عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-15, 10:50 PM   #4
الصورة الرمزية عاشق الايمان
مشرف القسم العام
تاريخ التسجيل: 2006-08-01
الدولة: mansoura
العمر: 40
المشاركات: 3,168
التقييم: 1526
الصورة الرمزية عاشق الايمان
مشرف القسم العام
افتراضي


بعد مرور مايقرب من خمسة عشر عاما على الهزيمة الساحقة التى منيت بها المانيا فى الحرب العالمية الأولى ، تمكن حزب العمال الوطنيين الإشتراكيين المعروف إختصارا تحت إسم " النازى " من الوصول إلى الحكم وأصبح زعيمه " أدولف هتلر " مستشارا لألمانيا .





ومنذ اليوم الأول لوصوله إلى سدة الحكم سعى " هتلر " إلى إحكام قبضته على كافة شؤون البلاد ، فأقام حكما ديكتاتوريا بشعا مستخدما كافة أجهزة الدولة فى قمع المعارضة والتنكيل بها ، وتمكن بسرعة البرق من تحقيق أهدافه الشمولية المتطرفة ، فألغى الأحزاب السياسية وفرض سياسة الحزب الواحد على الجميع ، ولم يكن هتلر يهتم بمحاكمة مناوئيه ، بل كان يتخلص منهم بالإعتقال والإغتيال ، فقد كان يحتقر الديمقراطية ويسعى جاهدا إلى القضاء عليها ودحر كل من يطالبون بها ، وإستطاع هتلر خلال فترة وجيزة أن يسيطر على مقاليد الأمور داخل البلاد وحكمها بأسلوب شمولى قمعى بشع تمهيدا لتحقيق أطماعه التوسعية وضم أجزاءا أخرى من العالم إلى الرايخ الثالث .
كان هتلر عنصريا متعصبا للجنس الآرى ، وكان عداءه لليهود على أشده ، فقد جعل أحد أهم أهدافه إبادة اليهود فى شتى أنحاء العالم ، فأقام المعسكرات المزودة بغرف الغاز الخانق لإبادتهم ، حيث كان اليهود يساقون إلى حتفهم فيها بالجملة ، وفى كل بلد إحتلها هتلر كان يدفع بالأبرياء من اليهود رجالا ونساءا وأطفالا ، شيبا وشبابا ، إلى غرف الموت ، وتمكن هذا السفاح المجرم خلال سنوات قليلة جدا من إعدام مايقرب من ستة ملا يين يهودى بريئ




.


ولم يكن اليهود وحدهم ضحايا غطرسة هتلر وعنصريته ، ولكن طال ذالك أيضا عددا من الأجناس الأخرى التى كان الطاغية يرى أنها أحط قدرا من الجنس الآرى ، فلم يسلم من ذالك الروس والغجر والعرب والأتراك وغيرهم ممن رأى أنهم يحملون فى داخلهم حقدا على النظام النازى فى ألمانيا .


