجهت كل حواسى نحو ما تحويه المائدة العامرة .. ما أطيب طعامكِ يا أمى .. فى العادة أنا أتناول طعامى بسرعة وأكون أول من ينهض من على المائدة .. لكنى لا أعلم سر رغبتى الليلة فى الاستمتاع بالطعام لأطول فترة ممكنة .. لا أدرى كم بقيت ألتهم الخيرات التى على المائدة ولم أوجه نظرة واحدة لزوجى العزيز أعرف من خلالها كونه أكل شيئا ما أم أننى من أوديت بكل ما على المائدة إلى قرار معدتى المسكينة
أخيرا لاحت منى نظرة نحوه وصدمتنى نظرة دهشة فى عينيه .. شعرت بالحرج منه ..

ماذا سيقول عنى الآن؟ .. حاولت ابتلاع كرتى الطعام اللتان تحيطان فمى .. لم يبد المنظر محببا فى الليلة الأولى

حاولت الابتسام فى وجهه فانطلقت بعض ذرات الطعام نحوه هاربة من فكى مما زاد الموقف سوءا .. حسنا يجب أن تنتهى هذه المهزلة حالا
وقفت وأنا أفكر فى خطة جديد لتنقضى تلك الليلة .. قمت بجمع الأطباق وتوجهت بها نحو المطبخ وشمرت عن ساعدىّ لأبدأ تلك المهمة التى كنت لا أطيقها من قبل .. والآن تحدونى رغبة شديدة فى تنظيف كل الأطباق والملاعق والأكواب والأوانى وأيضا الثلاجة .. وربما مسحت الأرض وقمت بتغيير مكان الأثاث وربما أنزلت الستائر أيضا وفعلت كل ما بإمكانه أن يقلب هذا البيت رأسا على عقب

ولكن نفس الذراع جذبتنى من أحلامى تلك ونفس الابتسامة المريعة عادت لتشق وجهه وهو يقول

- فيما بعد يا حبيبتى .. لا ترهقى نفسكِ بهذا الآن

- ولكن ......
- تعالى معى

ماذا .. لا .. أنت لا تفهم .. هناك الكثير من الأشياء لا بد من إنجازها الليلة وليس من ضمنها البقاء معك فى مكان واحد .. بدأ عقلى يعمل بسرعته القصوى لإيجاد خطة بديلة قبل أن تسبقه معدتى العزيزة والتى كانت تصرخ من ألم التهام تلك الكمية من الطعام التى تفوق ما أكلته فى سنوات عمرى السابقة .. أطبقت على معدتى بكلتا يدى وأنا أطلق صرخة ألم عاتية كادت تعصف بالجدران واضطر هو معها لابتلاع ابتسامته ولسانه وأسنانه كلها وهو لا يدرى ما حل بى ولا يعرف كيف يتصرف ليخرسنى قليلا قبل أن يجتمع حولنا الجيران

كم أنا ممتنة لكِ أمى .. ولطعامكِ الشهى .. ولمعدتى الرقيقة
كلها عوامل اجتمعت جميعا لأبيت ليلتى الأولى على فراش أبيض فى مستشفى هو أكثر أمانا لى من ذلك الوثير فى غرفتى الجديدة

لا تحزن زوجى العزيز .. فالأيام بيننا

*****************

متى ستعلم عزيزى الزوج أن زوجتك كانت منذ قليل فتاة صغيرة فى كنف والديها ولن تستوعب وجودك قربها بذات سرعة استيعابك أنت

******************

خرجت من المستشفى فى الصباح الباكر فى احتياطات أمنية مشددة حتى لا يتسرب خبر قضاء العروسان ليلة زفافهما فى مستشفى بسبب العروس الشرهة .. يا لها من فضيحة بكل المقاييس

بالطبع سأتكتم الخبر حتى عن أمى التى ستفتك بى ما أن تعلم بحماقتى تلك .. ها أنا أستلقى وحدى على الفراش الوثير بينما يقوم زوجى العزيز بتحضير طعام افطار خفيف لنا .. يمكننى التدلل قليلا والتمارض بعض الشىء لن أفوت فرصة كهذه قد لا تأتى مرتين

الحق أننى قد شعرت بالشفقة على هذا المسكين وهو يغفو على الكرسى المقابل لفراشى فى المستشفى عوضا عن المبيت فى بيته الجديد مع عروسه .. يا لى من حمقاء
وربما كان خوفه علىّ وعنايته بى قد أزالا جزء من الحاجز الذى يفصل بيننا والذى لم أكن لأستطيع هدمه وحدى بين يوم وليلة
رب ضارة نافعة حقا

أنا الآن أكثر راحة وطمأنينة وقد بدأت الاعتياد على وجود هذا الكائن معى فى مكان واحد

وقد قضينا يومنا فى محادثات لطيفة وقد حكى لى الكثير عن نفسه مما لم يتسنى لى معرفته بالتفصيل من قبل وحكيت له أيضا كل شىء عن نفسى وحياتى والمدارس التى التحقت بها والكلية التى رغبت بها والأخرى التى دخلتها دون رغبة منى وعن أسرتى وإخوتى المشاكسين والمشاجرات التى نشبت بيننا منذ ولادتهم وعن أحلامى وطموحاتى وعن الكتب التى قرأتها وعن جرعات التطعيم التى أخذتها أيضا و ...............
لا بد أن زوجى العزيز قد أصابه الصداع إذ اكتشف أن زوجته ثرثارة أيضا خلاف كونها شرهة وتأكل كأفراس النهر .. لا بد أنه ينعى حظه التعس الذى وضعه فى طريقى دون كل بنات حواء الرقيقات المهذبات الرومانسيات الـ ..... كل صفة رائعة أخرى لا يحتويها (الكتالوج) الخاص بى

لا يهم هذا الآن .. المهم أنه من جراء أحاديثى المسلية قد غط فى نوم عميق لا أنوى أن أوقظه منه اليوم
نوما هنيئا زوجى العزيز .. وأحلام سعيدة

*********************
من المهم أن تجعل زوجتك صديقا لك وتحكى لها عن نفسك وحياتك حتى يسود بينكما جوا من الألفة والمودة والراحة يحتاجه كلاكما بالتأكيد

منقول

انتظروا التكملة

rwi : gh j,[] tjhm jf;n gdgm .thtih jc]d

عيون الحب غير متصل   رد مع اقتباس