عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-24, 03:27 AM   #6
الصورة الرمزية WebCraker
:: المدير العام ::
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: المملكة العربية السعودية
العمر: 38
المشاركات: 3,665
التقييم: 858
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى WebCraker
الصورة الرمزية WebCraker
:: المدير العام ::
افتراضي رد: إختراق - رواية تقنية

الفصل الرابع - اسئلة

كل ما فى الحياة مكرر بشكل لا يصدق, متوقع بشكل لا يمكن تخليه, إما ان البشر أغبياء لدرجة تجعلهم لا يتذكرون انه حدث من قبل او انهم تناسوا و تأقلموا على الرتابة و التكرار, يومآ ما يصحو ذلك المواطن ليقرر ان تكرار الحياة واجب و انه لا يجب عليه التذمر, حسنآ ذلك اليوم لم يباغتنى بعد, لازلت اشعر انه يمكننى تغيير تلك المياة الراكدة لنهر جار, لازلت متأكد من ان من اركد المياة لابد له يومآ ان تنتهى حياته او يذهب إلى بعد آخر لتتم عليه تجارب علماؤهم, يبدو اننى لو اكن وحدى صاحب تلك النظرية و يبدو ان احدهم اتخذ الخطوات اللازمة لتغيير نظام الحكم, المظاهرات التى اوقفت الأتوبيس العام امس تصدت لها قوات الأمن و قتلت عدة شباب من مرتادى الجامعات , شباب لا يتخطى احدهم العشرين اسمعهم فى الخارج احدهم ينبح : دول شوية شباب عبيط و الراجل زى ابونا
هناك صوت آخر يرد عليه و يبدو من الصوت انه شاب فى اواسط العشرينات : يعنى نعيش و نموت زيكوا عاوزيننا نعيش فى الفساد ده؟ نعيش و نموت واحنا مش عارفين نجيب لقمة العيش؟
رد عليه الآخر : ومالها العيشة اللى عايشينها الحمد لله على كل شىء و بعدين فى ناس اقل مننا بكتير كويس اننا عايشين و ماحدش اتاخد مننا فى معتقل قبل كده ولا دخلنا قسم, كل ده مش حاجة كويسة, و بعدين انت فاكر يعنى ان مبارك هاسيبها كده بالساهل ؟ ده راجل قضى عمره كله فى خدمتنا و عيب اللى انت و اللى زيك بتعملوه ده.
نبح الآخر حتى تشعر بأن كل شريان ووريد قد ينفجر ليخلف جسدده كمصفاة : وهو انت فاكر ان أى حد هايعرف يعيش ؟ الداخلية سنت اسنانها و اول واحد بدأوا بيه كان شاب فى اسكندرية قتلوه ضرب و الطبيب الشرعى بدل مايجيبله حقه طلع تقرير انه مات مخنوق من لفافة بانجو, يعنى دلوقتى اى مخبر فى الشارع ممكن يقتلك ضرب و مالكش دية.
تركتهم ينهون تلك المحادثة التى فى الغالب لا يكون لها نهاية غير سكين مطبح فى احشاء احدهم او رصاصة مسدس فى صدغ الآخر على حسب نوع التسليح المتوافر للمناقشات لديهما
نوع التسليح الذى رأيته امس صباحآ حين تم اغتيال والدتى لم يكن تسليح منزلى خفيف, تلك الفرقة كانت مدربة و بتسليح كامل مع غرفة عمليات متحركة تلك المقومات لا يمكن ايجادها بسهولة مجتمعة فى مكان واحد سوى ذلك المكان الذى حاولت بإختراقه مؤخرآ و نجحت بنسخ قاعدة بياناته على مدار يوم كامل, اجهزة الدولة لا يوجد لديها الحماية الكافية دائمآ يكفى اكتشاف شبكة احداها لتسق جميع الشبكات واحدة تلو الأخرى, كانوا يحمون قاعدة بيانات وزارة الداخلية بأجهزة حوائط نارية و اجهزة اكتشاف التدخل و شبكة خاصة مع مجموعة من كلمات السر التى يختارها الضباط انفسهم لحساباتهم, يبدو ان احدهم قد نسى ان الأوراق الملقاه و التى تحتوى على كلمة سر يجب تقطيعها فى ماكينة التقطيع قبل إلقاءها خارج المبنى, مع قليل من الصبر و البحث فى الأوراق التى يلقونها يوميآ فى القمامة يمكنك ان تجد كل المعلومات التى تريدها للدخول إلى نظامهم المعقد.
يبدو اننى قمت بنسخ ما لا يجب نسخه ها هنا , القيادات الكبيرة بدأت تعبث بالدولة و تحرك عمليات لكسب بعض المال من بدءآ من استخبارات لصالح الشركات الكبيرة إلى قتل و إختطاف بعض الشخصيات السياسية التى تعادى نظام الحكم.
ما يجب على هنا هو ان اعرف ما الذى قمت بنسخه و اثار غيظهم لتلك الدرجة لقد قمت بنسخ آخر 10 سنوات من النسخ الإحتياطية لقاعدة البيانات الخاصة بالعمليات الأمنية يبدو انها تحتوى على معلومات خطيرة للغاية لدرجة ان يغتالوا احد ضباط الحرب الإلكترونية و زوجته و محاولة اغتيالى ليحصلوا على البيانات فقط من جهازى !!, لحسن الحظ ان حاسوبى ليس هو المكان الوحيد الذى قمت بنسخ تلك البيانات منه, قمت بنسخ البيانات على اكثر من عشرة اجهزة حواسيب خادمة على مستوى العالم احد الأجهزة هنا فى مصر فى أحد مراكز البيانات الكبيرة و القليلة فى مصر, يمكننى الإتصال بالخادم من الخارج عن طريق شبكة الإنترنت لكن بأعلى سرعة ممكن لن استطيع نسخها فى الوقت المحدد لأنها سيراقبون جميع الشبكات حين ورود بصمة البيانات على الشبكة ستكون اجهزتهم كالوحوش المفترسة لتحديد موقعى بدقة, لن يكون لدى من الوقت سوى على اقصى تقدير عشرين دقيقة حتى يتم تمزيقى إربآ, الحل الوحيد هو الدخول لمركز البيانات بنفسى و ترك جهاز حاسب محمول لينسخ تلك بيانات من شبكة المركز الداخلية.