عمل هتلر على إعداد ألمانيا لتكون السبب فى إشعال الحرب ، وبدأ مع إستقرار الأمور له داخل البلاد بعد إخماده لأصوات المعارضين له والمناوئين لسياساته فى تنفيذ خططه البشعة الأخرى .
كانت بريطانيا وفرنسا غارقتان فى مشاكلهما الإقتصادية ، ولم تلتفتا إلى الخطر النازى الرابض على الأبواب عندما خرق هتلر معاهدة فرساى أو عندما ضم النمسا إلى ألمانيا أو عندما إستولى على البقية الباقية من تشيكوسلوفاكيا .
ولكن نذر الحرب بدأت تلوح فى الأفق عندما زحفت جيوش الطاغية على بولندا ، فإستيقظ الحلفاء من سباتهم وعقدوا العزم على مواجهة هذا السفاح وإيقاف أطماعه عند حدودها مهما كانت النتائج .
أعلنت المانيا الحرب ، وجرَّت إليها معظم دول العالم ، وراح عشرات الآلاف يتساقطون قتلى على كافة الجبهات فى معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، وتمكن هتلر فى منتصف عام 1942 من الإستيلاء على أكبر مساحة من الأراضى الأوروبية كما لم تفعل أى دولة فى التاريخ القديم والمعاصر ، فى الوقت الذى كانت المانيا تسيطر فيه على أجزاء كبيرة من شمال إفريقيا وتعد نفسها للزحف صوب مصر .
* * * * *
وفى هذا التوقيت الحرج ، وبينما كان أحد من الألمان لا يجرؤ أن يفتح فاه بكلمة تمس الفوهرر أو تحاول نقد سياساته الإجرامية المدمرة ، فى الوقت الذى باع فيه معظم الألمان أنفسهم لهتلر ووضعوا حياتهم تحت تصرف دماغه السادى المريض ، فى الوقت الذى كان الملايين من المواطنين الألمان يعيشون حياة السلبية واللامبالاة بكل هذه الفظائع التى تجرى من حولهم وتتم بإسمهم ، فى هذا الوقت الذى كان الجميع يرفعون فيه شعارات الخوف والسلبية والرعب والإنهزامية والإنقياد الأعمى لرغبات السفاح البربرى النازى السادية ، فى هذا الجو المشبع بالخوف والملىء بالرعب ، ظهرت هذه الوردة البيضاء الصغيرة الشابة : مجموعة من طلاب جامعة ميونيخ قرروا الخروج عن المألوف السلبى ، والعزف على نغمة عذبة صافية نقية مغايرة للنغمة الصاخبة المألوفة ، قرروا أن يصيحوا بأعلى أصواتهم مطالبين بسقوط الطاغية ، وإندحار النازية ، والبقاء للحرية .
تعددت إنتماءاتهم وميولهم ، وإختلفت تخصصات دراستهم ، ولكنهم إتفقوا على شىء واحد هو العمل على إسقاط النظام النازى الذى عصف بالبلاد وأذاق أهلها مر العذاب وجعل من حياتهم جحيما لا يطاق ، وحول شبابهم إلى أدوات للموت وضحايا لرغبات الفوهرر الشاذة السادية .
وعلى الرغم من أن " الوردة البيضاء " كانت تضم فى عضويتها وجوها شابة كثيرة مابين أساتذة فى الجامعة وطلاب فيها ، إلا أن الوجه المشرق الذى كان يميز هذه المجموعة هى تلك الفتاة العشرينية ذات الملامح الطفولية الصافية البريئة والسحنة الهادئة المبتسمة التى تخفى ورائها كما هائلا من التمرد على الأوضاع المرة اللاإنسانية ، ورفض الخضوع للنظم الديكتاتورية الوحشية ، وتقديم الموت على حياة الذلة والمهانة والتبعية ، والتضحية بكل غال ونفيس من أجل السعادة والرخاء والسلام والحرية ، إنها " صوفيا شول " التى جازفت بحياتها من أجل تحرير بلادها من سطوة وسيطرة نظام الحكم النازى الذى كان يعيث فى بلادها فسادا ويحكمها بالحديد والنارويقودها إلى الهاوية بكل همجية ووحشية وبربرية .
* * * * *
ولدت صوفيا فى التاسع من أيار ( مايو ) عام 1921 بمدينة فروختنبرج frochtenberg لوالد كان يشغل منصب رئيس بلديتها ، وفى عام 1932 إنتقلت عائلة صوفيا إلى مدينة أولم ulm وإستقرت بها ، وبعد ذالك بعام واحد تغير الوجه الحضارى لألمانيا مع وصول النازيين إلى السلطة بزعامة هتلر ولم يكن



عمر الفتاة يناهز الثالثة عشرة بعد .

