لهيب المرايا [الأرشيف] - شبـــكة تـيـفـا نت

المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لهيب المرايا


hahattt919
2009-09-23, 07:09 PM
لهيب المرايا
كنت أنا وأصدقائي الاثنين نمشي في الطريق المؤدي إلي منزلنا حيث كنا
نسكن في منزل واحد في ادوار مختلفة وكنا في منتهي الإرهاق والتعب

فكنا نمشي بعض الوقت ونجلس علي الأرض نستريح لفترة ثم نقوم لنواصل
المسير نحو المنزل وها نحن أخيرا وصلنا إلي منزلنا بعد طريق طويل

أنهيناه باستراحة قبل قليل تبادلنا فيها الحديث قبل ان نقوم لنصل
أخيرا إلي باب المنزل الذي دخلنا به بالفعل ولكنه كان مختلف فبمجرد

دخولنا حتى انغلق الباب علينا وتحولت كل الجدران إلي ألواح زجاجيه
ثم تم طلائها من الخلف بتلك المادة الفضية لتتحول تلك الألواح

الزجاجية الشفافة إلي مرايا ولكن كانت تلك المرايا مختلفة عن التي
في حياتنا كانت مرايا مميتة .

فبمجرد أن رأينا ما حدث حتى انقبضت قلوبنا وخفقت بشدة حيث لم نكن
نري بعضنا في تلك المرايا بل كان كل منا يري نفسه فقط دون غيرة

والأغرب أن كل واحد منا كان يري نفسه في مكان مختلف عن الجميع .
وعني كنت أري أنني أقف في حقل واسع وكان به زرع طويل يغطيني لدرجه

أن رأسي فقط هي التي كانت تعلوه لأري مساحته الشاسعة ولكني كلما
تحركت كان يعلو بكل خطو أخطوها ليغطي رأسي في النهاية فلم اعد أري
إلا أغصانه التي أمامي .

في الحقيقة كنت خائف من السير في ذلك المكان الذي كنت اسميه في
عقلي غابه موحشة أغصانها متقاربة فلا تستطيع أن تري موضع قدمك

القادم ولكن في النهاية كان لابد لي من التقدم حتى أصل للنهاية مهما
كانت مؤلمه أو سعيدة .

ولكن اعذروني فقد كنت انتظر أن تكون مؤلمه فكيف تكون سعيدة وسط كل
تلك الأغصان التي إنما توحي بخطر داهم لا محالة .

ولكني تقدمت وسرت وأنا لا ادري أين نهاية المطاف ومر الوقت وأنا لا
أري إلا نفس المنظر أغصان متقاربة أزيحها بيدي وأتقدم بين طياتها

حتى اختلف المشهد أخيرا ولكن ليس في الشكل إنما في اللون فتحولت
الأغصان من لونها الأخضر المعهود إلي لون أصفر فاقع يوحي بأن تلك

الأغصان افتقرت إلي الماء أو أشعه الشمس فبدأت تموت وتذبل وتخيلت
عندها أنني أقف بين خط فاصل بين الحياة بلونه الأخضر الناصع والموت

بلونه الأصفر الذابل وفي تلك اللحظة وقفت عند ذلك الخط وأنا خائف
قلبي ينبض بشدة خشيه من أن اعبر إلي الجانب الأخر وتخيلته الهلاك بعينه .

ولكن لم يكن من مفر يجب أن أتقدم وبالفعل رفعت قدمي ووضعتها في أول
موضع بين الأغصان بلونها الأصفر وبمجرد أن لمست قدمي الأرض حتى حدث
شيء عجيب لم يكن بالحسبان .

وجدت أن الأغصان الصفراء التي علي حافة قدمي تغير لونهم إلي الأخضر
وكأن الحياة عادت إليهم مرة أخري ولكني شعرت بشعور داخلي غريب شعرت

وكأن روحي تخرج من بين أضلعي حاولت المقاومة والرجوع وعندما نظرت
خلفي شاهدت ذلك المنظر العجيب الذي اتضح خلفي ولم يكن موجود فكان

علي الحافة قبل هذا الخط الفاصل شخص ملقي علي الأرض وقد فارق الحياة .