تناولت حقيبة الظهر التى تحتوى على جهاز الهاتف المغلق و جهاز الحاسب و خرجت من الغرفة إلى أسفل الفندق الرخيص, ارجو الا يعبثوآ بملابسى فلا املك غيرها حاليآ, تجولت فى الشوارع المجاورة للفندق لأقرب شارع رئيسى, ابتعت بعض الشطائر على سبيل الإفطار, اشرت للرجل بما اريده اثنين من شطائر الفلافل و اعطيته حفنة من الأموال ليعطينى الباقى و الشطائر, صاح مع ابتسامة : بالهنا و الشفا, اشرت له لرأسى ثم صدرى أى شكرآ. يعاملك الناس طريقة مختلفة عن باقى البشر, رأيت الأتوبيس يمر بجانبى هو ذلك الذى يمر خط سيره بمركز البيانات, جريت خلفه و اشرت لفتى داخله فتوقف الأتوبيس لأجلس على اول مقعد فارغ بجوار رجل اهلكه الزمن اسمه يتحدث إلى نفسه بصوت خفيض , اخرجت الشطيرة و اخذت التهمها فى نهم و استمع لما يقول : الواد لو سيبته, مش هايفلح, و هو سايب ابنه ينزل و يروح و يجى, الواحد لازم يلاقى فلوس , اجيب منين كل اللى اعرفهم عليا ليهم فلوس, الجمعية اللى عاملاها هاتجيب نص اللى محتاجينه و الباقى هانستلف من الجيران بقى ولا إيه ؟
اشرت للرجل بالشطيرة فأخذها من يدى يليتهمها على اسنان تحطمت كسفن غارقة من الحرب العالمية الثانية, اخرجت الشطيرة الثانية لالتهمها بجانبه و هو مازال يأكل و يتحدث لنفسه, معظم الناس هنا لا تجد قوت يومها و ما يحركها فى الأساس هو الغرائز الأساسية, المأكل و المشرب و النوم و الإخراج و الجنس, هى كل ما يحرك طبقة كبيرة من الشعب المصرى كانت يومآ ما هناك طبقة متوسطة لكنها اختفت بالتدريج آثار الحروب التى قادنا لها قادتنا العظام خلفت آثار تدميرية اقتصادية لا يمكن لمخلوق تحملها حتى ان من يولد منا يولد ليدفع نصيبه من الدين العام للدولة, نسمع ان بعض ادول تكون ثرية كفاية ليولد الطفل و يوزع عليه نصيبه فى ثروة البلد, لكن ثروة بلدنا ضاعة من زمن طويل أو تاهت.
وصلت لمركز البيانات الكبير, عبارة عن مبنى كبير بحراسة من الكلاب و بعض كاميرات المراقبة, يجب دراسة ما احاول اختراقه قبل البدء فى أى اختراق بدنى, ذلك النوع من الإختراق يجب دراسته بتأنى ولا سبيل للتجربة ها هنا فأنت بتوم بالعمل مرة واحدة إن فشلت فهى نهايتك حتمآ, المركز له مخرجين احدهما الأمامى و آخر خلفى للمخلفات و العاملين فى قطاع الخدمات المكملة كالنظافة و الحراسة و غيرها, عشرة طوابق ,مع جاراج للسيارات جانبى يجب الحصول على الرسوم الهندسية للمركز لأعلم أين يضعون الأجهزة, اقتربت من مدخل المبنى و بدات الكلاب تتشممنى لأرى لوحة امامية مكتوب عليها اسم المركز الهندسى الذى قام ببناء المكان "شركة التنمية المتحدة" بأت الكلاب تنبح و سألنى ضابط الأمن الممسك به بقوة : عايز حاجة انت؟, اشرت له انى احتاج دورة المياة, اشار لى على اتجاه الدورة, المكان نظيف تمامآ رأيت هناك عامل ممسك بممسحة و جردل ليؤدى دوره فى تلميع الأرضية, اديت دورى انا الآخر فى دورة المياة و خرجت لأذهب لمركز الرسم الهندسى, فى المركز هناك كان الأمر اشبه بصفقة سريعة, اشرت لأحد العاملين و دسست فى يديه ورقة من فئة 200 جنيه مع ورقة اخرى مكتوب فيها : الرسم الهندسى لمركز بيانات القابع فى المعادى, لك مثلها غدآ فى نفس المكان.
اتيت له فى نفس الموعد فى نفس المكان لأجده ينتظرنى و فى يده اسطوانة طويلة, كان مكتوب عليها اسم مركز البيانات و سنة الإنشاء, اعطيته بقية المبلغ و اشرت له ان شكرآ على المجهود العظيم, اخذت الرسم الهندى لأدرسه فى الفندق لأبدأ لأول مرة فى حياتى عملية خطيرة بذلك الشكل, اول عملية اختراق بدنى فى حياتى, إن انجح لأحصل على تلك البيانات او ان افقد حريتى و ربمأ حياتى معها.
WebCraker غير متصل   رد مع اقتباس