.
وعندما كانت صوفيا تدرس فى المرحلة الثانوية إلتحقت كمعظم أقرانها بـ" منظمة الشباب الهتلرى " التى أنشأها هتلر خصيصا لدمج الشباب فى بوتقة سياسية واحدة والحيلولة دون بروز إتجاهات سياسية معارضة لنظام حكمه بين صفوفهم ، ولكن صوفيا لم تتأثر على الإطلاق بهذا الأمر ، فقد كانت تمتلك منذ نعومة أظفارها حاسة نقدية قوية مكنتها من رفض السياسات العنصرية التى كان هتلر ينتهجها فى محاربة خصومه ، إضافة إلى أن الآراء السياسية المعارضة التى كان والدها وأصدقائها يتداولونها سرا فينا بينهم قد ساهمت بشكل فعال فى حياكة نسيجها الفكرى الرافض لسياسات الحكم النازى الداخلية والخارجية .
وقد تركت عملية إعتقال شقيقها هانز وبعض رفاقها دون مبرر عام 1937 لفترة قصيرة أثرا عميقا عليها ، ودفعتها تلك الأزمة إلى أن تفكر جديا فى إخراج معارضتها للنظام النازى من حيز السرية الفكرى إلى رحاب التنفيذ الواقعى ، لتصبح واحدة من أشهر المعارضات للنظام النازى فى المانيا وإحدى ضحاياه فى ذات الوقت .
لم تكن إهتمامات صوفيا تنصب فى محيط السياسة فحسب ، وإنما كان لديها العديد من المواهب والهوايات التى غطت مجالات أخرى كثيرة ، فقد برعت فى فن الرسم ، وإتصلت بالعديد من فنانى عصرها الذين ساعدوها على تنمية موهبتها وإثرائها ، كما أنها كانت شديدة التوق إلى القراءة والمطالعة خاصة فى المجالات العلمية والفلسفية ، كما أن عشقها للموسيقى كان بلا حدود حيث كانت تشترك مع بعض زملائها وأصدقائها فى تنظيم أمسيات موسيقية يتمتعون فيها بالإستماع إلى الموسيقى المحببة إلى قلوبهم ، كما كانت تقضى أوقاتا طويلة فى نزهات ممتعة مع أصدقائها فى التزلج والسباحة ، ولقد شكلت هذه الهوايات العالم الخاص لصوفيا شول و البديل الحقيقى للواقع المر الذى حول فيه النظام النازى البلاد إلى جحيم لا يطاق .