وعندها جاء في ذهني ذلك التفكير المريب بأن كل تلك الأغصان كانت
صفراء ولكن كلما أتي شخص وسار بينهم تمتص تلك الأغصان الحياة منه

بكل خطوة يخطوها نحو الأمام ليتحول لونها إلي اللون الأخضر مرة أخري
وللأسف بمجرد دخولي إلي تلك الأغصان الصفراء لم يعد بمقدوري العودة للوراء .

خفق قلبي في تلك اللحظة من ذلك التفكير حتى تسمرت قدماي في الأرض
وكنت انوي عدم الحركة للأمام لعلي أجد مفر أخر ولكن حدث أمر جعلني

في قمة الدهشة فكانت عيني مفتوحة وكأنني انظر إلي شيء لم أشاهدة في
حياتي كلها فقد كنت أقف مكاني وأنا انوي عدم التحرك ولكن الأغصان هي

من كانت تتحرك نحوي وكأنني أنا المنظر الثابت وهي الشخص المتحرك
ولكني اندهشت ما هذا تلك الأغصان كأنها إنسان حي يقرأ الأفكار فبمجرد

تفكيري في عدم الحركة تحركت هي نحوي وفي تلك اللحظة غيرت تفكيري
وقررت الحركة وبالفعل توقفت الأغصان عن الحركة بمجرد تحركي للأمام

ولكني كنت أتحرك للأمام ببطء شديد حتى استطيع التفكير في حيله جديدة
ولكني كنت اشعر بكل حركه أخطوها بأن قوتي تنهار وبدأت اشعر بضعف شديد .

حينها تذكرت الماء فقد كنت أريد أن اروي نفسي ببعض منه واضعه علي
راسي حتى أفيق ولكن أين أجد الماء وسط كل تلك الأغصان الميتة فلو

كان موجودا ما كانت اصفرت تلك الأغصان وبدأت في الدبلان .
ولكن كما قلت وكأن تلك الأغصان بداخل رأسي تعلم في ماذا أفكر فوجدت

غصن من تلك الأغصان الصفراء والذي اخضر بمجرد أن وطئت قدمي بجواره
قد حدث به ثقب وبدأ في إخراج الماء وكأنه يندفع من تحت الأرض ولا يجد

منفذ سوي هذا الثقب فوضعت وجهي أمام ذلك الماء المندفع لأغسل وجهي

ورأسي وأشرب حتى ارتويت وبمجرد أن شعرت بالراحة حتى انسد الثقب وجف الماء .

وبدأت في السير مرة أخري ببطء شديد لا اعلم كيف أتصرف أو ماذا افعل
ولكن كان يسيطر علي شعور بالاستسلام وكنت انتظر نهايتي حتى أقع علي

خط فاصل ليأتي من بعدي ليكمل الطريق ويجعل الأغصان الصفراء تعود
للونها الأصلي اللون الأخضر الجميل .

وفي تلك اللحظات سيطر علي شعور بالسعادة لم أكن ادري هل هو من يأسي
وعدم قدرتي علي تغير مصيري فقد شعرت بالسعادة لأني كنت أفكر في أني

في تلك اللحظات لا أسير في اتجاه خطأ بل أسير نحو الصواب وهو أني ابذل حياتي لأجعل الحياة جميله بلونها الأخضر المريح .

الرابط لايظهر فى الأرشيف

ملكة الرحمه
2009-09-23, 07:31 PM
قصه جميله
مفيده جدا
لازم كلنا نتعلم منها عدم اليأس
واننا نستطيع ان نحول الخوف واليأس الى سعاده وامان

سرسور
2009-09-24, 08:32 PM
الموضوع جميل جداااااااا
وفى غاية الروعة
فيه الكثير من المعانى القيمة

سمو الأحساس
2009-10-11, 12:51 AM
كلمة ابداع قليله

موضوع مميز