شبـــكة تـيـفـا نت - اكتشاف وفاة عندليب الصحافة المصرية بعد يومين في بيته

Download25351

ظل عندليب الصحافة محمود عوض وهو واحد من أشهر الصحافيين والكتاب المصريين ميتا في بيته يومين دون ان يكتشف أحد وفاته، إلا بالصدفة عندما تأخر مقاله الذي ينشره في إحدى الصحف عن المعتاد.

عوض من جيل الصحافيين الرواد في مصر الذين رافقوا مسيرة التوأم الصحافي علي ومصطفى أمين ونبغت موهبته وتفتحت في صحف أخبار اليوم التي أسساها في أربعينيات القرن الماضي.

وتشيع جنازة محمود عوض اليوم الأحد 30-8-2009 من جامع عمر مكرم في القاهرة، وذلك بعد يومين من وفاته التي لم يكتشفها أحد لأنه يعيش في بيته بمفرده.

ويكتب الراحل مقالا منتظما في جريدة اليوم السابع التي تصدر كمطبوعة ورقية مرة واحدة أسبوعيا، فيما تصدر بصفة يومية على شبكة الانترنت.

وكان هذا المقال سببا في اكتشاف وفاته، حينما تأخر ارساله للمقال عن المعتاد، فاتصلت به الجريدة أكثر من مرة، وعندما لم يرد على هاتفه المتحرك أو الثابت، شعرت بالقلق فأبلغت شقيقه الذي حضر على الفور إلى منزله، وتم احضار الشرطة بعد أن وجدوه ميتا.

وتعكس حالة الوفاة لكاتب كبير دون أن يعلم به أحد، صورة غير جيدة للمشهد الاعلامي والصحافي في مصر، فقد كان عوض خلال عقود القرن الماضي مركز دائرة واسعة لنجوم السياسة والصحافة والفن، تمتع بعلاقات مميزة مع صانعي القرار في تلك المرحلة وتولى مناصب قيادية صحافية نجح فيها، منها الفترة التي تولى فيها رئاسة تحرير صحيفة "الأحرار" المعارضة في أوج توهجها، وكانت مقالاته وموضوعاته تنشر بانتظام في صحيفة "أخبار اليوم" عندما كانت توزع أكثر من مليون نسخة في عهد مصطفى أمين، وله العديد من الكتب التي زينت المكتبة العربية السياسية والانسانية.

وضاقت من حوله الدائرة الاجتماعية، ولم تتذكره سوى صحيفة "اليوم السابع" بالمقال الذي كانت تنشره له، وكان أكثر المقالات قراءة فيها، رغم عدم معرفة الأجيال الجديدة من القراء به.

واستضافته منذ شهور الاعلامية انجي علي في برنامج جماهيري بقناة "دريم" الفضائية حيث تحدث عن ذكرياته وخبطاته الصحافية وعلاقاته بعالم السياسة والصحافة والفن.

ولد الراحل الكبير بمدينة طلخا المجاورة للمنصورة عاصمة محافظة الدقهلية، وعمل لسنوات طويلة بجريدة أخبار اليوم، ولقبه إحسان عبد القدوس بـ"عندليب الصحافة"، كما كان من نخبة الكتاب المختارين فى كبريات الصحف العربية مثل الحياة اللندنية والرياض السعودية والاتحاد الإماراتية، وكتب للإذاعة المسلسل الوحيد الذى قدمه عبد الحليم حافظ وهو "أرجوك لا تفهمنى بسرعة".

وأذاعت إذاعة "الشرق الأوسط" المصرية هذا المسلسل في اكتوبر/تشرين أول عام 1973، خلال شهر رمضان، وهو المسلسل الاذاعي الوحيد الذي قام عبدالحليم حافظ ببطولته، وصاحبت ذلك حينها ضجة إعلامية كبيرة.

ويتذكر الدكتور هشام عيسى - حسب ما جاء في مقال سعيد الشحات - أنه وأثناء حرب أكتوبر، كان مسؤولا عن إمداد الجيش بالدم، ووقع أحد زملائه الأطباء أسيرا لدى القوات الإسرائيلية، وبعد عودته سأل دكتور هشام: "هل تعرف الكاتب محمود عوض؟ أجابه عيسى: "نعم، لماذا تسأل عنه"؟ قال له الطبيب الأسير: "الإسرائيليون وجهوا لى عدة أسئلة خلال الأسر، كان آخرها سؤال يقول: "هل يوزعون عليكم كتب محمود عوض من باب التوجيه المعنوى للقوات المصرية؟".