وفى ربيع 1940 تخرجت صوفيا من المدرسة الثانوية بتفوق ملحوظ ، وكانت أطروحة تخرجها تحت عنوان " اليد التى تهز المهد قادرة على أن تزلزل العالم " فى إشارة واضحة إلى وعيها ونضجها الفكرى الشديد وإيمانها بقدرتها كإمرأة على تغيير الواقع نحو الأفضل ، وطابعها الفريد فى التمرد على كافة أشكال التمييز التى تعانى منها المرأة والأقليات فى بلادها .
* * * * *
كان النظام فى ألمانيا فى ذالك الوقت يشترط على كل من يرغب فى الإلتحاق بالجامعة أن يقضى فترة فى الخدمة الإلزامية فى إحدى مؤسسات الخدمات العامة ، وكانت صوفيا تأنف من ذالك لأنها لم ترد أن تشارك هؤلاء المجرمين فى إجرامهم ولا أن تكون خاضعة لهم ولو لفترة وجيزة ، وظنت أنه بإستطاعتها أن تستبدل ذالك بالعمل التطوعى فى إحدى رياض الأطفال حيث كان عشقها لهم بلا حدود ، فالتحقت بالعمل كمدرسة فى إحدى رياض الأطفال بمدينة أولم ، ولكن أملها هذا ذهب أدراج الرياح ، فلم تحظى بالقبول فى الجامعة إلا بعد أن عملت لدة ستة أشهر فى إحدى فروع هذه المؤسسات فى بلومبرج .
ولقد دفعها النظام شبه العسكرى الذى كانت تخضع له خلال تلك الفترة والذى إكتشفت أنه يغتصب حرية الفرد ويحوله إلى مجرد عبد للنظام الذى يسيطر عليه هتلر إلى التفكير مليَا فى إتخاذ موقف حاسم تجاه النظام النازى .
وفى مايو 1942 إلتحقت صوفيا بجامعة ميونيخ بعد أن جابهت عوائق كثيرة تمكنت فى النهاية من التغلب عليها ، لتدرس العلوم البيولوجية والفلسفية التى كانت تعشقها ، وكان شقيقها ورفيق درب نضالها " هانز " يدرس الطب بذات الجامعة ، فعرفها على أصدقائه الذين وجدت صوفيا لديهم رغبة حاسمة فى التمرد على الوضع السائد فى المانيا والعمل على محاربة النظام النازى الحاكم سلميا ، حيث كانوا يشاركونها العديد من الميول والإهتمامات والمواقف السياسية المعارضة .
وفى هذا الجو الميونيخى الساحر بالنسبة لفتاة مثل صوفيا ، إلتقت بعدد من الفنانين والكتاب والفلاسفة الذين كان لهم أعظم الأثر فى تكوينها النفسى والثقافى ، وفى موقفها السياسى ، وكان على رأس هؤلاء البروفيسور " كورت هوبر " الذى ساهم بكثافة فى دعم تلميذته النجيبة " صوفيا " معنويا .
* * * * *
وفى مطلع صيف 1942 كانت صوفيا تؤسس بالإشتراك مع رفاقها وشقيقها " هانز شول " وبعض أساتذتها وعلى رأسهم البروفيسور " كورت هوبر " حركة " الوردة البيضاء " لمقاومة النظام النازى سلميّاً عن طريق مخاطبة الطلاب بواسطة المنشورات التى كان أعضاء الحركة يطبعونها ويوزعونها لفضح أساليب القمع والإجرام التى ينتهجها النظام النازى على الصعيدين الداخلى والخارجى ، وكانت صوفيا وشقيقها هانز يتولون فى الغالب عملية طبع هذه المنشورات وتوزيعها فى طرقات وممرات ودهاليز الجامعة ، وكانوا يخرجون ليلا لنقش جدران المنازل والشوارع بالعبارات المعادية لهتلر والنازية


والمطالبة بالحرية .


وإمتد تأثير حركة " الوردة البيضاء " بعد ذالك إلى طلاب جامعات أخرى فى هامبورج وبرلين وفيينا وغيرها ، وكان أعضاء الحركة وعلى رأسهم صوفيا شول يضعون فى مقدمة إهتماماتهم إطلاع الشباب الجامعى على حقيقة الفظائع التى يرتكبها هتلر ونظامه الإجرامى تجاه اليهود والبولنديين والمعارضين الألمان ، ولفت أنظارهم إلى حجم الفساد الذى تفشى فى مؤسسات الدولة والإنحطاط الأخلاقى الذى تفشى فى أوساط الشباب بتشجيع من السلطات العليا النازية .
فلقد أرادت " الوردة البيضاء" أن تكسر الحلقة المفرغة التى كان الكثيرون يدرورون فى إطارها منتظرين من سيبدأ أولا فى التصدى للنظام النازى من الداخل ، وهو الأمر الذى جعل من كل أصحاب الضمائر الحية فى المانيا يشعرون بالذنب لموقفهم السلبى من النظام الديكتاتورى النازى .
وكانت صوفيا على رأس هذه المجموعة المناضلة تشترك فى إنتاج المنشورات وتوزيعها على طلاب الجامعة ، وتخرج تحت جنح الظلام إلى الشوارع والميادين مستغلة موهبتها الرائعة فى نقش جدران شوارع ميونيخ بشعارات الحركة المناهضة لهتلر والمعادية للنازية ، لتفاجىء رجال الجستابو فى الصباح بهذه العمليات التى تستهدف التقليل من شأن هتلر ونظامه فى نظر المواطنين وحثهم على التمرد عليه ورفض الخضوع لسياساته الإجرامية البشعة .
وإستمر الحال على ذالك حتى كان هذا اليوم الذى تمكن فيه رجال الجستابو من إخماد هذه الأصوات المغردة فى فضاء الحرية إلى الأبد .
* * * * *
ففى الثامن عشر من شباط ( فبراير ) عام 1943 إستيقظت صوفيا وشقيقها هانز كعادتهما فى الثامنة صباحا ، وكان بحوزتهم مايقرب من الف وثمانمائة نسخة من المنشور الأخير الذى أصدرته الحركة والذى كانوا يعتزمون تفريقه على زملائهم طلاب الجامعة ، وتوجها فى العاشرة والنصف إلى الجامعة ليمارسا واجبهما المعتاد فى توزيع هذه المنشورات التى تجشما المشاق والصعاب فى كتابتها وطبع مئات النسخ منها .
وبينما كانت صوفيا وشقيقها هانز منهمكين فى عملية بعثرة هذه المنشورات فى دهاليز وطرقات الجامعة ، لمحهما الحارس " يعقوب شميد " وهما يلقيان المنشورات من فوق الدرابزين ، فأسرع خلفهما ، وعندما لاحظ هانز وصوفيا ذالك حاولا التخلص مما كان بحوزتهما فى إحدى الغرف القريبة ، ولكنهما لم يحاولا الفرار بل جمدا فى مكانهما منتظرين لحاقه بهما .




