الموضوع: النصيحة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-14, 09:56 PM   #1
شخصية محترمة جدا
تاريخ التسجيل: 2008-04-11
الدولة: الاسكندرية
العمر: 38
المشاركات: 913
التقييم: 85
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى zezo_love323
شخصية محترمة جدا
تاريخ التسجيل: 2008-04-11
الدولة: الاسكندرية
العمر: 38
المشاركات: 913
التقييم: 85
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى zezo_love323
افتراضي النصيحة



قصة مثل
ايام زمان النصيحة بجمل
واليوم ببلاش وما حد يشتري

************ ********* ********* *****

يحكى أن أحدهم ضاقت به سبل العيش ، فسئم الحياة وقرر أن يهيم على وجهه فيبلاد الله الواسعة ، فترك بيته وأهله وغادر المنطقة متجها الشرق نحو ، وسار طويلاحتى وصل بعد جهد كبير ومشقة عظيمة إلى منطقة شرقي السعودية ، وقادته الخطى إلىبيت أحد الأجواد الذي رحب به وأكرم وفادته ، وبعد انقضاء أيام الضيافة سأله عنغايته ، فأخبره بها ،
فقال له المضيف : ما رأيك أن تعمل عندي على أن أعطيك ما يرضيك، ولما كان صاحبنا بحاجة إلى مكان يأوي إليه ، وإلى عمل يعمل فيه اتفق معه علىذلك.
وعمل الرجل عند مضيفه أحيانا يرعى الإبل وأحيانا أخرى يعمل في مضافته يعدالقهوة ويقدمها للضيوف ، ودام على ذلك الحال عدة سنوات كان الشيخ يكافئه خلالهاببعض الإبل والماشية.
ومضت عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته وعائلته وتاقت نفسهإلى بلاده وإلى رؤية أهله وأبنائه ، فأخبر صاحب البيت عن نيته في العودة إلى بلده ،فعز عليه فراقه لصدقه وأمانته ، وأعطاه الكثير من المواشي وبعض الإبل وودعه وتمنىله أن يصل إلى أهله وهو بخير وسلامة..
وسار الرجل ، وبعد أن قطع مسافة طويلة فيالصحراء القاحلة رأى شيخا جالسا على قارعة الطريق ، ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبةبجانب الطريق ، وعندما وصل إليه حياه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخاليوتحت حر الشمس وهجير الصحراء ، فقال له : أنا أعمل في التجارة. فعجب الرجل وقالله : وما هي تجارتك يا هذا ، وأين بضاعتك؟
فقال له الشيخ : أنا أبيع نصائح. فقالالرجل : تبيع نصائح ، وبكم النصيحة؟!
فقال الشيخ : كل نصيحة ببعير.
فأطرق الرجلمفكرا في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلا من أجل الحصول عليه ، ولكنه فيالنهاية قرر أن يشتري نصيحة مهما كلفه الأمر فقال له : هات لي نصيحة ، وسأعطيكبعيرا؟ ..
فقال له الشيخ :" إذا طلع سهيل لا تأمن للسيل "ففكر الرجل في هذهالنصيحة وقال : ما لي ولسهيل في هذه الصحراء الموحشة ، وماذا تنفعني هذه النصيحة فيهذا الوقت بالذات وعندما وجد أنها لا تنفعه قال للشيخ : هات لي نصيحة أخرى وسأعطيكبعيرا آخر.
فقال له الشيخ : " أبو عيون برق وأسنان فرق لا تأمن له "وتأملصاحبنا هذه النصيحة أيضا وأدارها في فكره ولم يجد بها أي فائدة ،
فقال للشيخ هات النصيحةالثالثة وسأعطيك بعيرا آخر.. فقال له :
