عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-19, 12:13 AM   #3
الصورة الرمزية WebCraker
:: المدير العام ::
تاريخ التسجيل: 2006-07-26
الدولة: المملكة العربية السعودية
العمر: 38
المشاركات: 3,665
التقييم: 858
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى WebCraker
الصورة الرمزية WebCraker
:: المدير العام ::
افتراضي رد: إختراق - رواية تقنية

الفصل الثانى
=============
صحوت ذلك اليوم لأجد الجو كئيبآ فى المنزل, نزلت للطابق السفلى لأرى أمى تبكى لأول مرة منذ امتناعى عن الكلام تبكى, حين سمعت صوت خطواتى تنبهت و ألقت الهاتف المحمول من يديها, اصيب ابى بنوبة قلبية فى العمل, زميله فى العمل هو من كان ينقل لنا الخبر عبر الهاتف, سيتم عمل اللازم يجب علينا الحضور فى الحال لمقر المخابرات الحربية, يالهى ماذا سنفعل بدونه, لم اكن اعلم اننى مازلت ذلك الطفل المتعلق بوالده برغم تلك المناوشات التى تحدث بيننا ولا يعلم بشأنها, يالهى لماذا تركنا الآن, شعرت بالهواء ثقيلآ حولى وانا اتحرك لأبدل ملابسى, و سمعت والدتى تتجه إلى المطبخ أعتقد انها تتوق إلى كوب من الماء, وانا اصعد تذكرت تلك المواقف التى جمعت ثلاثتنا, ذلك الحب الذى كانا يغمرانى به, أشعر بالرغبة فى البكاء الآن , ان اركن إلى ذلك الحائط امامى و ابكى إلى ان أنام, لكننى يجب ان اكون اقوى, انقطعت الكهرباء وانا امام حجرتى, و بدأ عمل المولد الإحتياطى فى الحال, أبى يعلم كم من المهم ان يستمر تدفق الكهرباء فى المنزل -رحمه الله- لذا قام بتزويد المنزل بكامله بمولد إحتياطى للكهرباء, سمعت صوت تحطم زجاج فى الأسفل و كل هذا يحطم اعصابى لم اكن اتحمل المزيد, ربما امى اسقطت شيئآ ما, من الأفضل ان القى نظرة, نزلت مسرعآ للأسفل لأجد زجاج نافذة المطبخ محطم على هيئة دائرة, وهى –امى- ملقاه على الأرض و بدأت بركة من الدماء تتسع بجانبها كانت الرصاصة مدفونة بقسوة فى مقدمة رأسها, سمعت صوت أقدام سريعة قوية تتجه إلى الباب, انا التالى.

***********

هنا اتضح المشهد لى, الساعة لا تزال التاسعة, لا يمكن ان يصل ابى بهذة السرعة إلى المكتب, تلك الرصاصة لا يمكن ان تكون رصاصة طائشة من فتى يصطاد الحمام, إنها رصاصة من العيار الثقيل المستخدم فى بنادق القناصة, قطع الكهرباء, تلك خطة التدخل السريع تنفذ حرفيآ,هرعت إلى الأعلى و انا فى أعلى السلم سمعت صوت رصاصتين تمرقان بجانب اذناى بعد تحطم باب المدخل, اتجهت إلى مكتبى و ضغطت ذلك الزر الأحمر الصغير المخبأ بداخل درج المكتب, أمامى ثلاثون ثانية قبل انفجار تلك القنبلة الكهرومغناطيسية, انا اقوم بتحضير نفسى للأسوأ, تناولت حافظة نقودى و شنطة ضهر صغيرة من تحت سريرى, فى تلك الأثناء كنت اسمعهم فى الخارج, 3 ثوانى و يقومون بالإقتحام مغرقين الحجرة بالرصاص, قفذت من النافذة مع الثانية الأولى, لحسن الحظ اننى فى الطابق الأول, جريت كأن الشيطان يطاردنى, رأيت تلك السيارة السوداء من طراز "فان" بطرف عينى , لم يطاردوننى لم اسمع احدهم يقفذ خلفى, لست انا الهدف إذا إنه جهاز حاسبى, بضع ثوان و تنفجر تلك القنبلة الهكرومغناطيسية لتغطى دائرة نصف قطرها 200 متر بموجة كهرومغناطيسية كثيفة من المستوى المتوسط, ستدمر الموجة الدوائر الإلكترونية لأى جهاز يعمل بالكهرباء داخل نطاق تلك الدائرة و ستمحى أى بيانات على الوسائط التخزينية لجهاز حاسبى و الذى يقبع فى مركز الإنفجار.

*********

صعدت إلى أول اتوبيس نقل عام رأيته حافى القدمين بملابس النوم احمل تلك الشنطة الصغيرة و بعض الأموال النقدية, جلست على اقرب مقعد فارغ, فتحت تلك الحقيبة الصغيرة, لأرتدى منها "تيشيرت" و جوارب و حذاء رياضى. يجب ان اقوم بسحب جميع اموالى من حسابى فى البنك و الآن, هؤلاء القوم سريعين بما فيه الكفاية لقتل والدى ووالدتى و اقتحام المنزل خلال ساعة واحدة فقط ليقوموا بالحصول على البيانات على جهاز الحاسب الخاص بى, هم يستطيعون تحديد مكانى من اول عملية بنكية سأقوم بها, لذا يجب ان تكون عملية واحدة و اختفى بعدها,نظرت من خلال زجاج النافذة المجاورة, لقد فشلت, لاول مرة افشل, فشلى لم يطالنى انا فقط بل كلفنى الكثير, الكثير جدآ، ثم انهمرت فى البكاء بحرارة.
WebCraker غير متصل   رد مع اقتباس