قام " شميد " بإلقاء القبض عليهما ، وتم إبلاغ الجستابو الذى قاد حملة واسعة النطاق طالت أصدقائهم ومعارفهم ، وتم تفتيش منزلهما وإحراز الآلة الكاتبة وآلة النسخ التى كانا يسخدمانها فى إنتاج منشوراتهم ، وتم إستجواب صوفيا وهانز قبيل أن يتم ترحيلهم إلى سجن مركز قيادة الجستابو فى مدينة ميونيخ .
* * * * *
وفى هذا المكان إلتقت صوفيا للمرة الأولى بـ" إلزا جيبل " التى كانت تقضى عقوبة السجن وإستغلت للعمل بمكتب الإستقبال بالسجن ، وكانت صاحبة الفضل فى رواية تفاصيل ماحدث لصوفيا فى أيامها الأخيرة من خلال الخطاب الذى أرسلته إلى والديها لتخبرهم بتفاصيل ماحدث لها خلال هذه الفترة فى تشرين الثانى ( نوفمبر ) عام 1946 .
إعتقدت إلزا منذ الوهلة الأولى أن خطئا ما قد أدى إلى إلقاء القبض على صوفيا ، فلم تتصور بداءة أن هذه الفتاة الجميلة ذات الملامح الطفولية البريئة والسحنة الهادئة قد تقوم بهذه الأفعال الغير محسوبة العواقب .
رافقت إلزا صوفيا خلال أيامها الخمسة الأخيرة فى زنزانتها ، وكانت صوفيا تتعرض للإستجواب بصورة شبه دائمة ، بينما كانت معنوياتها مرتفعة للغاية ، فقد كانت تتنبأ بهزيمة المانيا الوشيكة فى الحرب خلال ثمانية أسابيع على الأقل ، وبالفعل تحققت نبوئتها بعد وفاتها ، ولكن بفترة أطول مما كانت تتوقع .
كانت إلزا تحاول التخفيف عن صوفيا خلال هذه اللحظات الأخيرة من حياتها مانحة إياها جرعات من الأمل فى أن يتم تخفيف الحكم عنها أو إطلاق سراحها ، ولكن صوفيا لم تكن تعبء بهذا ، بل كانت تسعى إلى تحمل عبء ماحدث نيابة عن شقيقها وأصدقائها
عاشق الايمان غير متصل   رد مع اقتباس