"نام على الندم ولا تنام على الدم ". ولم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها ، فترك الرجل ذلك الشيخ وساق ما معه منمواش وسار في طريقه.
وظل يسير لعدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدةالحر ، وفي أحد الأيام أدركه المساء فوصل إلى قوم قد نصبوا خيامهم ومضاربهم في قاعواد كبير ، فتعشى عند أحدهم عنده وبات ، وفي الليل وبينما كان ساهرا يتأملالنجوم شاهد نجم سهيل ، وعندما رآه الرجل تذكر النصيحة التي قالها له الشيخ ففرمذعورا ، وأيقظ صاحب البيت وأخبره بقصة النصيحة ، وطلب منه أن يخبر قومه حتىيخرجوا من قاع ذلك الوادي ، ولكن المضيف سخر منه ومن قلة عقله ولم يكترث له ولميأبه لكلامه ،
فقال والله لقد اشتريت النصيحة ببعير ولن أنام في قاع هذا الوادي ،وقرر أن يبيت على مكان مرتفع ، فأخذ جاعده ونام على مكان مرتفع بجانب الوادي .
وفي أواخر الليل جاء السيل يهدر كالرعد فأخذ البيوت والقوم ، ولم يبق سوى بعضالمواشي. وساق الرجل ما تبقى من المواشي وأضافها إلى مواشيه ، وصاح لها مناديافتبعته وسار في طريقه عدة أيام أخر حتى وصل في أحد الأيام إلى بيت في الصحراء ،فرحب به صاحب البيت وكان رجلا نحيفا خفيف الحركة ، وأخذ يزيد في الترحيب بهوالتذبذب إليه حتى أوجس منه خيفة ، فنظر إليه وإذا به " ذو عيون برق وأسنان فرق " فقال : آه هذا الذي أوصاني عنه الشيخ ، إن به نفس المواصفات لا ينقص منها شيء .
وفي الليل تظاهر الرجل بأنه يريد أن يبيت خارج البيت قريبا من مواشيه وأغنامه ،وأخذ فراشه وجره في ناحية ، ولكنه وضع حجارة اللحاف تحت ، وانتحى مكانا غيربعيد يراقب منه حركات مضيفه ، وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه نام قد ، خاصة بعد أن لمير حراكا له ، أخذ يقترب منه على رؤوس أصابعه حتى وصله ولما لم يسمع منه أية حركةتأكد له أنه نائم بالفعل ، فعاد وأخذ سيفه وتقدم منه ببطء ثم هوى عليه بسيفه بضربهشديدة ، ولكن الضيف كان يقف وراءه فقال له : لقد اشتريت والله النصيحة ببعير ثمضربه بسيفه فقتله ، وساق ماشيته وغاب في أعماق الصحراء.
وبعد مسيرة عدة أيام وصلفي ساعات الليل إلى منطقة أهله ، فوجد مضارب قومه حالها على ، فترك ماشيته خارجالحي ، وسار ناحية بيته ورفع الرواق ودخل البيت فوجد زوجته نائمة وبجانبها شابطويل الشعر ، فاغتاظ لذلك ووضع يده على حسامه وأراد أن يهوى به على رؤوس الأثنين ،وفجأة تذكر النصيحة الثالثة التي تقول " نام على الندم ولا تنام على الدم "، فبردتأعصابه وهدأ قليلا فتركهم على حالهم ، وخرج من البيت وعاد إلى أغنامه ونام عندهاحتى الصباح ، وبعد شروق الشمس ساق أغنامه واقترب من البيت فعرفه الناس ورحبوا به ،واستقبله أهل بيته وقالوا : له لقد تركتنا منذ فترة طويلة ، انظر كيف كبر خلالهاابنك حتى أصبح رجلا ، ونظر الرجل إلى ابنه وإذا به ذلك الشاب الذي كان ينام بالأمسبجانب زوجته فحمد الله على سلامتهم ، وشكر ربه أن هداه إلى عدم قتلهم وقال بينهوبين نفسه والله إن كل نصيحة أحسن من بعير

hgkwdpm

zezo_love323 غير متصل   رد مع اقتباس